بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





عن الأرض والهوية ، عن الناس والطبائع ،عن المبادئ ، عن الولاء والوفاء
للانتماء

عن كل شيء ثابت لا تغيره الظروف ولا تُميلهُ الأهواء ، في كل أصل لا يجب أن يتغير ويحيد عن أسسه


قلت:



قصيديتي / بِــنْـــتُ التُّــــرابِ




زَيْتُونَةٌ بين المُرُوجِ الساجِــــــــدَةْ = َبَسَقَتْ فُرُوعًا فِي سَمَائي صَاعِدَةْ

لَوَّاحَةُ الإشْرَاقِ من وَهَـجِ السَّـنَا = تُغْرِي الشَّهِيَّةَ فِي النُفُوسٍ الزَّاهِدَةْ

مِنْ تُرْبَةٍ أَلِفَتْ عِنَــــاقَ جَنِينِـــــــهَا = حَتَّى اطْمَأنَّ كَمَا اطمَأَنَّتْ صَامِدَةْ

تُعْطِيهِ حُضْنَ الاِحْتِـواءِ رِعَايَـــــــةً = تُهْدِيهِ رَمْزَ الانْتِمَـاءِ مُجَاهِــــــدَةْ

تُبْدي حَنَانًا فِي ظِــلاَلِ جِنَانــــــــهَا = تَسْقِيهِ رِيقًا بالوَفَــاءِ مُكَابِــــــــدَةْ

كَانَتْ حَيَاةُ الانتِعَاشِ فَضِيـــــــــلَةً = عَبْرَ الـزَّمَانِ عَلَى مَدَارٍ عَائِـــــدَةْ

فِي قُرْبِ جِيرَان الجَمَاعَــةِ آَيَــــــةٌ = فِي بَسْطِ رَاحَةِ أُلْفَةٍ مُتَزَايِــــــــدَةْ

أُنْسُ السَّكِينَةِ سَيِّـدٌ ، وَلِفَجْــــــــأَةٍ = مَرَّتْ رِيَّاحٌ مِنْ غُبَارٍ بَــــــــــارِدَةْ

هَزَّتْ هُدُوءَ تُرَابَ أَرْضٍ طَـــــالَمَا = غَرَسَتْ أُصُولاً أَوْرَثَتْنَا الفائــــــدَةْ

بَدَأَتْ تَفَاصِيــــــلٌ تُلاحِــقُ نُقْـــطَةً = ِلِنِهَايَةٍ لَا تنْتَـــهِــي مُتَبَاعِــــــــــدَةْ

هَمَسَتْ تُنَاجِي أُخْتَهَا عِطْرَ الثَّـرَى = بِنْتُ التُّرَابِ وَفِي حِوَارِ النَّاقِــــــدَةْ

تُفَّاحَةٌ ورديةُ الـــزَّهْرِ الَّـــــــــــتِي = ابْتَسَمَتْ بِأَلْوَانِ الخُدُودِ النَّاهِـــــدَةْ

قَالتْ لَهَا : يا تَوْأَمِي وَخَلِيــلَــــتِـي = يَا بَعْضَ نَفْسِي ِمِنْ جُذُورٍ خَالـــدَةْ

يَا مَنْ تَرَعْرَعَ صُلْبُنَا مِنْ بَـــــذْرَةٍ = شَرْقِيَّةٍ أَضْحَتْ هُنَا مُـَتوَاجِـــــــــدَةْ

يَا عِطْر أُمِّي لَوْن جَنَّة كَرْمِــــــهَا = مَا لِي أرَاكِ عِنِ المَنَـاسِكِ شَــارِدَةْ

رَدَّتْ إجَابَةَ سُؤْلِهَا بمقالِـــــــــــهَا = أُخْتَ التُّرَابِ ، أَنَـا وَأنْتِ كَوَاحــدَةْ

إِنِّي أَشُمُّ سَمَادَ تَهْجِينٍ عَلَـــــــى = طِينِي يُوَرِّمُ رَأسَ أُمِّي الوَالِــــــــدَةْ

فَلَقَدْ كَرِهْتُ تَطَـبُّعًا بِطَبِيــــــــــــعَةٍ = غَرْبِيَّةٍ مَالَتْ بِـرِيحٍ وافِــــــــــــدَةْ

أَخْشَى عَلَى لَونِي وَنَوعي حَيْثُــمَا = حَلَّ الفَسَادُ، مَعَ انحِرَافِ القَاعِدَةْ

أو كَيْفَ لاَ والطَّعْمُ فِي الأصْلِ اخْتَفَى= وَمَلامِحُ الدُّنْيَا بِعَيْنِي هامِدَةْ ؟!

قَالتْ لَهَا : أُخْتِي خَبِرْتُ رِيَاضَــــنَا = وَإنِ انْتُهِكْنَا منْ عيُون حَاقِـــدَةْ

مَكْرُ الحَسُودِ فَلَنْ يَسُودَ وَإنْ طَغَى = فَالخَيْرُ بَاقٍ ِمِنْ عُهُودٍ آبِــــــــدَةْ

فَتَمَايَلَتْ أغْصَانُهَا تَرْنُو بِـــــــــهَا = وَتَأَمَّلتْ صَرْحَ الحَقِيقَةِ عَابِــــــدَةْ

وَتَأَمَّلَتْ كَسْبَ الأَيَـــادِ ، تَأَلَّمَـــــتْ = مِمَّا جَنَتْهُ مِنَ الفُنُونِ الفَاسِـــــدَةْ

طفِقَتْ تُرَدِّدُ مِن تَسَابِيحِ الهُــــدَى = عَرَجَتْ عَلَى غَيْمِ السِّقَاءِ مُشَاهِدَةْ

آهٍ : تَنَهَّدَتِ الجَفَافَ ، تَمَزَّقَــــتْ = بَثَّتْ لَهَـا زَفَرَاتَهَـا متصَــــاعِــــــدَةْ

بِنْتَ السَّمَاءِ أَيَا سَحَـابَةَ غَيْثِـــــنَا = سِيحِي دُمُوعًـا فِي حُنُوٍّ زَائِـــــــدَةْ

فِي خَفْقَةٍ مِنْكِ انفِعَالُ وُجُودِنَـــــا = وَبِقَطْرَةٍ نَحْيَا حَيَـــــاةً وَاعِـــــــــدَةْ

نَزَلَتْ إجَابَةُ مَــنْ أرَادَ عِتَاقَــــــهُ = و بِإِذْنِ رَبِّي كالجُنُودِ الطَّــــــارِدَةْ

هَذِي سُمُومُ الحاقِدِينَ بِأَرْضِنَــــا = رَمْيٌ تَـطَايَر كَالقُشُور الكَاسِــــــدَةْ

تَيَّارُهُ ضدَّ ارتقــــاء وُجُــــودِنَا = بالصَّفْعِ عَاد على وُجُوهٍ مَـــــــاردَةْ

أَثْنَتْ عَلَى رَبٍّ تَهَاطَــلَ خَيْــــرُهُ = سُبْحَانَ مَنْ غَسَلَ الكَيَانَ ِبِرَاعِـــــدةْ

نحْنُ انْتَهَـيْنَا فَجْرَ يَوْمٍ مُشْرِقٍ = عُنْوَانُ طُهْرٍ واسْمُ أَرْضٍ رَائِــــــــدَةْ

بِنْتُ التُّرَابِ أَصِيلَةٌ لا تَنْحَنِـــي = لا تَنْمَحِي بَصَمَاتُهَا فِـي شَـــــــــارِدَةْ

مَا بَدَّلَتْ قِشْرَا ولاَ لُبَّ النَّـــوَى = تَعْلُو عَلى الشُّبُهَاتِ تَبْقَى صامِــــــدَةْ




/سليلة الغرباء

س - ب

18 – 04 - 2015