لا أظن ان احدكم لم يجد مثل هذا الفكر في خلال حواراته وجداله مع الملاحدة .. موضة جديدة فى جدالات الملاحدة عن الدين واخلاقياته ونمط العيش الذي يفرضه على اتباعه الا وهي (( اظهار عدم الكمال والاعتراف بالخطأ والمجاهرة بالمعصية افضل من كتمانها وتصنع التقوى وفعلها في السر ))
طبعاً كل شخص يرى الامور بمنظوره وبرؤيته ...... فمعشر الملاحدة والعلمانييون لطالما كرروا ان الدين يفرض على المجتمع صبغة النفاق ويدرج لك امثلة على ذلك بما يحدث فى السعودية وايران ومصر والبلاد الاسلامية بشكل عام حيث تتصنع الدولة والمجتمع واجهة اخلاقية معينة ولكن فى السر يحدث مالايتخيله عقل .. عموماً بغض النظر عن نسب الجرائم والافعال الشنيعة واللااخلاقية في بلداننا وبلدانهم فهذا مبحث أخر ..
دعونا نركز على القيمة الخلقية نفسها وهي :
( تصنع التقوى والتعفف عن رؤية النساء عاريات ومصاحبتهن أسوأ واحقر من فعل هذا السلوك امام العلن والمجاهرة به والاعتراف بفعله )
يظن الملحد بأن هذه القيمة الخلقية التي وضعتها بين قوسين صحيحة .. بل وأصبحت موضة فى حواراتهم وانتقادهم لنظرة الدين لخلق المجتمع..
فلا أنسى قولة احد السياسيين في مصر عندما قال انا لا اريد دولة يحكمها الدين لان هذا فى العادة يخلق النفاق .. ولا انسى ايضا في حواري مع احد العلمانيين المصريين يقول لي ( الاعتراف بحب مشاهدة الراقصات والاستمتاع برقصهن افضل من تصنع التقوى والتعفف ومن ثم مشاهدتهم في السر والخفاء )
جميل ..
بدورنا نحن المؤمنون نقول ان ديننا اصلا لايقر ذلك والفطرة ايضا لا تقر ذلك وأنا ازعم
منذ متى كانت المجاهرة بالمعصية افضل من فعلها فى الخفاء والتحرج منها ؟ كيف ؟ بأي مقياس ؟
هل من الافضل ان ينحرج الشخص من فعل الخطأ والحرام ويفعله فى السر حيث يقوم بايذاء نفسه فقط ؟ ام من الافضل ان يكون صريحاً ومنفتحاً ويفعله او يقوله فى العلن ومن ثم يؤذي نفسه وغيره ويشيع فى المجتمع هذه الفعلة ويذوب الحواجز التي وضعت حولها فتصبح ليست مستغربة البتة ؟
اليس التحرج من اعلانك انك تقوم بمعصية هو دليل قاطع على كراهيتك لها ؟ وعلى رفضك انتشارها فى المجتمع حتى ولو كنت انت تفعلها لوحدك ؟ على الاقل لا تنتشر بين الاخرين ؟ على الاقل لا تنتشر بين النشىء الصغير الذي لم يرتكب ذنب يستحق عليه ان يتعلم انماط الشذوذ الفكري والسلوكي والوجداني ؟
بالطبع كلا الفعلين حرام في ديننا وكلامها مستهجن وكلاهما عظيم الضرر .. ولكن أنا هنا أقيس اقلهم ضررا واقلهم حرجاً ..
ألم يقسم رب الكون بالنفس اللوامة التي تلوم نفسها على الخطأ ؟ اليس هذا أفضل من المجاهرة بالمعصية وارتياح الضمير والسريرة لها كأنك لم تفعل شيء البتة بل كأنك شربت كأس من الماء ؟؟
ايهما افضل :
ان يشاهد مجموعة من الشباب الافلام الاباحية فى العلن ؟ ام ضررها اقل بمشاهدتها فى السر ؟
هل من يجاهر بفعله العادة السرية ويتشارك مع الاخرين في رواية تفاصيلها اعظم ذنباً ممن يفعلها فى الخفاء ؟
هل من تصادق الرجال فى العلن وتقبلهم فى العلن افضل ؟ ام من تستحي من المجتمع وتفعلها فى السر وتشعر بمرارة الجرم وقسوة الضمير ؟
هل من يسرق في العلن وأمام الناس ويعترف بهذا بل ويعترف بتلقي الرشاوي في العلن افضل ؟ ام من يفعل ذلك فى الخفاء ؟ بالطبع من يفعل ذلك فى العلن يشيع الفاحشة ويسوغ الجرم ويحوله لنشاط عادي كالاكل والشرب ؟ احسبها وأجبني ايهم اكثر ضرراً ؟
فعلا لقد انقلبت الموازين واصبح من لايتخلق بدين يهديه للصواب والخطأ يتصنع العلوية الاخلاقية على المؤمنين ولكن من أين جاء بمقياسه الاخلاقي اصلا ً ؟
Bookmarks