جزاكم ربى خير الجزاء ان اثريتم الموضوع وابنتم لنا ماخفى علينا -- واضفتم المفيد وننتظر المزيد بعد ان تكتمل حواراتكم
نحتاج لاخلاصة
حتى تستقيم السنتنا والمفاهيم
جزاكم ربى خير الجزاء ان اثريتم الموضوع وابنتم لنا ماخفى علينا -- واضفتم المفيد وننتظر المزيد بعد ان تكتمل حواراتكم
نحتاج لاخلاصة
حتى تستقيم السنتنا والمفاهيم
أظن أيضاً و الله أعلم أن هناك معنيين اصطلاحيين للعقل . الأول هو العقل بشكل عام و هذا ما لا يتعارض أبداً و إطلاقاً مع دين الله . أما الثاني فيقصد به عقل الأفراد و الأشخاص و الذي قد يكون معيباً أو ناقصاً أو يشمله الجهل . لذا فحين يأتيك أحد من يتسمون زوراً بالعقلانيين و يقول "أنا أرفض هذا التفسير لهذه الآية لأنه ضد العقل" فمرد ذلك إما لاختلال في عقله - جنون أو خبل يعني - أو جهل و نقص في العلم ، أو هوى .
والله لقد اصبت كبد الحقيقة ولقد حاولت انا ايصال هذا المعنى لكن لم اوفق ,فكلماتى قصرت عن المعنى ,فاللعقل معنيان
الأول هو العقل بشكل عام و هذا ما لا يتعارض أبداً و إطلاقاً مع دين الله .
أما الثاني فيقصد به عقل الأفراد و الأشخاص و الذي قد يكون معيباً أو ناقصاً أو يشمله الجهل .
فالاول هو ما يقال من الوجود والممكن والمستحيل والبديهيات العقلية والمنطق التى هى قواعد التفكير المستقيم ,كل ذلك لا يعارض الدين اصولا وفروعا.
انا الثانى هو ما رده اهل الحديث والسلف ,فهى ليس معقولات كما قال ابن تيمية وابن القيم .
لذلك لو رجعت الى كتاب تكوين المفكر للدكتور البكار تجد نقطقة مهمة يتحدث عنها ,وهى ان العقل مقيد بزمانه ومكانه ,فعدما يقول انه مستحيل عقلى فهو باعتبار ما قيد عقله به ,وليس باعتبار ان الامر ضد العقل ومصادم له .
لعلك أردت أن تقول: يجوز قولها فقط في حالة كون العقل ظني لا قطعي..
فالعبارة التي يتساءل عنها الأخ memainzin هي "النقل يقدم على العقل"، أو أنك أخي مستفيد كنت تقصد العبارة "العقل يقدم على النقل" التي فندها شيخ الإسلام في كتابه القيم "درء تعارض النقل و العقل".
هل هذا صحيح أخ مستفيد؟
سأساير الإخوة أحيانا في أن العقل يحتمل الظن على حسب مصطلح العقل الذي توردونه و الذي هو خلاف الحق
أخ مستفيد: إن تعارض ظني العقل وظني النقل فيتوقف حتى يترجح أحدهما لا أن يقدم ظني النقل على ظني العقل هكذا بلا دليل.
.
و للأسف الشديد هذا الاتجاه الثاني يقعَّد له ابتداءا من كثير ممن يعدون من طلبة العلم مع أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يذكره إلا لأمرين اثنين:
الأمر الأول: ليبين لأصحاب الاتجاه الأول ( من يقول بتقديم العقل على النقل) أن عكس الدليل بأن يقال (تقديم النقل على العقل) أولى من دليلهم لا أنه هو الصواب.
الأمر الثاني: أن يقال بتقديم النقل على العقل على اعتبار أن معنى العقل هنا هو الآراء الفاسدة.
فلو كان شيخ الإسلام رحمه الله يرى بالاتجاه الثاني الذي هو تقديم النقل على العقل لقال به ابتداءا و كفى الله المومنين القتال، و لكنه فند رحمه الله هذا أيضا بل قال بعكس ذلك و هو تقديم العقل على النقل إن كان الأول قطعيا و الثاني ظنيا.
أما ما يقال ابتداءا بلا حاجة إلى تفصيل هو أن يقدم الوحي على الرأي.
بعض الخلاصة:
القاعدة هي ماقاله السلف رحمهم الله يقدم الوحي على الرأي، أو قل يقدم الشرع على الرأي، أو قل يقدم الدين على الرأي، كلها عبارات صحيحة و لا التباس فيها و لا تحتاج لتأويلات. و نقول الوحي أو الشرع أو الدين لأنها صحيحة دوما و لا نقول النقل لأنه يحتمل الصحة و الضعف. و نقول الرأي لأنه يحتمل الصواب و الخطأ و لا نقول العقل لأنه لا يكون إلا حقا.
هذا من باب التقعيد، أما باب الرد فأوسع إن شاء الله و يقال فيه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله فقد أجاد و أفاد.
أما أن يجيء من يلقي محاضرة على أن النقل مقدم على العقل و ينسب هذا للقرآن أو للرسول أو للسلف فهذا لا يليق أبدا.
و لا يعني تهافت مقالة تقديم العقل على النقل صواب مقالة تقديم النقل على العقل.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فعلم أن تقديم العقلي مطلقا خطأ كما أن جعل جهة الترجيح كونه عقليا خطأ. اهـ
و يمكن القول أيضا أن تقديم النقلي مطلقا خطأ كما أن جعل جهة الترجيح كونه نقليا خطأ.
.
نعم، لم يذكر شيخ الإسلام رحمه الله تقديم النقل على العقل في سفره القيم إلا معارضة لمن يقول بتقديم العقل على النقل.
قال رحمه الله في الرد على من يعترض على القول بتقديم النقل على العقل:
اعتراض
فإن قيل : فهذا يوجب القدح في شهادة العقل حيث شهد بصدق الرسول وشهد بصدق العقل المناقض لخبره
الرد عليه الجواب الأول
قيل له عن هذا جوابان : أحدهما : إنا نحن يمتنع عندنا أن يتعارض العقل والسمع القطعيان فلا تبطل دلالة العقل وإنما ذكرنا هذا علي سبيل المعارضة فمن قدم دلالة العقل علي السمع يلزمه أن يقدم دلالة العقل الشاهد بتصديق السمع وأنه إذا قدم دلالة العقل لزم تناقضها وفسادها وإذا قدم دلالة السمع لم يلزم تناقضها في نفسها وإن لزمه أن لا يعلم صحتها وما علم فساده أولي بالرد مما لم تعلم صحته ولا فساده. اهـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: والأصل في هذا الباب أن الألفاظ نوعان نوع مذكور في كتاب الله وسنة رسوله وكلام أهل الإجماع فهذا يجب اعتبار معناه وتعليق الحكم به فإن كان المذكور به مدحا استحق صاحبه المدح وإن كان ذما استحق الذم وإن أثبت شيئا وجب إثباته وإن نفي شيئا وجب نفيه لأن كلام الله حق وكلام رسوله حق وكلام أهل الإجماع حق وهذا. اهـ
و الحمد لله، فلم يُذكر العقل في القرآن إلا ممدوحا. أما المعنى الذي اصطلحه أولئك فلا نذكره إلا من باب الرد و إلا فإننا لا نوافقهم على اصطلاحهم المخالف لاصطلاح القرآن.
بارك الله فيك أخي، نعم هي تسمية زور و لكن للأسف كثير من طلبة العلم يسمونهم بها في حين نحن أولى بها.
يا أسد الدين بارك الله فيك و نور الله قلبك بالعلم
إن العقل هو من يحكم في المنطق لا العكس. العقل ذكره الله في كتابه في عدد من الآيات ممدوحا لا مذموما و لا معيبا، و المنطق هو منطق أرسطو قد بين النظار محدوديته و ضيق أفقه و كثرة أغلوطاته و من اعتمد عليه اختلطت عليه الأدلة و علته الحيرة و غشيته الكآبة و فقد طمأنينته و أضاع سعادته و لم ينل به إلا النزر القليل من مستخلص الدليل.
أما العقل فبه انشراح الصدر و اطمئنان النفس و سعادة الإنسان، فالهوى حصان جموح شارد و لولا لجام العقل بعد فضل الله و رحمته لألقى بصاحبه في هاوية الضلال و الخسران المبين، فهل تعتقد أن المنطق به إلجام حصان الهوى؟ كلا، فلو نفع المنطق حقا لنفع صاحبه أرسطو الذي خالف سقراط معلم معلمه أفلاطون، فسقراط كان أفضل حالا من أرسطو بمراحل، فقيل أنه كان موحدا و قتل لأجل توحيده و الله أعلم في حين كان أرسطو منكرا للرب مدبرا للكون.
إن معنى العقل يقترب كثيرا من معنى المنطق في كلام العامة اليوم، فهم لا يعرفون منطق أرسطو أبدا و تجد أحد يقول أن هذا أمر منطقي يقصد به أنه معقول أو يقول أن ديننا دين منطق و يقصد بذلك أنه دين عقل.
ولفظ العقل اليوم يراد به عند العامة الرأي فتجدهم يقولون كلٌّ و عقله يقصدون كلٌّ و رأيه. و لكن مع ذلك هم عوام، لكن الخطب أن ينتقل هذا إلى طلبة العلم المنافحين عن هذا الدين.
ربما يهون على بعض طلبة العلم القول بتقديم النقل على العقل في حين لا يجرؤ على أن يقول بتقديم النقل على المنطق لأنه يفهم من ذلك أن الدين خلاف المنطق أي غير مقبول فيحز في نفسه ذلك. واعجبـــــــــــاه
.
و جازاك الله خيرا يا بدر الدين،
إن كنت تقصد بالنقل دين الإسلام الذي أوحاه الله جل و علا إلى نبيه الكريم عليه الصلاة و السلام فلا شك في صحته التي لا يستمدها من العقل بل هو صحيح في حد ذاته، قالى تعالى: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونُنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾،
و مع ذلك فالعقل يحكم بصحته بلا شك. قالى تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾
أما آراء البشر التي هي ظنون فتختلف فمنهم رأى صحته و آمن به فهو العاقل و منهم من رأى غير ذلك فهو ليس بعاقل. إذا فلا تحكّم الآراء في دين الله عز و جل لأنه يعتريها الخطأ و الصواب. ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾.
و إن كنت تقصد بالنقل ما نقل من روايات عن الرسول صحيحها و ضعيفها فإن الذي يميز صحيحها من ضعيفها هو العقل، فالمعلوم أن العقل أساسه العلم فلا عقل لمن لا علم له و على قدر علم المرء يكون عقله، قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾، لهذا فتصحيح الروايات و تضعيفها هو فن له أهله و على قدر علم صاحبه يكون إتقانه و قربه من إدراك الحق و على قدر ذلك كان عقله.
سببه غياب العقل أي غياب العلم في تصحيح ما لم يقله الرسول أو تضعيفه ما قاله بحق، فعدم ادراك الحق سببه غياب العقل و سبب الاختلاف اختلاف العقل الذي منشؤه اختلاف العلم.
لا أقول بهذا فلا إشكال.
لعلك تقصد إن كان العقل غالبا على النقل...
فيقال السبيل التي يمكن بها التعرف على حكم العقل الذي هو الضابط لكل ذلك هو العلم.
أخي الحبيب أبو أحمد..لا نختلف
قصدي بظني العقل ما يمكن إدراجه تحت مسمى النظريات أو الفرضيات العلمية..وسواء قلنا بتقديم ظني النقل أو الترجيح بينهما فلا إشكال ما عنيته أن مصطلح التقديم والتأخير يجوز استعماله في هذه الحالة.
أما عن موضوع الشريط فكلامك صحيح تماما إذ لا يجوز نسبة العقل لأهل الأهواء ممن يسمون أنفسهم عقلانيين..فالمتابع لهؤلاء يلاحظ أن جل اعتراضاتهم "العقلية" مبنية على الخلط بين مفهومي المستحيل العقلي والمستحيل الفيزيائي.
التعديل الأخير تم 04-17-2015 الساعة 06:03 PM
التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
كلامك هو الدليل على كفاية العقل في معرفة الحقيقة..مجرد اعتمادك على نقد العقل للعقل هو اعتراف صريح منك بكفاية العقل في معرفة الحقيقة..فطالما أقمتَ على الشك في كفاية العقل فإنما أنتَ تعول على كفاية العقل في وجوب الشك في العقل! وبالتالي تُذعن دائما لحكم العقل فتقع في الدور.
التعديل الأخير تم 04-17-2015 الساعة 07:04 PM
التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
أقصد بالاختلاف هنا التفاوت لا التضاد، أعني تفاوت العقل الذي منشؤه تفاوت العلم. و مثال ذلك إيمان المؤمنين فإنه يتفاوت و لكن لا يتضاد، فكذلك العقل يتفاوت و لكن لا يتضاد. إنما الذي يختلف اختلاف تضاد هي الآراء.
و الحمد لله أنك فهمتني يا فجر الدين فقلت التفاوت، فشكرا لك.
يتبع.
ما على هذا اعترضت..اعتراضي على جملة أوردتُها في الإقتباس وهي تشكيكك في أحكام العقل بحجة التفاوت في إدراك العلم..وكذلك تحمل تشكيكا في وجود العقل الصريح.
لا أحد هنا يقول بإمكان تعارض العقل والنقل..ولكنك تقول ما يشبه أن الإقرار بكفاية العقل في المعرفة أمرٌ واجب. وهذا لا يبدو منسجماً مع القول بتقديم النقل على العقل عند التعارض لتفاوت العقول وقصورها.
وكفاية العقل مقترنة بالقضية السابق ذكرها أي بمعرفة الحقيقة وفق استدلال منطقي مستوفى الشروط قد يخالفه رأي أخل بشروط الإستدلال السليم ..لا أن الكفاية تشمل عموم المعرفة فهذه قضية تتداخل فيها طرق شتى في تحصيلها كالعقل والحس وعند البعض يضاف لها الحدس والشعور وكذلك الوحي في القضايا الإيمانية والإنسانية.
التعديل الأخير تم 04-17-2015 الساعة 09:54 PM
التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
تتفاوت العقول في إدراك الحق لتفاوت أصحابها في العلم فمن كان أكثر علما كان أوفر عقلا و كان بالتالي إدراكه للحق أوفر وكانت أحكامه و لا بد صائبة، فالقصور في الحكم مرده كما قلت لك سابقا هو عدم العقل و ليس العقل. فالقصور في الحكم مرده إلى الجهل بسيطا كان أو مركباً لا إلى العلم الذي هو أساس العقل.
العقل الصريح هو العقل الذي بينته لك و الذي منشؤه العلم، فرغم تفاوته عند أصحابه فإنه لا يكون إلا صوابا و مثال ذلك الإيمان الذي هو ستة أركان فإنه رغم تفاوت المؤمنين فيه فإنه لا يكون إلا حقا.
أريد التوضيح أكثر.
العلم هو هذا الذي أنت طالب له، فالعلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما و الذي ثمرته الخشية و العمل فمن لم يعمل بعلمه فهو في الحقيقة ليس بعالم و ليس له من علمه إلا ما دعاه لعمل. و تعريف آخر للعلم هو إدراك الحق.
و مع ذلك أود أن أسأل عن غايتك من كل هذه الأسئلة، أريد أن أعرف ما تفهمه أنت من هذه الألفاظ إن لم تمانع.
.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks