للأسف حدثت مشكلة في مشاركتي السابقة أثناء تعديلها ، لكن سأحاول إعادة تلك المشاركة ... !
السؤال الأول : ما العدم ؟
الجواب : العدم هو عبارة عن مفهوم كلّي يناقض مفهوم " الوجود " . و العدم يمثّل كلّ شيء ممكن الوجود و ليس بموجود في الخارج .
السؤال الثاني : ما تفسير عبارة " خلق الله الخلق من العدم " ؟
الجواب : هذه العبارة ليست عبارة قرآنية ، و لا توجد آية قرآنيّة دالّة عليها . و مفهوم الخلق ليس مرتبط بالعدم كما يعتقد الكثيرون . فالله خلق مروان الشريف من منيّ يمنى ، و خلق السماء من الدخان ، و خلق آدم من تراب ، إلى غير ذلك . وكلّ هذه المخلوقات مخلوقة لله من شيء آخر قبله ، فإن كان هناك مخلوق خلقه الله من عدم فهو أوّل مخلوق فقط ، أما باقي المخلوقات فهي مخلوقة من مخلوق آخر قبلها .
أمّا المقصود من هذه العبارة الدارجة عند المؤمنين فهو أنّ الله خلق الخلق بعد أن لم يكن . كما في قوله تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " . فالله خلق الإنسان بعد أن لم يكن شيئا مذكورا . صحيح أنّ التراب كان موجودا قبل الإنسان ، لكن لاتوجد ماهيّة تسمّى " الإنسان " . و بالتالي أوجد الله الإنسان بعد أن لم يكن شيئا مذكورا . و أوجد الأرض بعد أن لم تكن . و هكذا نجد أنّ كلّ مخلوق في الوجود قد أوجده الله بعد أن لم يكن شيئا مذكورا .
السؤال الثالث : هل العدم أزلي ؟
الجواب : العدم ليس له وجود خارجي ، و بالتالي لا يوصف بأنّه أزلي.
السؤال الرابع : هل العدم حادث ؟
الجواب : العدم ليس له وجود في الخارج ، و بالتالي لا يصحّ وصفه بأنّه حادث.
السؤال الخامس : هل يصحّ إيجاد شيء من لا شيء ؟
الجواب : يجب التفريق بين جملتين مختلفتين تماما ،،
الجملة الأولى : إيجاد شيء من لاشيء.
الجملة الثانية : إيجاد شيء لا من شيء .
فحاول أن تتمعّن في الجملتين و ترى الفرق في موقع كلمة " لا " .
فالجملة الأولى تعني أنّه تمّ إيجاد شيء من " لاشيء " ، أي كان هناك " لاشيء " و تمّ تحويله إلى " شيء " . و هذا محال و لا يصحّ .
أمّا الجملة الثانية فتعني أنّه تمّ إيجاد شيء " لا من شيء " ، أي لم يكن هناك شيء لكي يتمّ تحويله إلى شيء آخر . بل تمّ إيجاد الشيء مباشرة ، لا من شيء قبله.
و المشكلة الحاصلة عند معظم النّاس في هذه المسألة ، ناتجة من عدم التفريق بين جملة " إيجاد شيء من لا شيء " و جملة " إيجاد شيء لا من شيء " .
أتمنّى أن تكون الصورة قد اتضحت الآن ...
Bookmarks