النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إثبات الصانع في القرآن - ابن تيمية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    1,879
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي إثبات الصانع في القرآن - ابن تيمية

    ابن تيمية - مسألة حدوث العالم 48
    { أم خلقوا من غير شيء ؟! .. أم هم الخالقون ؟! }
    وهذا استفهام إنكار .. يتضمن نفي المستفهم عنه ..
    والإنكار على من أثبته .. لظهوره وبيانه
    فتبين بذلك :
    (1) أنهم لم يُخلقوا من غير شيء .. أي من غير رب خالق خلقهم
    (2) كما تبين : أنهم لم يخلقوا أنفسهم
    فعُلم بنفس هاتين القضيتين : أنهم خُلقوا من خالق خلقهم
    .....
    وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم :
    أنه لما قدم في فداء الأسرى .. سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرأ في المغرب بالطور
    قال : فلما سمعت قوله : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون }
    أحسست بفؤادي قد انصدع !
    لأن هذا تقسيم حاصر ظاهر
    يتبين به ثبوت الخالق الصانع بأيسر تأمل
    فإن العبد يعلم أنه لم يكن شيئاً .. وأنه كان بعد أن لم يكن
    ويعلم أنه لم يصنع نفسه ولم يبدعها
    فإن العلم بامتناع هذا من أبين العلوم البديهية
    وكذلك يعلم أنه لم يكن من غير مكون
    ولا حدث من غير مُحدث
    ولا خٌلق من غير خالق خلقه
    والعلم بهذا أيضاً من أبين العلوم البديهية
    فتعين أن له خالقاً خلقه
    وهذه الطريق يعلم بها العبد ثبوت الصانع وثبوت صفاته

    ابن تيمية - مسألة حدوث العالم - ص 54
    حصروا إثبات الصانع في العلم بحدوث العالم
    وحصروا إثبات حدوث العالم في إثبات حدوث الأجسام
    وإثبات الصانع له طرق تكاد تخرج عن الحصر
    كلها أبين وأظهر من إثبات حدوث العالم
    وإثبات حدوث العالم له طرق أبين من إثبات حدوث الأجسام (لو كان طريقاً صحيحاً)
    لما فيه من التنازع والدقة
    فكيف وهو أيضاً طريق فاسد عند الأنبياء وأتباعهم
    وعند أهل الفطر والعقول السليمة
    وعند من خالفهم من الفلاسفة الإلهيين والطبعيين كالمشائين أتباع أرسطو أمثالهم ؟!
    وبالجملة :
    فطرق العلم بإثبات الصانع كثيرة
    كلها أبين وأوضح من هذه الطريق
    وهي براهين قاطعة لا تحتمل النقض
    فلا حاجة في الإقرار بالصانع إلى العلم بحدوث العالم المبني على حدوث الأجسام
    بل ولا إلى العلم بحدوث العالم ابتداءً
    ولهذا لم يثبت القرآن العلم بالصانع بهذه الطريق
    بل بالطرق المعروفة فيه ..
    وما ذكرناه من قوله :
    { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون }
    من أوجز الطرق وأظهرها
    وهي استدلال الإنسان بنفسه
    التي لا شيء أقرب إليه منها
    وكذلك استدلاله بما يذكره من خلق سائر المخلوقات .....
    وبينا الحكمة في تسميتها "آيات"
    وأنها بنفسها مستلزمة لثبوت الصانع
    هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء