لعله لا ينسى حينما كان طفلاً صغيراً ووالدته تهرول ورائه لكي يغتسل " يتمرش" ....
بعض الأطفال يعتقد أن ما هو عليه من وساخات وقاذورات عالقة بجسده من اللعب والمرح ليلاً ونهاراً هو أفضل بكثير من أول نقطة مياه ستلامس بشرة رأسه !!...

سرعان ما يعوم هذا الطفل في بحر من المياه تشعره بالأنتعاش .. يشعر حينها أنه أفضل بكثير من ما مضى ....ثم يذهب الى فراشه لينام في هدوء وأطمئنان وإنتعاش !!

ماذا لو تركته الأم على وساخته وقذارته ؟!!!....

المسكين يظن أن دوائه هو الهروب من النظافة !.....

لكنه طفل صغير !!!.....

وأمه قد كسرت حواجز عديدة لتجعله في حالة صحية منتعشة رائعة !!....


مرحباً بكم !!!

هذا محمد ( بحب ديني ) يحييكم بعد طول غياب !!....

هناك حواجز عديدة تحول بين العبد وإتباع الحق ...

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله عن موانع قبول الحق في كتابه هداية الحيارى : ( قد بينا أن الغرض الحامل لهم على الأمر ليس هو مجرد المأكلة والرئاسة، وإن كانا من جملة الأغراض، بل منهم من حمله على ذلك، ومنهم من حمله الحسد، ومنهم من حمله الكبر، ومنهم من حمله محبة الآباء والأسلاف وحسن الظن بهم، ومنهم من حمله محبة إلفه للدين الذي نشأ عليه، فجبل بطبعه، فصار انتقاله عنه كمفارقة الإنسان ما طبع عليه، وأنت ترى هذا السبب كيف هو الغالب المستولي على أكثر بني آدم في إيثارهم ما اعتادوه من المطاعم والمشارب والملابس والمساكن والديانات على ما هو خير منه وأوفق بكثير.
ومنهم من حمله التقليد والجهل وهم الأتباع الذين ليس لهم علم، ومنهم من حمله الخوف من فوات محبوب أو حصول مرهوب) ويقول أيضاً : ( ولقد ناظرنا بعض علماء النصارى معظم يوم، فلما تبين له الحق بهت، فقلت له وأنا وهو خاليان: ما يمنعك الآن من اتباع الحق؟ فقال لي: إذا قدمت على هؤلاء الحمير - هكذا لفظه - فرشوا الشقاق تحت حوافر دابتي، وحكموني في أموالهم ونسائهم، ولم يعصوني فيما آمرهم به، وأنا لا أعرف صنعة، ولا أحفظ قرآنا، ولا نحوا ولا فقها، فلو أسلمت لدرت في الأسواق أتكفف الناس، فمن الذي يطيب نفسا بهذا؟! فقلت: هذا لا يكون، وكيف تظن بالله أنك إذا أسلمت وآثرت رضاه على هواك يخزيك ويحوجك؟! ولو فرضنا أن ذلك أصابك فما ظفرت به من الحق والنجاة من النار ومن سخط الله وغضبه، فيه أتم العوض عما فاتك، فقال: حتى يأذن الله، فقلت: والقدر لا يحتج به، ولو كان القدر حجة لكان حجة لليهود على تكذيب المسيح، وحجة للمشركين على تكذيب الرسل، ولا سيما أنتم تكذبون بالقدر، فكيف تحتج به؟! فقال: دعنا الآن من هذا، وأمسك.) أهـــ

قلت : موانع قبول الحق : تذكرني بذلك الطفل !!! ....

المسكين يتصور أن ما هو عليه من عدم إعتداد بنظافته !! هو أفضل بكثير من الإغتسال والتطيب !!!...

ثم إذا عاد لرشده أدرك بجلاء ووضوح أنه قد كان مخطئاً !.....


يحتاج كل باحث عن الحقيقة أن يكسر هذه الحواجز وألا يجعلها تقف في طريقه كحجارة تعيقه عن تنفيذ مهمته !....

فهذا الذي يمنعه الكبر !.....

على من يتكبر ؟!! ....

ومن هو أصلاً ؟!!!....

رئيس يحكم ؟!!! ....

أغنى أغنياء العالم ؟!!

(مسيكين ) ألا يعرف أن نهايته قبر وتراب سيلقى فوق أم رأسه ؟!!! ....

فأين الملابس والعطور الفاخرة ؟!...أين السيارات الفارهة ؟!! ...أين الطائرات المرتفعة في السماء !؟!! ...أين جيوشه ومجنزراته ؟!!....أين الأموال ؟!!

أين ...وأين ...وأين ؟!!!!....

جيفة ملقاة في قبر مظلم !!....هذا بمادية محضة ( من باب الجدل والإلزام ) ؟!!! لم أتكلم بعد عن ملائكة الموت ولم أخوض في عذاب القبر !!....بل أناقشه بماديته ....حيث الديدان في التراب تنخر عظامه ولحمه !!....

يكفيه لمسة من لمسات فيروس ( البرد ) ليختبىء في فراشه !؟!! ....
يكفيه آلام في معدته لتجعله يجلس طوال وقته في المراحيض ؟!!.....
بل يكفيه ما يخرج منه بعد الطعام ليتذكر نتن ما في بطنه !!!!.....

أيها المتغطرسون !؟!!

على من ؟!!

إن أنتم الا بشر مثلنا مثلكم !!!! ....وربما نكون أحسن حالاً منكم !!....

فقير ينام بسعادة لم يظلم ولم يؤذي أحداً مطلقاً ... ولا ملك يبطش ويظلم !!!....


وعودة الى ما بدأت به ....

يظن البعض أن في الحق ما سيعيقهم عن هذه الحياة الضخمة !!....
يذكرني ذلك بنفس الطفل !.....

يظن أن ما هو عليه من الحاد وفجور وزنا وعلاقات محرمة ....ومخدرات وخمور !.....الخ ...هو خير من النظافة ؟!!.....

هذا لو ذاق طعم النظافة ما فكر قيد أنملة في الرجوع عنها ولو قطعوا لحمه بالمنشار !!.....

فهو يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار !......

فهل جربت طعم النظافة ؟!!

أنني هنا لا أناقشك وأعرض الحجج فالمنتدى ملىء بذلك !! ......ولو أردنا أفحام أي مبطل لفعلنا بما أنعم الله به علينا من قوة الحق وحججه الدامغات !.....

لكنني هنا أكسر هذه الحواجز التي تحول بينك وبين الحقيقة !!.....

هذا الإلحاد!....

أنت ملحد الآن !....هل وجدت نفسك ؟!!

جوابك لو كنت صادقاً ....بالطبع لا !!...فأنت في ضنك !....

لا تكابر !....

أنت في ضنك !....كم مرة حاولت الإنتحار ؟!!!

كم مرة تمنيت الموت على الحياة ؟!!!!

جاء السؤال كالتالي والجواب :

(يستفسر عن الآية الكريمة في سورة طه: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))[طه:124-126]، يقول: هل هذه الآية على كل شخص يغفل عن ذكر الله؟
هذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله وعن طاعته فلم يؤد حق الله، هذا جزاؤه، تكون له معيشة ضنكا وإن كان في مال كثير وسعة لكن يجعل في عيشته ضنكاً، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة فلا ينفعه وجود المال، يكون في حرج وفي مشقة بسبب إعراضه عن ذكر الله وعن طاعة الله جل وعلا، ثم يحشر يوم القيامة أعمى. فالمقصود أن هذا فيمن أعرض عن طاعة الله وعن حقه جل وعلا، ولم يبالِ بأمر الله بل ارتكب محارمه وترك طاعته جل وعلا، فهذا جزاؤه، نسأل الله العافية.) موقع الشيخ ابن باز رحمه الله ....

وبالمناسبة لو أردت أن أعرض عليك صور من كلام الملاحدة عن ما يعيشوه من ضنك لفعلت !! فلست بعاجز عن ذلك !....
لكني سأترك لنفسك وضميرك الجواب!!.... فأنت أدرى بحال نفسك !....

يا ملحد !.....

أنني أعرف ملايين المسلمين ...يعذبون من أقصى الأرض الى أقصاها !! وإذا ما سألت أحدهم كيف حالك ؟ فجوابه : الحمد لله .....

يعرفون طعم السعادة مع ما هم فيه !....ولو خذلهم أهل الأرض فهم راضون ...صابرون ......فأين أنت منهم ؟!!!

ألم تسأل نفسك وأنت ربما تعيش في قصور فارهة أو ربما في مستوى معين هو أرفع بكثير من هولاء المعذبين ...لمَ؟! مع ما هم فيه ...أسعد مني ؟!!!

إن روحك تلك التي تعذب علاجها ودوائها الإسلام !....مهما كابرت !!......مهما تعاليت وحاولت أن تصد نفسك عن هذه الحقيقة الناصعة !!......

جرب أن تغتسل من النجاسة المعنوية !....تلك التي تكمن في القلب !!....فهذه طهارتها بالإيمان ؟!!....

جرب ....

أن تكسر هذا الحاجز كما تكسره أم الطفل !!....

أنت تعرف أين راحتك ولكنك تقاد الى حيث لا تعرف !!....تسير الى حتفك وربما تعلم من نفسك ذلك ومع ذلك تقول : لا مشكلة !!.....

لم ؟!!! أنت لديك الفرصة لتغتسل ....لتتنظف ....فلا تضيعها فلعلها لحظات وتموت !!....

مهما كابرت نفسك وتعالت على كلامي هذا وحذرتك من ذلك الشاب الذي يحاول أن يخدعك بعاطفية !....هذا كلام نفسك !! أنت ولكن الحقيقة ....أن ذلك الواقع !.....ستموت !....

فلماذا لا تعجل بالنظافة ؟!!!.....

دعك من الداعرات !....والخمور والمخدرات !...أبحث عن علاج تتخلص به من آثار هذه القاذورات !....عد كما كنت سليماً ....أطلب صحتك !.....تلك التي دمرتها حتى صرت كالعصا لا " تهش ولا تنش " !!.....

صدقني لديك فرصة !....فلا تضيعها فلعلها لا تأتيك مجدداً !......

إن أمرأة جميلة على عقيدة ضالة لن تنحيك من نار تشوي الجلود !.....

تتمتع لدقائق ثم يلقى بك في نار بعد موت ؟!!!!

دعني أناقشك بماديتك !!....تتمتع بها لسنوات ثم تلقى في قبر مظلم وتراب ينهال عليك ؟!!!!! تلك لذة فانية !....

تذكرني بمن سيسير في صحراء جرداء فأخذ يشرب ويشرب ويشرب تلذذاً بطعم الماء ثم أمتلىء بطنه حتى مرض ولم يستطع أن يسير !!.....
دمرت صحتك !....

ذلتك أمرأة حتى جعلتك كالزجاجة الفارغة !.....( منظر على خيبة ) !.....

عد ...الى ما كنت عليه !....القي هذه القاذورت عنك وأغتسل !.....

وهذا الذي يبحث عن رضا الناس ولو كان على حساب عدم إتباع الحق !.....
سيذلوه !!...
فمن أرضى الناس بسخط الله ...سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ......
وبماذا سيفيده الناس حينما يلقى في قبور مظلمة ؟!!!!!
وهذا كمن دخل قصراً مشيداً فنظر الى الخدم والعبيد وتجاهل الملك الذي يحكم العبيد ...أهذا عاقل ؟!!!!


أكسر هذه الحواجز لا تجعلها تعيقك عن الحقيقة!.....



وإلا !.....

(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار)سورة آل عمران
(( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ( 165 ) )
( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ( 166 ) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ( 167 ) ) سورة البقرة
( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) سورة الحج
( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ( 77 ) لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ( 78 ) ) سورة الزخرف