صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 33

الموضوع: هام للغاية : الإجابة على جميع أسئلة الملحدين و اللادينين !؟!

  1. Question هام للغاية : الإجابة على جميع أسئلة الملحدين و اللادينين !؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ...
    كثرت الأسئلة و المواضيع التي يتحاور حولها المؤمنون و الملحدون ، و الكتب و المقالات و النقاشات الموجودة تتعرّض لموضوع بعينه و تسهبه و تفصّله . لكن من النّادر جدا وجود مصدر يعود إليه المؤمن ليجد فيه جميع المواضيع و الأسئلة المتعلّقة بالإلحاد و اللادينية . و انطلاقا من هذه الضرورة الملحّة ، قرّرت أن أقوم بهذا العمل ، حيث سأجمع بإذن الله تعالى في هذه الصفحات جميع أسئلة الملحدين و اللادينين التي يطرحونها على المؤمنين ، منذ ظهور الإلحاد إلى يومنا هذا . مع طرح الإجابات الأصحّ و الأقوى حسب وجهة نظري .
    و أدعو الجميع في حال كان لديهم سؤال لم يتمّ طرحه هنا ، أن يكملوا سلسلة الأسئلة بطرح تلك الأسئلة ، و سأقوم بطرح الإجابات عليها ...
    بحيث نحصل في نهاية المطاف إلى الجامع الصحيح و الموسوعة الشاملة التي تضمّ كلّ الأسئلة التي يمكن أن تواجه المؤمن في طريق الدعوة ، و أثناء الحوار مع اللادينين و الملحدين .
    فلنبدأ على بركة الله ...

    السؤال الأول : هل الله موجود ؟
    الجواب : نعم ، الله موجود .

    السؤال الثاني : ما الدليل على وجود الله ؟
    الجواب : الكون الذي نعيش فيه هو الدليل على وجود الخالق . و هناك ثلاثة طرق للنظر إلى الكون ، و كلّها تؤدي إلى إثبات وجود الله . الطريقة الأولى : النظر إلى ماضي الكون . الطريقة الثانية : النظر إلى حاضر الكون . الطريقة الثالثة : النظر إلى مستقبل الكون .
    و لنبدأ بالطريقة الأولى ، فلو نظرنا إلى ماضي الكون فسنجد أمامنا خيارين فقط :
    الخيار الأوّل : أنّ العالم قديم . الخيار الثاني : أنّ العالم ليس قديم .
    في حال اخترنا الخيار الأول بأنّ العالم قديم ، سيكون أمامنا احتمالين : الأول : العالم القديم دائم التغير . الثاني : لم يكن العالم متغيرا ثم أصبح متغيّرا . و في الحالة الأولى ، سنقع في تسلسل العلل للمالانهاية ، و هذا محال عقلي . حيث أنّ تغيّر العالم يلزم علّة ، فلا يمكن أن يتغيّر العالم بلا سبب ، و سنقع في سلسلة أسباب لانهائيّة لوصف التغيّر اللانهائي للعالم القديم . و في الحالة الثانية ، نحتاج لمعرفة العلّة الأولى التي جعلت العالم يتغيّر . و هذا يوصلنا إلى الخالق ، لا باعتباره خلق العالم من عدم ، بل باعتباره أثّر على العالم القديم ، و نقله من عالم غير متغيّر إلى كون متغيّر .
    أمّا الخيار الثاني ، فيلزمنا معرفة العلّة التي أحدثت العالم و أوجدته . و حيث أنّه من المحال مجيئ العالم من العدم ، فلابدّ من موجود أدّى وجوده إلى وجود الكون ، و هذا الموجود هو واجب الوجود و هو خالق الكون .
    و عليه ، فماضي الكون يثبت لنا مبدأ العلّيّة و السّببيّة ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
    أما الطريقة الثانية ، فلو نظرنا إلى حاضر الكون ، نجد فيه القوانين و الثوابت الكونيّة التي تسيّر هذا العالم و تنظّم حركته و تؤدي إلى نشوء الكائنات الحيّة فيه . و النظام الكوني يوصلنا بالضرورة إلى وجود مصمّم لهذا الكون ، قام بوضع قوانينه .
    و عليه ، فحاضر الكون يثبت لنا مبدأ النظم و التصميم ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
    أمّا الطريقة الثالثة ، فلو نظرنا إلى مستقبل الكون ، نجد أمامنا احتمالين : الأول : أنّ الكون سيبقى هكذا للأبد . الثاني : الكون سوف ينهار في المستقبل . إذا أخذنا الاحتمال الأوّل ، فهذا يتناقض مع العلم ؛ لأنّ العلم يقول بأنّ الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى حرارة إلى الأقل . و عليه ، فلابد أن تتساوى درجة حرارة كل مكونات الكون في المستقبل ، و هذا سيؤدي إلى الموت الحراري و انهيار الكون . و عليه ، فلا بديل عن الاحتمال الثاني القائل بأنّ الكون سينهار ، و هذا يلزمنا بتفسير كيفيّة إمكانيّة نشوء كون جديد بعد انهيار كوننا هذا . و حيث أن نشوء كون جديد سيحتاج إلى خالق ، فهذا يدلّ أنّ وجود كوننا هذا احتاج إلى خالق .
    و عليه ، فمستقبل الكون يثبت لنا مبدأ الغائيّة ، و هذا المبدأ يوصلنا إلى وجود خالق لهذا الكون .
    فدليل وجود الخالق هو هذا الكون ، سواء بالنظر إلى ماضيه أو حاضره أو مستقبله .

    السؤال الثالث : كيف يكون الخالق قديما و الكون ليس قديما ، برغم أنّ الخالق علّة الكون ؟!
    الجواب : لأنّ الخالق لديه إرادة مطلقة ، و بالتالي لايوجد تلازم بين العلّة و المعلول ، فوجود العلّة لايلزم وجود المعلول إذا كانت العلّة تملك إرادة في عدم تحقيق المعلول .
    و حيث أنّ الخالق لم يرد في البدء أن يخلق الكون ، لم يخلق الكون . و عندما شاء أن يخلق الكون ، خلق الكون .

    السؤال الرابع : مالدليل أنّ الخالق كان قادرا على الخلق ، قبل أن يخلق الكون ؟!
    الجواب : الدليل على ذلك هو خلقه للكون ، فخلقه للكون دليل أنّه كان قادرا على خلق الكون حتى قبل أن يخلقه . خاصّة أنّه لم يكتسب من الخارج ماأدّى إلى قدرته على الخلق . فهذا يدلّ أنّ عدم خلقه من الأزل ليس لعجزه عن ذلك ، و إنّما لعدم إرادته لفعل ذلك .فهو فعل عندما أراد ، و ليس أنّه فعل عندما قدر .

    السؤال الخامس : مالذي أثّر على الخالق فغيّر إرادته من إرادة عدم الخلق إلى إرادة الخلق ؟!
    الجواب : الخالق له إرادة مطلقة . و الإرادة المطلقة لا تتغيّر لأسباب خارجيّة عن المريد ، و إنّما تتغيّر لأسباب داخليّة من المريد . فالخالق لم يؤثّر عليه شيء خارجي فجعلته يقرّر الخلق ، بل هو قرّر من ذاته أن يخلق ، لتحقيق حكمة معيّنة . حيث أنّ من صفات الخالق الحكمة . فالحكمة جعلته يريد الخلق ، و المشيئة أذنت بتحقيق تلك الإرادة .
    ففعل الخلق محاط بمجموعة صفات و هي : القدرة و الإرادة و المشيئة و الحكمة و العلم . و لكلّ صفة دورها في تحقيق عمليّة الخلق.

    السؤال السادس : إذا كان الكون مخلوقا ، فمن خلق الخالق ؟!
    الجواب : المخلوق هو من نسأل عن خالقه ، أما الخالق فلا نسأل عن خالقه ، بل نسأل عن مخلوقه. فالسؤال الصحيح هو : من خلق المخلوق ؟ أو : ماذا خلق الخالق ؟
    و جواب السؤالين : المخلوق خلقه الخالق . و الخالق خلق المخلوق . أما السؤال القائل : من خلق الخالق ؟ فهو سؤال متناقض ، لأنه جعل الخالق مخلوقا ، و الخالق حين يكون مخلوقا ، تنتفي صفة كونه خالقا . و عليه ، فبدل القول : " من " خلق الخالق يصبح السؤال " ماذا " خلق الخالق !

    السؤال السابع : مالدليل أنّ الكون مخلوق ؟ إذا كان الله لا يحتاج لخالق ، فالكون أيضا لا يحتاج لخالق !
    الجواب : الكون متغيّر ، و لا أحد يستطيع أن ينكر تغيّر الكون . فنحن نرى تفاعلات الطبيعة و التحوّلات المختلفة فيها . و حيث أنّ الكون متغيّر فهو يحتاج إلى علّة للتغيّر . و بالتالي فالكون خاضع لمبدأ العلّيّة و السّببيّة . و هذا المبدأ يجب أن ينتهي بعلّة أولى ؛ لأنّ تسلسل العلل للمالانهاية محال عقلي . و بالتالي فتغيّر الكون يوصلنا إلى العلّة الأولى و التي هي واجب الوجود و هو من نسمّيه بالخالق . أما الله فهو لا يتغيّر ، و بالتالي فهو لا يحتاج إلى علّة ؛ لعدم وجود تغيّر . و بالتالي فلن نقع في تسلل العلل ، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى علّة أولى لوجوده ، وبالتالي فهو واجب الوجود بلا خالق .
    فإذا أردت يا ملحد أن تنفي وجود خالق للكون ، يجب عليك أن تنفي وجود تغيّر في الكون . فنحن ننفي عن الله وجود تغيّر فيه ، لذلك جاز لنا نفي وجود خالق له .

    السؤال الثامن : كيف تقولون بأنّ الخالق لا يتغيّر و قد تغيّرت إرادته من عدم الخلق إلى إرادة الخلق ؟!
    الجواب : التغيّر هو تحوّل الذّات من صورة إلى صورة أخرى ، و فقدانه صفات كانت موجودة أو اكتسابه صفات لم تكن موجودة . فالكون يتحوّل ذاته من صورة إلى صورة أخرى ، و تتكون فيها كائنات بعد أن لم تكن ، و تموت فيها كائنات كانت موجودة . بينما الخالق لا يتحوّل من صورة إلى صورة أخرى ، و لا يكتسب صفات و لا يفقد صفات .
    و أمّا صفة الإرادة ، فللخالق إرادة من الأزل . فالخالق من الأزل كانت عنده إرادة أن يخلق عندما يشاء . فهو من الأزل كان يعلم بأنّه سيخلق ، و لكنّه أجّل عمليّة الخلق . فلم يحدث تغيّر للإرادة بمؤثّر خارجي ، بل هو كان مريدا أن يخلق عند المشيئة ، فلم يخلق قبل المشيئة و خلق حين شاء ذلك . فلازال الخالق مريدا قبل الخلق و بعده . و بالتالي فليس بكيان متغيّر بحيث يحتاج إلى علّة لتغيّره .

    السؤال التاسع : ما معنى " الخلق " ؟ و ماذا يعني فعل الخلق ؟!
    الجواب : الخلق هو إيجاد شيء بعد أن لم يكن موجودا . أو تقدير وجود شيء بعلم مسبق و إرادة مسبقة . و عليه ، فنقول لشيء " خالق " إذا أوجد شيئا لم يكن موجودا ، أو قدّر وجود شيء بعلم و إرادة مسبقة .

    السؤال العاشر : كيف خلق الخالق ؟ و كيف يمكن مجيئ شيء من العدم ؟!
    الجواب : هناك احتمالين للخلق ، الأول : أنّ الخالق أوجد المادّة بعد أن لم تكن موجودة . الثاني : كانت المادّة موجودة ، لكن غير متغيّرة ، و قام الخالق بتقدير القوانين التي تؤدي إلى تحويل المادة من كيان غير متغيّر لا صورة له ، إلى كيان متغيّر متحوّل ، حتى وصل الكون إلى صورته الحاليّة . ففي الحالتين يكون الله خالقا للكون .
    أما إيجاد شيء من العدم فمعناه إيجاد شيء من عالم الإمكان إلى عالم الوقوع . فالكون قبل وجوده كان موجودا في عالم الإمكان . و تمّ نقل هذا المعلوم من عالم الممكن إلى عالم الواقع . و حيث أنّ الخالق قادر على كلّ شيء ، و بالتالي فهو قادر على تحويل شيء يتصوّره بعلمه الذاتي إلى شيء موجود في العالم الخارجي . فهنا عمليّة الخلق مجرّد عمليّة نقل صورة من الداخل إلى الخارج ، من داخل الذات العليمة إلى خارجها . و هذا الأمر ممكن عقلا .

    السؤال الحادي عشر : أين الله ؟ هل الله داخل الكون أم خارجه ؟!
    الجواب : الله لا يحويه مكان . فإن كان خارج الكون هو اللامكان فالله خارج الكون ، أي في اللامكان . و لفهم هذه الإجابة نسأل : أين الكون ؟!
    فإما أنّ الكون داخل مكان ، و هذا يعني أنّ هناك كون ضخم و كوننا يقع داخله ! و هذا سيدفعنا للتساؤل : و أين يقع ذلك الكون الضخم ؟ فهنا نحتاج إلى كون أضخم يقع فيه الكون الضخم ! و سيستمر السؤال عن " الأين " حتى نصل إلى كون لا يقع داخل مكان .. و عليه ، ففكرة وجود شيء في اللامكان فكرة ضروريّة ، لا مهرب منها . بل حتى علماء الفلك يقولون بأن الزمان و المكان نشئا مع نشوء الكون بالانفجار العظيم ، فيما يسمّى بـ " الزمكان " . و بالتالي كانت المادّة موجودة قبل وجود الزمان و المكان ، أي وجود الشيء لايلزم وجود مكان يحويه أو زمان يأويه .
    فالزمان و المكان مجرد أوصاف نسبيّة ، نصف بها الكينونات الجزئيّة النسبية . أمّا الكيانات المطلقة فلا تخضع للأوصاف النسبيّة.

    السؤال الثاني عشر : ما الدليل أنّ الخالق هو الله و ليس إله آخر ؟؟ فهناك آلهة كثيرة عند الأديان ؟!
    الجواب : ليست العبرة في الإسم و لكن العبرة في الصفة . فالخالق الحقيقي له صفات ذاتيّة توصّل لها العقل . و هي : الوجود ، الحياة ، الإدراك ، الإرادة ، القدرة ، العلم ، الحكمة ، المشيئة ، الأزليّة ، عدم التغيّر . و الخالق هو واجب الوجود و ليس ممكن الوجود . فمن كان متصّفا بكلّ هذه الصفات ، فهو الخالق بغضّ النظر عن الإسم الذي نناديه به . فإن وجدنا أكثر من اسم له كلّ هذه الصّفات ، فهذا معناه أنّ الاسمين يعبّران عن نفس الكيان .
    و لا يخفى على أيّ عاقل ، أنّ جميع الآلهة في كلّ الأديان حينما ننظر إلى صفاتها من تلك الأديان و نقارنها بصفات واجب الوجود ، لن نجد إلها يتّصف بكلّ صفات واجب الوجود على الوجه الأكمل ، إلا إله واحد و هو " الله " .

    و سنستمر في سلسلة الأسئلة و الأجوبة بإذن الله تعالى ...


  2. افتراضي

    الثاني : كانت المادّة موجودة ، لكن غير متغيّرة ، و قام الخالق بتقدير القوانين التي تؤدي إلى تحويل المادة من كيان غير متغيّر لا صورة له
    عزيز عمر , لم يكن شيء موجود غير الله لان لو قلنا المادة كانت موجودة ولكن ليست متغيرة كما كتبت .. معنى هذا ان المادة وهي ليست ذات الله لان الله سبحانه وتعالى ليس مادة .. معنى ان نقول ان المادة كانت موجودة بجوار الله هي اثبات شرك .. الاصح ان نقول انه جلب المادة من اللاشيء ( كيف هذا ) ؟ صعب على العقل البشري تخيله ولكن فقط يستطيع ان يرى أثاره كما قال ستيفن هاوكينجز انه جاء من العدم ( the universe came absolutely from nothing

    كز على الدقيقة الخامسة والاربعين ثانية .. ليس لنا دخل العلم قال شيء جاء من لاشيء نهائيا من فرااااااغ ليس لنا دخل بمحدودية العقل البشري
    " وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ "

  3. افتراضي

    ذكرت في جوابي الاحتمالين الممكنين ، و الاحتمال الثاني الذي تعترض عليه ليس فيه مشكلة مع القرآن الكريم ، برغم أنّنا كمسلين قد لا نحبّه ...
    فالله سبحانه و تعالي في القرآن لم يقل أنه خلق شيئا من عدم ...
    فالسماء مثلا كانت دخان ، و آدم خلقه من تراب ... فلم يخلق آدم من العدم ، و لم يخلق السماء من العدم .. !
    فالقرآن الكريم لم يذكر لنا أوّل مخلوق ، و كيف تمّ خلقه ...
    و أمّا مسألة الشرك فليس في هذا الأمر شرك .. فالشرك نوعان : الأول : شرك يصدر من الإنسان و هو في العبادة . و الثاني : إعطاء صفات الربوبية لغير الله . و لا أحد قال بأنّ المادة تستحق أن تعبد مع الله ، و لا أحد قال بأن المادة تتصف بصفات الربوبيّة مع الله .
    تبقى مشكلة وحيدة في هذه المسألة و هي صفة " الأوّل " ، فالله وصف نفسه بأنّه الأول ، و معناه أنّه ليس هناك شيء قبله .
    و إذا اعتقدنا أنّ المادة أزليّة أيضا ، فهذا معناه أنّ المادّة أيضا ليس هناك شيء قبلها ..
    فأصبح هناك وجودان متوازيان ، وجود الخالق الأزلي ، و وجود المادّة الأزليّة .. و هذا لا يتناقض مع كون الخالق ليس قبله شيء .. فهو فعلا ليس قبله شيء حتى برغم وجود كائن آخر من القدم.
    لكن وجهة نظري أنّ الاعتقاد بوجود الله من القدم بلا موجود آخر أقوى و ليس فيه تناقضات منطقيّة . برغم استصعاب العقل إيجاد ماهيّة من العدم .. لكن كما شرحت في جواب السؤال العاشر ، إذا كان من الممكن نقل صورة من العلم الذاتي إلى الواقع الخارجي ، فهذا هو إيجاد المادّة من العدم . أي إخراجها من صورتها في علم الله إلى صورة في الخارج .

  4. افتراضي

    السؤال الثالث عشر : لماذا خلق الله هذا الكون العظيم ، الذي يحوي مليارات المجرات ، و كلّ مجرّة تحوي مليارات النجوم ، و كل نجم يدور حوله عشرات الكواكب ؟ هل يعقل أن يكون هذا الكون كلّه من أجل الإنسان الكائن الصغير الذي يعيش في كوكب صغير تابع لنجم صغير في مجرّة صغيرة داخل هذا الفضاء الفسيح ؟؟

    الجواب : عدم علمنا بحكمة الله في خلقه لهذا الكون العظيم ، لا يعني عدم وجود حكمة منه . و لكن مالا شكّ فيه هو أنّ الله لم يخلق هذا الكون من أجل الإنسان ، برغم أنّ بعض المتديّنين يقولون ذلك . فالإنسان عاش فترات طويلة و هو لا يعرف أصلا بوجود مجرات أخرى . إذ كان الكون في نظر الإنسان هي الأرض و السماء و مايرى فيها من نجوم و كواكب و شهب و أقمار . و بالتالي فلاداعي للربط بين الحكمة من وجود الكون و الحكمة من وجود الإنسان . و الأهم بالنسبة للإنسان هو أن يعرف الحكمة من وجوده في هذا العالم ، و ليس أن يعرف الحكمة من وجود العالم .
    و نحن كمؤمنين نعلم الحكمة من وجودنا في هذا العالم ، و الله قادر أن يطلع باقي الكائنات بالحكمة من وجودها . فبدل أن ننشغل بمعرفة شؤون غيرنا ، وجب علينا الإنشغال بمعرفة شؤوننا و تحقيقها.
    و الجدير بالذكر ، أن تسخير السماوات و الأرض للإنسان يعني تمكين الإنسان من الانتفاع بما في السماوات و الأرض ، و لا يعني أنّ السماوات و الأرض خلقت من أجل الإنسان.

    السؤال الرابع عشر : أثبت علم الفلك أنّ هناك نجوم انقرضت و كواكب انفجرت ، بل مجرّات اندثرت ، و كلّ ذلك قبل أن ينوجد هذا الإنسان في هذا العالم . فلماذا يخلق الله مجرات و نجوم و كواكب ثم يفجرّها ؟ ألا يدلّ ذلك أنّ تلك الأجرام السماويّة تنشأ بالعشوائيّة و الصدفة ؟؟
    الجواب : لم نقل بأنّ الله يخلق المجرّات من أجلنا ، حتى يكون دمارها قبل وجودنا بالأمر المشكل ! و من ثمّ ، لاشكّ أنّ تلك المجرّات والنجوم و الكواكب قد حقّقت مراد الله من خلقها ، لذلك أذن بانفجارها و انهيارها . فقد يشاء الله أن يخلق نجما بحيث يؤدّي انهياره إلى نشوء نجم آخر ، فيكون دمار الأول سبب لبناء الثاني . فلا يمكن وصف هذه الأحداث بأنها عشوائيّة أو من باب الصدفة ، مادام هناك علم و تقدير مسبق ، فجهلنا بالخطة النهائية لا تعني انعدام الخطة .

    السؤال الخامس عشر : أثبت العلم الحديث بأنّ عمر الكون عبارة عن 13.7 مليار سنة ، بينما يقول القرآن بأنّ الله خلق السماوات و الأرض في ستّة أيّام . أليس في هذا تناقض صريح بين العلم و القرآن ؟!
    الجواب : القرآن الكريم أوضح بما لا يدع مجالا للشك أنّ الزمن نسبي . حيث شبّه الله " اليوم " عنده بألف سنة عند الناس . كما في قوله تعالى : " و إنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون " الحج:47 .. و يظن معظم المسلمون أن الآية تفيد المعادلة التالية : يوم = 1000 سنة .. لكن حقيقة الآية لا تفيد التساوي ، لأنّها جاءت بصيغة التشبيه ، " كــألف " فلم تقل الآية : و إنّ يوما عند ربّك ألف سنة مما تعدّون . بل قالت : " كألف " .. بمعنى أنّ الآية تفيد متباينة : يوم > 1000 سنة .. بمعنى أنّ اليوم عند الله تساوي مدة طويلة من سنين البشر ، كألف سنة . و عليه ، فلا يوجد تلازم بين الـ 6 أيام و بين الـ 6000 سنة . بالإضافة إلى أنّ كلمة " اليوم " في اللغة العربية لا تفيد فقط المدّة الزمنيّة ، بل قد تفيد المراحل ، و غيرها من دلالات المفردة .

    السؤال السادس عشر : أثبت العلم بأنّ الإنسان تطوّر من حيوانات سابقة ، و أنّ جميع الحيوانات جاءت بالانتخاب الطبيعي عبر نظريّة التطوّر . في حين أنّ القرآن يقول بأنّ الله خلق آدم من طين ! أليس في هذا تناقض صريح بين العلم و القرآن ؟!
    الجواب : أولاً : نظريّة التطوّر لم تصبح حقيقة علميّة بعد ، بل تعتبر أفضل المطروح في المجتمع العلمي ، و قابلة للنقض بمجرد التوصّل إلى تصوّر أدقّ و أصوب . ثانيا : وجود تطوّر أو انتخاب طبيعي لا ينفي وجود خالق خلفه ، خطّط مسبقا خلق الكائنات بهذه الآليّة . ثالثا : لم يثبت العلم بأنّ آدم الذي ذكره في القرآن جاء بانتخاب طبيعي ، لكي نقول بأن القرآن الكريم ناقض العلم . فلو قال أحدهم : ذهب أحمد إلى المسجد . و قال آخر : ذهب محمود إلى السوق . فليس في العبارتين تناقض ، مادام أحمد ليس هو محمود ! و عليه ، فوجود بشر جاؤوا عن طريق الانتخاب الطبيعي ، لا يتناقض مع وجود نوع آخر خلقه الله بخلق مباشر .. فهما طريقان متوازيان ، و المتوازيان لا يتقاطعان . فهناك خط بيولوجي لكائنات متطوّرة . و هناك خط لكائنات تنتمي لكأئن أوّل اسمه " آدم " خلقه الله بخلق مباشر . و وجود تشابه بين النوعين ، لا يعني بالضرورة أن الجميع ينتمي إلى نفس المسار البيولوجي !

    و سنستمر في الأسئلة و الأجوبة بإذن الله تعالى ...

  5. افتراضي

    السؤال السابع عشر : ما الدليل أنّ الخالق واحد و ليس اثنان أو ثلاثة أو عشرة ؟!
    الجواب : وجود أكثر من خالق لمخلوق واحد يلزم التشارك و التزامن . فلو كان هناك خالقان ، فيجب أن يكون كلّ واحد منهما أزلي ، و كلّ واحد منهما عنده إرادة مطلقة ، و قرّر كلّ منهما أن يخلق في نفس اللحظة ، و قرّر كلّ منهما أن يخلق بنفس الآليّة ، و اتفق الخالقان على نفس القوانين التي ستسيّر الكون ، و لكلّ واحد منهما بصمته الخاصة التي تعبّر عن قدراته و علمه . و اجتماع كلّ هذه الشروط في خالقين شبه محال ، و تزداد نسبة الاستحالة كلّما زاد عدد الخالقين . و من ثمّ عندما ننظر إلى الكون الذي نعيشه ، نجد تشابه في قوانينه و كائناته تدلّ أنّها تعود إلى مصدر واحد . حتى أنّ العلماء يقولون أنّه من الممكن صياغة معادلة واحدة تجمع كلّ قوانين الطبيعة . و هذه الإمكانيّة تدلّ على وحدة المصدر أي وحدة الخالق . كما أنّ استمرار الكون و بقاؤه يحتاج إلى استمرار التعاون و التفاهم بين الخالقين الذين خلقا هذا الكون . و من المحالات العقليّة استمرار التفاهم و عدم الاختلاف بين كائنين مستقليّن مستغنين عن بعض إلى الأبد ، و بالتالي لابدّ من وجود اختلاف ما بينهما في لحظة ما ، و هذا الاختلاف سيؤدي إلى فساد الكون و انهياره ، لأنّ كلّ خالق سيحاول فرض إرادته على الكون ، وبالتالي فساد الكون و دماره . و حيث أنّ الكون يسير في نسق و نظام دلّ أنّ المتصرّف و المتحكّم فيه هو خالق واحد لا شريك له .
    فماضي الكون يدلّ أنّ خالق الكون واحد ، و حاضر الكون يدلّ أنّ المهيمن على الكون واحد ، و بالتالي فالإله المستحق للعبادة واحد .


    السؤال الثامن عشر : وجود الشرّ دليل على عدم وجود الخالق ! فكيف يكون الخالق رحيم و عليم و قدير و الشرّ موجود ؟! فإمّا هو لا يعلم بوجود الشرّ ، و إمّا هو ليس رحيم لأنّه يريد وجود الشرّ ، و إمّا هو لا يريد وجود الشرّ لكنّه غير قادر على منعه . و في كلّ الأحوال تنتفي أحد صفات الكمال عنه و بالتالي فالخالق غير موجود ! فما هي الصفة التي ستحرمون الإله منها ؟!
    الجواب : أولا : هناك خلط كبير في السؤال بين صفات الخالق العقليّة التي اكتشفناها بالعقل باعتباره خالقا ، و بين صفات الخالق النقليّة التي عرفناها بالنقل عن طريق الأديان . فالسؤال يطرح ثلاث صفات و هي : العلم و الرحمة و القدرة . و الصفات الذاتية الضروريّة للخالق منها هي : العلم و القدرة ، فهو بالضرورة عليم قدير . أمّا صفة الرحمة فهي صفة ذاتيّة نقليّة علمناها بالأديان ، فانتفاؤها لا ينفي الخالق و إنّما ينفي الدين الذي يصف الخالق بها . ثانيا : لا يوجد شرّ مطلق في الوجود ، فكلّ ما هو شرّ من جهة هو خير من جهة أخرى . حتّى أنّ العقلاء يقولون : ربّ ضارّة نافعة ! و عليه ، فالمغالطة الثانية في السؤال هو أنّه مبني على فرضيّة أنّ الشرّ مطلق ، في حين أنّ الحقيقة هي أنّ الشرّ نسبي . ثالثا : الشرّ بالنسبة للإنسان نوعان ، النوع الأوّل : شرّ يقع على الإنسان من الإنسان. النوع الثّاني : شرّ يقع على الإنسان من الطبيعة . فكلا النوعين بالنسبة للإنسان شرّ . لكن بالنسبة للخالق الشرّ واحد فقط و هو النوع الأول ، أي الشرّ الذي يقع على الإنسان من الإنسان . أمّا ما يقع على الإنسان من الطبيعة ، فليس شرا من وجهة نظر الخالق ، مثل الأمراض و الزلازل و الكوارث و التشوّهات و غيرها . و حيث أنّ الشرّ نسبي ، فلا يمكن إلزام الخالق بأن يعتبر ما نراه شرا و لا يراه هو شرا ، أن يراه شرّا . فنحن نحاكم الخالق بالشر الذي هو شرّ بالنسبة له ، و ليس بالشرّ الذي هو شرّ بالنسبة لغيره . و عليه ، فالشرّ الذي يجوز الاستشكال به هو ما يصدر من النّاس على النّاس ، مثل الظلم و القتل و السرقة و الاغتصاب و غيرها . و هذه الشرور من الواضح أنّ الخالق لا يريد وجودها بدليل أنّه حرّمها في الدين ، و بالتالي فالله رحيم ؛ لأنّه لا يريد من الإنسان أن يوقع شرّا بالإنسان ، و جعل فعل الشرّ أمرا قبيحا يستحقّ فاعله العقوبة . رابعا : المغالطة الرابعة في السؤال هي أنّ السائل أهمل صفة مهمّة للخالق و هي من الصفات الذاتيّة العقليّة ، و هي صفة " الحكمة " . فهناك أربع صفات في المسألة ، ثلاث صفات بالعقل و هي : العلم و القدرة و الحكمة . و صفة بالنقل و هي : الرحمة . و حيث أنّ الشرّ الوحيد بالنسبة لله هي أفعال الإنسان ، و حيث أنّ الله حكيم . فوجود الشرّ ناتج عن حكمة الله في ترك الإنسان يفعل الشرور . فوجود الشرّ ليس دليلا على عجز الله عن منعه ، بل دليل على حكمة الله في تركه .
    فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما الحكمة من ترك الله النّاس تفعل الشرور ، مادام الله يعلم بوجود الشرّ ، و رحيم لا يريد الشرّ ، و قادر على منع الشرّ ، فما الحكمة من تركه ؟!
    و سنجد الجواب ببساطة هو أنّ الله يختبر النّاس ، فأعطاهم حريّة الاختيار ليحاسبهم على أفعالهم . فمن يفعل الشرّ مستحق للعقوبة . و بالتالي ترك الشرّ جاء نتيجة حكمة الخالق .
    أمّا أفعال الطبيعة من الزلازل و الأمراض و الفياضانات ، فهي أفعال يراها الإنسان شرورا ، في حين أنّ الله يعطي الخير لمن تقع عليه تلك الأفعال . فمن يمرض ، يكون مرضه كفّارة لذنوبه . فالمريض يعتبر المرض شرّا في حين أنّ الله قدّر مرضه ليحمل مرضه له الخير . و الزلازل تؤدي إلى إخراج المعادن من الأرض و إخراج جزر جديدة في البحر . و هكذا تؤدي تلك الأفعال من الطبيعة لنتائج مهمّة في دورة الحياة و الطبيعة ، و كذلك ينال المؤمن الأجر منها في حال صبر و واحتسب . فلا يمكن اعتبار تلك الأمور شرّ في ذاتها.
    و بالتالي فوجود الشرّ لا يدلّ أبدا على عدم وجود الخالق ، بل وجود الشرّ يؤكد وجود صفة الحكمة لخالق الكون .


    السؤال التاسع عشر : هل يستطيع الله أن يخلق حجرا ثقيلا لا يستطيع أن يحمله ؟!
    الجواب : السؤال فيه تناقض . فالسؤال يريد أن يثبت لله صفتين متناقضتين و هما " القدرة " و " عدم القدرة " . فنسأل السائل بالقول : ما سبب اعتقادك بعدم استطاعة الله حمل الحجر ؟ هل لأنّ الحجر ثقيل أم لأن الله عاجز برغم أنّ الحجر خفيف ! فإن قلت بأنّ ثقل الحجر هو السبب ، قلنا : ما دليلك أنّ هذا الثقل يعجز الله ؟! و إن قلت الحجر ليس ثقيلا و مع ذلك فالله عاجز ، قلنا : و ما سبب اعتقادك بالعجز ؟! و عليه ، فالسؤال متناقض .
    و في كلّ الأحوال فالله لا يعجزه شيء في السماوات و الأرض ، فكلّ ما هو مقدور في ذاته ، فالله يقدر عليه . فقولنا بأنّ الله على كلّ شيء قدير يعني أنّ الله يقدر على كلّ ما هو ممكن عقلا و غير متناقض ، أي يقدر على كلّ ما هو مقدور في ذاته . أمّا الأمور الغير منطقيّة أو التي ليست مقدورة في ذاتها ، فليس من العجز عدم القدرة عليها ؛ لأنّ القدرة على المحال محال . فالله لو قدر على أمر محال ، لم يعد المحال محالا ، فلكي يكون المحال محال ، يجب أن لا يقدر عليه أحد ، و بالتالي فالأمر ليس من الأمور المقدورة . و بالتالي عدم فعلها لا يوصف بأنّه عجز ، فالعجز يكون عند عدم القدرة على فعل ما هو مقدور و ليس عدم القدرة على فعل ما هو محال .
    و بالتالي فالله يقدر على خلق حجر بغض النظر عن ثقل الحجر . و الله قادر على حمل الحجر بغض النظر عن ثقل الحجر . لكن الحجر عاجز عن أن يكون ثقيلا للدرجة التي تعجز الله عن حملها . فالله قدر أن يخلق الحجر ثقيلا ، بحيث يكون أثقل الأحجار ، و قدر على حملها برغم ثقالتها ، و عجز الحجر برغم ثقالته أن يُعجز الله عن حمله .


    السؤال العشرين : هل الله يستطيع قتل نفسه ؟!
    الجواب : واجب الوجود حيّ لا يموت . و بالتالي من المحال قتل واجب الوجود . و بالتالي عدم فعل المحال ليس عجزا ؛ لأنّ العجز هو عدم فعل المقدور . فلو أنّه كان من الممكن قتل الله ، فمعناه أنّه ليس من المحال موت واجب الوجود . و إذا مات واجب الوجود لم يعد واجبا للوجود ، فيكون المقتول ليس هو واجب الوجود بل هو كيان آخر . و بالتالي فالله يستطيع قتل كلّ من يجوز عليه القتل . أما أن يقتل نفسه فهذا جمع بين النقيضين ، و النقيضان لا يجتمعان .

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،،

  6. افتراضي

    السؤال الواحد و العشرين : كيف نعرف الإله الحقيقي أمام هذه الملايين من الآلهة ؟! أليس تعدّد الآلهة دليل على عدم وجود الإله ؟!
    الجواب : هناك فرق بين معرفة وجود الإله و بين معرفة الإله . فاختلاف النّاس في معرفة الإله ، لا يعني اختلافهم في وجوده . بل على العكس تماما ، يمكن اعتبار تعدد الآلهة دليل على أنّ البشر يقرّون بوجود الإله ، و لكن يختلفون في صفاته و أسمائه و تحديده . فبدل القول بأنّ هذا التعدّد ينفي الإله وجب القول : ما هو سبب اعتقاد البشر على مرّ الأزمان بوجود إله ؟! و حيث أنّ كلّ البشر في كلّ العصور و كلّ الأماكن توصّلوا إلى وجود إله ، فإنّ هذا الإجماع البشري يستحقّ التأمّل لمعرفة أسبابه . فيكون الملحد بهذا شاذا عن المجموعة البشريّة في كلّ العصور .
    أمّا كيف نعرف الإله الحقيقي من كلّ الآلهة ، فالأمر بسيط ، فالإله الحقيقي هو خالق الكون ، فكلّ إله لم يكن موجودا قبل وجود الكون هو ليس الإله الحقيقي . و بهذا تبطل ألوهيّة معظم الآلهة ، فلا يبقى إلا الآلهة التي يقال بأنّها موجودة قبل الكون ، أو الآلهة التي يقال بأنّها حلّت في الكائنات . و عندما نقارن بين هذه الآلهة في صفات الأزليّة و الحياة و الإدراك و القدرة و العلم و الحكمة ، ستوصلنا هذه الصفات إلى الإله الحقيقي .
    و بالتالي يكون أساس ضلال البشر ليس في معرفة وجود الإله ، بل في معرفة حقيقته و صفاته . بينما ضلال الملحد في معرفة وجود الإله !

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،
    التعديل الأخير تم 10-24-2015 الساعة 08:19 AM

  7. افتراضي

    السؤال الثاني و العشرين : إله الأديان هو إله فجوات ، فالناس في الماضي اخترعت فكرة وجود الآلهة ليفسّروا بها كل ظاهرة طبيعيّة لا يفهمون أسبابها . فكانوا يفسّرون الأمطار بالآلهة ، و البراكين بالآلهة ، و كسوف الشمس بالآلهة . و بهذا أصبح دور الإله هو سدّ فجوات جهل النّاس و عدم علمهم بالأسباب الحقيقيّة الماديّة للظواهر الكونيّة . فلماذا أيها المؤمنون لا تقولون أن كسوف الشمس بسبب إله الشمس ، و سقوط المطر بسبب إله المطر ؟؟ لماذا أصبحتم تستخدمون التفاسير العلميّة لتفسير الأمطار و الكسوف و الزلازل و البراكين و الأمراض و غيرها ؟؟ أليس هذا اعتراف واضح منكم يا مؤمنين بانتهاء دور إله الفجوات ؟؟ فما مبرّركم للتمسّك بفكرة الإله ، و هي فكرة اخترعها الإنسان لسدّ تلك الفجوات ، فما الحاجة من الاعتقاد بوجوده ، و قد سدّ العلم كل تلك الفجوات ؟
    الجواب :
    أولا : من الكذب الواضح الفاضح زعمكم بأنّ الإنسان اخترع فكرة الإله لسدّ الفجوات ، فهذه فرية واضحة . بل الحقيقة هي أنّ بعض النّاس في الماضي استخدموا فكرة الإله لسدّ الفجوات . ففكرة الإله موجودة قبل الفجوة ، لكن ما حصل هو أنّ الناس استخدموا فكرة الإله لسدّ تلك الفجوة ، لا أنّ الفجوة هي التي جعلت النّاس تخترع فكرة الإله !
    ثانيا : فكرة الإله عند معظم المؤمنين ليست مبنيّة على فجوة بعينها أو ظاهرة كونيّة محدّدة ، بل فكرة الإله لتفسير الوجود ككلّ . فالمؤمن يعتقد بوجود الخالق كتفسير لوجود الكون ، و ليس كتفسير لوجود المطر أو الزلزال . إله الفجوات تجده عند هؤلاء الذين يعتقدون بتعدّد الآلهة ، فيجعلون هناك إله للخير و آخر للشر و آخر للمطر و آخر للشفاء . و بالتالي فمن الافتراء تعميم الحكم على كلّ المؤمنين و كأنّهم سواء !
    ثالثا : يكذب الملاحدة عندما يزعمون بأنّ العلم قد قتل إله الفجوات . و الحقيقة هي أنّه كلّما سدّ الإنسان فجوة ، كلّما ظهرت أمامه فجوات أخرى . فنحن أمام فجوة تكوّن الـ dna ، و فجوة نشأة الحياة ، و فجوة الثوابت الكونيّة ، و فجوة الإنفجار العظيم ، و فجوة الطفرات الوراثيّة ، و فجوة الثقب الأسود .... و بالتالي لازالت هناك فجوات كثيرة ، و مع ذلك لا يقول أحد الآن بأن هناك إله للـ dna ، و إله آخر للثوابت الكونيّة ، و إله آخر للإنفجار العظيم ، و ذلك لأنّ المؤمن يملك أدلّة أعمق لإثبات وجود الإله ، فلم يعد يستخدم تلك الأدلة القديمة التي كان يستخدمها البعض ، برغم بقاء الفجوات و استمرار وجودها و عجز العلم عن سدّ كلّ الفجوات .
    رابعا : لازالت فكرة إله الفجوات رغم بساطتها ، أعمق و أصح من تفكير الملحد المادّي . فعندما يأمر رئيس دولة ببناء متحف ، و سألنا سؤال : من بنى هذا المتحف ؟!
    فهناك من سيقول العمّال البنّاؤون هم من بنوا المتحف ، و هناك من سيقول بل شركة المقاولات هي التي بنت المتحف ، و هناك من سيقول بل المهندس المعماري هو الذي بننى المتحف ، و هناك من سيقول بل رئيس الدولة هو من بنى المتحف .
    فأيّ الأجوبة أكثر عمقا ؟؟ هل من قال بأنّ الذي بنى المتحف هو العامل الذي كان يرفع الحجر و يضعه فوق الحجر ؟؟ أم من قال بأنّ الذي بنى المتحف هو رئيس الدولة الذي أعطى الأمر و وفّر المال اللازم لتحقيق المشروع ؟؟!!
    قطعا و بلا أدنى شكّ أن جواب الرئيس أكثر عمقا من جواب البنّاء ...
    و هذا حال الإنسان البسيط في الماضي ، يقول بأنّ الذي ينزل المطر هو الله الذي في السماء ، فهو الذي أعطى الأمر و سمح للشمس أن تسطع ، بحيث تؤدي حرارتها إلى تبخير بعض مياه البحر ، ليصعد بخار الماء فيكوّن غيوما ، لتتصادم تلك الغيوم و تهطل أمطارا بفعل الرياح ...
    فالملحد ينظر إلى الأسباب المادّية المباشرة ، بينما المؤمن ينظر إلى السبب الحقيقي الجوهري الذي يوجد خلف تلك الأسباب المادّية ..
    فالمحلد كالذي ينظر إلى البنّاء على أنّه من بنى المتحف ، بينما المؤمن ينظر إلى الرئيس على أنّه من بنى المتحف .
    و عليه ، فلازالت فكرة إله الفجوات على بساطتها ، أكثر عمقا و أفضل منطقا من التفكير السطحي المادّي للملحدين .

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،
    التعديل الأخير تم 10-24-2015 الساعة 09:08 PM

  8. افتراضي

    السؤال الثالث و العشرين : هناك قاعدة تقول " البيّنة على من ادّعى ، و اليمين على من أنكر " ، و أنتم يا مؤمنون تدّعون أنّ هناك خالق لهذا الكون ، و بالتالي فأنتم مطالبون بإثبات ذلك و الاتيان بالبيّنة . أمّا نحن الملحدون ، فلا يجب علينا أن نثبت شيء ؛ لأنّنا مجرّد منكرين لما تدّعونه . فلماذا تطالبوننا بإثبات عدم وجود خالق ؟؟!!
    الجواب :
    القاعدة القضائيّة التي تقول : " البيّنة على من ادّعى ، و اليمين على من أنكر " مبنيّة على افتراض مسبق مبني عليه و هو : " المتّهم بريئ حتّى تثبت إدانته " .. و عليه ، فلولا أنّنا افترضنا أنّ المتّهم بريئ ، لما طالبنا المدّعي بالبيّنة .. بمعنى أنّنا لو افترضنا النقيض بالقول : " المتّهم مُدان حتّى تثبت براءته " .. حينها ستتحوّل القاعدة القضائيّة لتصبح : " البيّنة على من أنكر ، و اليمين على من ادّعى " .. و ذلك لأنّ الأصل أنّ المتّهم مدان ، و عليه ، فمن يدين المتّهم فليس مطالب بالدليل ، بل المطالب بالدليل هو من ينكر تلك الإدانة ، عليه أن يثبت البراءة ..
    و عليه ،، فلا بدّ من تأصيل أصل القضيّة ، ثم من يخالف الأصل هو المطالب بالإثبات و الدليل .
    و بالتالي تصبح القاعدة المنطقيّة كالتالي : " البيّنة على من خالف الأصل ، و اليمين على من وافق الأصل " . فكلّ من قال قولا يخالف الأصل ، فهو مطالب بالدليل ، سواء كان قوله إثبات أو نفي .
    فالأصل أنّ لكلّ إنسان أب و أم ، و بالتالي من يزعم بأنّه ليس له أب و ليس له أمّ ، فعليه أن يثبت ذلك ؛ لأنّه خالف الأصل .. أمّا من يقول بأنّ له أب و أم ، فليس مطالبا بالدليل ؛ لأنّ قوله يوافق الأصل.
    و الأصل أنّ لكلّ مُلك مالك ، و لكلّ مخلوق خالق . و بالتالي من يقول بأنّ هذا الكون له خالق ، فليس مُطالبا بالاثبات ؛ لأنّ هذا القول موافقٌ للأصل .
    أمّا من يزعم بأنّ الكون ليس له خالق ، فهو بهذا يخالف الأصل . و بالتّالي فيجب عليه أن يثبت عدم وجود خالق لهذا الكون ؛ لأنّ البيّنة على من ادّعى خلاف الأصل ..
    و الملحد هو من يخالف الأصل و ليس المؤمن .

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،
    التعديل الأخير تم 10-26-2015 الساعة 08:16 PM

  9. افتراضي

    السؤال الرابع و العشرين : هل يقدر الله أن يخلق إله مثله ؟!
    الجواب :
    السؤال متناقض ؛ لأنّه جمع بين النقيضين . فالله غير مخلوق ، و إن خلق إلها آخر ، سيكون ذلك الإله مخلوق . فإن قلنا أنّ الإله المخلوق مثل الإله غير المخلوق ، فإننا نقول أن " المخلوق " هو نفسه " الغير مخلوق " ، و هذا هو الجمع بين النقيضين . و النقيضان لا يجتمعان ، و جمعهما من المحال ، و فعل المحال محال . فإن قلنا أنّ المحال ممكن ، لم يعد محالا .
    و عليه ، فالله قادر على أن يخلق ما يشاء ، و لكن كلّ ما سيخلقه الله سيكون مخلوقا و ممكن الوجود ، بينما الله غير مخلوق و واجب الوجود ، و بالتالي لا يمكن أن يكون ممكن الوجود مثل واجب الوجود ، و لا يمكن أن يكون المخلوق مثل الخالق .
    الحالة الوحيدة التي يمكن أن يخلق الله إلها مثله ، هو أن يكون الله مخلوقا ، فيخلق إلها مخلوقا و يمنحه كلّ صفاته . و بالتالي يكون الاثنان متماثلان في الصفات و كلاهما مخلوق . لكن يظلّ الإله الأول خالق بالنسبة للإله الثاني ، و الإله الثاني مخلوق بالنسبة للإله الأوّل . بينما الإله الأوّل مخلوق بالنسبة لآخر آخر سابق عنه . و بالتالي لكي تكتمل المثليّة ، يجب أن يخلق الإله الثاني شيئا ، لكي يكون خالقا ، فيماثل الإله الأوّل الذي خلقه.
    و نحن حينما نصف الله بأنّه على كلّ شيء قدير ، نقصد أنّ الله على كلّ ممكن قدير ، و لا نقصد أنّ الله على كلّ محال قدير . فلو قدر الله على فعل المحال ، لم يعد المحال محال ، بل يصبح المحال ممكنا . فسيظلّ الله على كلّ ممكن قدير ، و لا يمكن القول بأنّه على أيّ محال قدير ، لأنّ القدرة على المحال ، يجعل المحال ممكنا .

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

  10. افتراضي

    السؤال الخامس و العشرين : تقولون أيّها المؤمنون أنّ الله أحسن كلّ شيء خلقه ، و أنّه خلق الإنسان في أحسن تقويم . فأين إتقان الله أمام الأطفال المشوّهين ؟! أين إحسان الله أمام الأطفال المرضى و المشلولين ؟! أين إبداع الله أمام تصادم النجوم و تضارب الكواكب و انهيار المجرّات ؟ أليس كلّ هذا دليل على عدم وجود اتقان و إبداع و أنّ القضيّة كلّها مجرد صدفة أحيانا تصيب و أحيانا تخيب ؟!!
    الجواب :
    أولا : حكمكم أيّها الملحدون هو حكم انتقائي ، فأنتم تنظرون إلى الطفل المشوّه و لا تنظرون إلى ملايين الأطفال الذين ولدوا في نفس اليوم و هم في غاية الجمال و الإبداع ! فهذا إنّ دلّ على شيء ، دلّ أنّ عندكم رغبة داخليّة في الإلحاد ، لا أنّ إلحادكم مبني على حكم موضوعي على القضيّة . و إلّا فالحكم الموضوعي يجب أن ينظر إلى الصورة الكاملة للقضيّة ، فيقارن بين نسبة الأطفال المشوّهين و المرضى و المشلولين ، و نسبة الأطفال الجميلين و الأصحّاء و السّليمين . و لا شكّ و لا ريب أنّ نسبة الأطفال الذين هم في أحسن تقويم أكثر بكثير من من دونهم .
    ثانيا : في المنطق العقلي ، عندما يصدر فعل يدلّ على إتقان ، و فعل يدلّ على عدم اتقان ، و كان فاعل الفعلين واحد ، فحينها سنصف الفاعل بأنّه متقن ؛ و ذلك لأنّ الإثبات مقدّم على النّفي. و هذا الحكم العقلي صحيح حتى لو لم يكن لدى الفاعل سوى فعلين ، فما بالك لو كان الفاعل قد فعل مئة فعل ، و كان تسعون فعلا يدلّ بالضرورة على الاتقان و الابداع ، و كان العشرة فقط هم الدّالة على العكس . فحينها يكون الفاعل متقن ، و يكون عدم اتقانه مقصودا لغاية في نفس الفاعل .
    و يمكن تمثيل ذلك من خلال رسّام رسم مجموعة لوحات ، أجمع العقلاء و أهل التذوّق أنّها لوحات بديعة لا يمكن أن يرسمها إلاّ فنّان مبدع . فإن قام الرسّام المبدع برسم لوحات أخرى غير جيّدة في نظرنا ، فلا نقول أنّ اللوحات البديعة جاءت بالصدفة ، بل نقول بأنّنا لم نفهم المغزى الذي يريده الرسّام من اللوحات التي تبدو لنا غير جيّدة . و ذلك أنّ صفة الإبداع ثبتت باللوحات البديعة ، و لا يمكن سلب هذه الصفات بلوحات غير بديعة ، لأن المبدع قد يقصد عدم الإبداع ، بينما غير المبدع لا يمكن أن يبدع في أيّ حال من الأحوال .
    و عليه ،، و حيث أنّ أدلّة إتقان الخالق و إبداعه تملئ هذا الكون ، فتكون مظاهر عدم الاتقان و عدم الابداع ناتجة عن قصد و عمد و حكمة منه ، لا أنّها دالّة أنّه غير مبدع ؛ إذ يستحيل من غير المبدع أن يبدع ، بينما يمكن من المبدع أن لا يبدع إذا شاء ذلك .
    ثالثا : عندما نقول بأنّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، فكلمة " الإنسان " مفهوم كلّي يشمل الإنسان من حيث هو إنسان . فالإنسان مقارنة بغيره هو في أحسن تقويم. و لا تبطل هذه الجملة بأخذ فرد بعينه ؛ و ذلك أنّ الفرد عبارة عن مفهوم جزئي . و الآية القرآنيّة لا تقول : خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم . فالآية لا تتحدّث عن شخص بعينه ، لكي نقول بأنّ هذا الشخص المقصود ليس في أحسن تقويم . بل الآية تتحدّث عن الإنسان كمفهوم كلّي . و لم تقل الآية كذلك : خلق كلّ النّاس في أحسن تقويم ، لكي نقول بأنّ وجود فرد غير حسن ، يعني بطلان الآية . بل الآية تتحدث عن عموم الإنسان.
    رابعا : من الصفات الذاتيّة لله هي صفة " الحكيم " ، و من الصفات الفعليّة له هي صفة " البديع " ، و الصفة الذاتيّة دائما حاكمة على الصفة الفعليّة . فالله دائما حكيم ، بينما يبدع إذا شاء ؛ لأنّ الصفة الفعليّة يفعلها إذا شاء . كصفة " الغفور " يغفر إذا شاء . و حيث أنّ السؤال يستنكر حول صفة فعليّة ، فلا وجه للاستنكار ؛ و ذلك لأنّ الأصل في صفات الأفعال أنّها تتحقّق إذا شاء الله تحقّقها.
    خامسا : الحكم على الشيء بأنه جميل أو غير جميل ، بديع أو غير بديع ، حسن أو غير حسن ، تعتبر من الأحكام النسبيّة . فقيمة الجمال كما هو معلوم في مبحث القيم في الفلسفة ، من القيم النسبيّة . فقد تحكم على الشيء بأنه غير جميل ، و يحكم عليه آخر بأنّه جميل . و عليه ، فليس من المنطق أن يعتمد الملحد على حكم نسبي و يعتبرها مبرّرا لإعطاء حكم مطلق ، فيلحد بسبب أنّه وجد طفلا مشوّها أو نيزكا يصدم بكوكب ! فلا أقلّ من أن نصف هذا النوع من الإلحاد بأنّه إلحاد عاطفي طفولي .

    و تستمرّ سلسلة الأسئلة و الأجوبة ،،

  11. افتراضي استشكال

    إن الذي جعلني أكتب في هذا المنتدى هو إرادتي أن أحصل على بعض المعلومات التي لاطالما بحثت عنها و لم أجدها فلعلي أظفر بها هاهنا إن شاء الله
    وباختصار سأطرح تساؤلاتي وأتمنى أن يكون الجواب عنها من ذوي الإختصاص وأرجو أن يكون الجواب واضحآ سهلآ بعيدآ عن الألفاظ الفلسفية المعقده حتى يسهل علي استيعابه
    فأقول مستعينآ بالله :
    إنني أقف عاجزآ عن تفسير كلمة "العدم" في عباره "خلق الله الخلق من العدم "
    ياترى هل العدم لفظة دالة على الذي ليس بشيء ، أم أن العدم له وجود حقيقي ، فإن كان العدم يعني لاشيئ ، فهل حقآ يصح إيجاد شيئ من لاشيئ ، فإن كان الجواب أنه يصح ذلك فأتمنى إخباري كيف ذلك ، وإن كان لايصح فمن هنا ننتقل إلى الإحتمال الآخر وهو أن العدم له وجود حقيقي ، فإن كان حقآ للعدم وجود فهل وجوده أزلي أم حادث
    فإن كان أزلي فهل يصح إجتماع أكثر من أزلي ، بمعنى هل يصح أن يكون العدم مشارك لله في أزليته ، فإن صح ذلك فأتمنى إخباري كيف ذلك ، وإن كان الجواب أنه لايصح فمن هنا ننتقل للإحتمال الآخر وهو أن العدم حادث ، فإن صح حدوث العدم فهل حدوثه كان من شيئ أم من لاشيئ فإن كان من لاشيئ فهذا يعيدنا إلى السؤال الأول هل يصح وجود شيئ من لاشيئ ، وإن كان الجواب أنه حدث من شيئ فهذا يعيدنا إلى السؤال السابق هل الشيئ الذي حدث منه العدم حادث أم أزلي ثم يتسلسل الأمر على هذا المنوال فهل من أحد يفك هذا الإشكال

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخ مروان تجد جواب أسئلتك على هذا الرابط
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%CE%C7%E1%DE
    و الأفضل أن تفتح موضوع جديد تطرح فيه أسئلتك

  13. افتراضي

    لك مني جزيل الشكر ، واني لأعتذر عن عدم فتحي لموضوع جديد اطرح فيه تساؤلاتي ، لعدم علمي بكيفية ذلك ، فاضررت لطرحها هاهنا، اما بالنسبه للرابط الذي اهديتني اياه ، فلك الشكر عليه ، ولقد اطلعت على مايحويه ، ولكن لازال الاشكال قائم ، حيث لم اجد فيه ردآ دقيقآ على ماطرحت .

  14. #14

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي أبو عمر لدي سؤال ..
    وإن قال قائل مالدليل على كون -كل- الكون متغير ف
    بالحس نتبث فقط تغير (بعض) الكون وليس كله وبالتالي هناك إستقراؤكم ناقص ؟ فلم تشاهدوا كل الكون بل بعضه وعممتم عن الكل بقولكم كل الكون متغير .
    {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
    وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
    وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

  15. افتراضي

    السؤال السادس و العشرين : ما الدليل على كون -كل- الكون متغير ؟! فبالحس نتبث فقط تغير (بعض) الكون وليس كله وبالتالي هناك إستقراؤكم ناقص ؟ فلم تشاهدوا كل الكون بل بعضه وعممتم عن الكل بقولكم كل الكون متغير !!!!
    الجواب :
    هذه مشكلة فلسفيّة تواجه منهج الاستقراء بشكل عام . فعندما نقول بأنّ مجموع زوايا المثلث تساوي 180 درجة ، فهذه تعتبر حقيقة رياضيّة . و لكن لو سألنا سؤال : هل تمّ التحقّق من صحة هذه القاعدة مع جميع المثلثّات الموجودة في العالم أو الممكنة رسمها ؟! الجواب : لا ..
    و هنا سيقول قائل : ما الدليل على استحالة وجود مثّلث مجموع زواياه أقل أو أكثر من 180 درجة ؟
    هنا منهج الاستقراء سيردّ قائلا : قمنا باستقراء عدد كبير جدا من المثلثّات ، و لم نجد مثلثا واحد يخالف القاعدة . و بالتالي فالقاعدة صحيحة و هي حقيقة إلى أن يظهر مثلث لا يحقّق القاعدة.
    و بالمثل ،، بالنظر إلى كلّ الكون الذي استطعنا رصده و اكتشافه ، وجدنا الكون متغيّر و متبدّل و متحوّل . و بالتالي فكون الكون بعمومه متغيّر حقيقة ، حتى يظهر لنا جزء من الكون لا يتغيّر أو كون آخر لا يتغيّر .
    و في حالة وجود كون آخر غير متغيّر ، فهذا لا ينفي أنّ كوننا متغيّر ، أو جزء كبير من كوننا متغيّر . و هذا الجزء المتغيّر من الكون خاضع لمبدأ العليّة و السّببيّة لتعليل هذا التغيّر . و مبدأ السببيّة ينص على استحالة تسلل العلل من المالانهاية ، و بالتالي يلزم وجود علّة أولى . و عليه ، يكون هناك خالق ، لكن هذا الخالق خلق جزء من الكون ، و ليس بالضرورة خلق كلّ الكون ، لأنّ باقي الكون ليس متغيّرا و بالتالي لا يخضع لمبدأ العليّة .
    و نحن خلافنا مع الملحدين هو في وجود خالق لهذا الكون الذي نعيش فيه ، و الذي هو متغيّر بلا جدال .
    و ليس خلافنا مع الملحدين هو في وجود خالق لكون آخر غير متغيّر ... فهذه مسألة أخرى تماما لا شأن لنا بها ..
    فلو اعترف الملحدون أنّ لهذا الكون الذي نعيش فيه خالق ، تنتهي مشكلتنا معهم .. بغض النظر لو وجدت أكوان أخرى ليس لها خالق ، لكن حسبنا أن نقرّ بحقيقة أنّ كوننا هذا له خالق .

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء