هناك فرق بين موضوعين :
الموضوع الأول : نشأة الحياة
الموضوع الثاني : تنوّع الكائنات الحيّة
بالنسبة للموضوع الأول فهو لغز لم يتمّ حلّه إلى الآن ، و نظريّة التطوّر لا يمكن أن تجيب عليه ؛ لأنّ نظريّة التطوّر تعالج الموضوع الثاني فقط و ليس لها علاقة بالموضوع الأوّل.
و السؤال القائل : لماذا هناك حياة في كوكب الأرض دون غيرها من كواكب المجموعة الشمسية ؟
فالإجابة التي يطرحها العلماء هي أنّ موقع الأرض و بعدها عن الشمس و ظروفها المختلفة ، ساهمت في وجود حياة فيها .. !
و هنا يظهر إشكال كبير أمام هذا الجواب و هو : مادامت نظريّة التطوّر تقول بأنّ الكائنات الحيّة قادرة على تغيير نفسها لتتأقلم مع ظروف البيئة ، لماذا لا تنشأ كائنات حيّة في كوكب المريخ بحيث تكون تلك الكائنات بطبيعة تنسجم مع ذلك الكوكب ؟؟ بمعنى كائنات تتنفس الهيدروجين بدل الاكسجين ، و تأكل الصخور بدل النباتات و اللحوم ؟؟!!
فمادام الكائن قادر على التكيّف مع المكان ، لا يجب اشتراط مكان مناسب للحياة ... بل الكائن الحيّ سيتّصف بالصفات التي تساعده للحياة في المكان.
من هنا أصبح هناك مشكلة حقيقية في تفسير سبب وجود حياة في كوكب الأرض دون غيرها من الكواكب ..
بالنسبة للموضوع الثاني ، فهو الذي تحاول نظرية التطوّر تفسيره و توضيحه ...
و بالنسبة للاحتمال الثالث ، فيمكن إدراجه ضمن الاحتمال الثاني ؛ فمجرّد القول بأنّ وجود الكائنات الحيّة جاءت لأسباب خارجيّة .. فهذا الخارجي قد يكون إله و قد يكون كائن فضائي
فاحتمال الكائن الفضائي ليس مستقلا ، بل هو متفرّع من الاعتقاد بوجود كائن خارج الأرض له وعي و قدرة على إنشاء حياة في كوكب الأرض.
و بالنسبة لاحتمال وجود كائنات حيّة بدون تدخّل خارجي ، فله أكثر من تصوّر :
الأوّل : هناك تدرّج في تشكّل الأنواع
الثّاني : هناك طفرة مفاجئة شكّلت أنواع جديدة
الثالث : هناك تزاوج بين كائنات مختلفة أنتج أنواع جديدة
و قائمة الاحتمالات تطول ...
و ختاما ،، استنتاجك الأخير صحيح ، في أنّ الاحتمالين الذين وضعتهما في الموضوع لا يصبّان في نطاق المباحث العلميّة ، لذا فطبيعي من كثير من العلماء أن يرفضوها ...
فمثلا لو سأل علماء الأحياء قائلين : كيف يتكوّن طفل في بطن أمّه ؟
فيأتي جوابان :
الأول : يخلق الله الطفل في بطن أمه ، بطريقة لا نعلمها !
الثاني : يتحد ماء الرجل مع بويضة الأم ، و يمرّ هذا الاتحاد بمراحل وصولا إلى الطفل.
ستجد أنّ علماء الأحياء سيميلون إلى الجواب الثاني ، فإن كان أصحاب الجواب الأول يحاربون الجواب الثاني ، ستجد علماء الأحياء يحاربون الجواب الأول أو العكس ...
Bookmarks