يقال أن (الدماغ يتوقف عن العمل أثناء النوم).

في الحقيقة هذه الإشاعة خاطئة، و الدماغ يستطيع معالجة بعض القرارات و هو نائم و كما يقال تبَقى عين واحدة مفتوحة لمراقبة المحيط، فأنت مثلاً تستقيظ عند النداء على صوتك أو سماع صوت المنبّه أسرع من وجود صوت السيّارات في الخارج أو معتاد عليها كالتلفاز مثلاً.

من هذا المنطلق، نُشر بحث في مجلة Current Biology حيث قام عالمين بتجربة لدراسة تأثيرات بعض المنبّهات من الخارج على الدماغ، فقاموا بصنع برنامج صغير حيث يقوم فيه المتطوع بسماع بعض الكلمات و الضغط على زر معيّن -فليكن باليد اليمنى- إن كانت الكلمة لها معنى في القاموس ، و أي كلمة غريبة يضغط على الزر بيده الأيسر؛ أي أنّ جهتين من الدماغ ستعمل في هذه التجربة.

و كانت هذه التجربة في غرفة معتمة تقريباً و على أسرّة حتى يدخل المتطوعين في النوم و ذلك أثناء قيامهم بهذه التجربة، و بعد مدّة بدأ بعض المتطوعين بالنوم أثناء قيامهم بهذه العمليّة و كان الملاحظ أنّهم فعلاً توقّفوا عن الضغط على الأزرار ( البرنامج ما زال يتكلم و يعطي المتطوعين الكلمات)، و لكن المثير للجدل أنّهم و اثناء مراقبتهم للدماغ كان هناك أجزاء من الدماغ ما زالت تحلّل الكلمات و أجزاء تقرر أي يدّ ستقوم بالضغط على الزر و طبعاً لم يتم أي ضغط أثناء النوم.
أي أن السيّالات التي تحرّك الأطراف توقّفت و لكن العمليات في الدماغ المسؤولة عن تكوين القرارات ما زالت تعمل!!

لتقريب الأمور مثل قيادتك للسيّارة فكثير من العمليات تحدث في دماغك ولكنك لست واعياً لها تماماً و بنفس الوقت هي مهمّة جداً لإتمام عملية القيادة ، و مثل هذه الأمور كتكوين القرارات تحدث اثناء النوم! و لكن بعض الأجزاء المسؤولة عن إعطاء الأوامر للأطراف و بداية عمل جديد (كالجلوس أو القيام) تتوقف عن العمل ( أو يقل النشاط فيها إلى حد كبير جداً !! ).

عندما استيقظ المتطوعون، لم يكونوا يتذكرون أيّ كلمة سمعوها أثناء النوم،و لكنّهم بالتأكيد تذكروا الكلمات التي قيلت لهم قبل نومهم. أي أنّهم قاموا بعملية تصنيف الكلمات في مستوى اللّاوعي!
من المعروف أنّ النّوم مهمّ لتثبيت المعلومات التي سبق دراستها في الذاكرة و لكن القيام بعمليات جديدة أثناء النوم هو خطوة جديدة نحو أبحاث كثيرة حول الدماغ قد تؤدي - أو لا - نحو تطبيق التعلّم أثناء النوم!!.

المصدر:

http://www.sciencealert.com/news/20141909-26203.html