بسم الله والحمد لله؛
هذه أشهر حُجج التطوريون الجدد مع الرد عليها:
الاســـم:	7.jpg
المشاهدات: 5318
الحجـــم:	19.0 كيلوبايت

1- فيروس النسخ العكسي retrovirus ERV
الحجة: فيروس النسخ العكسي retrovirus ERV يوجد في نفس المكان تقريبًا من جينوم الإنسان والشمبانزي وبالتالي السلف المشترك حتمًا أُصيب بالفيروس ونقله للأحفاد والذين هم الإنسان والشمبانزي.
الرد: هذه المقدمة هي ربما أشهر أطروحة للتطوريين الجدد بعد فشل الأطروحات القديمة أو ضعف سياقها التأويلي.
لكن دعونا نحلل هذه الأطروحة بشيءٍ من الهدوء!
أولاً: فيروسات النسخ العكسي ليست فيروسات مرضية كما يبدو وإنما هي تسلسلات وظيفية داخل جينوم الكائنات الحية، فهي تعطي شيفرات لعشرات الآلاف من المحفزات النشطة encode tens-of-thousands of active promoters .
وهذا يعني أنها شيفرات وظيفية وليست إرثًا تطوريًا أو شيئًا ظهر نتيجة إصابة مرضية عشوائية بلا وظيفة كما يُروج كهنة التطور الجدد!
Conley, A.B., Piriyapongsa, J. and Jordan, I.K., Reference 1
بل إن تسلسلات فيروسات النسخ العكسي تساعد الجين P53 في عملية تنظيم الجينوم ككل، وهذا الجين مهم جدًا إلى الدرجة التي يؤدي أي خلل في وظيفته إلى الإصابة بالسرطان –عافانا الله وإياكم-.
بل إن 50% من إصابات السرطان سببها المباشر خلل في الجين P53.
retroviruses ... helped a gene called p53 become an important "master gene regulator"
فتصديقك لهؤلاء الكهنة يؤدي إلى إصابتك بالسرطان، نظرية التطور تُسرطن الجنس البشري!
smile emoticon

We report that human ERVs actively shape the p53 transcriptional network in a species-specific manner
ScienceDaily, University of California - Santa Cruz, Nov. 15, 2007.
فشيفرات فيروسات النسخ العكسي تسلك كجينات طبيعية تمامًا وتؤدي وظيفتها باقتدار وليست إصابة ولا يتعامل معها الجينوم كإصابة مرضية أصلاً!
بل إن تجاهل تلك التشفيرات كان أحد أكبر أخطاء الأحياء الجزيئية.
The failure to recognize the full implications of this - particularly the possibility that the intervening noncoding sequences may be transmitting parallel information ... may well go down as one of the biggest mistakes in the history of molecular biology.
Wolfgang Seifarth, Oliver Frank, Udo Zeilfelder, Birgit Spiess, Alex D
Journal of Virology, January 2005 vol. 79 no. 1 341-352

ثانيًا: أحد أُسس علوم الأوبئة أن الخلية المصابة بفيروس –مثل الإصابة بفيروس النسخ العكسي- فإنها تموت –الموت المبرمج للخلايا بعد الإصابة بالفيروس Apoptosis - هذا فضلاً عن أن تظل حيةً فضلاً عن أن تكون هذه الخلية هي النطفة التي ينشأ منها الجنين والتي في العادة تكون من أنقى وأصلح الخلايا على الإطلاق، فضلاً عن أن تظل شيفرة العدوى ملايين السنين تنتقل بين الأجيال!
فشيفرات النسخ العكسي لم تأت عبر عدوى بفيروس النسخ العكسي لأحد الأجداد وإنما هي شيفرات وظيفية داخل الجينوم!

ثالثًا: الزعم بأن شيفرة فيروس النسخ العكسي توجد في نفس المكان لدى الإنسان والشمبانزي كدلالة على السلف المشترك هي فكرة في منتهى السخافة، لوجود نفس الشيفرة في نفس المكان لكائنات حية سلكت طرقًا تطورية مختلفة بحسب شجرة التطور نفسها!
two closely related ERV genomes are found in a carnivore (fox) and a ruminant (sheep).
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1617120/
بل إن شيفرة الفيروس العكسي توجد اليوم تمامًا لدى قردة البابون والقطط، الأمر الذي حيّر علماء التطور وجعلهم يتخيلون سيناريوهات عجيبة لتبرير ذلك فافترضوا أن القطط تغذت على مشيمة قردة البابون المصابة بنفس الفيروس!
Robin A Weiss, "The discovery of endogenous retroviruses," Retrovirology, 2006; 3: 67. Published online 2006 October 3.
فغاية ما في هذه الفروض أنها أوهام وتأملات!

رابعًا: لو استخدمنا نفس منهج هؤلاء الكهنة فإن شيفرة فيروس النسخ العكسي تهدم نظرية التطور وتقلب شجرة التطور المزعومة رأسًا على عقب!
حيث أن هناك شيفرة فيروس نسخ عكسي موجودة في الشمبانزي والغوريلا والقردة الأفريقية وقردة العالم القديم ولا توجد في الإنسان وهذا هو الفيروس PTERV1 وبما أنه وطبقًا لأدبيات التطور فإن السلف المشترك للإنسان والشمبانزي قد انفصل عن الغوريلا قبل انفصال الإنسان والشمبانزي وبالتالي فلو وُجدت شيفرة فيروس نسخ عكسي في الغوريلا والشمبانزي في نفس المكان إذن حتمًا ولابد أن توجد في الإنسان، وإلا فشجرة التطور وهم!
وما حدث أنه فعلاً توجد شيفرة فيروس النسخ العكسي من نوع PTERV1 في الغوريلا والشميانزي ولا توجد في الإنسان وهذا يُسقط التطور ككل بنفس أدوات احتجاج التطوريين!
http://www.sciencedaily.com/releases...0328174826.htm
=============================


2- اندماج الكروموسوم الثاني في الإنسان
الحجة: يزعم التطوريون أن الشمبانزي يحتوي على 48 كروموسوم والإنسان 46 كروموسوم إذن لابد أن هناك التحام جرى بين كروموسومين، وهو ما رصدوه في كروموسوم رقم 2 في الإنسان.
الرد: موضوع الاندماج الكروموسومي في حد ذاته أكبر دليل على فلسفية التطور وأنه لا علاقة له بالعلم. دعنا نُفصِّل في الأمر:
أولاً: ما علاقة عدد الكروموسومات بتقارب الأسلاف أو تباعدها حتى يصِّح الافتراض من الأساس؟
فمثلاً: نبات البطاطا يحتوي على 48 كروسوم -بالضبط مثل الشمبانزي- فلماذا الشمبانزي وليس البطاطا
ما علاقة العدد بالموضوع؟
لماذا البطاطا خطأ والشمبانزي صح، إذا كانت المسألة عدد كروموسومات؟

ثانيًا: هناك نوع من الظباء يدعى الظبي السمورSable antelope يحتوي على 46 كروموسوم بالتمام والكمال كالإنسان، إذن المفترض أن الإنسان أقرب لظبي سابل من الشمبانزي أليس كذلك؟
أيضًا أسماك الزينة من نوع جوبي Guppy تحتوي على نفس العدد تمامًا 46 كروموسوم فلماذا الشمبانزي وليس جوبي؟

ثالثًا: القضية في حقيقتها هي افتراض مسبق في أذهان التطوريون الجدد -إنسان وشمبانزي من سلف مشترك- ثم جعل كل المعطيات تصب في هذا الافتراض، في حين أنك لو وضعت أي افتراض آخر كائنًا ما كان ستجد داخل العالم ما يدعمه!

رابعًا: سنفترض أن آدم عليه السلام وأبناؤه كانوا يمتلكون 48 كروموسوم، وفجأةً جاء أحد الأحفاد وحدث له اندماج بين كروموسومين، ثم جائت الذرية البشرية المعاصرة من هذا الحفيد، هل ثمة خطأ في هذا السيناريو ؟
هل تستطيع علميًا أن تثبت صحة سيناريو التطوريون الجدد أو خطأ هذا السيناريو؟
بل إن هذا السيناريو أقرب منطقًا وعقلاً من فروض التطوريون الجدد لأنه يقلل عدد الفروض وبالتالي فهو أصح علميًا طبقًا لنصل أوكام.
الذي أحاول أن أبينه أن هذه فلسفة وكل الاحتمالات قائمة طالما أننا داخل حلبة الفلسفة، وبالتالي حين تتحدث عن التطور فأنت لا تتحدث عن علم بل عن فلسفة!

خامسًا وهو الأهم: موضوع اندماج الكروموسومين يتعرض الآن للتشكيك بشدة، بعد أن تبين أن منطقة الاندماج المزعومة في كروموسوم رقم2 ليس بها ذلك التكرار المتوقع والموجود في نهاية أي كروموسوم Telomeric end ، حيث أن نهاية أي كروموسوم تحتوي على آلاف التكرارات من سلسلة TTAGGG لكن لا يوجد في منطقة الالتحام المزعومة إلا عدد محدود من التكرارات وكأنها منطقة كروموسومية عادية، مع أنه من المفترض أن تمتليء بآلاف التكرارات لأنها ليست نهاية كرموسوم واحد بل كروموسومين.
================================



3- العصب الحائر
الحجة: يزعم التطوريون الجدد أننا جئنا من الأسماك ولذا فإن فرع العصب الحائر عندنا والذي هو Recurrent Laryngeal Nerve يستطيل بطريقة ليس لها فائدة –يدور حول الأورطى Arch of Aorta ثم يصعد نحو الحنجرة، والأولى أن يدخل للحنجرة مباشرةً-، فهذه الاستطالة الزائدة مجرد إرث تطوري!
الرد: هذه أحد المهازل التي روّج لها المعتوه ريتشارد دوكينز، ففي دراستنا الأكاديمية لم يقولوا لنا يومًا أن لفة فرع العصب الحائر حول الأورطى بلا فائدة، فضلاً عن أن يقولوا لنا أنها ميراث تطوري!
ففرع العصب الحائر في دورانه حول الأورطى يعطي تغذية رئيسية للقلب deep cardiac plexus.
ولو لم تحدث هذه اللفة -التي من المفترض أنها بلا فائدة- فإن فرع العصب ساعتها سيوصف ب Non-Recurrent Laryngeal Nerve وهو الصورة المثالية التي يتوقعها ريتشارد دونكي. أليس كذلك؟
لكن المصيبة أن هذه حالة مرضية خطيرة، حيث ينزل فيها فرع العصب الحائر إلى الحنجرة مباشرةً دون الدوران حول الأورطى فيتضخم الأورطى وتصبح حياة الإنسان ككل عرضة للخطر.
تخيل! افتراض أن التطور صحيح يجعل حياتك في خطر ويتضخم شريان الأورطى الخاص بك!
افتراض أن كلام ريتشارد دونكي صحيح يجعل قلبك مريض!
فلابد أن يدور فرع العصب الحائر حول الأورطى ويعطي تغذية عصبية للقلب! فلا تصدق الدجالين الجدد، لئلا يمرض قلبك.
http://www.weloennig.de/LaryngealNerve.pdf
==================================


4- الزائدة الدودية
الحجة: يزعم التطوريون الجدد أن الزائدة الدودية مجرد إرث تطوري ولا فائدة منها!
الرد: قرأت بالصدفة في كتاب الجراحة التشريحية والذي يدرسه طلبة الطب في بلادنا هذه العبارة:
Appendix is the tonsil of GIT
Surgical anatomy Dr.Elmatary MD Ain shams University p.187
الزائدة الدودية بالنسبة للجهاز الهضمي كاللوزتين بالنسبة للجهاز التنفسي، هذه قواعد طبية. فالعلم شيء وكهنوت هؤلاء شيء آخر تمامًا.
مشكلة الملحد في هذه القضايا أنه يضع إلحاده في مواجهة العلم فكلما توسعت مكتشفات العلم ضاق الخناق على الملحد وظهرت فوائد تلك الأعضاء فالزمن لا يحمل إلا النكد للملحد.
فالزائدة الدودية جزء من المنظومة المناعية.
لكن قد يقول قائل: إزالة الزائدة الدودية لا يُسبب مشاكل للإنسان!
الرد: وكذلك إزالة ثلاثة أرباع الكبد وسبعة أثمان الكلى لا يُسبب مشاكل للإنسان!
فنحن نرد على الكاهن الذي يقول أنها إرث تطوري بلا فائدة.
================================


5- أجداد الإنسان
الحجة: يزعم التطوريون وجود أجداد للإنسان الحالي منذ مئات الآف من السنين الماضية!
الرد: يقرر اللاأدري الشهير ول ديورانت في موسوعته قصة الحضارة مجلد 39 صفحة 7 أن: "أول قرية في التاريخ على الإطلاق لا يتجاوز عمرها 10 آلاف سنة."
ولا يوجد قبل هذا التاريخ أي دليل تاريخي على وجود الإنسان .
وظهرت سومر أول مدينة على الإطلاق، قبل 5 آلاف عام فقط.
والكتابة التي تعتمد على الحروف ظهرت على يد الشعوب السامية والفينيقية قبل 3500 عام فقط، وجاءت اللاتينية من الفينيقية!
المصدر : أنا تتحدث عن نفسها ..د. عمرو شريف ص256
وظهرت الحرب على الخيل لأول مرة قبل 2600 عام فقط من الآن.
وأول حضارة هي الفارسية 500 ق.م، ثم الاسكندر 323ق.م.، ثم الهان الصينية 50ق.م.، ثم الرومانية 117ميلادية.
هذا هو تاريخ الإنسان الحقيقي على هذه الأرض، بعيداً عن بقايا عظام التطوريون الجدد، وخيالات الواهمين، وأضراس الخنازير التي كانوا يتصورون أنها تنتمي لبشر ما قبل التاريخ وقاموا بعمل صور كاملة لهؤلاء البشر من خلال ضرس واحد، وتبين بعد عشرات السنين أنها أضراس خنازير برية لا أضراس بشر ما قبل التاريخ.
http://en.wikipedia.org/wiki/Nebraska_Man

لكن قد يقول قائل فماذا عن هذه الأحافير الكثيرة لبشر ما قبل التاريخ؟
الرد: المعلومة التي تخفى على الكثيرين أن جميع أحافير أجداد البشر المزعومة لا تملأ شنطة سيارة-هذه حقيقة-!
فنحن حتى اليوم لم نرصد من الهومو اريكتس سوى عظمة فخذ وجزء من جمجمة مع قدر كبير جدًا من التخيل بطبيعة الحال، وتمت تسمية الحفرية بإسم إنسان جاوة، أيضًا هناك حفرية اخرى شبيهة تسمى إنسان بكين!
لكن هل بالفعل إنسان جاوة أو بكين أو Turkana Boy أو هومو إيرغاستر هم أسلاف البشر الحاليين كما يزعم أدباء التطور؟
البروفيسور ويليام لافلن Professor William Laughlin بجامعة كونيتيكت أجرى بحوثا مطولة حول الصفة التشريحية للإنسان المنتصب وبعض سكان الإسكيمو المعاصرين وسكان جزر أليوت وأشار إلى أن هؤلاء الناس يحملون تشابه وثيق ومدهش مع الإنسان المنتصب، وكان الاستنتاج أن الانسان المنتصب هو أحد الأجناس البشرية العادية جدًا وليس سلفًا تطوريًا.
When we consider the vast differences that exist between remote groups such as Eskimos and Bushmen, who are known to belong to the single species of Homo sapiens, it seems justifiable to conclude that Sinanthropus [an erectus specimen] belongs within this same diverse species [H. sapiens]
Marvin Lubenow, Bones of Contention,p. 136. 2009-08-15 14:45:55
فالانسان منتصب القامة الهومو اريكتس يصنع القوارب واستخدم النار ودفن موتاه وعاش في بيوت بناها بنفسه وله طقوس خاصة بالدفن، كل هذا يعني أنه إنسان وجنس بشري من الأجناس البشرية العادية.
A. J. Kelso, Physical Anthropology, 1.b., 1970, pp. 221; M. D. Leakey, Olduvai Gorge, Vol 3, Cambridge: Cambridge University Press, 1971, p. 272
فكل هؤلاء بشر عاديون من أجناس مختلفة لا أكثر، وحفرياتهم مطابقة للهيكل الإنساني والاختلافات الطفيفة هي اختلافات ما زالت توجد اليوم بين الأعراق البشرية المختلفة.

يقول عالم الحفريات ريتشارد ليكي: "الانسان المنتصب [هومواريكتس] والإنسان المعاصر نوع واحد، وهذه الاختلافات أقل من الاختلافات التي نراها اليوم بين أجناس منفصلة جغرافياً من الإنسان الحديث ."
These differences are probably no more pronounced than we see today between the separate geographical races of modern humans
The making of mankind, london, sphere books, 1981, p.62

لكن ماذا عن القرد الأفريقي الجنوبي - لوسي -؟
الرد: رسميًا لا يوجد فرق بين عظام القرد الأفريقي الجنوبي المكتشفة وعظام الشمبانزي، لكن التطوريون ادعوا أنه يمشي منتصبًا، إلى أن جاء علماء التشريح سالي زيكيرمان والبروفيسور تشارلز أوكسنارد وفندَّا هذا الإدعاء، وتبين أن القرد الأفريقي الجنوبي – لوسي – هو أحد أنواع القردة المنقرضة لا أكثر!
الأمر الذي حدا بالمجلة الفرنسية الشهيرة العلم والحياة science et vie عدد مايو 1999 أن تكتب بالمانشيت العريض adieu lucy أي "الوداع يا لوسي".
=========================================


6- التشابه بين الإنسان والشمبانزي في الجينوم بنسبة 98.7%.
الحجة: نسبة التشابه دليل على السلف المشترك.
الرد: مشكلة دراسة تراص القواعد النكليوتيدية والتي يبلغ عددها أكثر من ثلاثة مليارات قاعدة أمر عسير للغاية، وقد وصفت مجلة أبحاث الجينوم Genome Research العلمية المحكّمة المرموقة أن مقارنة جينوم الإنسان بذلك الخاص بالشمبانزي هو يشبه البحث عن إبرة في أكوامٍ من القش.
Comparing the human and chimpanzee genomes: Searching for needles in a haystack
http://genome.cshlp.org/content/15/12/1746.full
وتقرر المجلة أن نسبة تقارب الإنسان والشمبانزي ليست 98% كما يزعمون، بل هي 96% .
ومؤخرًا النسبة تترواح بين 93% و95%.

ثانيًا: التشابه في التراص بين القواعد النكليوتيدية ليس كل ما في الأمر، فالقضية "معلومات" مُشفرة لوظائف متخصصة ستظهر في الكائن الحي.
ثم إن مسألة التشابه في القواعد النكليوتيدية والتركيبية والوظيفية بين الكائنـات الحية بديهة طبيعية لا تحتاج للتدليل عليهـا بالإثبات أو النفي!
فهي ضرورة حيـاتية لازمة للسلسلة الغذائية والهرم الغذائي، فما لا يريد أن يدركه كهنة التطور أن التشابه أمر حياتي حتمي، فمثلاً لنفترض أن DNA الذي يتكون من قواعد نيتروجينية وجزيئـات سُكر خماسية في الإنسان هو مثلاً قواعد زرنيخية وجزيئـات كوبلت في البقر، فساعتها لن تكتمل السلسلة الغذائية ولن يستفيد الإنسان من البقر وسيكون كل كائن حي بمثابة سُم للكائن الحي الآخر، وتنهار منظومة الأسباب التي خلق الله بها العالم وتتوقف الحياة. فالتشابه ضرورة غذائية حتمية يعرفها الناس بالبداهة لاكتمال السلاسل الغذائية، وهو دليل على وحدة الصانع لو تدّبرنا!

ثالثًا: التشابه الشديد مع الإنسان ليس أمرًا حصريًا بالشمبانزي! لكن هم يريدون التركيز على ذلك لدعاوى أيديولوجية ومقدمات عقائدية معلومة.
وإلا فنسبة التشابه بين الإنسان والفأر 99% !
http://www.nature.com/nature/journal...l/420509a.html
إذن المفترض أن الفأر أقرب للإنسان من الشمبانزي!
هم يركزون على دعاوى ومقدمات لديهم ثم يُخضعون المعطى العلمي لمقدماتهم ويتجاهلون بقية المعطيات!
ألسنا لو اعتمدنا أحجية التشابه الجيني تلك، يمكننا أن نسقط بها شجرة التطور ككل؟

أيضًا نسبة تشابه الجينوم الخاص بالإنسان مع ديدان النيماتود nematode يصل إلى 75% وهذا حتمًا لا يعني أن 75% من جسد الإنسان مطابق للديدان.
New Scientist, 15 May 1999, p. 27

ونسبة التشابه بين الإنسان وذبابة الفاكهة 60%.
Hürriyet daily, 24 February 2000

نسبة التشابه بين الإنسان ونبات الموز يزيد على 50%!
http://www.nhm.ac.uk/nature-online/e...dna-molecules/

وفي مجلة ساينتيفك أمريكان Scientific American التطورية الشهيرة عدد ديسمبر 2009 والتي تقوم بتعريبهـا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أخذت المجلة لها عنوانًا رئيسًا في ذلك العدد وهو: ما الذي يجعلنـا بشرًا what makes us human? ، وقامت الباحثة كاتبة المقال بدراسة متتالية الDNA في أحد الجينـات ويُطلق عليه HAR1 في كلٍ من الإنسان والشمبانزي والدجاج، واكتشفت أن المتتالية لل DNA بين الشمبانزي والدجاج تختلف في قاعدتين فقط من أصل 118 قاعدة بينما يصل الاختلاف بين الإنسان والشمبانزي إلى 18 قاعدة.
مجلة Scientific American عدد ديسمبر 2009 تعريب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

وهذا يُشكك في دلالة DNA وقدرته على التمييز بين الكائنـات الحية المختلفة، وأن الأمر لا يعدو كونه مجرد متتاليتات لقواعد نيتروجينية، وليس معنى أن مقاس حذاء الإنسان أقرب لمقاس حذاء التمساح من مقاس حذاء الفيل أننا والتماسيح من أصل واحد، فهذه سطحية في البحث.

ولذا يقول التطوري هنري جي Henry Gee المحرر العلمي في مجلة الطبيعة Nature الشهيرة عن مسألة وجود نسب بين الإنسان والحيوان بناءً على تراص القواعد النكليوتيدية عن أن الأمر لا يعدو مجرد حدوته فيقول: " وكل ما في الأمر أنها مجرد حكاية أو حدوته من أحاجي منتصف الليل المسلية التي قد تكون مُوَجِّهَةً أو مُرْشِدَةً للإنسان في كثيرٍ من الأحيان إلا أنها ومع ذلك لا تستند لأيّ أساسٍ علمي."
Henry Gee, In Search of Deep Time, New York, The Free Press, 1999, p.116-117

فمسألة النسب والقرابة بين الإنسان والحيوانات بناءً على تراص القواعد والمتتاليات وهم وخرافة؛ ونحن في حاجة ماسة وعاجلة إلى عدم الدفع بالعلم إلى دائرة الخرافة.
John R. Durant, "The Myth of Human Evolution", New Universities Quarterly 35

والعلماء عليهم أن يكفوا عن أن يكونوا علماء أنسـاب .
فالإنسان لا يمكن تصنيفه كالأشياء بمجرد دراسة مجموعة المتتاليات النكليوتيدية التي تُكون الجينوم الخاص به، أو بدراسة حجم الجمجمة أو بدراسة خطوط الكف!
الإنسان لا يمكن فهمه أو قولبته بدراسة متتالياته ومقارنتها بغيره، وإلا فلا نلوم على مَن يستخدم تفاصيل الوجه أو مقاس الجمجمة في تحديد الشخصية وتصنيف البشر فكلها علوم زائفة Pseudo-science وحريٌ بالعلم أن يتخطاها حتى يُبقى على احترامه!
==================================


7- تشابة الشكل العام والبنية العامة للكائنات الحية
الحجة: تشابه الشكل العام والبنية العامة للكائنات الحية دليل على سلف مشترك وعلى شجرة التطور!
الرد: تشابه الشكل العام والبنية العامة للكائنات الحية ليس حجة علمية تجريبية على أسلاف مشتركة وإنما هو فرض عقلي لا أكثر!
فهو حُجة اصطلاحية لغوية متعلقة بالتعريف الاصطلاحي لمعنى كلمة "تشابه"!
فمِن أين لنا أن التشابه دليل تقارب؟
ولم لا يُستخدم التشابه كدليل على وحدة الصانع –أليس في التشابه بين الكائنات الحية دليلاً مباشرًا للمؤمنين بالخالق الواحد-؟
ولم يفيد التشابه التقارب التطوري؟
لم لا يعني التشابه مثلاً: التماثل في الخلق والخِلقة حيث الكائنات الحية خلقت بنظامٍ متماثل {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم } ﴿٣٨﴾ سورة الأنعام.
ولم يفيد التشابه السلف المشترك ولا يفيد سير العالم بنسقٍ واحد {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} ﴿٣﴾ سورة الملك؟
وما لا حصر له من الأسئلة!

فتشابه الهيكل المعدني للسيارات على اختلاف موديلاتها وأصنافها لا يعني بداهةً انحدارها من سلفٍ مشترك، بل هي مُصممة على نَسقٍ معين وليست منحدرة أحدها من الأخرى!
ولن تستطيع الأحفورة مهما كانت مكتملة ومُعبِّرة أن تثبت علاقتها بسلفٍ لها أو خلفٍ جاء بعدها!
كتب غاريث نيلسونGareth Nelson خبير الأحافير بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي كتب يقول: "فكرة الذهاب للسجل الأحفوري من أجل الحصول على استنتاج تجريبي لعلاقة السلف-الخلف بين الأنواع، والأجناس، والعائلات، أو كل ما كان، أو ما يمكن أن يكون، ما هو إلا وهمٌ خبيث".
Journal of Biogeography31 (2004), 709 ( تصميم الحياة، دار الكاتب)

وإذا نظرنا في سجلات الكائنات الحية على وجه الأرض فمن المُلفت للانتباه أنَّنا نستطيع تصْنيف الكائنات الحيَّةِ لمجموعاتٍ منفصلة، كأنواعٍ وأجناسٍ وعائلاتٍ ورتبٍ وصفوفٍ وشعبٍ وممالك بمنتهى الضبط تمامًا!
ما لغز هذا التمايز الشديد وهذه الخنادق الضخمة الحقيقية بين ممالك الكائنات الحية لو كانت القضية سلف مشترك أوحد؟
ومن أجل ذلك وبسبب فقدان الأدلة، يضطر التطوريّون للاعتماد على التشابهات الخارجية بين الكائنات الحية من أجل بناء فرضيات التطور ورسم شجرة الأنساب، فلا يمتلكون داخل العلم ما يؤكد مزاعمهم فيستخدمون في النهاية تخمينات التشابه!

لكن حجة التشابه هذه التي يستخدمها التطوريون يمكن أن نستخدمها نحن بنفس القياس العقلي لإسقاط التطور!
فهل فكّرت يومًا في تشابه عين الأخطبوط وعين الإنسان؟ فقانون الإبصار يوجد بمثالية في الإنسان –أدق وأنقى عدسة على الإطلاق- وفي حيوان الأخطبوط!
ومع ذلك الإنسان والأخطبوط لم يسلكا نفس المسار التطوري!
فالتشابه الخارجي بين عين الأخطبوط وعين الإنسان لم يستطع أن يثبت أن ينفي تباين المسار التطوري بين الكائنين!
وإذا كان التشابه ليس دليلاً على التقارب فلِمَ نجزم أنه دليل على التقارب في صورٍ أخرى؟
أيضًا تكنولوجيا السونار توجد بمثالية تامة في الخفاش وطيور الزيت والدلافين والحيتان وجميع هذه الكائنات تتمتع بهذه التكنولوجيا بمثاليةٍ عالية، ومع ذلك هذه الكائنات سلكت مسارات تطورية متباينة تمامًا! فلم يكن تشابه أجهزة السونار الخاصة بها دليلاً على شيء متعلق بتقاربها أو تباعدها داخل شجرة التطور المزعومة.
أيضًا ظهر الطيران متكاملاً وبمنتهى الضبط وبشكل مستقل تمامًا ودون علاقة تقارب أربع مرات: في الطيور والحشرات والثدييات –الخفاش- والزاحف المجنح pterosaurs .
فلم تكن أجنحة هذه الكائنات دليل تقارب فلِمَ نزعم أن أنظمة أخرى هي أدلة تقارب؟

تطرح مثل هذه الحوادث -وهي كثيرة في الطبيعة- سؤالاً حول إمكانية اعتماد الصفات المتشابهة كأدلَّة معتمدة على العلاقات التطورية!
فهذه أمثلة بسيطة تثبت عجز التطور عن استيعاب وتحليل التشابه بين الكائنات الحية!
فمرةً يقرر التطوريون وجود تشابه ومرةً ينفون، ولا توجد قاعدة لإثبات التقارب لمجرد التشابه إلا التخمين، وعندما يختلف التركيب الداخلي مع وجود التشابه الخارجي ينفون سريعًا التقارب!
هذه تعويذة وليست علم مجرد تخمينات افتراضية!

أليس الأصح والأقرب أن تكون هذه خطة خلق؟
أليس الأدق عقليًا أن: نُسلِّم بوجود خالقٍ ضابطٍ للنظم ومتقن لها! خلقها بحكمةٍ وقانونٍ داخلي كلي ذو علمٍ محيط يسيطر على نظم الكائنات الحية المختلفة!

فاعتماد التشابه كدليلٍ على السلف المشترك هو مغالطة فلسفية عقيمة، تسمى مغالطة الاستدلال الدائري Circular Reasoning فليس معنى وجود كائنين متشابهين في الشكل المورفولوجي –الإطار الشكلي والبنائي- والتشريحي والوظيفي أن لهما أب واحد common archetype، هذه مغالطة. لأن الأصح رصد التفريع من الأب أولاً، أما ما يحدث هنا فهو استدلال دائري وفلسفة تأويلية افتراضية.
فهذا من باب وضع العربة قبل الحصان –كما يقول المثل الإنجليزي-.

ومن أجل ذلك فقد اقترح عالم الكيمياء الدقيقة والفيزياء الحيوية الأمريكي كارل ووس Carl Woese في عام 2002م أنَّ على علم الأحياء أنْ يتجاوزَ المبدأَ الداروينيَّ في السلف المشترك.
Carl Woese, "On the Evolution of Cells," Proceedings of the National Academy of Sciences USA 99 (2002): 8742-8747.

وكتب في عام 2004م أن: "جذورَ الشجرة التطورية الشاملة هي جذورُ مصطنعةٌ وذلك ناتجٌ عن الالتزام بالشكل الشجري للحياة رغم كونه غيرَ مناسب."
Carl R. Woese, "A New Biology for a New Century," Microbiology and Molecular Biology Reviews 68 (2004): 173-186. (تصميم الحياة ، دار الكاتب، ص186)

إن الشيء الذي يبدو واضحًا هو فشل التطور كلياً في إثبات وجود سلف عالمي مشترك للحياة، كما فشل في تحديد تواريخ موثوقة لظهور الأنواع، كما فشل في تحديد العلاقات التطورية -إنْ كانتْ موجودةُ أصلاً- بين أشكال الحياة القائمة، وفشل أيضاً في إثبات ماهية السلف العالمي المشترك –إن كان موجودا أصلاً- بشكلٍ واضح.
الفشل ثم الإصرار على الفشل هو عنوان دعاة التطور في جميع مراحلهم!