حتى لا يُقال أنني مُدّعي.
رغم أنني لم أشأ أن أُعلّق على ما كُتب عنّي في هذا الموضوع، حيث أن النتيجة قد ظهرت وهي أنهُ لا يوجدُ في هذه الأمّة الآن عشرة أنفارٍ ممن يرجون لقاء {الله} واليوم الآخر.
ولكنني رأيتُ أن أكتُب بعض الأُمور حتى لا تكون هُنالك حُجّةً لأحد ضدّي، وكذلك تبيين الأمر للمُنصفين إن وُجدوا.
فأمّا عن كوني مجهولاً الآن فهذا أمرٌ طبيعي وليس فيه عيبٌ عليّ، إذ أنني لا أعرفُ أحداً ولا يعرفني أحدٌ سوى أنني مُجرّدُ إسمٍ يُذكرُ في هذه المُراسلات. ولكن هذا المجهولُ سوف يُسألُ ويُمتحنُ، وعند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان. إذن فمسألة (المجهول) يجبُ طرحها جانباً.
وأما الإدعاءُ بأنني (أُزكّي) نفسي، فإن التزكية تكونُ عند الأُمور الخافية في النفس، ولا يُمكنُ لأحدٍ أن يطّلع عليها إلاّ بمعرفة السلوك والتجارب والتي تحتاجُ إلى وقت طويل للتحقّق منها، كإدّعاء الورع والصلاح والتقوى والأمانة والعفّة والشهامة والكرم وغيرها. وهذه التزكية [أي الإدعاء بهذه الأُمور] هي التي قال عنها {الباريءُ جلّ وعلا}: {فلا تُزكّوا أنفُسكُم* هو أعلمُ بمن إتّقى}.
وأما الإدّعاءُ بالعلم فهذا لا يُعتبرُ تزكية، وذلك لأن الإدّعاء سيُعرفُ بالتجربة والإختبار، وعند ذلكُ سينكشفُ هذا المُدّعي إن كان كاذباً أو أنهُ كان من الصادقين. أليس هذا هو الحقُّ والعدلُ والإنصاف؟.
وأما في ما يتعلّقُ بقولي أنني أبحثُ عن عشرة أفرادٍ من الذين لا يُخالطُ إيمانُهُم نفاقٌ فأمرُ معرفتهم يسيرٌ وهو أنهُم يُقدّمون ويُظهرون الدعم والمُساندة على إعتبار أن ما أقولهُ هو إدّعاءٌ كبيرٌ، وأنهُ إدعاءٌ صادقٌ حتى يثبُت كذبه، ولن يكون خسارة فيه بعضُ الوقفة الصادقة حتى وإن كان ذلك بمجرّد الكلام ومن بُعدٍ وعن بُعدٍ.
قال {تعالى}: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}. أليست التجربة هي الأولى لمعرفة الصادق من الكاذب؟.
وأما القولُ بأنني قد رميتُ الأمة كلها بالكُفر، فهذا غيرُ صحيح بل هو تجنّي، فما كتبتُهُ موجوداً الآن في أعلى الصفحة. لقد كان قولي إستفهامي من باب الإنكار وليس تثبيتاً للقول. ولنفرضُ أنني رميتُ الأمة بالنفاق فعلاً، أو ليس الأولى أن يُلتمس لي عُذراً من الأعذار السبعين؟!
وأمّا الإفصاحُ عن ما سميتموهُ [مشروعاً] فهو ليس بالسر الخفيّ، وربما قد نوهتُ عنهُ كثيراً وهو عبارةٌ عن تفسيرٍ جديد ل{القرآن الكريم} أمام لجنة من أصحاب العلم والدراية، لا أكثرُ من ذاك ولا أقلُّ.
لقد كتبتُ مرة إلى "الدكتور زغلول النجار" قبل أكثر من سنة، وهو القائل: "أن المُسلمين بما أن الغرب قد سبقهُم في مجالات العلوم التقنية فلم يعُد أمامهُم سوى كتاب ربّهم يتمسكون به ويدعون الناس إليه"، وكان "مؤتمر الإعجازُ العلمي" على وشك الإنعقاد فأرسل لي الكثير من عبارات المديح والتفاؤل حتى ضننتُ أنهُ سيُرسل لي ثمن تذكرة السفر إلى حيثُ إنعقاد المُؤتمر. وبعد أن جهّزت نفسي للسفر، فقد قطع "الدكتور النجار" كُل وسائل الإتصال، ولم يرُد على واحدة من الرسائل الألكترونية التي كُنتُ أبعثها لهُ. وقد سبّب لي "ليس إحباطاً" وإنما مشاكل مادية وإجتماعية إذ أنني قد بعتُ الكثير من ممتلكاتي لجمع أجور السفر والإقامة. ناهيك عن عشرات الأسماء التي يشغلُ الكثيرُ منها وظائف متقدمة ومسؤولة، ولكن الرد كان دائماً هو مثل ما قام به "الدكتور النجار".
أُريدُ أن أدّعي هُنا بأنني أحملُ أربعة عقولٍ من مثل عقل آينشتان [وهذا إدّعاءٌ وليس تزكية]، وقد توصّلتُ إلى وضع [النظرية النسبية لآينشتاين] عندما كُنت في المرحلة الدراسية المتوسطة من دون أن تكون لي معرفة أو علم بأن هُنالك عالمٌ إسمهُ "آينشتاين" قد وضعها ونشرها في العالم مُنذ عشرات السنين. ولكنني وللأسف فإن قومي ليسوا يهوداً ولا مُلحدين وليسوا ب(مُشركين).
والآن...أو ليست البيّنة على من إدّعى؟. فهذه دعواي، ولا أُريد سوى فُرصةً بسيطةً وقصيرة لإثبات هذا الإدعاء. أليس هذا هو الحق والعدلُ والإنصاف؟.
Bookmarks