سبحان الله، الأيام تمضي يوم من بعد يوم و لا ننتبه إلى أعمارنا التي تسارع إلى الانقضاء و لا إلى الساعات الخالية من ذكر الله و من قربة تقربنا إلى ربنا فهي علينا حسرة.

و أكثر همومنا لا صلة له البتة بآخرتنا و إنما بدنيانا الزائلة .. ناهيك عن أعمال كثيرة عملناها يشوبها الرياء و الإعجاب و نحسب أنها تقربنا إلى الله. و أعمال أخرى لا نحضر فيها النية و إنما الأعمال بالنيات قبولا و أجرا و أثرا في النفس. و ما نبتغي به مرضاة ربنا سرعان ما نُتبعه شرور النفس تأكله و سيئات أعمال قد تحبطه و لو كلمة نحقرها قد تهوي بنا في النار سبعين خريفا أو سوء ظن بالله أو بأحد من المسلمين نأثم به.
لا عيب على الإنسان أن يسرف على نفسه حتى يقارب القنوط فقد دعاه الله أن لا تقنط و كفاه أن يعلم بأنه تعالى يغفر الذنوب جميعا فيستغفر و يتوب. لكن العيب على من قل عمله و طالت غفلته و من أسرف و لا يرى أنه أسرف و لا يخشى النفاق على نفسه فهو آمن من سخط الله مغتر بحلمه عليه فهذا أنى له أن يتوب و يراجع أو يستشعر عظم الذنب و يخشى الحساب على نفسه فويله من فجأة موت لا يرحم و أجل لا يُنسأ.