طهارة قلوب المؤمنين من الأمراض

تطهير القلب من الأمراض يُذهب الأعراض :
أمراض القــلب ( النفس البشرية ) : الكذب - الخيانة - الريبة - الخداع - البخل - الرعب - النفاق - القسوة - الشهوة الحرام ......... الخ

ولمن تكون إرادة التطهير الإلهية ؟ :
- يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
الآية صريحة بدأت بمخاطبة نساء النبي ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ ) ومن هم نساء النبي ؟ - نساء النبي جاز أن يكن عموم النساء المؤمنات أتباع النبي , لأنهن ليست كأي نسوة في العالم هن آمنّ بالله واعتنقن الدين الإسلامي الحنيف , فلا يصح ولا يليق بهم ولا يجوز في الإسلام أن تخضع النساء الذين آمنوا واتبعوا النبي أن يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض , كما أن رجال النبي هم عموم الرجال المؤمنين أتباع النبي بايعوه ونصروه , والخطاب في الآية الكريمة شامل جميع نساء النبي المؤمنات التابعات له , وإن كانت مناسبة نزولها في حق أزواج النبي ( فخصوص النزول لا يمنع عموم الحكم ) , وكما تدل آيات عديدة على خصوص نزولها على الرسول ولكن يراد بعموم حكمها على جميع المؤمنين , والله سبحانه وتعالى لا يُريد أن يُذهب أعراض المرض عن أهل البيت ( القبلة ) فقط , بل ويُريد أن يطهر قلوبهم ( نفوسهم ) تطهيرا من الأمراض التي قد تكون أصابة قلوبهم فتظهر أعراضها في صورة تحول عمل الإنسان إلى رجس من عمل الشيطان

- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
إرادة التطهير الإلهية هنا لعموم المؤمنين - طيب ومن هم المؤمنين ؟ - أليس هم أهل البيت الحرام ؟ أليس كل من آمن بالله رب الكعبة هو من أهل البيت ( الكعبة ) ؟ - أليس الذين آمنوا يولون وجوههم شطر المسجد الحرام ؟ - أليس هم أهل ذلك البيت من بين سكان الأرض بمختلف دياناتهم ؟ - أليس هم الذين يستحقوا إرادة التطهير الإلهية المذكورة في الآيات الكريمة ؟ - إذ أن إرادة التطهير لا تقتصر على عشيرة النبي !! , بل تشمل هذه الإرادة جميع من آمن بالله الإيمان الحقيقي واتخذ بيت الله قبلة له كما سيتبن فيما بعد

- وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
بنص الآية الكريمة أليس من كان منكم ( أيها المؤمنون ) يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا وقر في قلبه ويصدقه عمله - أزكى له وأطهر ألا يعضل النساء المطلقات بعد أن يبلغن أجلهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ؟؟ - أليس هذه إرادة الله لتزكية نفوس المؤمنين عامة وتطهيرها

- قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)
حتى للذين اتقوا من المؤمنين لهم في الجنة أزواج مطهرة جاهزة أي مطهرة من قبل الله تعالى هو الذي طهرهم من أي مرض قد يتسلل لقلوبهم الروحية

وأيضا يقول تعالى :
- وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
- إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
- خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)
- لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)
- فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)

طيب ومن هم الذين لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ؟ :
- يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)
================================================== ============
إرادة الله سبحانه وتعالى أن يُذهب أعراض المرض عن الإنسان المؤمن
أعراض المرض : هو الرجس ( عمل الشيطان )
وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا :
• فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) هؤلاء ليس في قلوبهم مرض
• وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)


طيب : عن من يُذهب الرجس ؟ :
- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)

وعلى من يجعل الرجس ؟ :
- فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
الآية واضحة عندما يريد الله تعالى أن يترك بعض الناس يعانون ويعيشون ويلات أعمالهم الشيطانية فيتركهم يعانون من أعراض أمراضهم النفسية ويجعل هذا الرجس باق عليهم لأنهم لا يؤمنون , فكان الرجس ( عملهم الشيطاني ) عقابا لهم في الدنيا - طبعا على عكس الذين آمنوا الإيمان الحقيقي واتخذوا بيته قبلة لهم هم فقط من دون أهل الأرض ( سكان المعمورة ) يستحقوا الإرادة الإلهية في إذهاب الرجس عنهم , بل وتعمل إرادته دائما سبحانه وتعالى على تطهير قلوبهم ( نفوسهم ) من الأمراض النفسية إذا أصابت قلوبهم والتي ذكرناها , حتى يُصبحوا مطهرين من قبل الله تعالى فيكونوا في الجنة أزواج مطهرة

ويقول تعالى :
- قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)
هم قوم عاد

- سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)
هم الأعراب

- وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)

وفي النهاية لا يدخل الجنة ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89))

أي قلب روحي سليم خالي من جميع الأمراض النفسية التي ذكرناها


مقارنة للتوضيح أكثر
بين تطهير الأجساد في المستشفى وبين تطهير النفوس في جهنم

أولا : تطهير الأجساد في مستشفى
من الأمراض الجسدية : أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المخ والأعصاب والأمراض الكلى والكبد والأمراض الجلدية و............ الخ
أعراض الأمراض الجسدية : ارتفاع درجة الحرارة - القيء - الانتفاخ - الصداع - المغص - السعال - وجميع الآلام الناتجة عن الأمراض التي تصيب الأعضاء الجسدية

والمريض حينما يدخل للعلاج الجسدي من الأمراض الجسدية - في بداية العلاج يحتاج إلى علاج مُركز يعني يدخل قسم العناية المركزة ومع تحسن حالة المريض تقل القيود المفروضة على المريض وتتغير طبيعة العلاج بتحسن حالة المريض
حيث أسرعهم تطهيرا وشفاءا أسرعهم خروجا منها , وأبطئهم تطهيرا وشفاءا أبطئهم خروجا منها
( تمحيص / تعذيب / تطهير ) الجسد من الأمراض الجسدية في المستشفى حتى يعود سليم ( عذب طاهر ) أي جسده خالي من الأمراض الجسدية , وهذا التمحيص يقتضي استخدام عدة وسائل هي في ذاتها مؤلمة لكنها تأتي في النهاية بالنتيجة المرجوة , وخروج المريض من المستشفى يتوقف على :
• نسبة الإصابة بالأمراض الجسدية كماً وكيفاً
• سرعة تطهير الجسد من هذه الأمراض
• مدى استجابة الجسد لوسائل العلاج
والمريض في المستشفى يتمنى الخروج أو الموت للتخلص من العلاج الأليم , ولكن يبقى فيها ما بقيت المستشفى إلا ما شاء الطبيب المعالج أن يُخرجه منها بعد التأكد من شفاءه من الأمراض
يمكن أن نقول نحن عن أصحاب الأمراض الجسدية ( أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ المستشفى وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا )
يعني لا يوجد مأوى لهم كي يؤويهم ويخلصهم وينقذهم مما هم فيه أي من الأمراض التي أصابت أجسادهم إلا المستشفى

ثانيا : تطهير القلوب في جهنم
من الأمراض النفسية : الكذب - الخيانة - الريبة - الخداع - البخل - الرعب - النفاق - القسوة - الشهوة الحرام - حب النفس ......... الخ
أعراض الأمراض النفسية : الرجس ( عمل الشيطان )
وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا :
• فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) لأن قلوبهم خالية من أي مرض
• وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)
إذن الإشكال في المرض الموجود في القلب الروحي , وليس الإشكال في العرض ( الرجس ) الناتج عن المرض
وفي النهاية لا يدخل الجنة ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89))
أي قلبه الروحي خالي من الأمراض النفسية
ملحوظة : القلب هنا المراد به النفس البشرية الموجودة في منطقة الصدر , وليس القلب المادي المعروف

والمريض حينما يدخل للعلاج النفسي من الأمراض النفسية - في بداية العلاج يحتاج إلى علاج مُركز يعني يدخل قسم العناية المركزة ومع تحسن حالة المريض تقل القيود المفروضة على المريض وتتغير طبيعة العلاج بتحسن حالة المريض
حيث أسرعهم تطهيرا وشفاءا أسرعهم خروجا منها , وأبطئهم تطهيرا وشفاءا أبطئهم خروجا منها
( تمحيص / تعذيب / تطهير ) النفس من الأمراض النفسية في جهنم ...... حتى يعود سليم ( عذب طاهر ) أي نفسه خالية من الأمراض النفسية , وهذا التمحيص يقتضي استخدام عدة وسائل هي في ذاتها مؤلمة لكنها تأتي في النهاية بالنتيجة المرجوة , وخروج المريض من المستشفى يتوقف على :
• نسبة الإصابة بالأمراض النفسية كماً وكيفاً
• سرعة تطهير النفس من هذه الأمراض
• مدى استجابة النفس لوسائل العلاج
والمريض في جهنم يتمنى الخروج أو الموت للتخلص من العلاج الأليم , ولكن يبقى فيها أبدا مادامت النار إلا ما شاء رب العباد الطبيب المعالج أن يُخرجه منها بعد التأكد من شفاءه من الأمراض
يقول تعالى عن مرضى القلوب الروحية لا المادية ( أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا )
وقال ( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى )
ويقول ( فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
وقال تعالى ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20))
وقال ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8))

مَوْلَاكُمْ : أي هي فقط التي تتولى أمر علاجكم ولا سبيل غير ذلك , فما عليكم إلا الخضوع والامتثال لأساليب علاجها , لأنها مأواكم الذي يأويكم ويمحصكم ( ويخلصكم ) من الأمراض النفسية التي أصابت قلوبكم الروحية ( نفوسكم )

والله تعالى أعلم