النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: سؤال ورد من متشكك .... لماذا خلق الله الكون ؟؟

  1. #1

    افتراضي سؤال ورد من متشكك .... لماذا خلق الله الكون ؟؟

    البعض يأتي بأسئلة لم تنفعه و لم تفيده سواء ف الدنيا أو في الآخرة ، فمثلا لو قلت كيف خلق الله الكون ؟ لقلت لك ابحث في الفيزياء أو الفلك و جئت لك بنظريات علمية تقول ببداية الكون على وضع كذا و أخرى تقول بنهايته بعد أن يصل إلى مرحلة كذا و أن له عمر كذا ، فكل هذا داخل في مجال العلوم الطبيعية التي تبحث في أصل الكون و نشأته ، و بهذا أمرنا الله تبارك و تعالى حيث قال " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " .... " أولم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده " .. " قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض " ، فالله تعالى أمرنا بالبحث في الكيفية ، فبعلومنا نستطيع أن نبحث و أن نصل إلى شيء ما من حقيقة هذا الكون ، لكن لماذا خلق الله الكون ؟ فهو سؤال فلسفي على أكثر منه علمي ، فالعلم يبحث في كيف و ليس في لماذا ؟ و لذا هذا السؤال اقرب للفلسفة و الدين من العلم ، و لو نظرنا من الناحية الدينية مثلا نجد أن :

    الله عز وجل يتصف بصفات ..هذه الصفات لابد أن تكون متكاملة ومطلقة ..ووجودها مرتبط بوجود الله تعالى وأزليته ....ومن هذه الصفات القدرة ، العلم ،الإرادة ، الحكمة ، الأول-ليس قبله شيء- ، الأخر-ليس بعده شيء- ، كما أن من صفاته أنه المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء ، و أنه خارج عن الزمكان -الكون - ...وهناك العديد من الصفات ...لكني اختارت هذه الصفات دون غيرها لأن هذه الصفات يستطيع العقل السليم الوصول إليها بفطرته وكذلك صفات أخرى ..

    فالله تعالى مريد ، يخلق ما يشاء وما يريده .. وعنده القدرة على فعل ذلك متى شاء ..كما أنه عليم بما سيكون ، و فعله عز وجل يكون لحكمة يعلمها هو وليس عبثا سواء علمناها أو علمنا جزءا منها أو جهلناها بالكلية ...

    وبالتالي عندما نبحث في هذا السؤال يتبين لدينا أنه لن نصل أبدا إلى المعرفة النهائية لهذا السؤال وذلك لأنه حكيم ، ومن الحكمة أن لا تعرف كل شيء ، فلو عرفنا كل شيء ما كان الله حكيما في ذلك –حاشاه سبحانه - لذا فنحن نجتهد لنعرف بعضا من هذه الحكمة ...ولذا فعندما أراد الله تبارك وتعالى خلق الإنسان قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة" فبناء على علم الملائكة القاصر بالماضي وعدم درايتهم بحكمته تعالى وما يريده كان جوابهم"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء" فقال الله "إني أعلم مالا تعلمون "

    فهذه هي الملائكة بعلمهم الذي اختصهم الله به وبقدرتهم التي أعطاهم الله إياها لا يعلمون ما يريده الله تعالى ...و لذا عندما خلق الله تعالى آدم ميزه بالعلم على الملائكة "قال يا آدم انبئهم بأسمائهم ، فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما تكتمون "

    وهذا السؤال عن سبب وجود الكون ذو ارتباط وثيق يوجود الإنسان ، بل يمكننا القول بأن الكون وُجِد على حالته هذه من أجل الإنسان ...كل شيء في الكون تم إعداده بعناية لتوفير الحياة المناسبة للإنسان فالانفجارات النجمية من نوع السوبرنوفا ضرورية لوجود الحياة إذ بدونها لن توجد أياً من اللبنات الكيماوية اللازمة للحياة على سطح كوكبٍ كالأرض .... فإنها ظواهر شديدة التدمير تقضي على كل حياة في الأنظمة الشمسية القريبة منها.....ولذا يقول البروفيسور مايكل دينتون Michael Denton الأخصائي في الكيمياء الحيوية في كتابه «مصير الطبيعة Nature’s Destiny»: إن المسافات الفاصلة بين النجوم العملاقة بل كافة النجوم تعتبر قضية حساسة جدا، فهذه المسافات تقدر كمتوسط لها بـ 30 مليون ميل بين نجوم مجرتنا، ولو تغيرت هذه المسافات بأن تكون أقل قليلا لأصبحت مدارات الكواكب غير مستقرة، ولو كانت أكبر قليلا لكانت المادة المنطلقة من قبل النجوم المنفجرة سوبرنوفا متشتتة تشتتا كبيرا للغاية لدرجة ينعدم معه تشكل مجموعات شمسية مثل التي ننتمي إليها.

    • فإن كنا نريد كونا صالحا وملائما للحياة لكان من الضروري استمرار النجوم المنفجرة في الانفجارعلى وتيرة معينة. علما أنّ هذه الانفجارات تعتبر محددة للمسافات المعينة الفاصلة بين النجوم، وإن هذه المسافات البعيدة والمحددة موجودة فعليا وتمارس تأثيرها المباشر.
    • إنّ الأجرام السّماوية في الكون مخلوقة بحيث أن الابعاد الموجودة بينها هي أفضل الأبعاد والمسافات. وأي تغيير زيادة أو نقصانا في معدل المسافات الفاصلة بين الإجرام السماوية لمجرتنا يؤدي حتما إلى استحالة ظهور كوكب ملائم لنشوء الحياة عليه.

    كما أن الكون خُلِق وهو موجود بطبيعة الحال ....سواء عرفت مراد الله من خلقه أم لم تعرف ، فأنت لن تغير شيء ولن تستطيع تغيير شيء من وجود الكون أو عدمه....
    ولذا كان السؤال الأوجب هو لماذا خلق الله الإنسان ...وهو بطبيعة الحال مكافيء للسؤال عن خلق الكون ...لكن هذا هو ما يهم الإنسان ويفيده لذا هذا الذي يتوجب سؤاله عنه ....ولقد جاءت الإجابة واضحة في قوله تبارك وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
    فالله تبارك وتعالى خلقك أيها الإنسان لغرض ولغاية معينة وهو عبادته تبارك وتعالى على الوجه الذي حدده لك وشرعه عبر الرسول الذي أرسله إليك بالطريقة التي أنزل بها كتابه إليك ....ولذا وجب الإلتزام بذلك للسعادة والفوز برضوانه في الدارين ... فالله تعالى لا يريد منا سوى سعادتنا ....الله تعالى عندما تحدث عن عذابه على من عصاه وأشرك به قال "جزاء وفاقا " أي جزاء موافقا لعصيانهم لا يزيد ... لكنه تبارك وتعالى عندما أراد أن يتحدث عن جزاء طاعته قال "جزاء من ربك عطاء حسابا " فأبْهَمَ قيمة الجزاء للدلالة على قيمة الأجر ... فاللهم وفقنا لطاعتك .

    و الله اعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Exclamation

    كما أن الكون خُلِق وهو موجود بطبيعة الحال ....سواء عرفت مراد الله من خلقه أم لم تعرف ، فأنت لن تغير شيء ولن تستطيع تغيير شيء من وجود الكون أو عدمه....
    ولذا كان السؤال الأوجب هو لماذا خلق الله الإنسان ...وهو بطبيعة الحال مكافيء للسؤال عن خلق الكون ...لكن هذا هو ما يهم الإنسان ويفيده لذا هذا الذي يتوجب سؤاله عنه ....ولقد جاءت الإجابة واضحة في قوله تبارك وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
    جزاكم الله خيراً أخي الفاضل
    يقول تعالى :
    - وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)
    - الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
    - وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)
    - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)

    أعتقد والله تعالى أعلم أننا يمكن أن نستنبط من الآيات السابقة أن من حكمة الحكيم أنه خلق السماوات والأرض ( أي الكون ) وخلق الموت والحياة لكى يبتلينا فيه مين فينا أحسن عملا ومين فينا أسوء عملا , لذا خلق الكون عشان يمتحننا فيه هذه هي غايته سبحانه وتعالى من خلق الكون , ومن حكمة الحكيم سبحانه وتعالى أيضاً من نزول الكتاب على الرسل وجعلنا خلائف نخلف بعضنا البعض في الأرض , أن يبتلي كل إنسان في ما أتاه من كتاب ( تكليف ) في حياته , وهل سنعمل به كما قبلنا حمل الأمانة في الأول أم لا , لأن ربنا عرض الأمانة ( التكليف ) والإنسان قبلها وطالما قبلها يبقى يعمل بيها - طيب وعشان يعمل بيها من الطبيعي والحكمة السديدة أن يخلق له كون مادي لكي يعمل بالتكليف في الكون , ومن ضمن الكون كوكب الأرض يبتلينا فيه في مدى صدقنا في حمل الأمانة من عدمه , فالكون دار ابتلاء والآخرة والآخرة دار جزاء
    والله تعالى أعلم
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وهل هناك أي مجال للشك في أن المدرسة أُعدت خصيصاً لتدريب الطالب وتأهيله علمياً ؟ , ولابد من خضوعه لاختبارات متتالية طوال العام الدراسي لقياس مستواه في التحصيل الدراسي , وفي نهاية التدريب والتأهيل والامتحانات في المدرسة يحصل على المؤهل الدراسي الذي يستحقه , ليرجع في النهاية بهذا المؤهل أو الدرجة العلمية التي حصل عليها , فيستحق أن يكون في الدرجة أو المكانة المناسبة في الحياة الأساسية الدائمة التي يعيش فيها بقية حياته والتي تختلف تماماً عن الحياة المدرسية المؤقتة
    • فإذاً حياة الطالب المؤقتة أثناء الدراسة هي بمثابة الحياة الأولى بالنسبة له ,
    • أيضاً حياته الدائمة بعد التخرج هي بمثابة الحياة الآخرة بالنسبة له
    الخلاصة : إذا كانت الغاية الأساسية من وجود الطالب هو التعليم , فإنشاء المدرسة وتجهيزها وإعدادها بجميع الوسائل التي تساعد في إتمام العملية التعليمية على أكمل وجه , هي وسيلة ضرورية تقتضيها الغاية الأساسية وهي التعليم , والغاية تُبرر الوسيلة
    فلو كانت الغاية من وجود الطالب هي التعليم , فمن الطبيعي إيجاد المدرسة ليتعلم فيها
    ولو كانت الغاية من وجود الإنسان هي العبادة , فمن الطبيعي إيجاد الأرض ليعبد الله فيها
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرجاء تصحيح الآية
    تكتب
    وما كنتم تكتمون

  5. #5

    افتراضي

    بارك الله فيكم وفي إضافاتكم الماتعة .

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mostafa nasr مشاهدة المشاركة
    ولذا كان السؤال الأوجب هو لماذا خلق الله الإنسان ...وهو بطبيعة الحال مكافيء للسؤال عن خلق الكون ...لكن هذا هو ما يهم الإنسان ويفيده لذا هذا الذي يتوجب سؤاله عنه ....ولقد جاءت الإجابة واضحة في قوله تبارك وتعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
    أتفق معك في هذه الجملة ، لكن اختلف معك في قولك بأنّ الكون خلق من أجل الإنسان !
    فمن الواضح جدا أن الإنسان لا يستفيد من هذا الكون بأكثر من 1 % منه ، فهو بالكاد يستفيد من كوكب الأرض و نجم الشمس و بعض نجوم مجرّة درب التّبانة ... لكن باقي المجرّات و كأنّها غير موجودة بالنسبة للإنسان .. لا سيّما أنّ هناك مجرّات لم يكتشفها الإنسان بعد ..
    و عليه ،، فحسبنا أن نعلم بأنّ الله حكيم ، و أنّه خلق كلّ مخلوق لحكمة معيّنة . فبدل أن ينشغل الإنسان بمعرفة الحكمة من وجود غيره ، فليعرف الحكمة من وجوده و ليحاول تحقيقها ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  8. #8

    افتراضي

    لى اجابة متواضعة هى مقنعة بالنسبة لى , ان سؤال لماذا خلق الله الكون لم يخطر على بالى لحظة لاننى اعتقد اننى لن استفيد منه شيئا وهو سؤال غير مفيد بالنسبة لى , بينما انا ارى شيئا اعظم عندما انظر الى هذا الكون فارى عظمة الله وحكمته البالغة الموجودة فى هذا الكون .. ارى ان الله خلق هذا الكون لكى نرى شيئا قليلا من عظمته ليس لنا وحدنا انما للعلمين اجمع بالرغم ان الكون متسع جدا واننا نعيش على ارض ربما لو قارناها بحجم هذا الكون ربما تكون الارض بالنسبة لهذا الكون كالالكترون والكرة الارضية كلها .. تخيل ان الله لم يخلق الا الارض والشمس والقمر وبعض النجوم فكيف كنا واسف فى هذه الكلمة فكيف كنا سنرى العظمة فى الكون الضئيل وقتها .. بينما هاذا الكون الذى لااجد كلمة اصفه بها , الاترون العظمة الا ترون عظمة الخالق فى هذا الكون.. بل اننا المفروض ان نحمد الله انه خلق كون كهذا لآننا نزداد علما وخشية والاجمل من هذا كله انه لانهاية لهذا العلم ولاحد لهذا الكون والاعظم من هذا كله ان علم الدنيا كله وهذا الكون شيئا قليل بالنسبة لله سبحانه وتعالى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء