في البدء : لنتفق مع الملاحدة على شيء .. و هو عدم إيمانهم أو اعترافهم بالكليات التي نؤمن بها : الحق و العدل و الحكمة و كل معنى للخير و الفطرة و العقل الواعي و أنهم فقط يقولون بالعبث المطلق و انعدام الإرادة المطلقة التي هي إرادة الله و أن كل شيء منضو في سلك الفوضى .. فهذه وحدها كافية لنقض مذهبهم فلا معنى لكلامهم كله .. و لا لوجودهم .. فضلا عن جدالهم ؟؟؟

ثانيا : إن تنازل الملاحدة و نقضوا عبثيتهم بأنفسهم و أقروا بوجود شيء من الحق المستقيم في الكون و في عقولهم، نحتج عليهم بما يتفق عليه البشر جميعا من الحقائق العقلية القطعية و البراهين المادية دليلا على وجود الله من قبيل بعث الحياة و قوانين الفيزياء و التصميم و الهندسة في كل زوايا الخلق حتى الخلايا و الجينات و الإبداع في أشكال لا تحصى من الجمال و كمالات الخلق و حكمه التي أبهرت الحكماء و أذعن لها الفلاسفة قديما و معظم العلماء الباحثين حديثا خاصة الذين يحاكون الطبيعة و الكائنات الحية باختراعاتهم و تصميماتهم .. فإن اقتنعوا فذاك و إن لم يقتنعوا فلننطلق معهم تنزّلا في مُنزَلق افتراضاتهم و في كل اتجاه يريدون، من مثل :

- إن لم يكن لهذا الكون البديع مسبب فما هو أول سبب له .. أو بالأحرى ما هو السبب الأزلي و ما هي صفاته عندكم ......
- إذا قلنا لهم الله .. سيقولون من خلق الله نجيبهم لو خلقه خالق من خلق الخالق الأول ثم الأول ثم الأول ...........
- يقولون صدفة .. جاءت بصدفة .. جاءت بصدفة .. طيب من جاء بالصدفة الأولى .....
- يقولون التطور .. تطور بغير مطور .. ماذا قبل التطور .. ثم من أبدع التطور و جعل القابلية للكائنات كي تتطور من مادة عدمية عمياء لا خصائص لها لا عقل لا إرادة .......
- يقولون أكوان متعددة .. أو متوازية .. هل كانت كونا واحدا أم وجدت على هذه الهيئة منذ الوهلة الأولى .. ما العلاقة بينها ؟ كون أوجد كونا ؟ أم هي أكوان مستقلة ؟ نسألهم عن 1 يجيبون 10 ! طيب و العشرة ؟؟ ......
- يقولون العلم سيكشف .. العلم سيجيب .. نقول مهما أجاب هل هناك جواب رابع غير المادة المخلوقة .. أو العدم .. أو الله تعالى ؟

﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾. [سورة الأنعام الآية:91]

أطلقوا العنان لعقولكم .. لن تجدوا غير الله أحاط بكل شيء