مزارع بارع في انتقاء الكرز..صفة حق لها أن تنضاف إلى بيانات زميلنا الألوهي
مزارع بارع في انتقاء الكرز..صفة حق لها أن تنضاف إلى بيانات زميلنا الألوهي
التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..
مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة
لا يوجد قفز من المقدمة إلى النتيجة ؛ فهذه النتيجة جاءت من خلال مقدمات كثيرة ، هذه أقلها أهمية !
ومن ثم فأنت من ترهقني في الحوار ؛ لأنك تصر على الدوران في الحلقة المفرغة !
أنا اعترفت لك من البداية أن الموضوع وصل إلى طريق مسدود ؛ لأن الأصل في الموضوع أنه موجه للذين يقولون أن القرآن كلام عادي ارتجالي عفوي من الرسول !
فنقول لهم : ولكن الكلام العادي الارتجالي العفوي المسمى بالحديث النبوي يختلف في اسلوبه عن القرآن ، فكيف يكون كلاهما عفويان ارتجاليان ؟؟!!
لكنك تقول بوجود اختلاف بين القرآن و الحديث ! و لكنك تفسر هذا الاختلاف بأن القرآن هو عمل أدبي بذل الرسول فيه مجهودا ذهنيا لتقديمه ، بينما الحديث هو كلام عفوي من الرسول ، و بالتالي الاختلاف لا يدل على شيء !!
و أنا لا أريد اثبات أن القرآن كان ارتجاليا في كثير من الأحيان ! حيث يأتي أناس إلى الرسول فيسألونه أسئلة مفاجئة ، فيجيبهم مباشرة بآيات قرآنية ، من قبيل " و يسألونك عن " .. " قل " ! وبعد دقائق يسأله الصحابة سؤالا فيجيبهم بحديث !
فلاحجة لك في اعتبارك الإجابة الأولى عمل أدبي بينما الإجابة الثانية كلام عادي ، في حين أنهما صدرا بتلقائية نتيجة لأسئلة المحيطين بالرسول ، و لم يخطط الرسول مسبقا لإنتاج هذا المنتج الأدبي !!
و عليه فأنا لو كنت عنيدا و مكابرا في الحوار لاستخدمت معك اسلوب ' عنزة ولو طارت' !!
بينما أنا اعترفت أن إقرارك بوجود الاختلاف هو أقصى ما يمكن تحقيقه من الموضوع ؛ لأن اختلاف الأسلوب ليس دليلا بذاته على صدق الرسول و إنما علامة على صدقه.
فلو قال مسلم : الرسول كان فقيرا و تأتي عليه أيام لا يجد ما يأكله. و هذا دليل على أنه رسول صادق ، فلو كان كاذبا لصار أغنى الناس بأخذ أموال المؤمنين به !
هنا كلام المسلم صحيح في كون هذا الفقر علامة على صدق الرسول ، و لكنه لايرقى لأن يكون دليلا موضوعيا على صدق الرسول ! فهناك زعماء عاشوا فقراء برغم أن أتباعهم كانوا مستعدين لإعطائهم كل أموالهم ! ولا يدل ذلك على كون هؤلاء الزعماء رسل أو صادقين في ادعاءاتهم !
فكما أني أحاورك بكل مصداقية و منطق ، أتمنى أن تحاورني بالمثل ، و تبتعد عن العند و المكابرة !
ما يهمني هو اعترافك بأن القرآن متميز عن الأحاديث ، هذا الإقرار جعلني أنتقل معك إلى موضوع : هل القرآن كلام الله ؟!
لأن اثبات ذلك أهم من اثبات اختلاف القرآن عن الأحاديث في الأسلوب ؛ و ذلك لأن المسلمين يعتقدون أن الأحاديث وحي من الله كالقرآن ، لكن الثاني بلفظ الله و الأول بلفظ الرسول ، مع كونه أوتي جوامع الكلم !!
و هذا الاعتقاد يجعل من الصعب منطقيا اثبات أن اختلافهما دليل على اختلاف مصدريهما ؛ فهذا سينفي كون الحديث وحي من الله و هذه مشكلة ! كما لا يمكننا اتهام الأحاديث بأنها أضعف في الأسلوب اللغوي عن القرآن ؛ فهذا سينفي كون الرسول أوتي جوامع الكلم و هذه مشكلة !لذلك قلت أن اثبات ذلك دوران في حلقة مفرغة !!
من هنا قلت لك أن الموضوع لفت انتباه و علامة لتميز القرآن ، و لايصلح أن يكون دليلا مستقلا لإثبات صدق الرسول !!
لا يا أخي أبو عمر، كما لمّحنا في المشاركة السابقة : إن اختلاف كلام الله عن كلام الرسول البشري - و ليس فقط في الأسلوب كما يدندن الزميل - هو لب القضية و جوهرها، و إن أحد أقوى أوجه الإستدلال على أن القرآن كلام الله هو الإختلاف البيّن و الملحوظ و التميز المطلق و من كل وجه بين كلام النبي صلى الله عليه و سلم و القرآن الذي جاء به و هو مجرد ناقل له و لتقريب المعنى من وجه نضرب مثالا بشخص تعرفه و تعرف اختصاصه أو مهنته جاءك بصنعة فريدة تعلم أنه يستحيل عليه صنعها نجار مثلا أو خراز جاءك بجهاز i fone 6 أو جهاز أبل و قال لك هذا صنع الشركة الفلانية ، فلن تجد هذا مستغربا منه لكن المستغرب فعلا بل من قبيل الإستحالة أن ينسب هذه الصنعة إلى نفسه مع معرفتك الجيدة بحاله، فالنبي صلى الله عليه و سلم حاله كان معروفا بين العرب (أم لم يعرفوا رسولهم أم هم له منكرون) و 40 سنة كافية ليعرفوا مستواه و رصيده الأدبي و المعرفي و خبراته و قدراته ، لا شيء استثنائي حتى جاء بالقرآن الكريم الذي تحداهم به و أعجزهم ، فالقرآن لم يكن كلامه منذ ظهر فيهم و لا كان كلامه الأوحد فلم يتلفظ بغيره ليُنسب إليه ، لقد كان حدثا فريدا و طارئا على حياته حتى إن نسبة القرآن إلى نفسه لو فعل هو محض افتراء و بهتان أكيد، ببساطة لأن القرآن و ما يحتويه لفظا من أساليب اللغة و معنى من علوم لا تدركها العرب في كل مجالات الحياة بما يختلف مع معارف النبي و كونه ليس شاعرا قط لهو من أعظم الأدلة على رسالته و أن القرآن كلام الله و ليس مجرد علامة تقارن بعلامات اخرى !!
لكن من يدرك الفرق كما قلنا سوى الخبير و المطّلع على الأقل، أما الذي لا علم له بالقرآن و لا الحديث و لا يقرأ أو يسمع قرآنا أو حديثا و بضاعته في العلم باللغة و كذا التفاسير مزجاة و إنما يهرف من بعيد أنى له أن يعرف الفرق. فالأمر يتوقف على معرفة بكلام الله و كلام رسول الله و مدى الفوارق اللفظية و المعرفية بينهما خاصة ما عهده عليه العرب قبل البعثة و قبل أن يأتي بما جاء به ففي النهاية ما السنة إلاّ بيان للقرآن و تابع له، و لا يعرف الفرق أيضا سوى الناظر في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و واقعه و ما كان من أمره قبل بعثته و بعدها.
و إذا كان الفارق بين أدب الأديب و بين سائر كلامه نسبيا باعتبار احترام القواعد الأدبية و الشعرية فلا نسبة أصلا بين كلام النبي و بين القرآن الكريم ليُنسب إليه من أي وجه كان.
أضف إلى كل ذلك التأثير الفعلي و المباشر و المحسوس للقرآن في النفس البشرية العربية و في غير العرب أيضا بل و في بعض الحيوانات ليتبين لك بذلك أنه من عند الله و ليس من عند إنسان أيّا كان.
و الله المستعان
التعديل الأخير تم 04-11-2016 الساعة 05:43 PM
العلامات في الدلائل العلمية والعقلية على وجود الله القدير The Sign
نسف خرافة التطور في 5 دقائق فقط - البروفيسور جيمس تور
الدلائل العقلية على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم
أقوى الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
يارب لك القدرة المطلقة و نحن الضعفاء العاجزون.
يارب لك الحمد المطلق و نحن الجاهلون المذنبون,
نكتفي بهذا القدر
مغلق
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks