صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 169

الموضوع: مذهب الحق

  1. #76

    افتراضي

    تمام اكمل

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SHAKER مشاهدة المشاركة
    اسمح لي لتدخلي في الحوار

    لاكن لما لم تضع الاحتمال التالي :
    لما لا يكون هذا الكون هو جزء من الخالق .
    كما يعتقد الحلوليون .
    و اعتقادهم هو ان الالوهية في كل جزء من الكون وما بعده أي أن الله موجود في كل جزء من الكون ولكنه أيضا أعظم من الكون .
    بمعنى ان الكون هو جزء من الله .

    ماالخطاء في هذا الأحتمال . . .

    وشكرا لك على هذا الحوار المثمر و رائع جدا .
    ٍ
    سؤال ممتاز ،،،
    و أسعدتني مداخلتك ،، فالحوار ليس ثنائي بين شخصين ، بل هو ثنائي بين فكرين مختلفين ...
    و الإجابة على تساؤلك هي كالتالي :
    قبل الخوض في كيفيّة نشأة الكون ، لا بدّ من إنهاء قضيّة تسلل العلل . و قد اتفقت أنا و محمود على أنّه من المحال عقلا تسلسل العلل من المالانهاية . و هذا ما جعلنا نقرّ جازمين بأنّ هناك علّة أولى أو موجود أزلي غير متغيّر ، له إرادة ، و بالتالي فهو حيّ مدرك ، و له قدرة و علم .. و هذا الموجود الأوّل نسمّيه الخالق أو المصمّم أو واجب الوجود أو غيرها من التسميات .
    و حيث أنّنا متفقون على المرحلة الأولى من القضيّة ، ذهبنا إلى المرحلة الثانية من القضيّة و هي كيفيّة تمكّن الخالق من خلق أوّل مخلوق في الوجود الخارجي ...
    فوضعت أنا احتمالات مختلفة لذلك ، و لكن جميع هذه الاحتمالات تراعي عدم الوقوع في التسلسل اللانهائي للعلل .
    فلو لاحظت الاحتمالات الأربعة ، ستجد أنّها جميعا لا تعاني من مشكلة العلل اللانهائية ، و بالتالي فجميعها احتمالات ممكنة منطقيا ...
    أما الاحتمال الذي تسألني عنه فله أكثر من تصوّر :
    التصوّر الأوّل : أنّ هناك جزء من الخالق تحوّل إلى الكون الخارجي . و هذا التصوّر هو نفسه الاحتمال الثاني . فالاحتمال الثاني يقول بأنّ الخالق متكلّم ، فقال للشيء الذي يريد خلقه " كن " ، فتحوّلت كلمة " كن " التي خرجت من ذاته ، تحوّلت إلى كينونة أخرى . ثم تحوّلت تلك الكينونة إلى طاقة ماديّة ، ثم تحوّلت الطاقة إلى مادة ، ثم انفجرت المادة ، ثم استمرت المادة في التغيّر و التحوّل و التشكّل ، حتى أصبح الكون بالحجم الذي نراه اليوم .
    فبدل أن أقول بأن جزءا من ماهيّة الله تحوّلت لماهيّة أخرى ، قلت بأنّ كلمة الله التي هي جزء من ماهيّته ، هي التي تحوّلت لماهيّة أخرى ...
    فالاحتمال الثاني هي صورة منقحة و محسّنة للاحتمال الذي تسأل عنه .
    التصوّر الثاني : أنّ الخالق و الكون شيء واحد ، فيما يسمّى بـ " وحدة الوجود " . فالخالق نفسه هو العالم . و صورة الخالق الحقيقيّة عبارة عن الكون الخارجي الذي نشاهد جزءا منه .
    و هذا التصوّر يدفعنا إلى سؤال و هو : هل الخالق كان دائما متغيرا ، كما أنّ الكون متغيّر ؟؟!!
    فإن كانت الإجابة بنعم ،، فهذا يوقعنا في التسلسل اللانهائي .. فهناك سبب جعل الخالق يتشكّل على صورة نجوم و كواكب و أجرام ! و هذا السّب له سبب ، و ذلك السبب له سبب ... و هكذا سنظل نبحث عن أسباب تغيّر ماهيّة الله من المالانهاية .. فنصل إلى أنّ هناك أسباب لا نهائيّة أدّت إلى تغيّرات لا نهائيّة لماهيّة الخالق ، أنتجت عوالم لا نهائية .. و نحن في أحد العوالم التي هي أصلا صورة الخالق و هي نفسها تمثّل وجود الخالق .
    و بالتالي اتضح لك أنني لم أطرح هذا الاحتمال ؛ لأنّه يتعارض مع النتيجة المنطقيّة الأولى التي توصّلنا إليها في الحوار .. فالتسلل اللانهائي محال عقلا .
    و إن كانت الإجابة بلا ،، فهذا يعني أن الخالق كان على صورته الحقيقيّة من الأزل ، و لم يكن متغيّرا . ثمّ قرّر أن يتغيّر ، و حين قرّر تحوّلت ماهيّته إلى مادّة و تحوّلت المادة إلى الكون الذي نراه بمجراتها و نجومها و كواكبها و كائناتها المختلفة ...!
    فنصل إلى أنّنا نحن الخالق نفسه ، فهو ليس كيانا مختلفا عنّا ، بل نحن هو ، و هو نحن !!!!! و هذا يتناقض مع مبدأ الهويّة ، و هو أحد المبادئ المنطقيّة الأساسيّة .
    و بالتالي اتصح لك أنني لم أطرح هذا الاحتمال ؛ لأنّه يتعارض مع المبدأ المنطقي الأول و هو مبدأ الهويّة ، فأنا لست هو ، و هو ليس أنا .. في حين أن هذا التصوّر يقول بأننا هو و هو نحن ، و هو أعظم منا !! و هذا ضد مبدأ الهويّة.
    فلا يبقى أمام أصحاب وحدة الوجود إلّا تصوّر منطقي واحد ، لا يتعارض مع مبدأ الهويّة و لا يوقع في التسلل اللانهائي ، و هذا التصوّر هو أنّ جزء من الخالق تحوّل إلى الكون و الجزء الأكبر بقي كما كان دون تغيّر .
    و هذا التصوّر قمت بتحسينه و ضبطه بالقول : أن الخالق تكلّم ، فتحوّلت كلماته إلى الكون .. فالكون هو عبارة عن كلمات الخالق .. و الكلمة جزء من الماهيّة .
    و لكن هذا التصوّر أفضل بكثير من التصوّر الذي طرحه ابن عربي أو سبينوزا أو هيغل أو غيرها من فلاسفة وحدة الوجود ..
    و عليه ،، فمن أراد التصوّر المحسّن من وحدة الوجود فليختر الخيار الثاني ، و لكن ليعلم أنّ هذا الخيار لا يمثّل وحدة الوجود ، و لا أظنّ أنّ سبانوزا و غيره يقبلون به ؛ فهو يردّ على أطروحاتهم .

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود25 مشاهدة المشاركة
    تمام اكمل

    طيب ،،،
    أريدك أن تخبرني بالاحتمال الذي تراه أقرب إلى الصواب من الاحتمالات الأربعة التي ذكرتها ...
    و لامشكلة عندي في أيّ احتمال تختاره ، مادمنا متّفقين أنّه لا توجد طريقة لمعرفة الاحتمال الصحيح إلاّ أن يخبرنا الخالق بنفسه عن ذلك ..

    و الآن سننتقل إلى المرحلة الثالثة في القضيّة ، و قبل ذلك أذكّرك بالمرحلتين الماضيتين ...
    المرحلة الأولى : وجود الخالق .. و قد توصّلنا إلى وجوده عن طريق مبدأ العلّيّة و السّببيّة مع مبدأ استحالة تسلل العلل من المالانهاية .
    المرحلة الثانية : كيفيّة الخلق الأوّل ... و قد توصّلنا إلى أنّ هناك خمسة احتمالات للخلق ، و لا يمكن معرفة الصحيح منها إلا بأن يخبرنا الخالق بنفسه .
    المرحلة الثالثة : علّة الخلق ... !!!!!!!!!!

    فوجب على أيّ مفكرّ أن يتساءل قائلا : لماذا قرّر الخالق أن يخلق ؟! فالخالق كان موجودا من الأزل ، و لم تكن عنده إرادة أن يخلق . ثمّ قرّر فجأة أن يخلق . فما الذي جعله أن يقرّر ؟!
    هذا السؤال مهم للغاية ، و أزعجت الكثير من الفلاسفة و المفكّرين ..
    و أنا أحبّ أن أفتح جميع الملفات و أطرح كلّ الأسئلة المنطقيّة في القضيّة حتى نصل إلى الحقيقة بدون خوف من أيّ سؤال ...
    و سأتعرّض بإذن الله لإجابة هذا السؤال في مشاركة لاحقة .. و أتمنّى قبلها أن تخبرني بالاحتمال الذي اخترته ضمن المرحلة الثانية من القضيّة ...

  4. #79

    افتراضي

    اشكركـ اخي أبو عمر النفيس .
    رد مقنع منكـ ...."
    ####

  5. #80

    افتراضي

    معنديش مرجح اختار به كيفية الخلق

  6. افتراضي

    المرحلة الثالثة في قضيّة الخالق هي : علّة الخلق ... !
    فعندما نقرّ أنّ هناك خالق لهذا الكون ، و هذا الخالق عبارة عن كائن حيّ أزلي غير متغيّر مدرك ذا إرادة و قدرة و علم . و كان هذا الخالق موجودا من الأزل و لم يكن هناك موجود سواه ، و لم تكن عنده إرادة أن يخلق شيئا ، ثمّ قرّر في لحظة ما أن يخلق . فخلق الخالق بكيفيّة ما ، فأصبحت مخلوقاته في ازدياد ، حتى أصبح الكون بالحجم الهائل الذي نراه ، بالعدد الضخم من المجرات و النجوم و الكواكب . بالعدد الكبير من الكائنات في كوكب الأرض ....
    السؤال الذي يطرح نفسه : مالذي غيّر إرادة الخالق من إرادة عدم الخلق إلى إرادة الخلق ؟!! بمعنى : مالذي جعل الخالق يقرّر أن يخلق ...؟!!!
    هذا السؤال حاول كثير من الفلاسفة في الماضي أن يجيبوا عليه فقالوا أنّ هناك عارض طرأ على الخالق فغيّر إرادته .. و بالتالي فالخالق تنال منه الأعراض و بالتالي فهو حادث !!!
    و لا شكّ أنّ هذا الكلام يوصل صاحبه إلى الإلحاد .. !!
    حيث أنّ القول بأن الخالق طرأ عليه طارئ خارجي ، يقتضي وجود شيء خارجي يؤثر في الخالق .. و بالتالي فهناك علّة خارجيّة أثّرت على العلّة الأولى . و تلك العلّة الخارجيّة هي التي جعلت العلّة الأولى تقرّر القيام بعمليّة الخلق ، و بالتالي قام الخالق بالخلق ..
    و هذا الكلام يعني أنّ هناك علّة قبل العلّة الأولى ، فلم تعد العلّة الأولى أولى ،، بل ستكون العلّة الأولى هي تلك العلّة الخارجيّة التي أثّرت على الخالق فغيّرت إرادته .. و بالتالي لم يعد الخالق هو العلّة الأولى .. و هذا إلحاد بذلك الخالق ، و بحث عن خالق آخر .
    لكن الخالق الجديد هنا ليس خالق الكون ، بل هو خالق الإرادة في خالق الكون !!!!
    و هذا سيدفعنا إلى سؤال آخر و هو : ما الذي أثّر على خالق الإرادة فجعله يؤثّر على خالق الكون فجعله يقرّر الخلق ؟!
    و هذا السؤال سيفتح أمامنا مجموعة من العلل ، و كلّ علة تبحث عن علّة أخرى لها ، فنقع في دوامّة تسلل العلل من المالانهاية ... و هذا أمر غير منطقي و مرفوض عقلا .
    و عليه ،، فافتراض وجود علّة خارجيّة أثرت على الخالق ، مرفوض عقلا ؛ لأنه وقوع في التسلل اللانهائي للعلل .
    و قد يقول قائل : هل معنى هذا أنّ إرادة الخالق قديمة ؟؟ فإن كانت كذلك ، فلماذا الكون ليس قديما ؟؟!!
    الجواب : الخالق له إرادة من القدم . و لكن كانت إرادته من القدم هي أن لا يخلق . فالعالم ليس قديما ؛ لأن الخالق من القدم كان يريد أن لا يخلق و أراد أن لا يكون شيء معه . و قرّر من الأزل أنه سيخلق حين يشاء ذلك .
    و بهذا تزول الإشكالية ، فالعالم ليس قديما ؛ لأن مشيئة الخلق ليست قديمة .. القديم هي الإرادة ، فهو من القدم يريد أن يخلق في اللحظة التي يشاء فيها .. و عندما شاء خلق .
    و لكن يرجع السؤال : مالذي جعله يشاء ؟؟!!
    و لكي نجيب على هذا السؤال ، لابد من الالتزام بالقاعدة المنطقية أنّ أيّ جواب يخالف المنطق فهو بالضرورة غير صحيح ..
    و لكي لا نقع في معضلة تسلل العلل للمالانهاية ، فلا جواب منطقي لهذا السؤال إلا أن تكون علّة تحقّق المشيئة موجودة في المستقبل و ليس في الماضي .
    فنحن حينما نفسّر الأفعال نفسّرها بطريقتين :
    الطريقة الأولى : النظر إلى ما قبل الفعل ... و هو ما يعرف بالسبب و العلّة
    الطريقة الثانية : النظر إلى ما بعد الفعل .... و هو ما يعرف بالغاية و الهدف
    فلو رأينا شخصا يأكل ،، و سألناه : لماذا تأكل ؟
    قد يجيب : أنا آكل ؛ لأني جائع .... هذا تفسير بالسبب و العلّة و هو ما قبل الفعل.
    و قد يجيب : أنا آكل ؛ لكي أشبع ... هذا تفسير بالغاية و الهدف و هو ما بعد الفعل.
    و بالمثل ،، لو رأينا شخصا يقرأ كتابا ،، و سألناه : لماذا تقرأ ؟
    قد يجيب : أقرأ ؛ لأني جاهل ..هذا تفسير بالسبب و العلّة و هو ما قبل الفعل.
    و قد يجيب : أقرأ ؛ لأصبح مثقفا ... هذا تفسير بالغاية و الهدف و هو ما بعد الفعل .

    و عليه ،، فلتفسير تغيّر إرادة الخالق من عدم الخلق إلى الخلق أو تفسير مشيئة الخالق في تحقيق إرادة الخلق ، ليس بالضرورة أن يتمّ التفسير بالنظر إلى ما قبل الفعل ، بل يجب النظر إلى ما بعد الفعل.
    و حينما ننظر إلى ما بعد الفعل ، فهذا معناه أن هناك غاية و هدف ...
    و لكي يكون للخالق غاية و هدف من أفعاله ، فلابد أن يكون موصوفا بصفة " الحكمة " ...

    فصفة الحكمة هي الصفة التي جعلت الخالق يؤجل فعل الخلق . فرغم أنه كان قادرا على أن يخلق من القدم ، لكنّه أراد أن يخلق حين يشاء لحكمة ما ..
    النتيجة النهائية من قضيّة الخالق :
    هذا الكون الموجود عبارة عن كون متغيّر ، و كلّ تغيّر له سبب ، و بالتالي فنحن أمام سلسلة من الأسباب و العلل أدت إلى وجود هذا الكون . و حيث أنّه يستحيل تسلل العلل من المالانهاية فلابد من وجود علّة أولى . و هذا الموجود الأول بالضرورة أزلي غير متغيّر ؛ حتى لا يخضع لمبدأ السببيّة . و هو كذلك كائن حيّ مريد قادر عليم حكيم . قرّر من الأزل أنّه سيخلق فيما بعد حينما يشاء لحكمة يراها هو . و لذلك كان الخالق وحده و لم يكن في الوجود سواه ، و عندما اقتضت حكمته أن يخلق شاء تحقيق فعل الخلق . فخلق أول مخلوق بطريقة ما لا نستطيع الجزم بتلك الطريقة . ثم وضع في المخلوقات قوانين تؤدي إلى تزايد عدد المخلوقات و ربط أجزائها و مكوناتها . حتى وصل الأمر إلى كون عظيم نراه الآن . و يقدّر عمر هذا الكون بـ 14 مليار سنة منذ شاء الخالق إيجاده .

    و بهذا يزول الغموض عن سبب وجود هذا الكون بهذا النحو ، و يكون هذا التفسير هو التفسير المنطقي الوحيد ...
    و هذا التفسير يدفعنا إلى فتح قضيّة أخرى و هي : ما الحكمة من خلق الخالق لهذا الكون ؟!
    و قد نبسط القضيّة بطرح سؤال آخر و هو : ما الحكمة من خلق الخالق للإنسان ؟؟ لماذا شاء الخالق أن يكون في هذا الكون أناس و بشر ؟؟!!
    هذا السؤال هو المفتاح الذي أوصل البعض إلى الأديان ، و إلى الاعتقاد أن هناك دين من ذلك الخالق ...
    فإن شئت يا محمود تناقشنا في القضيّة الثانية و هي قضيّة الحكمة من خلقنا .. و إن شئت ظلننا في المحور الثالث من القضيّة الأولى ، إن كانت لك فيه تعليقات .
    التعديل الأخير تم 10-10-2015 الساعة 02:25 PM

  7. #82

    افتراضي

    لا تعليق اكمل

  8. افتراضي

    إذا لم يكن لديك تعليق ، فهذا معناه أنّك أصبحت ربوبيا ....
    فهل أنت ربوبي الآن ؟؟!!

  9. #84

    افتراضي

    يعنى بغض النظر عن المسمى اصبحت اؤمن بوجود خالق لان الرب ليه معانى كتير ليس معنى الخلق فقط ولكن التدبير والعناية وده لسه متفقناش عليه كان ممكن تكمل مع السؤال اختصارا للوقت

  10. افتراضي

    بالنسبة للأوصاف الأساسيّة لواجب الوجود أو للعلّة الأولى ، فهي :
    الوصف الأول : الخالق
    الوصف الثاني : الرب
    الوصف الثالث : الإله
    و سأتحدّث عن الفرق الجوهري بين الأوصاف الثلاثة ، و دوافع توصيفه بهذه الأوصاف ...
    أولا : الخالق
    عن طريق العقل المتأمل للكون ، و باستخدام مبادئ المنطق ، توصّلنا إلى أنّ هذا الكون له خالق . و أنّ هذا الخالق خلق الكون بإرادته و مشيئته و حكمته . فحكمته هي التي أجّلت عمليّة الخلق و حدّدت وقتها . و المشيئة هي التي أذنت بحدوثها . و الإرادة هي التي أدّت إليها . و ما كان الخالق لينجح في عمليّة الخلق لولا كونه عليما بكيفيّة الخلق ، قادراً على تحقيقها .
    و عليه ،، فوصف واجب الوجود بوصف " الخالق " يلزم بالضرورة أنّه ذا إرادة و مشيئة و حكمة و علم و قدرة . و حيث أنّه هكذا صفاته فهو بالضرورة " ملك " على هذا الكون .
    فالملك لأيّ شيء هو مالكه و المتصرّف فيه .. و بالتالي يكون الخالق هو ملك الكون و مالكه .

    ثانيا : الرب
    هناك احتمالان أساسيّان بعد قيام الخالق بتنفيذ عمليّة الخلق ،،
    الاحتمال الأوّل : خلق أوّل مخلوق ، و وضع فيه قوانين تؤدي إلى تطوّره و تكاثره و ازدياده . ثم لم يعد الخالق يعتني بالكون ، فالكون يسيّر أموره عن طريق قوانينه التي وضعها له .
    الاحتمال الثّاني : خلق أوّل مخلوق ، و وضع فيه قوانين تؤدي إلى تطوّره و تكاثره و ازدياده . و لازال يشرف على الكون و يعتني به و يسيّر أموره و يتصرّف في تفاصيله المختلفة .
    و هنا يأتي السؤال المهم : ماهو الاحتمال الصحيح الذي يمثّل الواقع الخارجي الذي نعيشه ؟؟!!
    إذا كان الاحتمال الأول هو الصحيح ؛ فالنتيجة هي أنّ واجب الوجود خالق لكنّه ليس برب .
    و إذا كان الاحتمال الثّاني هو الصحيح ؛ فالنتيجة هي أنّ واجب الوجود خالق و رب .
    أصحاب الاحتمال الأول يعتمدون على فكرة العشوائيّة و الصدفة .
    بينما أصحاب الاحتمال الثاني يعتمدون على مبدأ النظم و التصميم .
    و سوف أقوم بفتح هذا الملف في مشاركة لاحقة بإذن الله تعالى .
    ثالثا : الإله
    هناك احتمالان أساسيّان بعد الاقرار بوجود ربّ لهذا الكون :
    الاحتمال الأوّل : أنّ الخالق الربّ لا يريد من البشر شيئا . فالبشر مجرد كائنات كغيرهم من الكائنات في الطبيعة ، لهم دورة حياة ثم يمضون كما يمضي غيرهم .
    الاحتمال الثّاني : أنّ الخالق الربّ يريد من البشر شيئا ، فهو يريد أن نجعله إلها ، و أنّه لا إله إلا هو . فالبشر ليسوا كغيرهم من الكائنات في الطبيعة ، فلوجودهم غاية .
    إذا كان الاحتمال الأوّل هو الصحيح ، فالنتيجة هي أنّ الخالق الربّ ليس إلها .
    و إذا كان الاحتمال الثّاني هو الصحيح ، فالنتيجة هي أنّ الخالق الربّ إله ، بل لا إله إلاّ هو .
    أصحاب الاحتمال الأوّل يعتمدون على فكرة وجود الشرّ في الكون ، إضافة إلى فكرة بطلان الأديان و كثرتها و بشريّتها ، إضافة إلى فكرة عظم الكون مقارنة بالإنسان .
    أصحاب الاحتمال الثّاني يعتمدون على مبدأ الغائيّة و الحكمة ، إضافة إلى فكرة وجود الأديان و ضرورة صحّة أحدها ، إضافة إلى فكرة العدل و ضرورة تحقّقه .
    و سوف أقوم بفتح هذا الملف بعد إنهاء الملف الثاني بإذن الله تعالى .

  11. افتراضي

    [center][color="#000000"]نفتح الآن الملف الثاني أو القضيّة الثانية و هي : وجود ربّ لهذا الكون
    و السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل لهذا الكون رب ؟!
    إذا نظرنا حولنا نجد أن هناك عمليات طبيعيّة كثيرة تحدث ، فهناك نزول الأمطار ، و هبوب الرياح ، و الزلازل و البراكين ، و تكاثر الكائنات الحيّة ، و خروج الشجرة من البذرة ، و خروج الدجاجة من البيضة ، و غيرها الكثير
    البعض منّا يكتفي ببساطة بالقول بأنّ تلك العمليّات التي تحدث حولنا هي عمليّات طبيعيّة .
    لكن القليل جدا من يسأل نفسه : ما معنى عمليّة طبيعيّة ؟!
    سنجد أنّ الجواب على هذا السؤال هو أنّ هناك قوانين طبيعية تحكم تلك العمليّات .. فهناك قوانين فيزيائية تحكم حركة النجوم و الكواكب بل و حركة الذرات و الجزيئات . و هناك قوانين كيميائية تحكم علاقة العناصر و التفاعلات . و هناك قوانين بيولوجيّة و راثية تحكم عمل%
    التعديل الأخير تم 10-11-2015 الساعة 01:05 PM

  12. افتراضي

    نفتح الآن الملف الثاني أو القضيّة الثانية و هي : وجود ربّ لهذا الكون
    و السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل لهذا الكون رب ؟!
    إذا نظرنا حولنا نجد أن هناك عمليات طبيعيّة كثيرة تحدث ، فهناك نزول الأمطار ، و هبوب الرياح ، و الزلازل و البراكين ، و تكاثر الكائنات الحيّة ، و خروج الشجرة من البذرة ، و خروج الدجاجة من البيضة ، و غيرها الكثير
    البعض منّا يكتفي ببساطة بالقول بأنّ تلك العمليّات التي تحدث حولنا هي عمليّات طبيعيّة .
    لكن القليل جدا من يسأل نفسه : ما معنى عمليّة طبيعيّة ؟!
    سنجد أنّ الجواب على هذا السؤال هو أنّ هناك قوانين طبيعية تحكم تلك العمليّات .. فهناك قوانين فيزيائية تحكم حركة النجوم و الكواكب بل و حركة الذرات و الجزيئات . و هناك قوانين كيميائية تحكم علاقة العناصر و التفاعلات . و هناك قوانين بيولوجيّة و راثية تحكم عملية التكاثر و توارث الصفات . و هناك قوانين جيولوجية تحكم عمليّة الزلازل و البراكين . و هناك قوانين جغرافيّة تحكم عمليّة الأمطار .. و هكذا
    و هنا يستعجل الملحد قائلا بأن وجود قوانين في الطبيعة هو دليل على عدم وجود رب ، بل و عدم وجود خالق لهذا الكون !!!!!!
    و هذا الكلام هو أكبر دليل أنّ الإلحاد قرار مستعجل جدا ، و قرار غير متزن من الناحية العقليّة و المنطقيّة ...

    فعندما نتّفق أنّ هناك قوانين في الطبيعة ، فهذا يدفعنا إلى سؤال مهم جدا و هو : من أين جاءت قوانين الطبيعة ؟؟!! و أين هي في الخارج ؟؟!!
    فكل عاقل يدرك أن وجود قانون يعني بالضرورة و جود مقنّن ... فكيف يقول الملحد بأنّ هناك قانون بلا تقنين ؟؟!!
    هنا ليس أمام الملحد إلا خيارين :
    الخيار الأول : الاعتراف بوجود تقنين ، و بالتالي محاولة معرفة كيفيّة التقنين ، و كيفية خضوع الطبيعة لتلك القوانين .
    الخيار الثاني : نفي وجود قوانين ، و هذا هدم لكل نتائج العلم . فالعلم مبنى على الاعتقاد بوجود قوانين في الطبيعة .
    فإذا اختار الملحد الخيار الأوّل ، فهذا يهدم الإلحاد .. لأنّ وجود تقنين لا يمكن أن يكون إلا بعلم ، و العلم لا يكون إلا من كائن حي عليم .. و بالتالي فهناك خالق للكون مقنّن لقوانينه .
    و إذا اختار الملحد الخيار الثّاني ، فهذا يهدم العلم ... لأنّ وجود العلم مبني على اكتشاف القوانين و كتابتها و تطبيق نتائجها .. و نفي القوانين يعني نفي صحة العلم و هدم لكل جهود العلماء .

    و المضحك المبكي في الموضوع ، أنّ الملحدين يزعمون أنهم يقدّسون العلم لذلك هم ملحدون !! في حين أن تقديس العلم يقتضي الاعتراف بوجود قوانين ، و الاعتراف بوجود قوانين يقتضي الاعتراف بوجود تقنين ، و الاعتراف بوجود تقنين يقتضي الاعتراف بوجود مقنّن ، و الاعتراف بوجود مقنّن هو الاعتراف بوجود مصمّم ، و الاعتراف بوجود مصمّم هو الاعتراف بوجود خالق ، و الاعتراف بوجود خالق هو هدم للإلحاد .
    و عليه ،، فلا يمكن الجمع بين الاعتراف بوجود قوانين طبيعيّة و بين الإلحاد !
    و حيث أنّ الحوار هنا ، مع شخص يقرّ بوجود خالق ، و أيضا يعترف بوجود قوانين للطبيعة .. فسننتقل إلى المرحلة الثانية
    و المرحلة الثانية تبدأ بسؤال و هو : ألا يعني وجود قوانين في الطبيعة أنّ الخالق ترك الكون يسير بتلك القوانين ؟؟ و ما الدليل أن الخالق يقوم بتدبير الكون و العناية به ؟؟!! و لماذا وضع قوانين في الطبيعة مادام سيقوم بالاشراف المباشر و العناية الدائمة لهذا الكون ؟؟!!
    هذه الأسئلة و غيرها ، سنناقشها في المشاركات اللاحقة بإذن الله تعالى ...

  13. #88

    افتراضي

    متى ستكمل؟

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود25 مشاهدة المشاركة
    متى ستكمل؟
    كنت أنتظر تعليقك على ما ذكرت ...
    عندما تقرأ مشاركة ما ، قل لي أنّك تتفق معي أو تختلف معي ، لكي أستطيع أن أكمل ... و إلّا فسأظلّ أنتظر تعليقك .. !
    و يبدو أنّك تتفق معي فيما ذكرت ، لذا سوف أكمل ،،
    وصلنا إلى السؤال القائل : ألا يعني وجود قوانين في الطبيعة أنّ الخالق ترك الكون يسير بتلك القوانين ؟؟ و ما الدليل أن الخالق يقوم بتدبير الكون و العناية به ؟؟!! و لماذا وضع قوانين في الطبيعة مادام سيقوم بالاشراف المباشر و العناية الدائمة لهذا الكون ؟؟!!
    و الجواب :
    وجود قوانين تدلّ بالضرورة على وجود مقنّن ، و لا تدلّ بالضرورة على أنّ المقنّن ترك الكون ؛ لأنّ وجود القانون لايمنع وجود المتابعة . و عند النظر إلى الكون نجد في أحيان كثيرة قوانين الطبيعة لا تحدث بنفس النسق ، فليس كل رجل سليم عندما يتزوج امرأة سليمة ينجب منها طفلا سليما ! بل قد ينجب و قد لا ينجب ، و قد ينجب سليما و قد ينجب معاقا . فلا نستطيع القول بأن الإنجاب صدفة ، و لا نستطيع القول بأن مجيئ الطفل سليما صدفة ، و لانستطيع القول بأنّ مجيئ الطفل معاقا صدفة . فهذا التباين في سلوك الطبيعة يدلّ أنّ هناك عناية من الخالق ، فأحيانا يشاء أن يخرج الطفل سليما ، و أحيانا يشاء أن يخرج مريضا . بينما لو ترك الطبيعة تسير بقوانينه ، لزم أن يخرج الطفل دائما على حالة واحدة ، كلّما تماثلت المقدّمات تتماثل النتائج بالضرورة ، فاختلاف النتائج دليل على وجود تدخّل إلهي حال دون حصول النتيجة المتوقّعة ، وعليه فالعناية الإلهية موجودة .
    و أمّا مسألة لماذا يضع الخالق قوانين في الطبيعة مادام هو متدخّل دائم فيها ، فذلك لأنّ الأصل في الطبيعة سيرها بقوانين ، و بالتالي فهو وضع القوانين لكي يسير الكون بها . و حتى لا يتوهّم واهم أنه ترك الكون يسير تلقائيّا بتلك القوانين ، نجده يتدخّل فيعطّل تلك القوانين ، لتؤكّد لنا وجود العناية الإلهيّة مع تلك القوانين .
    فعلى سبيل مثال ، قوانين الطبيعة تقول بأنه إذا سقطت طائرة تنفجر و إذا انفجرت يموت ركّابها . و لكن في بعض الأحيان يموت ركّابها و ينجو واحد برغم أنّ هذا النوع من السقوط لا يحتمل فيه النجاة . فيفسّر البعض أنّها صدفة ، في حين أنّها من أكبر الشواهد على تدخل العناية الإلهيّة و منع تحقّق النتيجة المتوقّعة وفق قوانين الطبيعة.

  15. #90

    افتراضي

    الامثلة التى ذكرتها لا تدل ان المقنن لم يترك الكون وانما فرضية من عندك تحتاج لدليل ، ليس معنى تغير النتائج وجود عناية الهية غيرت قوانين الطبيعة ولكن النتائج تتغير بتغير المعطيات ، وتغير المعطيات امر طبيعى زى ما اتفقنا ان الكون بطبيعته متغير

صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء