يتشدق برقي و تقدم الدول الغربية خاصة و قد يذكر الشرقية . نحدثه مثلاً لا حصراً عن جرائم أمريكا خلال القرون الماضية - و حدث و لا حرج عن الجرائم الحالية و القريبة - فيتملص من ذلك بقوله "صحيح أن أمريكا قد كانت تقيم قوانين ظالمة أو باطشة و صحيح أنها قد أتت جرائم عديدة و لكن هذا لا يقدح في كل تاريخ الدولة فهي تمر بمراحل و قد تتقدم أو تتأخر و قد يمسك بزمام الأمور رؤساء باطشون ظلمة" . عندها نكون قد أمسكنا بالذئب من ذيله فنقول : بما أنك تلتمس سبعين ألف عذر لمحبوبتك أمريكا و لأخواتها - بغض النظر عن ردنا على هذه الأعذار المزعومة - فلماذا نراك متعصباً تستشيط غضباً كلما تم ذكر الدولة العباسية أو الأموية أو العثمانية فتشتم و تلعن كل دولة منها و حكامها رغم أن كل تلك الدول المذكورة قد كانت لها إنجازات عظيمة و فضائل في نصرة الإسلام ؟ لم لا تتمهل لحظة و تقول لنفسك "هي دول مرت بمراحل و قد مر عليها حكام باطشون ظلمة لكن ذلك لا يقدح في كل تاريخ تلك الدول" ؟ اعلم أننا لا نزعم عصمة لأحد سوى الأنبياء و آخرهم محمد عليه الصلاة و السلام . و الصحابة رضوان الله عليهم عدول لا يطعن في عدالتهم إلا خبيث أو جهول . أما من بعدهم فكل حسب عمله فنتحرى ما ثبت عنه أكان من فضائل أم من منكرات . لكن المشكلة هي فيمن يحتطب بليل و يأخذ بساقط الروايات و الإشاعات ليطعن بجهل في هذا و ذاك .
Bookmarks