الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده،وعلى اله وصحبه من تبعه وبعد،
فليس الفلكيين وعلماء الفيزياء فقط هم من أكتشفوا أن الغلاف الجوى الحالى نِشأ بعد الأرض وهو بمثابة سقف لها بل الإمام قتادة أيضا،قال الطبرى رحمه الله:وحدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة : " في قول الله { والسماء بناء } قال : جعل السماء سقفا لك "
وقال الطبرى ايضا:حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وجعلنا السماء سقفا محفوظا } الآية : سقفا مرفوعا ، وموجا مكفوفا"
وكان أحد السُذج اللادينيين قد جاء إلى المنتديات الإسلامية زاعما أن كون السماء سقفا يعنى أنها من طوب متناسيا أن السقف فى اللغةهو أعلى البنية،كما روى الطبرى عن قتادة أيضا : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، { لبيوتهم سقفا من فضة } السقف : " أعلى البيوت "والعجيب من قدر الله رب العالمين أن الإمام الطبرى رحمه الله لم يلتق فى حياته بهذا الشخص ولم يسمع عنه ولن يسمع عنه إلا يوم القيامة ولكنه قام بالرد عليه من أكثر من الف ومائة عام مُبينا أن لفظ السقف هو من باب إستعمال اللغة الدارجة فقال رحمه الله:القول في تأويل قوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا } يقول تعالى ذكره : { وبنينا فوقكم } وسقفنا فوقكم ، فجعل السقف بناء ، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت ، وهي سماؤها بناء ، وكانت السماء للأرض سقفا ، فخاطبهم بلسانهم ، إذ كان التنزيل بلسانهم ، وقال : { سبعا شدادا } إذ كانت وثاقا محكمة الخلق ، لا صدوع فيهن ولا فطور ، ولا يبليهن مر الليالي والأيام.
وأخيرا مع أيات الذكر الحكيم التى توضح بدقة علمية زمن نشأة الغلاف الجوى الحالى للأرض وتتكلم عن سبعة سماوات فى اليومين الأخيرين والظاهر أنها طبقات الغلاف الجوى الخمسة مضافا إليها فلك القمر والسماء ذات البروج
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)البقرة
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)البقرة
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)الأنبياء
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)فصلت
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)النبأ
والعجيب من قدر الله رب العالمين،أن ابن عباس رضى الله عنه لم يدرس علم الفلك فى حياته،ولم يدرس نشأة الأرض فى أى جامعة اللهم إلا جامعة النبوة،ولكنه قام بتوصيف دقيق لنشأة الغلاف الجوى من الأبخرة الصاعدة من براكين الأرض،قال عبد الرازق فى مصنفه:
عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله : { وكان عرشه على الماء } قلت : " على أي شىء كان الماء قبل أن يخلق شيء ؟ قال : على متن الريح " ، قال ابن جريج : قال سعيد بن جبير : فقال ابن عباس : فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الأنهار ، فاستصبر ، فعاد صبيرا ، فذلك قوله : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } .
ويستكمل تلميذ بن عباس الأنجب:الإمام مجاهد رحمه الله التوضيح قائلا:
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء } قال : " خلق الله الأرض قبل السماء فلما خلق الله الأرض ثار منها دخان " فذلك قال : { فسواهن سبع سماوات } يقول : " خلق الله سبع سماوات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض"
Bookmarks