فكرة تراود كثير من الملاحدة ويظنها البعض بسيطة ولاتستحق النقاش ولكني اظنها مهمة وتراود كثير من الناس ..
يقول احد الملحد على لسانه " قد اشعر بالملل في الجنة لان لكل رحلة نهاية ولكل قصة خاتمة ولكل تجربة منتهى "
محور السؤال هو موضوع الملل كشعور انساني قد يشعر به الشخص بعد الاشباع من ملذات ورؤى جنة رب العالمين .. هل من الممكن أن يصيبني الملل ؟ ماذا بعد الجنة ؟ الن يصل الشخص لحالة الفراغ ؟ للاجابة على هذه النقطة يجب ان نعرف أولا ماهو الملل :
تعريف ساذج : الملل هو الحالة الناتجة عن توقف المثيرات التي تشعر الشخص بالاثارة والسعادة .
التعريف الحقيقي العلمي : الملل هو هرمون يفرزه الجسم لكي يتوقف عن الاستجابة للمثير بعد الاكتفاء بكمية معينة .
الملل ياسادة ليس حالة توقف الاستثارة والمتعة ولكنه هو هرمون يفرز في المخ ليوقف الانسان عند حده ويقول له ( كفى ) والتدليل العلمي على ذلك هو :
عندما يكون احد الاشخاص جائعا ويتوق لاكل الاطعمة الحلوة مثل الكعك او البسكويت او غيره .. بعد ان يبدأ الشخص بوضع الطعام في فمه ويتذوق قطعة اولى يشعر باستثارة بالغة ومتعة فائقة ومع توالي القطع الاخرى يشعر ببعض المتعة لكنها تقل تدريجيا . نسأل سؤال : هل تغيرت المواد المكونة للبسكويت ؟ هل تحول الدقيق والبيض والسكر داخله لعنصر كيميائي أخر ؟ بالطبع لا .. نسأل سؤال تالي : هل احترقت حلمات التذوق عند الشخص ؟ هل تغيرت نوعية وكيمائية الانسجة التي تكون لسان - حلقوم - معدة الشخص ؟ بالطبع لا فهي كما هي لم يطرأ عليها تغيير ......... اذن ماذا حدث ؟؟
جسم الانسان مخلوق ومصمم لكي يحافظ على توازنه كما نعلم فعندما ترتفع الحرارة يتعرق الجسم للابقاء على درجة البرودة . وعندما يقوم الشخص بحمية غذائية لانقاص الوزن يقوم الجسم باستخدام الدهون الزائدة لتوليد الطاقة وابقاء الجسم على قيد الحياة . كذلك عندما يدخل فايروس يبدأ بتكوين خلايا مضادة وهكذا ..
مايحدث في حالة الاكل هو انه بعد كمية معنية من أكل الطعام يقوم المخ بافراز مادة مضادة للمادة التي تسبب الاستثارة لكي تعادل او تحايد المادة المسببة لها .. فيشعر الشخص بالاكتفاء والملل من الطعم ويتوقف عن ذلك ويبدو هذا واضحا اذا قارنت الاطمعة الحلوة والمالحة فتجد ان المنفعة الحدية فى الاطعمة الحلوة اسرع من المالحة لان الاكثار منها يضر الجسم . .. نفس المنطق ينطبق على الماء فالشخص العطشان عندما يشرب الماء يشعر باستمتاع كبير في اول ميلي جرامات من الماء وتستمر الاستثارة بالانخفاض كلما استمر في الشرب الى ان يصل لمرحلة لايقبل معها مزيد من الماء بتاتا بل يصبح طعم الماء كأنه سم افعى .
اذا كان الخالق قادر على كل شيء ويقدر ان يغير كيميائات المخ فعندها لن يشعر اي شخص بالمملل من أصغر حالة امتاعية وقد تستمر معه لساعات او ايام او سنين .. ولا ننسى ان المشاعر السلبية جميعها قد ربطها العلماء بهرمونات معينة تعكر صفو حياة الانسان ولو اعتقدنا ان الخالق قادر على خلق مخ لايفرز المواد الكيميائية الضارة المسببة للمشاعر السلبية " ومن ضمنها الملل " فسيكون لديك شخص سعيد الى الابد.
Bookmarks