النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سؤال حول علم الله الأزلي

  1. #1

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عقل مشاهدة المشاركة
    مساء الخير ...تحية طيبة وبعد

    اثناء مطالعتي للقران الكريم وجدت عدد من الايات تتعارض مع قول الله انه بكل شئ عليم
    مثلا ولنبلونكم حتي نعلم
    ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين
    ليعلم الذين نافقوا

    اللي اخره من الايات
    فارجوا توضيح هذا الاشكال وبيان المقصود بالعلم هنا
    وشكرا
    هذا السؤال مهم جدًا ..
    والمقصود بالعلم في هذه الآيات وأمثالها - وهي كثير - هو علم الشهادة الذي يحاسبهم عليه ..
    فالله تعالى لا يحاسب العباد بناءً على علمه بنواياهم وخبايا نفوسهم ..
    بل يحاسبهم على ما ظهر من أعمالهم وما بان من أفعالهم ..
    وهذا مبدأ عام في السنن الإلهية ، والغرض منه إقامة الحجة على كل فرد ساعة الحساب ..
    لهذا تجد أن الملائكة تحصي الأعمال وتسجلها في كتاب مخصوص لكل واحد ..
    وهذا رغم أن الله تعالى يعلم كل دقيقة وجليلة من أعمال البشر ..
    لكنه لنفس الغرض : إقامة الحجة ..
    كذلك شهادة اليد واللسان والجوارح على العبد أمام الله يوم القيامة ..
    رغم أنه جل وعلا يعلم ما اقترفه العبد في حياته ..
    إنما هو لنفس السبب : إقامة الحجة ..
    فالله لا يحاسب العباد إلا أن يقع منهم الفعل وتسجله الملائكة وتشهد به عليهم أيديهم وألسنتهم وجوارحهم ..
    لتكون حجة على حجة وبينة فوق بينة ..
    ..
    فإن الله تعالى يعلم ما كان وما سيكون ، لكن هذا العلم السابق على الفعل لا يحاسب الله العباد بناء عليه ..
    فالله تعالى يعلم أن الكفار سيكفرون ويقتلون المؤمنين ويحاربون الرسل ومع ذلك لم ينزل بهم العقاب - ولا أنزله بقوم قطٌ - قبل أن تبلغهم الرسالة ويكفروا بها ، قال تعالى : {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} ..
    فالعلم السابق أن فلانًا سيعصى أو سيفسق أو سيكفر = لا يحاسب الله أحدًا عليه ..
    ..
    يقول الدكتور ياسر برهامي في شرح المنة بعد كلامه عن الفرق بين علم الغيب وعلم الشهادة :
    ومن هنا نفهم قوله تعالى : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} (محمد:31) ، لأن البعض قد يظن أن الله لا يعلم حتى يختبرهم ، فالله عز وجل كان يعلم من سيجاهد ومن سيصبر ولكن هذا العلم لا يحاسبهم عليه ، وإنما فسر أهل العلم قوله : {حتى نعلم} ، أي علمًا يحاسبهم عليه ، ويعلم أنه قد "وقع" بعد علمه أنه "سيقع" ، وينتقل من علم الغيب إلى علم الشهادة ، فعلم الله سبحانه قبل وقوع الشيء ووقوع الحدث علم غيب ، وعلمه بعد وقوعه علم شهادة ، أما المخلوقون فعلمهم مقصور على ما بعد الوقوع ، أما قبل أن يقع فهو ظن وليس علمًا .
    وأما علم الله سبحانه وتعالى فهو علم بالشيء علمًا جازمًا قبل أن يقع وبعده ، لكن على أي العلمين يكون الحساب ؟ إنه يكون على العلم بعد وقوع الفعل ، وهو علم الشهادة .
    وقال عز وجل : {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (آل عمران: 140) ، ليعلم علمًا يحاسبهم عليه ، وقد فسّر ابن عباس قوله تعالى : {وليعلم الله} بـ: "وليرى" ، وهذا هو معنى علم الشهادة ، فهو عز وجل يعلم الشيء الذي لم يقع قبل وقوعه ، ولكن قال : {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) ، يعلم الذين آمنوا الذين وقع منهم الإيمان ، والذين صبروا الذين وقع منهم الصبر ، ويعلم المجاهدين الذين وقع منهم الجهاد بالفعل ، وليس لأنه لا يعلمه قبل وقوعه ، ولكن لأنه يحاسب العباد على ذلك العلم الذي بعد الوقوع .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. #2

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين ..

    المقصود من هذه الآيات - وهي كثيرة في القرآن - هو العلم الذي عليه الحساب وتقوم به الحجة ..
    فمعناها كما ذكر غير واحد من المفسرين هو :
    ليعلم علمًا يحاسبهم عليه وتقوم به الحجة عليهم ..

    وهذا يتفق مع العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحكي عن الملائكة التي تسجل الأعمال ..
    هذا رغم أن الله لا يحتاج هذه التسجيلات ليعلم ما يفعله العباد ..
    إنما هو لإقامة الحجة عليهم بما لا سبيل فيه للتهرب أو الإنكار ..

    وكذلك ما يحدث يوم الحساب للمجرمين عندما تشهد عليهم أيديهم وألسنتهم وبقية جوارحهم ..
    وفي هذا المزيد من إقامة الحجة وتوكيدها ..
    وفيه إذلالٌ عظيمٌ للمجرمين كذلك ..

    وفي هذا كله لا يحتاج الله العليم الخبير لمن يسجل أو يكتب أو يشهد ..
    ومن لم يدرك هذه الحكمة العظيمة يعسر فهمه ويضيق أفقه ..

    وفي هذا الإطار نفهم ما نجده يوم الحساب من أمر الله تعالى الكفارَ بالسجود ..
    فهم يعجزون عنه في هذا اليوم العصيب ..!

    كما نفهم أمره لقارئ القرآن أن يقرأ ويرتل ويرتقي في قراءته كما كان يفعل في الدنيا ..
    فيفعل ويكون أجره بحسب ارتقائه في القراءة ..

    وهذا كله ليس لنقص في علم الله تعالى - حاشاه عز وجل ..
    إنما هو لإقامة الحجة عليهم وزيادة في توكيدها ..
    فالله سبحانه لا يحاسب العباد بما في علمه الغيبي أنه يصدر منهم ..
    إنما يحاسبهم بما صدر منهم فعلاً وسجلته الملائكة في دفاترها وشهد به الناس عليهم ..
    ثم شهدت به جوارحهم وأعضائهم أمام العزيز الحكيم ..
    فتكون حجة فوق حجة وبينة على بينة ..

    وهذه حكمة عظيمة ..
    من لا يدركها يجد نفسه أمام كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية متعثرًا متخبطًا متلعثمًا ..
    وتجده يستشكل ويتعثر لأنه غير فاهم ..!

    وهذه من جوانب عظمة هذا القرآن العظيم الذي يهدي به المؤمن ويضل به الكافر ..
    فنفس الآية التي تخشع لها قلوب المؤمنين وتسيل لها دموعهم هي نفسها التي يجادل فيها الكافرون ..
    هذا لأن الذين آمنوا عرفوا أنه الحق من ربهم ..
    أما الذين كفروا فيتسائلون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ..
    وما يُضل الله بهذا الكتاب إلا الفاسقين ..!
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  3. #3

    افتراضي

    روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (إلا لنعلم) أي (لنرى) وروي (لنميز) ، وكذلك قال عامة المفسرين (إلا لنرى ونميز) .
    وقال جماعة من أهل العلم : لنعلمه موجودًا واقعًا بعد أن كان قد علم أنه سيكون .. ولفظ بعضهم : العلم على منزلتين ، علم بالشيء قبل وجوده ، وعلم به بعد وجوده . والحكم للعلم به بعد وجوده لأنه يوجب الثواب والعقاب .
    قال : فمعنى قوله (لنعلم) أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ، ولا ريب أنه كان عالمًا سبحانه بأنه سيكون ، لكن لم يكن المعلوم قد وجد .


    * بتصرف من الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام ابن تيمية ص446 .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء