بسم الله والحمد لله؛
يقول الملحد: الديانات السماوية تنقل من ملحمة جلجامش!
الرد:
مشكلة الملحد أن قراءته سطحية وأحكامه متعجلة، وهذا أصل كفره ومعدن شبهاته {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} ﴿٣٩﴾ سورة يونس.
فيظن الملحد أن القصص الرمزية في ملحمة جلجامش وثنيات مادية، وهذا خطأ وخطل في الفهم.
فمثلاً يظن الملحد أن عشتار في ملحمة جلجامش التي هي أنانا عند البابليين أو عشتاروت عند الفينيقيين أو أفروديت عند اليونان أو فينوس عند الرومان هي أحد الآلهة الوثنية القديمة. ثم يخرج من هذه المقدمة الخاطئة باستنتاج في قمة السخف والسذاجة فيفترض أن المجتمع الإنساني في بدايته كان يُقدس الأنثى ( الأم الكبرى عشتار) وبعد زمن تحول المجتمع الإنساني إلى مجتمع ذكوري حين استقر الإنسان باكتشافه للزراعة.
وفي واقع الأمر فهذا الطرح في قمة الجهل.
حيث أن عشتار في ملحمة جلجامش لم تكن أكثر من رمز للدنيا، والترميز بالآلهة في الملاحم القديمة كثير وقد انفتح مؤخرًا للباحثين في تاريخ الأديان شيء من هذا الباب، فعشتار لم تكن أكثر من رمز للدنيا ببهرجها الكاذب وتزيّنها المغري، وتأتي النصوص الدينية -مثل ملحمة جلجامش- للتحذير من عشتار -الدنيا- بقصص رمزية غاية في الإبداع.
ولذا فقد رفض الملك تموز -دموزي- حين اعتلى العرش أن يسجد لعشتار رغم ارتباطه القديم بها، بينما سجد لها ملوك آخرين، ولذا اغتالت الشياطين تموز!
ارتدى تموز حلته الفاخرة...
وأمسكه الشياطين من فخذيه...
ثم صوبت عشتار نظرها إليه وقالت...
أما هذا فخذوه.
المصدر: من ألواح سومر.
أيضًا جلجامش رفض أن يسجد للدنيا –عشتار- بعدما أغرته بكل الإغراءات، وسنذكر هذا تفصيلاً بعد قليل!

وملحمة جلجامش تتكون من اثنا عشر لوحًا، يُشكل لوحها الأول صراع الإنسان مع شهواته حيث تنجح شمخة –المرأة الفاتنة- في إيقاع أنكيدو -الشاب المتهور- في الخطأ.
وتستدرجه إلى أوروك –الوركاء حاليًا- عاصمة سومر القديمة والتي تعد أول حضارة عرفها الجنس البشري على الإطلاق.
ثم يأتي اللوح الثاني من ملحمة جلجامش والذي يروي قصة لقاء أنكيدو –الشاب المتهور- بجلجامش –الشاب المتدين قوي الإيمان-وكيف أنهما يتصارعان في البداية، لكن تتوحد جهودهما في النهاية على مقاتلة الشيطان خمبابا في غابة الأرز.
وينتهي اللوح الخامس للملحمة بهلاك الشيطان خمبابا على يد أنكيدو وجلجامش في غابة الأرز وينتزع جلجامش رأس خمبابا ويأخذ الغنيمة ويعود إلى أوروك راضيًا عنه الإله.
وهنا يبدأ اللوح السادس بإغراء من أشد ما يكون لجلجامش، حيث تظهر عشتار –الدنيا- بكل بهرجها وزينتها ولهوها لتغري جلجامش حتى يرتبط بها فتُغرية بعربات اللازورد والذهب، وتدعوه عشتار إلى بيتها فإنه ما أن يدخل بيتها حتى يزداد تكاثر الأموال والأولاد عنده –تلد عنزاته بالثلاث والنعاج تلد توائم- وسيركع له الأمراء.
وهنا يقف البطل جلجامش موقفًا عظيمًا إذ يرفض كل هذه العروض والاغراءات ويُظهر عشتار على حقيقتها فيقول لها: " ففتح جلجامش فاه وأجاب عشتار:
أنتِ –يا عشتار- قصر يتحطم في داخله الأبطال...
أنتِ قبر يلوث من يحمله...
وأنتِ نعل يقرص قدم منتعله...
أيٍ من عشاقك بقيتِ على حبه أبدًا؟
وأيٍ من رعاتك رضيتِ عنه أبدًا؟ "
وهنا تثور عشتار وتهتز وتقرر أن تحرم أهل أوروك من الخير فيصيب أهل أوروك الجدب الشديد، وهنا يقفز أنكيدو ويعين جلجامش وينتصرا في معركتهم على فتنة عشتار.
وفي اللوح السابع تبدأ لحظات احتضار أنكيدو ويتوب أنكيدو عن ذنوبه القديمة –علاقته بالفاتنة شمخة- ويلعن شمخة ويدعو عليها أن يصفعها الثمل والصاحي وأن تكون موضع اتهام دومًا، لكنه يعود عن دعائه عليها ويتراجع فشمخة قد أصلحت حالها وكانت سبب مباشر في معرفة أنكيدو بجلجامش.
ويموت أنكيدو حزينًا أنه لم يمت في ساحة معركة.
وفي اللوح التاسع: يشعر جلجامش بالحزن الشديد على وفاة صديقه أنكيدو، ويقرر البحث عن أوتو نبشتم –النبي نوح عليه السلام- صاحب قصة الطوفان ذلك الشخص العظيم الذي حصل على الحياة الأبدية –الجنة- لأنه سار مع الله.
ويبدأ اللوح العاشر من الملحمة بجلجامش يسير في طريق وعر مليء بالحيوانات الأسطورية المخيفة –الصراع مع النفس ومقاومة الشهوات والرغبات- لأن مصارعة هذه الحيوانات الأسطورية المخيفة هو الطريق الوحيد لمقابلة أوتو نبشتم –النبي نوح عليه السلام-.
ويصارع جلجامش شهورًا طويلة كائنات مخيفة وأهوالاً عظيمة وبحوراً مظلمة – بحور الهوى والشهوة- وعلى الضفة البعيدة يراقب أتو نبشتم معارك جلجامش، وبعد قليل يفوز جلجامش ويلتقي أوتو نبشتم ويطلب منه الوصول إلى الحياة الأبدية –الجنة- وهنا يبدأ أوتو نبشتم في سرد النصائح لجلجامش وكيف أن الموت لن يترك إنسان وأن الإله قرر أن يظل يوم الموت سراً دفينًا.
ويبدأ اللوح الحادي عشر باسترجاع أوتو نبشتم لعجائب قصة الطوفان وكيف أن الإله أهلك الفاسدين بسبب معاصيهم وأن الفاسدين مهما بنوا ومهما تعالت مساكنهم فهلاكهم قادم.
وهنا يُعلم أوتو نبشتم جلجامش كيفية الحصول على الحياة الأبدية- الجنة- لكن احذر! فالحية –الشيطان- يمكن أن تقتطف ثمرة جهدك في لحظة، وبعد دروس وعبر ومغامرات مدهشة يعود جلجامش إلى أوروك عاصمة بلاد سومر القديمة راضيًا بقدره.
أما اللوح الثاني عشر فيتفق الباحثون المختصون أنه نص مُضاف إلى الملحمة التي تنتهي بنهاية اللوح الحادي عشر، حيث يعود في هذا اللوح الثاني عشر سرد الكثير من الأحداث مثل بكاء جلجامش لأنكيدو، وإعادة قصة موت أنكيدو بصورة تختلف تمامًا عن الصورة التي يرويها اللوح الثامن.

وهنا لابد من وقفات؛
الوقفة الأولى: رمزية النصوص في الملاحم القديمة –مثل قتل جلجامش للشيطان خمبابا- لا تعني إطلاقًا إيمان القدماء بأنها حقائق فهم أذكى من ذلك بكثير ويعلمون المقصود الرمزي من القصص كما نعلمه نحن.
لكن الملحد يفترض الغباء في القدماء، فيتصور أنهم يُسلمون بواقعية الرموز وهذا جهل بألف باء علوم التاريخ، وهذا أيضًا سوء ظن في القدماء مصدره مقدماته الإلحادية العقيمة.

الوقفة الثانية: هل تمت عبادة عشتار على وجه الحقيقة؟
نعم! فكثير من الناس يعبدونها حتى اليوم ولا يلزم أن تكون عشتار وثنًا، فيكفي إنسان أن يرتضي بالدنيا بديلاً عن الآخرة وأن يستجيب لشهواته ويحيا عليها ويموت عليها وبذلك هو عبد عشتار حتى ولو لم يسمع بهذا الاسم طيلة عمره.

الوقفة الثالثة: هل ملحمة جلجامش هي نص ديني قديم؟
هذا ظاهر جدًا ولا يحتاج للتنظير، ويكفي كم التحريف الذي تعرضت له ملحمة جلجامش لتعرف أنه نص ديني انتشر تقريبًا في كل الحضارات القديمة، إذ لو كان نصًا أدبيًا فما الداعي لتحريفه؟
ومما يثبت أن ملحمة جلجامش مصدرها دين تم تحريفه ما اكتشفه المنقبون في الموضع الأثري المعروف ب"سلطان تبه" في تركيا، حيث اكتشوا أجزاء من الملحمة ورسالة قديمة زوّرها كاتب قديم في الألف الثاني قبل الميلاد فقد جاءت تلك الرسالة على لسان جلجامش معنونة إلى أحد الملوك القدماء.
المصدر: كتاب ملحمة جلجامش، طه باقر.
وبمقارنة القطع الأصلية تبين أن ملحمة جلجامش جرى فيها تغيير شديد طوال الحقبة الآشورية.
المصدر: كتاب أساطير بابل وكنعان، شارل فيرللو.

الوقفة الرابعة: هل كل ما ورد في ملحمة جلجامش هو نص ديني صحيح؟
بداهةً هذا خطأ شديد فالتحريف كما ذكرنا شديد واللوح الثاني عشر محرف بأكمله، لكن روح النص تحمل بصمات النص الديني الذي آمن به سكان أصقاع شتى من الأرض في ذلك الحين، لكن مع الوقت ومع تقادم الزمان ظهر التحريف ودخلت الوثنيات في النص الديني، وامتلأ المكان برموز وثنية كثيرة، وتمت عبادة الأشخاص الصالحين في الملحمة على حدٍ سواء مع عبادة الدنيا –عشتار-.
فكما ورد في الحديث القدسي في صحيح مسلم: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً".
وكما قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ، ثم حدث فيهم الشرك.
والشاهد من الحديث والأثر أن التوحيد سابق وأصل، وأن التعدد لاحق وانحراف والتاريخ يُثبت ذلك.
فما وصلنا يعطي صورة أولية عن عمق الإيمان لدى الإنسان الأول ومدى التحريف الذي عانى منه الدين على يد البشر.
فلم يكن الدين السومري أكثر من دين إلهي سابق تم تحريفه، ولم تكن هذه الصور إلا رموز للدنيا ومقاومة البشر لها ولطغيانها وتزيّنها الكاذب.
ومع ذلك استطاعت الدنيا- عشتار- أن تجذب كثيرين إليها وفي النهاية أغرقتهم في اليم –طوفان نوح-.

الوقفة الخامسة: هل جلجامش الحاكم السومري الشهير هو جلجامش بطل الملحمة؟
جلجامش الحاكم السومري لم يُذكر عنه شيء ذو أهمية وملحمة جلجامش تسبق ظهوره بكثير، فلم تكن ملحمة جلجامش شيء آخر غير الدين الذي يدين به أصحاب أول حضارة .
فجلجامش الحاكم كان ضمن قائمة طويلة من حكام أوروك، ولم يكن حتى في أول القائمة، ولم يكتب عنه التاريخ أكثر من سطرين.
أما جلجامش الملحمة فهو العدل وهو الذي ينقذ النوع الإنساني من المادية والدنيا المغرية.
حيث تقول الملحمة عن جلجامش: "
لم يترك جلجامش ابنًا لأبيه...
ولم ينقطع عن –خدمة- الناس ليل نهار...
فهو السور والحمى....
وهو الراعي..."
فجلجامش في الملحمة هو الذي قتل الشيطان، وأهان الدنيا –عشتار- .
فجلجامش الحاكم تسمى على اسم جلجامش الملحمة لا أكثر.

الوقفة السادسة: لكن لماذا استخدام القصص الرمزية؟
القصص الرمزية تجذب الانتباه وتفتق الذهن وتحمل معلومات مشفرة لنبوءات قادمة -لو جائت هذه النبوءات صريحة ربما حاول المحرفون من الكهنة تغييرها-.
والكتب السماوية تمتليء بالقصص الرمزية فمثلاً سفر أشعياء في العهد القديم بأكمله عبارة عن قصص رمزية وكذلك سفر الرؤيا في العهد الجديد.
والقرآن الكريم مليء بالأمثلة التي تعطي دروسًا وعبر، مثل قوله تعالى {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} ﴿٢٠﴾ سورة الحديد.
وقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين} ﴿٢٦٤﴾ سورة البقرة.

وملحمة جلجامش هي ملحمة دينية رمزية تبين صراع الإنسان من أجل الحق والعدل والإيمان.
وهذه الملحمة تؤكد أن قصة الدين الإلهي وملامحه الرئيسية توجد عند أول حضارة مكتملةً، فهناك الإله الحقيقي وهناك القيم والنواميس والعبادة والوضوء والصلاة والصوم وسبل الانتصار على الشيطان وعلى النفس.
وقصة الطوفان في النص السومري أيضًا بسبب الغضب الإلهي.
وعشتار أسقطت أزواجها كلهم في اليم -طوفان نوح-، ثم رست السفينة ب"أوتو نبشتم" نوح عليه السلام وبالمؤمنين، وبعدها نشأت حضارة سومر مباشرةً.

وهنا لمحة هامة تقلب الطاولة على الملحد: الملحد يضع مقدمة "وجود عشتار وانتشارها في الحضارات القديمة" ثم يستنتج من المقدمة أن المجتمع الأول كان أنثويًا، وهو هنا يفترض غباء القاريء وجهله وسهولة تمرير أي سخافة لكن بعد أن قمنا بسرد ألواح الملحمة الأثنى عشر وشخصياتها يمكننا أن نستخدم نفس أسلوب الملحد ونقرر نتيجة عكسية تمامًا، إذ نقرر أن المجتمع الأول كان ذكوريًا وأن عشتار في المجتمع الأول كانت مثالاً الشر والإغراء، وجلجامش كان مثالاً للسيادة والترفع عن الشهوات، لكن بفضل الله عقولنا تتجاوز سخافة أطروحات الملحد ومقدماته التي يبني عليها أفكار إلحادية مريضة لا تقر إلا في أذهان مريضة مثله.

لكن أهم سؤال في هذا المنشور لم يُطرح بعد!
ألا وهو: ما مصدر ملحمة جلجامش؟
يقول شارل فيرللو Charles Virlleaud في كتابه أساطير بابل وكنعان: "وحسب رأي البابليين لم يتوصل البشر إلى ما يُميزهم عن الحيوان -عبر ألواح جلجامش- إلا من خلال العلم الذي جائهم دفعةً واحدة من قِبل الخالق."
فقد قرر أصحاب الشأن أن أصل علمهم مِن قبل الخالق -وهذا ينسف تصورات الملحد للتاريخ الديني وملحمة جلجامش بالكلية-.

لكن يبدو أن إيمان هؤلاء الأجداد الذين ركبوا السفينة مع أوتو نبشتم -نوح عليه السلام- قد ضيعه الأحفاد -حضارة سومر-، وتحولت رموز جلجامش إلى وثنيات يعبدها الناس، وعادت الأوثان إلى الأرض من جديد فقد اتخذ الناس أنبيائهم وصالحيهم معبودات من دون الله.
فالحنيفية السمحة أعقبتها وثنيات كفرية.
وتلوثت ملحمة جلجامش كما تلوثت غيرها من الديانات الإلهية بتحريف الوضاعين ولم يبق ما يجعلنا نجزم بصحته أنه وحي إلهي.
وبعد أن احتوت ملحمة جلجامش على رموز لشخصيات صالحة وأنفس مطمئنة تأكل وتشرب وتصارع الذات والدنيا –جلجامش-، وأنفس لوّامة –أنكيدو-، وأنفس أمارة بالسوء –عشتار وشمخة-، تم الغلو في هؤلاء جميعًا ومع الوقت عبدهم الناس واتخذوهم آلهة من دون الله، بل وصار اتباع الدنيا يتقربون لعشتار فاجتالتهم الشياطين وجعلتهم يؤلهون صالحيهم فعاد الناس إلى الكفر الذي أغرق أجدادهم في اليم يومًا ما.
قال تعالى {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا } ﴿١٩﴾ سورة يونس.
لكن بقي كثيرون على الملة الصحيحة وعلى التوحيد النقي.

ولم تكن بعثة الرسل تترًا إلا لتنقية ما أفسده المُحرفون والوضّاعون والذين أشكروا بالله ما لم يُنّزل به سُلطانًا {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} ﴿٢١٣﴾ سورة البقرة.
فالحمد لله على النعمة الأولى والخاتمة -الإسلام-!