أولا : واضح جدا أنّ لديك مشكلة مع الأمثلة ، فأنت حين نتظر إلى مثال لا تنظر إلى وجه التشابه ، بل تنظر إلى وجه التماثل ! فإن لم تكن الحالتين متماثلتين تعتبر المثال مخالفا للحالة !!
ثانيا : يبدو أنّك نسيت مجريات الحوار في البداية ! فأنت عندما سألتني عن الغاية من خلق الخالق للإنسان ؟ أجبتك بأنّ هناك مجموعة غايات مختلفة ، من ضمنها العبادة . ثمّ بعد ذلك سألتني عن الغاية من العبادة ؟ فأخبرتك أنّ الغاية منها إسعاد الإنسان ، فسعادة الإنسان هي غاية الغايات من كلّ التكاليف الشرعيّة التي طلبها الخالق منه.
و الآن تأتي و تقول : الخالق لم يوصل رسالته إلى جميع النّاس !!!!
و أجيبك : هناك غايات لا تتطلّب رسالة ، مثل عمارة الأرض . فمعظم النّاس تعمر الأرض و هي لا تدري أنّهم يحقّقون هدفا من أهداف الخالق ..
ارجع إلى بداية حوارنا عن هذه المسألة ...
ثالثا : يا عزيزي ، متى قلت لك بأنّ السماء التي تراها عيوننا ليست سماء ؟!
و من ثمّ ،، من قال لك بأنّ الواقع يقول بأنّ ما تراه عيوننا ليس سماء ؟؟ هل ما تراه عيوننا بالأعلى هو أرض ؟!
لا تنس إنّي عرّفت السّماء بأنّه كلّ ما عدا الأرض .. فإن لم يكن ذلك الشيء الذي نراه فوقنا أرضا ، فهي بالضرورة سماء .
و من ثمّ ، قد ذكرت لك أنّ الفوقيّة هي علاقة نسبيّة .. فالسماء فوق بالنسبة لنا ،،، فهل استيقظت يوما و رأيت السماء تحت قدميك ؟!
لا تقل لي ، بأنّ السماء بالنسبة للراصد من خارج الأرض " حول " .. فالعلاقة النسبية تتغيرّ بتغيّر أحد طرفي العلاقة ..
رابعا : وقوع القول على الكافرين يعني وقوع العذاب . فالقول يعني العذاب ، و العذاب ليس شيئا مجازيا كما تظنّ !
أنا ذكرت لك هذه الآية لأوضّح لك معنى لم تلتفت أنت إليه في معنى " الوقوع " ...
فأنت قد ارتكبت خطأ كبيرا واضحا و هو أنّك تساوي بين كلمة " السقوط " و بين كلمة " الوقوع " ...!
الآية لم تقل : " يمسك السماء أن تسقط على الأرض " ، بل قالت : " يمسك السّماء أن تقع على الأرض " .. و شتّان بين الجملتين عند العرب !
فعندما تقول العرب : و قع مجموعة من الأسرى في الحرب ! .. فلا يوجد عربي يفهم أنّ الأسرى قد سقطوا على الأرض ، سقوط التفاحة من الشجرة !
بل سيفهم أنّ الأسرى قد أصبحوا في قبضة أعدائهم ...
فأنت لكي تُلزم القرآن بأنّه يقصد من كلمة " الوقوع " كلمة " السقوط " ، أنت من تحتاج إلى قرينة ...
و إلّا ، فالقارئ المنصف للقرآن يجد أنّ القرآن حين وصف السّماء وصفها بأنّها سبع سماوات ، و بأنّ لها أبواب ...
فهل عينك ترى أنّ السماء التي تراها عينك سبعة و لها أبواب ؟؟
فإن لم تكن ترى هكذا .. فلماذا تفترض أنّ القرآن ينظر إلى السماء بنظرة الإنسان القديم الذي يصف ما تراه عينه ؟؟!!
و عليه ،، فوقوع السماء على الأرض ، أفهمه من خلال جملة من الآيات التي تتحدّث عن السّماء ، و ليس فهما مبنيا على افتراض معنى معيّن في رأسي !
Bookmarks