سؤال : كيف يقال أن القرءان متواتر وهو ينتهي إلى عدد محدود من الصحابة و إلى عدد محدود من القراء وهو عشرة بل كيف اضمن بقاء القرءان دون عبث السلطة في عهد عثمان بل ومن قبله ابو بكر بحيث لا يصلنا ان هناك عبثا وقع ؟

الجواب : القرآن متواتر جيلاً عن جيل ، لكن في كتب القراءات لا تذكر أسماء أفراد الجيل كلهم ، فهذا مستحيل طبعا ، بل يذكر أسماء أشهر المقرئين وأبرزهم ، ولو لم يوجد عاصم بن أبي النجود ولا حفص ولا ورش ولا سائر القراء ، لما نقص ولا زاد في القرآن شيء ، لأن أسمائهم مذكورة فقط على سبيل التوثيق لا أكثر ، اما التواتر فهو أكبر من هذا .

وهذا التواتر هو ضمان سلامة القرآن من التحريف ، لأنه لو حاول أحد تغييره لقام لهم سائر الحفاظ من الصحابة ومن بعدهم التابعين .. ومن يتابع الكيفية التي قام زيد بن ثابت بواسطتها بجمع القرآن سيظهر له بجلاء أنها عملية علنية في النور أمام الجميع واتسمت بالنزاهة البالغة والشفافية الكاملة ، لهذا اكتسبت مصداقية مهولة عبر العصور ، بخلاف لو كان جمع القرآن قد تم بطريقة أخرى ، وللمزيد في هذا الموضوع أنصح بقراءة كتاب محمد شرعي أبو زيد (جمع القرآن في مراحله التاريخية) فهو نافع جدا وغني بالمعلومات والردود على الشبهات .