صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: إذا لم يكن هناك إعجاز علمي في القرآن، فكيف نجزم أنه ليس كلام بشر؟

  1. #1

    افتراضي إذا لم يكن هناك إعجاز علمي في القرآن، فكيف نجزم أنه ليس كلام بشر؟

    أعتقد أن كل مسلم له أسبابه و قناعاته الخاصة التي تجله موقن بأن القرآن ليس كلام بشر، و لهذا هو كلام الله. و لعلكم تساعدوني بالأسباب التي لديكم.

    أكثر سبب كنت "أفهمه" هو الاعجاز العلمي. و فكرته بسيطه. و هو أن القرآن يحتوي على معلومات لم يعرفها البشر إلا بعد عدة قرون من ظهور القرآن. و لأن البشر لا يعرفون المستقبل، نستنتج أن هذا النص لم يصدر عن بشر.

    الفكرة سهلة و بسيطة و واضحة، و لكني طبعاً لست مقتنع فيها. قناعتي أن كل ما يذكر في الاعجاز إما على نصوص فضفاضه تحمل عدة معاني، أو أن المعلومة كانت فعلا معروفة في ذاك الزمن، أو ما شابه. لم يثبت لي أي من تلك المزاعم.

    و مع بحثي، وجدت أن من المسلمين من بدأوا في نفس هذه المزاعم و الابتعاد عنها، و منهم الداعية حمزة تزورتيس في هذا الفيديو:

    https://www.youtube.com/watch?v=kVgwHlXjcsA

    مع الإشارة أن حمزة نفسه استخدم مزاعم الاعجاز مسبقا، و نجده الآن يذكر أنه يخجل منها و أن المسلمين يفضل أن يبتعدوا عنها. و لاحظت أيضا رأي مشابه من بعض المشائخ في السعودية الذين تحاورت معهم مباشرة أنهم لا يحبذون الاقناع بهذه المزاعم، و أيضا وجدت نفس الأمر من د. هشام عزمي في فيديوات دورة مقاومة الإلحاد.

    فإذا كان الأمر كذلك، فما هو الدليل أنه ليس كلام بشر؟

    الإعجاز البلاغي لا أفهمه إطلاقاً. لا أرى الفرق اطلاقا بين مثلا سورة الكوثر و بين الشعر أو النثر. ماهو الخارق لقدرات البشر في سورة الكوثر؟ ليست إلا كلمات مصففه في ثلاث جمل لها نفس القافية.

    لا أود الإطالة، و أود اجابات مختصرة توضح الفكرة بشكل مختصر جدا كما وضحت فكرة الاعجاز العلمي أعلاه في سطر واحد. أود في البداية أن أفهم الحجة قبل بحث مسألة الاقتناع.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أولاً و قبل كل شيء ، معجزة القرآن تتمثل في عجز الإنس و الجن مجتمعين أن يأتوا بمثله . بالإضافة إلى ذلك فهو لا يتناقض و لا يختلف و ما يحسب كذلك توهم أو سوء فهم فلو كان من عند غير الله لوجد فيه اختلاف ، و أي اختلاف ؟ اختلاف كثير لطبيعة المخلوقات - إنساً و جناً و غير ذلك - الناقصة الضعيفة . كما أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف و يشهد بذلك القاصي و الداني عدواً و صديقاً فما وجد الحقدة أو قليلوا العلم إلا اعتراضات من جنس "لم يكن هناك تنقيط في بعض المصاحف التي وجدناها لذا القرآن محرف" .

    أما قولك أنك لا ترى في القرآن بلاغة لغوية فهذا و قبل كل شيء يرجع لضعفك اللغوي . و عندك في مشاركتك هذه عدد من الأخطاء النحوية . شخصياً لستُ بعالم في النحو بل إني أضعف في المستويات المتقدمة و مع ذلك فـ "على قدي" أرى اختلاف القرآن اختلافاً جذرياً عن الشعر و النثر . و لو كان كل شيء بقافية شعراً لكان سجع الكهان كذلك . اتفاق أهل الصنعة على تفوق شيء و استحالة الاتيان بمثله حجة على تفرده و تميزه . فمثلاً أبصم بالعشرة أنك مثلي لست خبيراً في صنعة السيارات و مع ذلك فاتفاق الخبراء أن سيارة ما أقوى و أفضل من كل النواحي هو حجة في حد ذاته حتى لو لم نستطع أن نفرق بين واحدة و أخرى . و لله المثل الأعلى . و إن شئت تذوق شيء من بلاغة القرآن فإليك بعض المواضيع هنا على المنتدى :

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DF%D1%ED%E3
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...-%DE%C8%E1-%BF
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...DE%D1%C2%E4%ED

    و كل ذلك لا يمنع أن توجد آيات - و هذا قد يكون أضبط من مصطلح "إعجازات" - في غير البلاغة مثل العلم التجريبي - و هو نوع من العلوم و ليس بحال من الأحوال كل العلم - و التاريخ و التنبؤ بخبر المستقبل . بل ذلك يكون من الإمعان في إقامة الحجة .

    فنعم ، حقيق بالعلماء و طلبتهم ألا يفضلوا الأدلة التي تتبع الأدلة الأساسية و لكن لا أحسبهم عامتهم ينكرونها . و اعلم أننا و من قبل أن تأتينا ندرك و نحذر من التمادي و التأويل المتكلف لنصوص الشرع للخروج منها بما يظن أنه إعجاز و لكننا لا ننكر وجود الثابت منها .

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملحد مؤدب مشاهدة المشاركة

    فإذا كان الأمر كذلك، فما هو الدليل أنه ليس كلام بشر؟

    الإعجاز البلاغي لا أفهمه إطلاقاً. لا أرى الفرق اطلاقا بين مثلا سورة الكوثر و بين الشعر أو النثر. ماهو الخارق لقدرات البشر في سورة الكوثر؟ ليست إلا كلمات مصففه في ثلاث جمل لها نفس القافية.

    لا أود الإطالة، و أود اجابات مختصرة توضح الفكرة بشكل مختصر جدا كما وضحت فكرة الاعجاز العلمي أعلاه في سطر واحد. أود في البداية أن أفهم الحجة قبل بحث مسألة الاقتناع.

    هناك طرق كثيرة للجزم بأن القرآن الكريم ليس كلام بشر ، و منها :
    الطريقة الأولى : الإعجاز اللغوي و البلاغي ... و قد قلت بأنّك لا تدركه .
    الطريقة الثانية : الإعجاز المنطقي ... و هو النظر إلى القرآن الكريم من أوّله لآخره ، و مقارنة محتوياته ، و إيجاد التناقضات فيه . فانعدام التناقض في كتاب كهذا إعجاز .
    الطريقة الثالثة : الإعجاز الإخباري ... و هو إخبار القرآن بأمور مستقبلية ثم حدوثها كما أخبر . أو إخباره وصفا للكون لم يكن معلوما في ذلك الوقت ، فيما يسمّى بالاعجاز العلمي.

    دعنا نأخذ الطريقة الثانية و نفصّل فيها بعض الشيء ...
    عندما تقرأ القرآن الكريم ستلاحظ الملاحظات الآتية :
    1- القرآن الكريم ليس مرتبا كترتيب باقي الكتب في المكتبة .
    2- يحتوي القرآن على مواضيع كثيرة ، يتكلّم عنها بشكل مقتطع جزء من الموضوع في سورة و جزء آخر في سورة أخرى ، و جزء من قصة في سورة و جزء آخر في سورة أخرى.
    3- يحتوي القرآن على ادّعاء واضح بأنّه كتاب من الله ، و عليه ، فإمّا الكتاب صادق في ادّعائه و إمّا كاذب في ادّعائه .
    4- إذا لم نكتشف ما يثبت كذب ادّعاء القرآن في نسب نفسه إلى الله ، فهذا يكفي كدليل على على صدق الادّعاء.
    5- لا يمكن لإنسان أن يكتب كتابا غير مرتّب العناوين و غير مرتّب المواضيع ، و يتكلّم في قضايا كثيرة بشكل مقتطع ، ثم بعد قراءة كل الكتاب لا نجد تناقضا في محتويات الكتاب.

    البرهان :
    بجمع المعطيات الخمسة أعلاه ، و بعد قراءة القرآن الكريم كاملا ، نجد أنّه خالي من التناقض في قصصه المبعثرة في سوره المختلفة ، و مواضيعه الموزّعة في آياته المتباعدة . و لا يمكن كتابة كتاب بهذه الطريقة دون الوقوع في تناقض المحتوى .. و حيث أنّ الإنسان عاجز عن كتابة كتاب بهكذا مواصفات ، فصاحب القرآن هو كائن له قدرات فوق الإنسان .
    و حيث أنّ القرآن نسب نفسه إلى الله و قال بأنّه كتاب الله ، و ثبت عقلا أنّه لا يمكن أن يكون كتاب إنسان ، فهذا يثبت أنّه فعلا كتاب الله.


    تفضل يا ملحد محترم !

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سلام على من انتبع الهدى
    أرجو أن تكون كما تصف نفسك مؤدب فإن كان كذلك فلن تجد إلا ما يسرك
    1 ارتكبت خطأ و هو مصادرتك لاعجاز القرآن في الإعجاز العلمي و جعلت ذلك السبب الوحيد للاقرار بأن مصدر القرآن وحي فأرجو أن تصحح هذا الخطأ المنهجي أولا
    2 خطأك الثاني هو إنتقاصك من بلاغة القرآن و لي أن أسألك هنا ما وجه إنتقاصك خاصة و أن كفار قريش و غيرهم من قبائل العرب اختاروا الحرب على قبول التحدي (معارضة القرآن) رغم شدة تعريض القرآن بهم و رغم أنهم أهل بلاغة و لم يكن ليعجز آلاف منهم على معارضة واحد و اختيارهم الحرب دليل على أنهم عجزوا عن المعارضة
    ثم لي أن أسألك هنا عن تمكنك من علوم اللغة العربية خاصة و أنك تقول
    ليست إلا كلمات مصففه في ثلاث جمل لها نفس القافية
    3 أريد منك أن تطالع هذا الموضوع الى آخره سياخذ منك وقتا و لكن ستستفيد منه كثيرا
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...CA%ED%BF%BF%BF

    و هذا الرابط أيضا فيه الفائدة إن شاء الله
    http://honaalhakika.blogspot.fr/sear...A8%D9%88%D8%A9

  5. #5

    افتراضي

    الشكر لكل من شارك. لعل أقرب شيء لما طلبته هو المعطيات الخمس التي ذكرها الأستاذ أبو عمر النفيس. و لعلي أعلق سريعا عليها من ناحية الموافقة أو الاعتراض:
    1- موافق
    2- موافق
    3- موافق
    4- غير موافق. عدم القدرة على نفي الاحتمال أ لا تثبت الاحتمال ب. ألا تتفق معي في هذا؟ لو زعم شخص مثلا أنه طار إلى قمة جبل افرست و عاد إلى منزله في نفس اليوم، و لم استطيع نفي هذا الزعم. هل يثبت؟
    5- لم افهم. لماذا لا يمكن؟ الكتاب تأليف نفس الشخص فطبيعي أن يكون متسقاً مع نفسه. أين الخارق لقدرات البشر؟

    أحب هذه الردود المختصرة ليتم تحرير الاختلاف.

  6. افتراضي

    بالنسبة للنقطة الرابعة : فإنّ هناك قاعدة منطقيّة تسمّى " الثالث المرفوع " أو " الوسط المرفوع " و تقول القاعدة : لا يمكن للنقيضين أن يجتمعا في محلّ واحد في وقت واحد من جهة واحدة ، كما لا يمكن لهما أن يرتفعا .. و بالتالي فلا يمكن أن يكون القرآن كلام الله و في نفس الوقت ليس كلام الله ! و بالتالي إن بطل الادعاء الثاني ، وجب الادعاء الأول بالضرورة المنطقيّة .
    و أتفق معك أن العجز عن إثبات أنّه كلام بشر لا يعني بالضرورة أنّه كلام الله ، لكن ما لا أتفق معك فيه هو أنّ العجز عن إثبات أنه ليس كلام الله ، يدلّ بالضرورة أنّه كلام الله ..
    لسبب بسيط و هو : أنّ هناك طرق كثيرة لإثبات أنّه ليس كلام الله .. فلو وجدنا خطأ واحد فهذا كافي لإثبات أنّه ليس كلام الله ، و إذا وجدنا تناقض واحد كان أيضا كافيا ..
    بينما الرجل الذي ادّعى الطيران من قمة جبل ، فليست هناك وسائل كثيرة لإثبات بطلان الادعاء .. فعدم الإبطال لا يعني صحّة الادّعاء ، لصعوبة النفي أصلا.
    بينما قضيّة القرآن سهلة النفي ، فعجز النفي دليل على صدق الادّعاء .

    بالنسبة للنقطة الخامسة : الإنسان لكي يكون متسقا مع نفسه ، يجب أن يكون مرتب الأفكار ، فيضع فهرس للمواضيع التي سيتحدّث عنها ، و يكوّن الصورة الكاملة حول تلك المواضيع ، ثم يعرضها بشكل متدرّج منقطع دون تناقض . أمّا إنسان يقول القرآن شفهيا على مدار 23 سنة ، دون تخطيط مسبق ، بل أحيانا يأتيه أشخاص و يسألونه عن أشياء ، فيقول قرآنا كإجابة على تلك الأسئلة .. مثل قوله : " و يسألونك عن الأهلّة قل " .. و قوله : " و يسألونك عن المحيض قل " .. و قوله : " و يستفتونك في النّساء قل " .. فهو يجيب على أسئلة غير متوقّعة مسبقا ، و بالتالي فالجواب ارتجالي . و غالبا الكاذب حينما يتمّ مباغتته بمجموعة أسئلة يجيب عليها بإجابات تختلف و تتعارض مع أقوال سابقة قبل أيّام ، فما بالك برجل كان يقول القرآن سنوات طويلة ، فيجب أن تتناقض أقواله طيلة هذه السنوات . خاصة أنّ الناس تكتب ما يقوله ، و لا يملك أن ينكر أقواله السابقة . فانتفاء التناقض يلزم أنّه كان يعلم مسبقا بالأسئلة المفاجئة التي سوف تأتيه ، و هذا كلام غير منطقي . فالإنسان لا يعرف المستقبل . الوحيد الذي يعرف المستقبل هو الله ، وبالتالي فهذا تفسير لعدم تناقضه مع أقواله السابقة ، لأنه يعرف بالأسئلة المستقبليّة المفاجئة ، و يملك إجابتها قبل طرحها .

    تفضل يا ملحد محترم !
    التعديل الأخير تم 10-17-2015 الساعة 03:44 PM

  7. افتراضي

    كلامك إبتداءاً مبنى على مغالطة منطقية أساسية وهى نفى الإعجاز العلمى ..

    وهذا باطل ..

  8. افتراضي

    آية واحدة تكفى لأن يؤمن العالم كله

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] .. [يونس: 24] ..

    لقد مكن الله تعالى الإنسان من كل شىء ..

    وصدق الله العظيم ..

    فلقد أخترع المخترعات ..

    وأختصر الأوقات ..

    وأنتصر على الأمراض ..

    وصار جباراً فى الحروب ..

    وسيطر على كل شىء ..

    حتى رأى نفسه أنه أستغنى فطغى ..

    وصدق الله تعالى إذ يقول:
    [كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى .. أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى] .. [العلق: 6-7] ..


    هذه هى إحدى نبؤات القرآن الكريم ..

    أفلا يؤمنون .. ؟؟؟!!!




  9. افتراضي

    نشأة ونمو الجنين فى القرآن

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ .. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ .. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ] .. [المؤمنون: 12-14] ..

    ويقول فى سورة الحج:
    [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى] .. [الحج: 5] ..



    قلتُ: تقرر الآيات الكريمة هنا أن الله تعالى قد إبتدء خلق الإنسان من طين ثم جعل نطفة هذا الإنسان فى قرار مكين وهو رحم المرأة ..

    ثم خلق النطفة علقة فخلق العلقة مضغة فخلق المضغة عظاماً فكسى العظام لحماً ..

    وبعد تخصيب البويضة تسمى
    (النطفة الأمشاج) لأنها تتكون من أخلاط ..



    يقول الدكتور سميح خورى مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم:
    [نواة الحيوان المنوى هى فقط التى تنجح فى دخول البويضة دون ذيله .. عندئذ فإن المادة الوراثية التى تتكون منها الخلية الجديدة تحوى نواة البويضة ونواة الحيوان المنوى معاً بالإضافة إلى المادة الموجودة داخل المتقدات الأمومية بالبويضة .. وهذه الجسيمات الصغيرة توجد فى سيتوبلازم الخلية] .. [مراحل تكون الإنسان فى الرحم] ..

    وقد سمى الله تعالى الطور اللاحق للنطفة بالعلقة ..

    والعلقة مفرد علق ..

    وتشير إلى نشوب الشىء فى شىء آخر ..

    وقد وصف الإمام الماوردى العلقة بأنها:
    [أول أحوال العلوق] .. [النكت والعيون] ..

    ولذلك يقول الدكتور سميح:
    [فى اليوم الرابع إلى الخامس من رحلة الجنين (الأرومة) المنقسم فى طريقه من قناة فالوب إلى موقعه الأخير كى يعلق أخيراً بجدار الرحم] إهـ ..



    يقول إبن فارس فى مادة (علق):
    [العين واللام والقاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنىً واحد وهو أن يناط الشَّىء بالشىء] .. [مقاييس اللغة] ..

    ثم قال:
    [والمرجع كله إلى الأصل الذى ذكرناه .. تقول: عَلّقْتُ الشىءَ أعلِّقه تعليقاً .. وقد عَلِق به إذا لزِمَه والقياس واحد] إهـ ..

    ويقول أيضاً:
    [قال الخليل: العَلَق أن يَنَشِب الشىء بالشىء] إهـ ..

    ولذلك تطلق كلمة العلق على الدم الجامد ودود الماء والطين اللازب لأنهم يعلقون قياساً ..

    يقول إبن فارس:
    [والعَلَق الدم الجامد .. وقياسُه صحيح لأنَّه يَعْلَقُ بالشىء] .. [مقاييس اللغة] ..

    ويقول أيضاً:
    [وقد علِقت الدابة عَلَقاً إذا عَلِقتها العَلَقةُ] إهـ ..

    ويقول إبن منظور:
    [والعَلَقُ: دود أَسود فى الماء معروف .. الواحدة عَلَقةٌ] .. [لسان العرب] ..

    وفى معجم (اللغة العربية المعاصرة):
    [علقة (مفرد) ج علقات وعلق] إهـ ..

    وعن إبن أبى هلال أن رجلاً أتى النبى عليه السلام فقال:
    [يا رسول الله ما من الناس أحد بعدك أحب إلى من فلان .. إنى لأجد له فى نفسى شيئاً ما يعلمه إلا الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذهب فأخبره .. فأتاه فأخبره فقال الآخر: والذى نفسى بيده لك مثل ذلك .. فأتى النبى عليه السلام فأخبره .. فقال رسول الله عليه السلام: شىء بشىء .. شىء وافق شيئاً .. لا أسمع لك (عَلَقَة) فضلى] .. [الجامع فى الحديث لإبن وهب] ..

    لا أسمع لك عَلَقَة فضلى: أى لا تجعل فضل محبتى نُشبة تمنعك من مصارحة من تحب بحبك له ..

    وعن أبا جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    [لا آكل متكئاً] .. [رواه البخارى فى صحيحه] ..

    يقول الإمام البيهقى فى شرحه لهذا الحديث الشريف:
    [قال أبو سليمان الخطابى رحمه الله: المتكئ هاهنا هو المعتمد على الوطاء الذى تحته ... يعنى إنى إذا أكلتُ لم أقعد متمكناً على الأوطئة والوسائد فعل من يريد أن يستكثر .. ولكنى آكل (عَلَقَةً) فيكون قعودى مستوفزاً له (أى للطعام)] .. [السنن الكبرى] .. (*)

    آكل عَلَقَةً: أى آكل ناشباً متشبثاً بموقعى أو مكانى دون أن يكون هناك ما أعتمد عليه ..

    يقول إبن منظور:
    [قال الحرث بن بَدْرٍ الغُدانى: كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً وأَنا اليوم عُقْبَةٌ .. أَى كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَى عَلِقْتُ بإِنسان لَقِى منى شرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ] .. [لسان العرب] ..

    قلتُ: فصح يقيناً أن العلقة تطلق على الشىء الناشب أو المتشبث بشىء آخر ..

    ولذلك يقول الشيخ الشعراوى:
    [سميت النطفة علقة لأنها تعلق بالرحم] .. [تفسير الشعراوى] ..





    ويقول الله تعالى فى كتابه العزيز:
    [خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ] .. [العلق: 2] ..

    الراجح أن المراد بالعلق هنا هو الطين اللازب الذى يعلق باليد ..

    لأن ظاهر السياق يتحدث عن بدء خلق الإنسان من طين ..

    يقول المرتضى الزبيدى:
    [والعَلَقُ: كُلُّ ما عُلِّقَ .. وأيضاً: الطّينُ الذى يعْلَق باليَد] .. [تاج العروس] ..

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز:
    [إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ] .. [الصافات: 11] ..

    والطين اللازب هو:
    الطين اللاصق الذى يعلق باليد ..

    يقول الإمام الطبرى فى تفسيره:
    [إنا خلقناهم من طين لاصق .. وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء ... والتراب إذا خلط بماء صار طيناً لازباً] إهـ ..

    فالعَلق هو كل ما يعلق ..

    و(العلقة) التى ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز ليست هى (الدم الجامد) كما ذهب جمهور المفسرين ..

    ففى الحديث عن إبن مسعود رضى الله عنه أنه قال:
    [إذا وقعت النطفة فى الرحم بعث الله ملَكاً فقال: يا ربّ مخلقة أو غير مخلقة .. ؟! فإن قال: غير مخلّقة .. مجّتها الأرحام دماً .. وإن قال: مخلقة .. قال: يا ربّ فما صفة هذه النطفة أذكر أم أنثى .. ؟! ما رزقها ما أجلها .. ؟! أشقى أو سعيد .. ؟! قال: فيقال له انطلق إلى أمّ الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة .. قال: فينطلق الملك فينسخها فلا تزال معه حتى يأتى على آخر صفتها] .. [رواه الطبرى فى تفسيره] .. (**)

    فدل هذا النص على أن العلقة شىء آخر غيره ..

    ولأن السقط دم جامد (غير مخلق) كما جاء فى الأثر فيمتنع أن يكون هو المقصود فى الآية الكريمة ..

    وقد أشار إبن عادل الحنبلى فى تفسيره إلى ما بين (النطفة والدم الجامد) من مباينة شديدة ..

    وفى اليوم الحادى والعشرين تبدو الدماء المحبوسة فى الأوعية الدموية للجنين فيأخذ شكل علقة حمراء مستطيلة ..

    ثم يخلق الله تعالى العلقة لتكون مضغة ..

    والمضغة هى قطعة اللحم التى تؤخذ فتُمضع ..

    وهى بخلاف قطعة اللحم على معنى أنها جزء من الجسم كما فى (وإن فاطمة بنت محمد مضغة منى) ..

    يقول إبن فارس:
    [والمَضْغة قطعةُ لحم .. لأنَّها كالقطعة التى تُؤخذ فتُمضغ] .. [مقاييس اللغة] ..

    حيث يبدأ ظهور الكتل البدنية فى اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين فى أعلى اللوح الجنينى ..

    وفى اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها إنبعاجات مما يجعل شكل الجنين شبيهاً بقطعة اللحم المناسبة للمضغ ..

    من ناحية أخرى فإن الخلق هو الإيجاد والتقدير كما ذكر إبن منظور فى (لسان العرب) ..

    فيكون المعنى هنا من وجه آخر (ثم قدرنا النطفة لتكون على شكل العلقة فقدرنا العلقة لتكون على شكل المضغة) ..



    يقول الإمام إبن كثير عن العلقة:
    [فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة] .. [تفسير القرآن العظيم] ..

    أى على شكل دودة الماء ..





    وبهذا نستطيع أن نصل إلى هذه النتيجة: أن السلف الصالح كانوا يعتقدون أن السقط أو الدم الجامد هو
    (نطفة غير مخلقة) ..

    وأن بعض العلماء مثل الإمام الماوردى والعز بن عبدالسلام قد أشارا إلى سبب تسمية العلقة وهو أنها
    (أول أحوال العلوق) ..

    وهذا هو ما أثبتته الدراسات الحديثة ..



    كما يقرر القرآن بوضوح شديد أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة ..

    والسبب فى ذلك يرجع إلى أن بعض المضغة يتحول إلى العظام ..

    فى حين يبقى بعضها الآخر كما هو ..

    ثم تكسى هذه العظام باللحم فى نهاية الأسبوع السابع وأثناء الأسبوع الثامن ..

    ولذلك يقول إبن عاشور:
    [وذلك تطور من تطورات المضغة .. أشار إلى أطوار تشكل تلك المضغة .. فإنها فى أول أمرها تكون غير مخلّقة أى غير ظاهر فيها شَكل الخِلقة ثم تكون مخلّقة .. والمراد تشكيل الوجه ثم الأطراف .. ولذلك لم يُذكر مثل هذين الوصفين عند ذكر النطفة والعلقة .. إذ ليس لهما مثل هذين الوصفين بخلاف المضغة] .. [التحرير والتنوير] ..

    ويقول الدكتور شريف كف الغزال:
    [إن مصطلح العظام الذى أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذى يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيراً دقيقاً يشمل المظهر الخارجى .. وهو أهم تغيير فى البناء الداخلى وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم وإستواء فى مظهر الجنين] إهـ ..

    ثم يقول:
    [وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين فى هذا الطور حيث يتم الإنتقال من شكل المضغة الذى لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمى فى فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أيام قليلة] إهـ ..

    ويقول الدكتور كيث مور:
    [أثناء الأسبوع السابع .. يبدأ الهيكل العظمى بالإنتشار خلال الجسم .. وتأخذ العظام أشكالها المألوفة .. وفى نهاية الأسبوع السابع وأثناء الأسبوع الثامن .. تأخذ العضلات موقعها حول تكوينات العظام] .. [نمو الإنسان] .. (***)





    ___________

    (*) الإمام أبوسليمان الخطابى من كبار علماء اللغة والبيان ..

    أخذ اللغة عن أبوعمر الزاهد الشهير بغلام ثعلب أحد أشهر اللغويين ..

    يقول عنه الإمام الذهبى:
    [الإمام العلامة الحافظ اللغوى أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستى الخطابى صاحب التصانيف ... وكتابه فى غريب الحديث ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد ولا إبن قتيبة فى كتابيهما] .. [سير أعلام النبلاء] ..

    (**) وأما حديث عبد الله بن ربيعة قال:
    [كنا جلوساً عند عبد الله فذكروا رجلاً فذكروا من خلقه .. فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه .. ؟! قالوا: لا .. قال: فيده .. ؟! قالوا: لا .. قال: فرجله .. ؟! قالوا: لا .. قال: فإنكم لا تستطيعون أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه .. إن النطفة لتستقر فى الرحم أربعين ليلة ثم تنحدر دماً ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم يبعث الله ملكاً فيكتب رزقه وخلقه وشقياً أو سعيداً] .. [رواه الطبرانى موقوفاً على إبن مسعود] ..

    فهو:
    ضعيف ..

    فى سنده الأعمش وهو مدلس مشهور بالتدليس عن الضعفاء وقد عنعن ..

    قال إبن حبان:
    [وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثورى والأعمش وأبى إسحاق وأضرابهم] .. [صحيح إبن حبان] ..

    (***)

    During the seventh week, the skeleton begins to spread throughout the body and the bones take their familiar shapes. At the end of the seventh
    week and during the eighth week the muscles take their positions around the bone forms .. Moore, Developing Human, 6. edition, 1998


  10. افتراضي

    حقائق عن الجبال

    الجبال هي أوتاد، هل هذا الكلام دقيق علمياً؟ لولا الجبال لاضطربت بنا الأرض، هل يقر علماء الغرب بهذه الحقائق اليوم؟ لنقرأ هذه الحقائق الجديدة عن الجبال.....

    عندما كشف العلماء أسرار الأرض ودرسوا الجبال وجدوا أن كثافة الجبل تختلف عن كثافة الصخور المحيطة به، ووجدوا كذلك وكأن الجبل عبارة عن أداة ترسو على الأرض فتثبت القشرة الأرضية فلا تسمح لها بالاهتزاز أو الاضطراب، لأن الطبقة التي تلي القشرة الأرضية هي طبقة من الصخور ذات درجة الحرارة العالية والضغط المرتفع ثم تليها طبقة ثالثة أكثر حرارة وأكثر ضغطاً وتعتبر أكثر لزوجة وبالتالي كأن الطبقة الأولى والثانية تسبحان وتعومان على طبقة ثالثة تماماً كأن هناك مجموعة ألواح تطفو على سطح الماء!لنتأمل بعض الآيات التي جاءت في القرآن الكريم عن الجبال:

    1- (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].

    2- (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31]. ويقول: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا) [النمل: 61].

    3- (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 7].

    4- (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].

    5- (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا) [المزمل: 14].

    هذه الآيات تقرر حقائق في علم الجبال لم يكتشفها العلم إلا حديثاً، فقد اكتشف العلماء أن الجبال تثبت ألواح الأرض ولولا ذلك لاضطربت القشرة الأرضية واهتزت وكثرت الزلازل. واكتشفوا أيضاً أن هذه الجبال ليست ثابتة بل تتحرك بشكل طفيف لا يمكن إدراكه ولكن يمكن حسابه بالأرقام.
    كذلك وجد العلماء أن شكل الجبال وكثافتها يشبه إلى حد بعيد الجليد الذي يطفو على سطح الماء من حيث الشكل والكثافة، واكتشفوا أيضاً أن ألواح الأرض تتحرك حركة مستمرة وتمتد، ولذلك أسموا هذه الحركة بتمدد ألواح الأرض. سوف نعيش في هذا البحث مع بعض الحقائق العلمية عن الجبال، وكيف يتحدث القرآن عن هذه الحقائق بدقة مذهلة.

    طبقات الأرض
    القرآن هو أول كتب على وجه الأرض يتحدث عن طبقات للأرض بل ويحدد عددها بسبع طبقات، لنتأمل الشكل الآتي:


    رسم تمثيلي للكرة الأرضية تبين وجود طبقات لهذه الأرض، فالطبقة الخارجية وهي القشرة الأرضية تطفو على طبقة ثانية من الصخور الحارة المضغوطة وهذه أيضاً تعوم على طبقة ثالثة أكثر حرارة ولزوجة وأكثر ضغطاً وهكذا، ولذلك فإن هذه الطبقات الخارجية بحاجة لشيء يثبتها ولذلك خلق الله الجبال لتثبت هذه الألواح الأرضية. نلاحظ أن العلماء اليوم يقسمون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، وهي 1- القشرة (بنوعيها القارية والقشرة تحت المحيطات)، 2- طبقة الصخور التي تحت القشرة، 3- طبقة أثينوسفير، 4- طبقة الوشاح الأعلى، 5- طبقة الوشاح الأدنى، 6- طبقة النواة الخارجية السائلة، 7- طبقة النواة الداخلية الصلبة. وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى يؤكد أن الأرض سبع طبقات مثل السموات السبع: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12].


    الحمم المنصهرة تحت سطح الأرض وبسبب التيارات الحرارية القوية الموجودة تحت القشرة الأرضية تتولد قوى هائلة تؤدي إلى دفع كميات كبيرة من الحمم المنصهرة لتخترق قمة الجبل أحياناً مشكلة فوهة بركان.


    حمم منصهرة تتدفق من بركان كراتلا، في شهر أكتوبر عام 1980، المصدر www.usgs.gov
    وتختار البراكين المكان المناسب لها وغالباً ما تكون سلاسل الجبال، والسبب لأن الجبل هو أكثر المناطق مرونة في القشرة الأرضية وهو في حالة حركة مستمرة، ويكون عادة غير مستقر، فهو مثل الوتد المغروس في الأرض يتحمل الضغوط الهائلة على أطرافه وبخاصة على جذره، ولذلك يعمل عمل الموازن لألواح الأرض.


    فوهة كبيرة أحدثها أحد البراكين، التقطت في فبراير 1994 في أثيوبيا. ويعتبر هذا البركان أحد البراكين النشطة في شرق أفريقيا. المصدر www.usgs.gov
    يقول تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك: 16]. ففي هذه الآية إشارة إلى احتمال أن تضطرب القشرة الأرضية وتتحرك مثل سفينة توشك على الغرق، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة (تَمُورُ)، وهي كلمة تعبر تماماً عن حقيقة الألواح الأرضية، وحركتها واحتمال أن تضطرب في أي وقت وتهتز مثل السفينة التي تغرق في البحر. إذن القرآن دقيق جداً في تعابيره العلمية، حتى عندما يحذرنا من عذاب الله تعالى يستخدم لغة الحقائق العلمية. جذور الجبال إن مصطلح "جذر الجبل" أصبح من المصطلحات العلمية الشائعة في كتب الجيولوجيا، لأن العلماء وجدوا أن لكل جبل جذر عميق يمتد في الأرض لعشرات الكيلومترات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7]. فلم يقل القرآن (والجبال كالأوتاد) بل اعتبرها أوتاداً حقيقية، ولو تأملنا شكل أي جبل وطبيعة عمله، رأيناه يعمل عمل الوتد المثبت في الأرض.


    يتخيل العلماء اليوم الجبل على أنه وتد مغروس في الأرض، حيث يغوص معظمه في القشرة الأرضية والطبقة التي تليها (طبقة الوشاح)، ولذلك فهو يعمل على تثبيت القشرة الأرضية، وإلا فإنها ستضطرب وتهتز وتكثر الزلازل والهزات الأرضية.
    إن القشرة الأرضية تطفو على سائل لزج وحار جداً، ولذلك يمكن تشبيه الجبال وكأنها كتل جليدية تطفو على سطح الماء. فإذا ما وضعنا كتلة من الجليد على الماء فإن هذه الكتلة سوف تطفو وسوف يغوص جزء منها في الماء ويبرز جزء للأعلى. إن الجزء الذي غاص في الماء سوف يزيح كمية من الماء تساوي حجم هذا الجزء الغائص. فإذا أخذنا كأساً صغيراً من الماء حجمها 100 سنتمتر مكعب سوف نجد أن وزنها هو 100 غرام، وإذا أخذنا كأساً من الجليد بنفس الحجم فسنجد أن وزن هذا الجليد هو 90 غرام، ولذلك فإن كثافة الجليد 90 بالمئة من كثافة الماء. وهكذا فإن هذه الكتلة من الجليد لدى وضعها على الماء فإن 90 بالمئة منها سيغوص تحت سطح الماء ويبرز 10 بالمئة منها. ولذلك فإن أخطر شيء في الجبال الجليدية هي جذورها التي تمتد عميقاً في الماء وتتسبب بالحوادث الكثيرة للسفن لأن هذه الجذور تكون غير مرئية ولا يحس بها قبطان السفينة. وهنا ندرك أن الجبال التي نراها في الحقيقة لا نرى إلا جزءاً ضئيلاً منها، أما معظم الجبل فيكون ممتداً عميقاً في الأرض، وذلك لأن كثافة الجبل أقل من كثافة طبقة الوشاح الذي يتوضع عليه، ويشبه إلى حد كبير السفينة التي تتحرك على مياه المحيط. إن كثافة الجبل لا تتجاوز الـ 85 بالمئة من كثافة طبقة الوشاح، ولذلك فهو أخف منها وبالتالي يطفو على سطحها تماماً كقطعة الجليد! وهكذا بنتيجة الحسابات الرياضية يتبين أنه عندما ننظر إلى جبل ارتفاعه 5000 متر، فإن لهذا الجبل جذراً يمتد لعمق 28000 متر.


    رسم يمثل خريطة العالم، وقد رُسمت بألوان تعبر عن ارتفاع اليابسة، فاللون الأصفر يشير إلى المناطق المنخفضة، واللون الأحمر يشير إلى المناطق متوسطة الارتفاع، واللون الرمادي يشير إلى سلاسل الجبال العالية. الحرف F يشير إلى سلسلة جبال الهملايا، والحرف G يشير إلى جبال الألب. والحرف D يشير إلى سلسلة جبال الأنديز غرب أمريكا. المصدر National Geophysical Data Center
    إن كثافة الجبل تختلف عن كثافة الأرض المحيطة به، وهذا بسبب أنه عندما تشكلت الجبال بطريقة الانتصاب وذلك بعد تصادم الألواح الأرضية بعنف خلال ملايين السنين، عندها أصبحت مادة الجبل أخف من مادة الصخور المحيطة به، وذلك بسبب التشوهات الكبيرة التي حصلت في الجبال أثناء تشكلها مما أدى إلى اختلاف تركيبها الجزيئي. إذن نستطيع أن نستنتج أن الجبل له بنيه تختلف عن بنيه الأرض وكذلك كثافة تختلف عن كثافة الأرض، ولذلك نجد أن القرآن يعتبر أن الجبل شيء والأرض شيء آخر، ويذكرنا دائماً بنعمة الله علينا أن سخر هذه الجبال لتكون مثل الأثقال في أسفل السفينة والتي تعمل على تثبيت السفينة لكي لا تميل وتنقلب في الماء فنجدها ترسو على سطح الماء. ولو أن هذه الجبال لم تكن موجودة لأصبحت القشرة الأرضية والتي تعتبر رقيقة بالنسبة للطبقة التي تليها من طبقات الأرض، لأصبحت هذه القشرة الرقيقة ضعيفة جداً مثل قطعة خشبية تطفو على سطح الماء فتجدها تتحرك وتميل ولا تستقر، فإذا ما ثبتنا فيها وتداً يخترقها ويغوص في الماء فإن هذا الوتد حسب قوانين ميكانيك السوائل سيعمل على تثبيت القطعة الخشبية واستقرارها. ويقول العلماء اليوم بالحرف الواحد: "إن وجود جذور للجبال لا يسمح للقشرة الأرضية أن تغوص في طبقة الوشاح أو تنقلب، وذلك لأن الجبال تثبت هذه القشرة لأنها تمتلك جذوراً عميقة تخترق طبقة الوشاح ومادة هذه الجذور أخف من مادة الوشاح. ولذلك قال تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].

    فقد اعتبر القرآن أن الجبال هي الرواسي التي تثبت الأرض تماماً كما يثبت الثقل الموضوع أسفل السفينة هذه السفينة ويجعلها تستقر على الماء.

    نشوء الجبال أثبت العلماء أن الألواح الأرضية تتحرك وتحرك معها الجبال باستمرار، إذن القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها والتي تسمى lithosphere تتفاعل وتتحرك بمرور الزمن وهذه الحركة تتسبب في حدوث الزلازل البراكين. ومن أهم نتائج هذه الحركة نشوء الجبال بسبب التصادمات بين الألواح الأرضية، إذن هناك مدّ للأرض ثم نشوء الجبال، ونشوء الوديان وامتلائها بالأنهار، وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما لخص لنا هذه الحقيقة بكلمات قليلة، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3]. حتى إن العلماء يستخدمون كلمة SPREAD للتعبير عن امتداد الألواح الأرضية وهي تعنى (مدَّ) وهي الكلمة التي ساقها القرآن قبل ذلك بقرون طويلة. مثلاً يتحرك قاع المحيط الهادئ متجهاً نحو أمريكا بمعدل 9 سنتمتر كل سنة.


    يوضح هذا الشكل أن الكرة الأرضية منقسمة إلى ألواح وهذه الألواح في حالة حركة دائمة منذ خلقها، ولاتزال تتباعد وتتمدد حتى يومنا هذا. وهنا قد نجد صدى لقول الحق عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الرعد: 3].


    وقد تبين من الملاحظات التي لاحظها العلماء على القشرة الأرضية تحت المحيطات وكيف تتصدع هذه القشرة وتتباعد الألواح عن بعضها أو تتقارب لتشكل سلاسل جبلية تمتد لآلاف الكيلو مترات في أعماق المحيطات، وأثناء تباعد الألواح تتدفق الحمم المنصهرة من باطن الأرض لترتفع وتتبرد بالماء وتشكل سلاسل من الهضاب أو الجبال.


    نهر يمر بين جبلين، يقول العلماء إن إن حركة ألواح الأرض وتشكل الجبال فسح المجال أمام المياه لتتدفق وتشكل الأنهار، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا).
    وربما نتذكر كيف حدثنا ربنا تبارك وتعالى عن البحر المسجور أي المحمَّى بفعل هذه الحمم المنصهرة، فكما أن هذه الحمم لا يمكن لشيء أن يردها على الرغم من أن ضغط الماء فوقها أكبر بمئات المرات من الضغط الجوي، وعلى الرغم من برودة الماء إلا أن الحمم تندفع وتتابع نشاطها خلال ملايين السنين، كذلك عذاب الله سوف يقع ولن يرده أحد، يقول تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 6-8].


    صورة تظهر الألواح الأساسية التي تشكل الغلاف الصخري للأرض، ونرى بأن هناك تصدعات أو تشققات واضحة بين هذه الألواح وجميعها يرسم صدعاً واحداً متصلاً وهذه الصفة هي أهم ما يميز الغلاف الصخري للأرض، ولذلك أقسم الله بهذه الظاهرة أن القرآن هو قول فصل فقال: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 12-13]، ألا تعبر هذه الآية عن حقيقة ما يراه العلماءاليوم؟1
    الأرض أصغر... العلماء الألمان اكتشفوا أيضاً أن قطر الأرض أصغر مما كان يعتقد العلماء، وقد حسبوا هذا القطر بدقة مذهلة بالاعتماد على الأشعة الراديوية المستقبلة من النجوم البعيدة من خلال 70 مرصداً تتوضع في مختلف دول العالم، فوجدوا أن قطر الأرض أصغر بعدة مليمترات من الرقم السابق.


    الأرض أصغر مما كان العلماء يظنون: هذا آخر اكتشاف علمي صرح به علماء ألمان منذ أيام من تاريخ كتابة هذا البحث، فهل يمكن أن يكون هناك تناقص في حجم الأرض من أطرافها؟
    إذن هناك تناقص في قطر الأرض، هل هو ناتج عن عدم دقة أجهزة القياس أم أن هذا النقصان هو حقيقي، وأن قطر الأرض يتضاءل ويصغر مع مرور الزمن؟ من هنا أحبتي في الله خطرت بالي آية يؤكد فيها رب العزة تبارك وتعالى أنه ينقص الأرض من أطرافها، يقول تبارك وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 41].


    صورة الأقمار الاصطناعية لأحد الأنهار عند منطقة المصب في البحر، ويظهر عليها الترسبات الكبيرة الناتجة عن تآكل اليابسة حيث تُساق هذه المواد عبر النهر لتترسب في قاع البحار، إن هذا التناقص في أطراف الأرض والتآكل الكبير حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 41]. المصدر www.nasa.gov
    إنها حقائق تشهد على أن القرآن لا يناقض العلم، ونقول لأولئك الذين يدعون أن الإعجاز العلمي هو "أسطورة" لا أكثر ولا أقل، نقول لهم: هل لديكم كتاب واحد يشبه القرآن في حقائقه العلمية والطبية واللغوية.... يقول تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 49-50]. بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar

    المراجع

    1- Underneath the mountains www.geology.wisc.edu
    3- German Scientists: Earth is Smaller than People Think, www.dw-world.de, 06.07.2007.
    4- Tectonic Plates, National Science Digital Library.
    5- Allison Macfarlane, Rasoul B. Sorkhabi, Jay Quade, Himalaya and Tibet: Mountain Roots to Mountain Tops, Geological Society of America, 1999.
    6- Dr. Michael Pidwirny, Introduction to the Lithosphere, University of British Columbia Okanagan.
    7- Structure of the Earth, www.nasa.gov
    9- Inside the Earth, www.usgs.gov
    10- Scientists Catch Underwater Volcanic Eruption "In Action" in Pacific Ocean Depths, The National Science Foundation, November 27, 2006


    راجع: حقائق جديدة عن الجبال ..


  11. افتراضي

    لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز:
    [لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ] .. [يس: 40] ..

    السؤال هنا: لماذا لا ينبغى للشمس أن تدرك القمر .. ؟!


    والإجابة هى:
    لأن لكل منهما فلك حول مركز مختلف ..

    بمعنى ..

    الإدراك لا يحدث إلا عند وجود التوازى أو المحاذاة أو التعاقب ..

    والدرك هو الوصول إلى الشىء وموافاته ..

    كسباق الخيل مثلاً ..



    فقد يستطيع أى متسابق أن يدرك متسابق آخر محاذى أو موازى له ..

    ونفى أن تدرك الشمس القمر يفيد أنهما ليسا بمتوازيين ..

    وهو ما يعنى أن الشمس ينبغى أن تدرك القمر إذا كانا متوازيين ..



    وهو ما يفيد أن الشمس لا تدور حول الأرض بل لها فلك آخر تدور فيه ..

    وهو فلكها حول مركز المجرة ..

    ولذلك جاء فى الأثر:
    [إنهما لا يجتمعان فى السماء] .. [تفسير القرطبى] ..



    ثم يقول الله تعالى: [وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ] .. [يس: 40] ..

    كان الناس يتصورون قديماً أن الأرض مسطحة غير كروية ..

    وعليه فقد كانوا يتصورون أن شروق وغروب الشمس يحدث مرة واحدة فقط ..

    أى أن لكل يوم بالنسبة لجميع سكان الأرض شروقاً وغروباً واحداً ..




    وفقاً للتصور القديم فقد كانت الأرض محاطة بالظلام الدامس من كل مكان ..

    ثم تأتى الشمس فتشرق بضياءها على الأرض ..

    ولذلك فقد كان الناس يتصورون أن الليل سابق دائماً على النهار ..

    ولكن القرآن ينفى هذا الزعم الباطل ..

    لأن الله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ..

    ومن المستحيل أن يكون ذلك إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية ..

    وكان الليل والنهار دائماً متلازمين ولا يسبق أحدهما الآخر ..

    ويؤيد ذلك قوله تعالى:
    [رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ] .. [الرحمن: 17] ..


  12. افتراضي

    هذه الحقائق غير قابلة للنقض ..

    وكلام من ينكرون الإعجاز العلمى فى الكتاب والسنة ساقط الإعتبار ..

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام المصرى مشاهدة المشاركة
    هذه الحقائق غير قابلة للنقض ..

    وكلام من ينكرون الإعجاز العلمى فى الكتاب والسنة ساقط الإعتبار ..
    ملحد مؤدب لم ينفي الإعجاز العلمي ، بل قال : إذا تمّ نفي الإعجاز العلمي ، فكيف يتمّ إثبات أنّ القرآن الكريم كلام الله ...
    فالسؤال مبني على افتراض الاستغناء عن فكرة وجود إعجاز علمي ، و لا شكّ أنّ بعض العلماء المسلمين ضد فكرة الإعجاز العلمي ، و يتبنّون فكرة " الإشارات العلميّة " ...
    و عليه فسؤال الزميل الملحد مهم و في محلّة تماما .. و حقّ له أن يتساءل !

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    و لا شكّ أنّ بعض العلماء المسلمين ضد فكرة الإعجاز العلمي ، و يتبنّون فكرة " الإشارات العلميّة "
    وهذا خطأ منهجى غير مقبول إطلاقاً ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    و عليه فسؤال الزميل الملحد مهم و في محلّة تماما .. و حقّ له أن يتساءل !
    إذا كان السؤال: ما هو دليل أن القرآن كلام الله تعالى (بخلاف آيات الإعجاز العلمى) .. ؟!

    فهو خلو الكتاب العزيز من التناقض سواء بين آياته أو للعلم الحديث ..

    وهذا تحدى عام ومفتوح للجميع ...

  15. افتراضي

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا] .. [النساء: 82] ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء