النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف تحول هدف العلم في الاونة الاخيرة

  1. افتراضي كيف تحول هدف العلم في الاونة الاخيرة

    السلام عليكم
    يعلم جميعنا ان العلم منذ بدأ البشر في اكتشافه واستخدامه كان هدفه كشف الغموض ومعرفة الاسباب ورسم صور صحيحة للوجود وايضا تيسير الحياة على الادميين ورفع درجة الرفاهية من خلال التكنلوجيا والطب والمواصلات وغيرها ..
    وبما ان العلم هدفه اكتشاف الغموض والاسباب وراء الظواهر ومعرفة اللامعروف .. كان العلم يبحث لاهثا عن الطرق والبرامج التي تسمح له باكتشاف هذه الاشياء ...
    وبالفعل .. اكتشف الانسان باستخدام العلم كثيرا من الاشياء التي لم تخطر على باله وهاهو قد سافر للفضاء الخارجي بل واستطاع فهم كيف تكونت الارض والكواكب والنجوم واخترع السيارات والطائرات والاسلحة والمناظير والادوية وغيرها وكان هذا شيء عظيم جدا وأفادة عظمى للبشرية .
    ولكن ..
    في الاونة الاخيرة ودعونا نقل منذ خمسين سنة او يزيد ( قد تتغير حسب رأي القارىء ) .. في الاونة هذه لاحظ جميعنا او على الاقل أنا والمؤمنين ان وظيفة العلم الكبرى والاهم تحولت من ( اكتشاف اللامعلوم ) الى ( اثبات عدم وجود اله )
    نعم اقولها وبمنتهى الصراحة . مجالات كثيرة من العلم قد كرست جهدها وبدون ان تدري او حتى تدري تحول هدفها وصراعها الى محاولة اثبات عدم وجود الهه او عدم حاجة الوجود لخالق او مدبر ..
    وأسوق على كلامي بعض الشواهد والادلة وليكن مثلا :
    نظرية الاكوان المتعددة.. أنا ازعم حسب معرفتي المحدودة والباب مفتوح للنقاش أن الدافع الرئيسي للاتيان بهذه الفرضية من الاساس كانت هدف ايديولجي ديني وليس علمي بحت ... فالفرضية في رأيي هي محاولة أخرى لمواجهة الخطر الداهم على الفكر المادي الالحادي وهي نظرية تصميم الكون لكي ينتج الحياة وهو مايسمى بالانجليزية ( fine tuned universe ) وتقول هذه الفكرة ان علماء الفيزياء والرياضيات عندما حسبوا سرعة الانفجار الكبير ودرجة الجاذبية وكل الثوابت الكونية الاخرى وجدوا أنها غير اعتباطية ولكن مصممة بدقة لانتاج حياة في النهاية .. فالانفجار لم يكن انفجار بل كان توسع مدروس ومحسوب لانتاج حياة واصبحت فكرة القول بأن وجود الحياة صدفة عقبة عقلية كبرى امام الالحاد جملة ومضموناً.
    والطريقة المستخدمة لدحض هذا الدليل القوي على وجود المشيئة والتدبير الالهي هي طريقة تعرف ب ( التكثير ) لايفهم الكثير منكم ماهو التكثير لذلك وجب التوضيح :
    التكثير في مضمونه يقول بأنه اذا كان هناك شخص يمشي فى الشارع ولنفترض ان هذا الشخص كان جائع ويفكر في اكل البرتقال على سبيل المثال :
    دعونا نتخيل انه في هذه الثانية سقطت برتقالة من الاعلى على يده بالظبط ولنفترض ان البرتقالة كانت مقشرة وجاهزة للاكل .. الاحتمال الفلسفي الذي سوف يتكون عند هذا الشخص هو ادراك مباشر لان احد البشر رمى له هذه البرتقالة لكي يأكلها .. لانه من المستحيل تصادف ( المشي + الجوع + البرتقالة ) في ثانية واحدة لكي تعطي مغزى معين وهو اكل البرتقالة لتجنب الجوع والوصول لحالة الشبع صحيح ؟
    نظرية التكثير تفترض بأنه اذا زودنا عدد حبات البرتقال الساقطة على يد هذا الشخص الجائع فتكون احتمالية القصد هنا أقل او يمكن ان تصل لدرجة معدومة .
    فلو زاد عدد حبات البرتقال الساقط على رأس الشخص ولنقل مثلا مئتين برتقالة .. فاالقصة الان في عقل الشخص سوف تختلف وربما يفترض ان البرتقال الذي سقط عليه ليس من أجل ان يأكله وان البرتقال لم يرمى من خلال شخص له نية وقصد وتدبير .. ولكن قد تتغير الفكرة عنده بأنه وبسبب ما او صدفة ما سقطت كرتونة كبيرة من البرتقال بأكملها على رأسه ولنفترض مثلا ان الشخص قد مر من تحت مصنع لتعبئة البرتقال وبسبب تصادف مروره فى هذا المكان سقطت كرتونة برتقال كاملة عليه .. المثال الذي وضعته يمكن للقارىء استنساخ مئات الامثلة وفهم النقطة التي ارمي اليها ( منعاً للاعذار )
    الاســـم:	orange.jpg
المشاهدات: 983
الحجـــم:	5.3 كيلوبايت

    نفس الفكرة استخدمت مع كل مايراه الانسان انه مصمم لاجله فعندما نظر الانسان الى الارض ورأها مهيأة ومجهزة له قال له العلماء بأن كوكبنا هو كوكب واحد من ملايين الكواكب وليس شيء مميز او خاص للانسان ولكن عندما يكون عندك مليارات الكواكب فليس من العجيب جدا ان تجد كوكب واحد على الاقل يناسب حياة الانسان .. فالعملية ترجع للوفرة وليس للتصميم .
    وعندما قال الانسان ان الاسد مصمم لافتراس الحيوانات الاخرى من خلال مخالبة وانيابه قالوا له انه كان هناك الالاف من الاسود التي لم تكن تمتلك الانياب او المخالب وعندما حدث طفرة لاحدها وحصل على ادوات افتراسه بدأ بالافتراس ..
    كذلك عندما ينظر الرجل للمرأة ويقول لابد ان المرأة مصممة لي لاسعادي واشباعي من حيث شكلها وصوتها الانثوي وتناسبها مع احتياجاتي قال له علماء الاحياء ان المرأة ليست مصممة ولا يحزنون ولكن بسبب الاصطفاء الجنسي sexual selection كان هناك ملايين من الاناث الغير مناسبين للرجل من حيث وجود اناث صلعاء او اناث صوتها اجش او أناث جسدها يشبه الرجل ولايحتوي على الانحناءات التي تعجبه ..
    امثلة اخرى قد أسوقها لكي أدلل على كلامي ان العلم اصبح في صراع مع فكرة وجود الاله وليس باحث صريح عن الحقيقة ..
    نظرية الام ثيوري او نظريات اخرى مثل النشوء من الفراغ .. وكتب بعض العلماء مثل لورنس كروس Lawrence M. Krauss كل هذه النظريات والفرضيات مدفوعة بدوافع دينية ايديوليجية فلسفية بحتة ولكني لا اقول ان العلماء لايستطيعوا أن يسوقوا دلائل علمية عليها .. فلن يصعب على شخص يفتقد للامانة العلمية ويملك علم غزير ان يفبرك اسباب ودلائل علمية على مايقول .. ولكن في النهاية يستطيع اي انسان اختلاق فكرة بأهداف معينة ومن ثم يبدأ في التدليل عليها علميا او فلسفيا تماما كما يكون بعض الاشخاص جماعات او احزاب بأهداف سياسية ثم يسوق عليها تبريرات دينية ويقول لك انظر هنا وانظر هناك وهذا دليل وهذا اثبات .. المهم ان الدافع الرئيسي والحقيقي ايدولوجي .
    " وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    فعلا أخي الكريم - وكما ذكرت في موضوعك هذا الكلام هو لسان حال الكفار , الذين كفروا بالله وبالرسل في بادئ الأمر يمنعهم العناد من الإيمان فيما بعد أيضا , فيحترقون كمدا وغضبا بما لم يوفقوا للإيمان في أول الأمر , وبالتالي يريدون القضاء على جماعة الأنبياء فلا يألون جهدا في تعذيب المؤمنين ليرتدوا عن دينهم , وقد أكد الله على هذا المعنى في قوله تعالى (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ) , أي أن أئمة الكفر إنما يُحرَمون من الإيمان لأنهم كفروا برسلهم في أول الأمر , فيرون في تصديقهم للرسل فيما بعد خزيا وعارا عليهم , فيزدادون عداءً , ويضللون باقي الأمم , تنفيساً لغيظهم
    ولقد سبقت الإشارة إلى هذا المعنى في آية أخرى وهي قوله تعالى (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) , أي كم يتمنى الكفار ليتهم آمنوا أول الأمر كيلا يروا هذا الخزي والهوان , ولكن ما دام كُفرهم قد حرمهم هذا الشرف أول مرة , فلا يؤمنون رغم حسرتهم هذه , بل يزدادون تعصباً وعناداً
    هذا هو تحدي الشيطان لتضليل الناس في قوله (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) , فمثاله ما ذكره القرآن على لسان معارضي سيدنا شُعيب عليه السلام في قوله تعالى (لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) , وقوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا) , وكأن معارضي كل نبي أعلنوا : مادمنا لم نوفّق نحن للإيمان فلن نبرح حتى نرد المؤمنين عن دينهم , وهكذا كان دأب أعداء الرسول حيث يقول القرآن الكريم عنهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) , أي أن أعداء النبي محمد من اليهود يريدون أن يرتد المسلمون عن دينهم , وكذلك ورد عن الكفار الآخرين (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) أي أنهم لم يبرحوا يحاربونكم إلى أن يردوكم عن الإسلام ولكن الله تعالى سوف يكسر شوكتهم في آخر المطاف , ويجعلكم الغالبين
    والمشهد نفسه نراه نحن اليوم المسلمين المستضعفين اليوم حيث تريد كل الدنيا ردّنا عن إيماننا وديننا , ولكن من ذا الذي يريد إهلاك من يريد الله حياته ؟
    ما أشد عماية الكافر ! فبدلا من أن يلوم نفسه على رفضه الدين , يريد أن يصب حام غضبه على الله تعالى قائلاً :
    مادام هو لم يجعلني مؤمنا فلن أبرح حتى أجعل عباده المؤمنين مرتدين !!
    ومن أمثلة ذلك أن الملحد يلجأ إلى اختراع نظريات علمية افتراضية كهذه تؤيد إلحاده , ولكن سبحان الله في النهاية يقول تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
    والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء