النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: والشمس تجري

  1. افتراضي والشمس تجري

    السلام عليكم ورحمةُ اللهِ تعالى وبركاته
    أما بعد، هناك من أشكل عليه فَهمُ حديث سجود الشمس تحت العرش وفي هذه المقالة سنحاول شرح الحديث خلال رواياته

    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما ” أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ ” قالوا : الله ورسوله أعلم . قال ” إن هذه الشمس تجري حتى تنتهي تحت العرش . فتخر ساجدة . فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي . ارجعي من حيث جئت . فتصبح طالعة من مطلعها . ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك ، تحت العرش . فتخر ساجدة . ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي . ارجعي من حيث جئت فترجع . فتصبح طالعة من مطلعها . ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك ، تحت العرش . فيقال لها : ارتفعي . أصبحي طالعة من مغربك . فتصبح طالعة من مغربها ” . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك { حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا } ” [ 6 / الأنعام / آية 158 ] . الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 159 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس : ( تدري أين تذهب ) . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) . الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3199 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، فقال : ( يا أبا ذر ، أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فذلك قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } ) الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4802 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع ، فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري ، حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع ، فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري ، لا يستنكر الناس منها شيئا ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها ، أتدرون متى ذاكم ؟ حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 84 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس : ( تدري أين تذهب ) . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) . الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3199 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، فقال : ( يا أبا ذر ، أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فذلك قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } ) الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4802 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، قال : يا أبا ذر ! أتدري أين تغرب الشمس ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع ، فإذا طال عليها قيل لها : اطلعي مكانك ، فذلك قوله تعالى : ? والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ? الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: أبو نعيم – المصدر: حلية الأولياء – الصفحة أو الرقم: 4/240 خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث الأعمش
    فإن بعض من قرأ روايات هذا الحديث تحققّت لديه إشكالات وهنا سنبين بعضها بعضًا :

    كيف تسجد الشمس؟
    كيف تذهب الشمس حتى العرش ولا تغيب عن الارض؟
    كيف يحصل تعاقب الليل والنهار إن كانت الشمس ذهبت للعرش بعدما غربت على أول بقعة؟
    كيف تستأذن الشمس دون أن تتوقف عن سيرها؟
    هل يحاكي الحديث فكرة أن الأرض مُسطحة تشرق عليها شمس مرة وقمرٌ مرة؟

    أولًا : كيف تسجد الشمس؟

    وحتى نستوضح ذلك سنستعرض ذلك من خلال القرآن الكريم يقول عز من قال :

    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩) [18 ـ الحج]

    (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) [6 ـ الرحمن]

    (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [44 ـ الإسراء]

    ونستخلص أن كل ما خلق الله يسجدُ له على هيئته التي خلقه عليها فوجه الشبه الوحيد هو الاشتراك في الفعل، مثال ذلك من الواقع الإنسان يجري والكلب مثلًا يجري ولكل منهما طريقة معينة، فإنه كما قال عز وجل ولكن لا تفقهون تسبيحهم، فطريقة سجود الشمس غيب مطلق لا قبل لنا بمعرفته.
    ثانيًا : كيف تذهب الشمس حتى العرش ولا تغيب عن الارض؟

    فيزيائيًا الشمس تجري بالفعل في حركة دائرية على خط متعرج حول مركز المجّرة حيث تُتم دورة كاملة كل 225 مليون سنة ضوئية، فنحن نسأل كيف تذهب الشمس حول المجرة ولا تغيب عن الأرض؟
    والجواب هو أنَّ جُرّم الشمس يجذب جميع الكواكب من حوله تبعًا لقوة جاذبيته ويفسر ذلك لنا قانون الجذب العام لنيوتن والذي يقول :

    - كل جسم في الكون يجذب أي جسم بقوة تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيًا مع مربع المسافة بينهما.

    فالشمس لا يمكن أن تغيب عن الأرض وإن كانت ذاهبة تحت العرش.
    ثالثًا : كيف يحصل تعاقب الليل والنهار إن كانت الشمس ذهبت للعرش بعدما غربت على أول بقعة؟

    هذا التساؤل يتحقق إن كان صاحب السؤال لا يعرف ما هو العرش؟ إذًا فما هو العرش؟

    العرش ليس الكرسي كما ظنَّ البعض ذلك أنَّ مادة عرش هي (ع-ر-ش)، ومادة كرسي هي (ك-ر-س)، والعرش له عدة معاني في اللغة ومنها سقف البيت، ركن الشيء، سرير الملك، المُلك، قوام أمر الرجل، عرش السماك، عرش البئر، ظاهر القدم، ويتحقق فهم المراد من تلك المعاني بما أضيف إلي كلمة عرش، وسيكون المعنى المقصود سرير الملك :

    “حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ الْمُسْلِمُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَالَمِينَ فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ فَقَالَ لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ - أَوّ قَالَ آخِذْ بِقَائِمةٍ مِنْ قَوَائِم الّعَرش، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ” [صحيح البخاري – 3227]

    “أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وُهَيْبٍ الْغَزِّيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ ; أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكُرْسِيِّ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ.“ [البداية والنهاية لابن كثير – فصل ما ورد في صفة خلق العرش والكرسي صـ25]

    “(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ تَعَالَى فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ .” [صفة الجنة لأبي نعيم- ذِكْرُ مَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ وَالأَنْهَارِ – رقم الحديث 321]

    ويقول الله – تبارك وتعالى – :

    ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]

    أي استواء بما يليق بجلاله وعظمته، لا يشبه استواء المخلوقين، بلا تكييف نعلمه، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تعطيل، فالاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

    ونستخلص أنَّ العرش عظيم ومخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمته وسعته إلا الذي خلقه سبحانه وتعالى، وهو كالقبة على العالم، هو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضاً وليس فوقه شيء سوى الله سبحانه وتعالى. [فتاوى الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء]، وقال ابن كثير: هو سريرٌ ذو قوائم، تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات.

    لذا فالشمس خلال جريانها هي أسفل العرش فهو ليس قِطعة تذهب أسفلها وإنما هي ذاهبة لمستقرها تحت العرش وسنفصل ذلك فيما يلي.
    رابعًا : كيف تستأذن الشمس دون أن تتوقف عن سيرها؟

    العلم يثبت أن الشمس تجري مُلمة معها بالمجموعة الشمسية كما تقدم، فأثناء جريها تستأذن الطلوع على بقعة أخرى ولا يلزم من استئذانها الوقوف فإن فعلت لانحرفت عن مسارها، مثال ذلك أن يتصل أحدهم بوالده بالهاتف خلال سيره، فلا يلزم من استئذانها التوقف لبرهة، فإن الشمس تجري كما تقدم تحت العرش إلي أن تصل إلي مستقرها والذي يتحدد بغيابها عن بعض الأرض فتسجد وسجودها الخضوع فلا يلزم منه التوقف بل هي جارية ساجدة تحت العرش تنتظر خلال جريها وصولها لمستقرها والذي يتحقق بغيابها عن بعض الأرض، وكما أن مستقرها تحت العرش فهي تحت العرش، فتستأذن الطلوع مرة من حيث تطلع كل يوم على البقعة التي غربت من عليها سابقًا.
    خامسًا : هل يحاكي الحديث فكرة أن الأرض مُسطحة تشرق عليها شمس مرة وقمرٌ مرة؟

    الجواب هو لا، والدليل على ذلك هو من القرآن :

    (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) [الصافات – 5]

    (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) [المعارج – 40]

    في الآيتين الكريمتين يقسم الله عز وجل (بالمشارق والمغارب) ومادتهما (ش-ر-ق) (غ-ر-ب)، وقد صيّغا على اسم الزمان، ودليل ذلك جمعهما بدلًا من إفرادهما أو تثنيتُهُمَّا، وعليه فالمعنى هو أن الشمس تضيء على مواقع مختلفة وتغيب على مواقع أخرى بنفسِ اللحظة وما إليه من تعاقبها وبالتالي سيكون هناك عدة مشارق ومغارب وهو ما أشارت الآيات إليه.

    (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر – 5]

    يتوضح لنا من الآية الكريمة وجود نظام كروي يسير عليه الليل والنهار ويتداخلان مع بعضهما، ولا يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية، وهذا دليل قوي على تقلب الليل والنهار على بقع مختلفة على الأرض.

    (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور – 44]

    يستخدم الله تبارك وتعالى لفظة “يُقلِّب”، ومادتها (ق-ل-ب)، وفي قاموس لسان العرب “القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.”، هذا مثل أن تفلب عمل معدنية من الرأس إلي الذيل، فعندما قُلبت لم يختفي الرأس بل أصبح مواجِهًا للأسفل، وظل الرأس موجود في ظل الذيل، فالمعنى من هذا أن الليل يظل موجود في ظل النهار وهذا وجّه الإعجاز في الآية الكريمة.

    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان – 29]

    (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف – 54]

    الآيتان الكريمتين يصوران مشهديّن عظيميّن، الأولى من سورة لقمان، وتصف مشهد حكمة الليل على الأرض في الفضاء والظلام من حولها من كل جانب، أما الآية الثانية تصف مشهد عظيم وهو خلق الله في ستة أيام (أزمنة)، ثم استواء الله عز وجل بما يليق بعزته على العرش، فيغطي الليل على ما حول الأرض، وكأن الظلام يلحق بهذه الطبقة الرقيقة من الضوء دون أن يسبقها.
    الاســـم:	earth-day-image-2013-9.jpg
المشاهدات: 916
الحجـــم:	7.3 كيلوبايت
    شروق الأرض صورها أبولو 8
    لذا فإن الحديث لا يحاكي الصور القديمة المنافية للعلم بل ويخبرنا أن الشمس ليست ساكنة كما ظن العُلماء لعقد من الزمن.

  2. #2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء