أولاً : أعتذر لك أخي الفاضل أنني بكلامي اضطررتك لفعل ما لا تُحب - وجزاكم الله خيراً , وجعله الله في ميزان حسناتكم .. آمين
ثانياً : أقول لك أخي الفاضل ( صدق أو لا تصدق ) :
اليهود كان عندهم ظهور النبي إيليا هو علامة على مجيء المسيح المنتظر , يعني ظهور إيليا يسبق مجيء المسيح
والمسلمين عندهم ظهور الدجال هو علامة على مجيء المسيح المنتظر , يعني ظهور الدجال يسبق مجيء المسيح
أي : أن علامة مجيء المسيح عند اليهود تختلف عن علامة مجيء المسيح عن المسلمين
أما : شخص المسيح المنتظر عند اليهود هو نفس شخص المسيح المنتظر عند المسلمين
يعني الاختلاف بيننا وبينهم في العلامة فقط , والعلامة سواء عندهم أو عندنا جاءت في النبوءات مجازية وليست حرفية , بمعنى أن هذه العلامات تحتاج للعقل والفهم والفقه والوعي من الناس , لكي لا يُسيء فهمها
وإليك هذه المقارنة بين اليهود والمسلمين من حيث سوء فهم كل منهم لعلامة مجيء المسيح المنتظر وما ترتب على سوء الفهم من فساد وانتشار الفتن :
• اليهود سابقاً فهموا أن ظهور ( إيليا ) معناه نزوله من السماء فعلاً كما تقول النبوءات , لكن عندما ظهر ( يوحنا ) وهو النبي يحيى عليه السلام في زمانه وكان تجسيداً فعلياً لصفات إيليا التي جاءت في النبوءات , وكان هو العلامة الخاصة فعلاً باليهود على مجيء المسيح المنتظر , فهيهات أن يعقلوا ذلك فلم ينتبهوا لهذا الأمر ولم يعقلوه أو يفهموه أو يفقهوه أو يعوه , ولما أساءوا فهم العلامة كذّبوا المسيح عيسى ابن مريم ولم يصدقوه فغرقوا في الفتن والمعاصي حتى يأتيهم إيليا من السماء أولاً فبل مجيء المسيح!!! , ويبقوا يقابلوني!!
• والمسلمين حالياً فهموا أن ظهور ( الدجال ) معناه شخص بعينه شاب قطط معه حمار و و و كما تقول النبوءات , لكن عندما ظهر ( الدجال ) وهو القوة الفكرية للمسيحية العالمي وأصبحت حالياً هذه القوة تجسيداً فعلياً لصفات الدجال التي جاءت في النبوءات , وأصبح هو العلامة الخاصة بالمسلمين على مجيء المسيح المنتظر , فهيهات أن يعقلوا ذلك فلم ينتبهوا لهذا الأمر ولم يعقلوه أو يفهموه أو يفقهوه أو يعوه , ولما نُسيء نحن المسلمين فهم العلامة فإذا جاءنا المسيح المنتظر عيسى ابن مريم وعرفنا شخصه , فسوف نُكذبه ولم نُصدقه وسوف نظل غارقين لرؤوسنا في الفتن والمعاصي حتى يأتينا شاب أعور ومعه الحمار أولاً قبل مجيء المسيح!!!
وأيضاً :
• اليهود رفضوا مسيحهم الحقيقي المنتظر عيسى ابن مريم عليه السلام كما تقدم شرحه , رغم أن مسيحهم أعلن لهم بنفسه أنه هو المسيح المنتظر فرفضوه وقالوا له : إن علامة مجيء مسيحنا المنتظر هي ( نزول إيليا شخصياً من السماء ) ولن نقبل بغير ذلك , فأشار المسيح على النبي يحيى عليه السلام ( يوحنا ) وقال هذا هو إيليا , فكذّبوه ولم يصدقوه وصلبوه , والآن هم عايشين في وهم نزوله مرة ثانية !!!!! , هم حرموا أنفسهم من نعمة الهداية على يد عيسى ابن مريم عليه السلام , فوقعوا في شر أعمالهم
• وكذلك نحن المسلمين نرفض حالياً مسيحنا الدجال الحقيقي ( المسيحية العالمية ) كما تقدم شرحه , إنه ظهر في هذا الزمان وظهرت أفعاله وضوح الشمس , ورسولنا قال (إنّما أُحدِّثُكم هذا لِتعقلوه، وتفهموه، وتفقهوه، وتَعوه فاعملوا عليه، وحَدِّثوا به مَن خَلْفكُم، وَلِيُحدِّث الآخَرُ الآخَرَ فإنَّهُ من أشدِّ الفِتَن) , رغم أن مسيحنا سوف يُعلن لنا بنفسه أنه هو المسيح المنتظر فسوف نرفضه ونقول له : إن علامة مجيء مسيحنا المنتظر هي ظهور الدجال وهو ( شاب أعور ومعه حمار ومواصفاته كذا وكذا وكذا ) ولن نقبل بغير ذلك , فإذا أشار مسيحنا المنتظر على القوة الفكرية للمسيحية العالمية والتي غمرت الدنيا بالفتن والفساد وقال هذا هو الدجال , فسوف نُكذبه ولم نُصدقه ونظل عايشين في وهم ظهور الشاب الأعور وبالمواصفات التي جاءت في الروايات بحرفيتها!!!!! , بهذا التعنت والتمسك بالحرفية يبدو أننا سوف نقع في شر أعمالنا كما حدث لليهود
كلمات أخيرة أقولها خالصة لكل ذي عقل صريح وفطرة سليمة لوجه الله :
الله سبحانه وتعالى عندما يُريد أن يُرسل مسيحاً لهداية البشرية في أي زمان يُرسله بالمواصفات التي يُريدها هو وليس كما يُريد الناس , واليهود كانوا ينتظرون مسيح مخصوص يعني متفصّل بالضبط بالمواصفات التي يُريدونها هم والتي توافق أفكارهم وفهمهم الضال لنبوءات العهد القديم , يعني وكما تقول أنت ينتظرون شخصا يأتي في أخر الزمان له قدرات خرافية!!! , لأن الأخذ بالحرفية أحياناً يُؤدي إلى الخرافة سواء في الشخصية أو القدرات
مسيح اليهود الذي ينتظرونه ويُريدونه لكي يحكمون به الأرض بناءاً فهمهم الخاص للنبوءات لابد أن يكون مسيح ضلالة!!! كما تقول , وليس مسيح هداية كما يُريده الله تعالى للناس , المسيح اللي في تصورهم ليس هو اللي في مراد الله تعالى , شخص المسيح واحد لكن اليهود فهموه بمواصفات معيّنة على غير مُراد الله - ولذلك :
• كان اليهود ينتظرون ملكاً يقودهم في الحرب لقتال أعدائهم الرومان , فجاءهم عيسى ابن مريم يدعوا إلى السلام ويقول ( أحبوا أعداءكم وصلّوا من أجل المسيئين إليكم )
• كان اليهود ينتظرون قائدا ينتقم من أعدائهم ويقضي عليهم , فجاءهم عيسى عليه السلام يقول ( من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر )
• كان اليهود ينتظرون نبياً يحررهم من ذل العبودية للحكم الروماني , فجاءهم عيسى عليه السلام ليحررهم من ذل العبودية للإثم والمعصية
• كان اليهود ينتظرون مخلصاً يخلصهم من دفع الضرائب التي كان يفرضها عليهم قيصر وكانت تُثقل كاهلهم , فجاءهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ليقول لهم ( اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله )
• كان اليهود ينتظرون نزول نبي من السماء قبل أن يأتي المسيح المنتظر , فجاء المسيح يقول لهم ( إن النبي المنتظر نزوله هو يوحنا أي يحيا عليه السلام الذي وُلد على الأرض ) وهو إيليا المزمع نزوله من السماء
وهكذا كان المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام الذي أراده الله تعالى لهم ونبأهم بمجيئه في العهد القديم كان مُخيباً لآمال اليهود , لأنهم لم يجدوا فيه ما توقعوه , ولم يحقق هو لهم ما كانوا ينتظرونه , ثم تصوروا أن ما يتوقعونه وما ينتظرونه سوف يتحقق حسب مفهومهم وتفسيرهم لكل النبوءات التي كانت بين أيديهم , يعني هم عايزين مسيح يكون متفصّل بالضبط تفصيل على مقاس أفكارهم!! , وليس الخطأ من جانب مسيحهم المنتظر الحقيقي عيسى ابن مريم عليه السلام , وإنما كان الخطأ من جانب اليهود أنفسهم لسوء فهمهم للنبوءات التي جاءت في العهد القديم , لأن النبوءات كما أنها تحتمل تفسيراً حرفياً فهي أيضاً تحتمل تفسيراً مجازياً , وهم أخذوا بالحرفية وتمسكوا بها فرفضوا الإيمان بالمخلص الحقيقي الذي أرسله الله إليهم , ولا يزالون حتى الآن في انتظار مسيحهم الموعود!!! , وهو مسيح الضلالة المبني على خرافة الأخذ بالحرفية!!!!
المسيح عيسى ابن مريم هو مسيح اليهود المنتظر , وقد جاءهم وقُضي الأمر ولم يؤمنوا به , وهو هو عيسى ابن مريم مسيحنا أيضاً نحن المسلمين ونحن في انتظار مجيئه , وعلامة مجيئه ظهور المسيخ أو المسيح الدجال , فالمسيح الدجال عند المسلمين علامة على مجيء المسيح المنتظر الذي لم يؤمنوا به اليهود من سوء حظهم , والمسيح المنتظر عند اليهود قد جاءهم وسبقته العلامة لكنهم لم يفهموا العلامة ولذلك كذبوه وانتهى الأمر بالنسبة لهم , هم عايشين الآن في وهم نزول إيليا بذاته أولا ثم مجيء المسيح لهم مرة ثانية , وهذا مُحال لا هينزل لهم إيليا ولا هاييجي لهم المسيح , الحقيقة التي لا شك فيها أن المسيح سوف يأتي للمسلمين ليملأ الأرض عامة قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً , ولكن الخوف كل الخوف أن نقع فيما وقعت فيه اليهود بأن نُعرض عن مبايعته حتى تظهر علامة مجيئه بحرفيتها , كما سبق أن أعرضوا اليهود عن المسيح حتى تظهر علامة مجيئه بحرفيتها !!!!!!!
والله المستعان
Bookmarks