النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: توضيح حول العهدة العمرية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي توضيح حول العهدة العمرية

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    أما بعد فما هو مدى صحة نسب ما يسمى بالشروط العمرية التي ذكرها ابن القيم في كتابه و التي جاء فيها ذكر شروط فيها قسوة بعض الشيء و أمور آخرى لم أستوعبها كعدم تعليم أطفال النصارى القرآن و كذلك عدم كتابتهم باللغة العربية و غيرها من الشروط و للآسف الكثير من الملحدين و النصاري يستغلون هذه الشروط للنيل من الإسلام العظيم و التجريح فيه و الدعوة أن الإسلام ظلم غير المسلمين بهذه الشروط .
    ثانيا : ما مسألة إجماع الصحابة و التابعين عليها و هل فعلا أجمعوا عيها و النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ما تجتمع أمتي على باطل ) خصوصا أني رأيت بعض ما في هذه الشروط ( من وجهة نظري القاصرة ) أنها مخالفة لبعض أحكام الدين في التعامل مع غير المسلمين من المعاهدين .
    ثالثا : العهدة العمرية و المعروف نصها في تاريخ الطبري و التي تذكر دائما على ألسنة الأئمة و الدعاة هل هي صحيحة أم أن حولها شوائب , و ما هي العهدة الصحيحة , فقد بحثت كثيرًا عن إجابات لأسئلتي في هذا الشأن و لم أجد ما يزيل عني اللبس بعد فأرجو من الله أن تكون الهداية في هذا الموضوع على أيديكم , و وفقنا الله و إياكم لما فيه صلاح الدنيا و الآخر ......................... و شكرًا
    القرآن دستوري و منهاج حياتي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    هذه العهدة أخي وجدت فيها مقالا .. و المؤكد أنها تعرضت للتحريف من قبل اليهود و النصارى فيصعب العثور لها على أصل يعتمد عليه تماما فقد زِيدَ فيها و نُقِص. و أعتقد أن من ذلك ما ذكرتَه من منع أطفال النصارى من تعليم القرآن فهذا إنما كان غرضا من أغراضهم فاستحدثوه لاحقا كبند من البنود و هلم جرّا.

    و للتفصيل أنصح بأن تقرأ ما يلي :

    العهدة العمرية ومسألة عدم مساكنة اليهود في بيت المقدس

    العهدة العمرية والشروط العمرية/د.رمضان اسحق الزيان

    و قد ذكر الشيخ مشهور حسن آل سلمان هذه العهدة في كتابه ''كتب حذر منها العلماء'' و عقد لها فصلين :
    - العهدة العمرية للبطرك صوفروفينوس
    - الرد على هذه العهدة

    و لتحميل هذا الكتاب هنا


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي ابن سلامة .. لقد قرأت بالفعل كتاب كتب حذر منها العلماء للشيخ مشهور آل سلمان و لكن العهدة التي ذكرها هي العهدة التي اشتهرت ببعض ما فيها من قسوة و الاخرى لاشك في التدليس فيها لكن ما سألت عنه هو ان الشروط العمرية ذكر انها مقبولة لدى العلماء و عليها اجماع كما ذكر ابن القيم فكيف يجمع العلماء على باطل لازال عندي هذا الاشكال فوددت التوضيح اكثر .
    و كذلك اود ان اعلم اي العهود اصح نسبا الى امير المؤمنين عمر رضي الله عنه .... وشكرا
    القرآن دستوري و منهاج حياتي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    أعتقد أن الرابط الثاني الذي قدمته لك فيه كفاية أخي ، إطلع عليه بارك الله فيك، فهو يناقش الخلل في العهدة و في تلك الشروط : العهدة العمرية والشروط العمرية/د.رمضان اسحق الزيان

    و إن أبيت إلا الإعتقاد بصحة سندها و قبول متنها جملة و تفصيلا لقبول أئمة السلف لها أو لمعظم ما جاء فيها فهذا توجيه المسألة من كلام أحد الإخوة في منتدى الألوكة،
    فما كان معمولا به في زمان الفاروق حال قيام دولة الإسلام و عظم شوكتها لا ينطبق بحال على زمن الغربة هذا :

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الشروط العمرية وردت من عدة طرق لا يخلو أي من أسانيدها من مقال (منها مسند الإمام أحمد والسنن الكبرى للبيهقي)، ومع هذا فهي عمدة في باب أحكام أهل الذمة، لم ينكرها ولم يطعن فيها ولم يخالف مضمونها أحد من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة المتبوعين، ولم يزل عليها عمل الخلفاء والملوك في بلاد المسلمين قرونا بلا نكير.
    فحجية محتواها إنما تأتي من إجماع الصحابة والسلف الصالح على العمل بها، وليس من إسناد آحاد طرقها أو مجموع تلك الطرق.. فينبغي التنبه إلى خطإ من سارع إلى إسقاطها متذرعا بأن الإمام الألباني رحمه الله حكم بضعفها في الإرواء، ووافقه من وافقه على ذلك، فإن حجية تلك الوثيقة لا تقوم على إسنادها من هذا الطريق أو ذاك! وهذا خطأ شائع - بكل أسف - بين إخواننا المشتغلين بالرد على الشبهات، بل وفي بعض إخواننا المشتغلين بعلم الحديث!
    والإشكال أن منهم من يندفع إلى موافقة من أبطلوها من المعاصرين، ضاربا عرض الحائط بسبيل المؤمنين من الصحابة والسلف الصالح في التعامل معها، بدعوى أن فيها ظلما وإجحافا، ولا يدري صاحب هذه الدعوى أنه بذلك يتهم قرونا من المسلمين على رأسها السلف الأول بأنهم ظلموا أهل الذمة بهذه الشروط دون أن يلتفت رجل واحد منهم لهذا الظلم أو ينكره على فاعله أو على القائل به! وهذا باطل ولا شك، فالمتأمل في تلك النصوص لا يجد فيها ظلما ولا هضما، شريطة أن يتجرد هذا المتأمل من معايير الفكر العلماني والقومي ونظرية المواطنة وحقوق المواطنة وثوابت حقوق الإنسان وما إلى ذلك من نظريات حادثة صارت تضع الحجب والأستار الغلاظ بين المسلمين في هذا الزمان وبين هدي سلفهم الأول، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
    فإن الذي يرى ضرورة المساواة التامة بين سكان البلد الواحد بغض النظر عن دينهم وعن عقيدتهم، وأن هذا حق مكفول وعدالة = سيعد بعض ما جاء في تلك الوثيقة ظلما لا محالة! ولا يسأل ذلك المسكين نفسه: من الذي له أن يمنح الحقوق للبشر باختلاف طوائفهم ومللهم، يرفع هذا فوق ذاك ويساوي هذا بذاك ويفرض عليهم التكاليف والواجبات، إن لم يكن رب الأرض والسماوات؟؟ ومن ذا الذي له أن يكون شريكا لله في منح الحقوق للعباد؟؟
    الذي بين أيدينا ههنا إجماع، ولا سلف لمن ادعى بطلان تلك الوثيقة!
    وإن أجمعت الأمة على شيء فإنه الحق بلا ريب ولا توقف، ولا عبرة بالخلاف الحادث إن وقع!
    فإن كان من الناس من يستثقل قبول تلك الوثيقة ولا يجد - لهزيمة في نفسه - إلا أن يتعلق بتضعيف الألباني أو غيره من المعاصرين لها، فلينظر حاله من قول الله تعالى:
    ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) [التوبة : 29]
    ولينظر كيف يجيب السائلين عن (الصَغار) المنصوص عليه في هذه الآية!!

    أقول للإخوة الذين يستثقلون تلك الوثيقة ويستسيغون الطعن عليها: إن قوما يرفضون الحق من بعد ما تبين لهم، ومن بعد أن قامت عليهم الحجج الغلاظ، ومن بعد ما تبين لهم أن سلطانهم على البلاد التي كانوا يحكمونها قد سلب منهم، فيصرون على البقاء على ملة حاصلها الشتم والسب الواضح لرب العالمين حقدا وحسدا وعنادا وحرصا على ما بقي من سلطان لرؤوس كنائسهم، لحري بهم أن يكونوا في تلك المنزلة في بلاد الإسلام حتى يفيء منهم من يفيء ويتوب من يتوب، أو ينقلب منهم من يموت على ذاك الإصرار والإباء والاستكبار إلى عذاب النار وبئس القرار، والله المستعان!
    هذا مع ضمان أن لا إيذاء لهم ولا عدوان عليهم ولا على أموالهم ولا أعراضهم (وهو مفهوم الذمة التي لهم) ولا تحريج على من يبر الواحد منهم من جار أو نحوه أو يتألف قلبه..
    فلا تعارض ولا ظلم ولا شيء من هذا، وإنما ضعف ووهن في قلوب إخواننا في هذا الزمان وهزيمة نفسية والله المستعان!

    قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة: "وكل رواية من روايات هذا الأثر لا تخلو من مقال في إسنادها، إلا أن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها" (أحكام أهل الذمة لابن القيم 3/1163-1164).
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "في شروط عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم". اهــ
    مجموع الفتاوى 28/651.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أشكر اهتماك أخي ابن سلامة لقد قرأت ما في هذه الروابط جميعها قبل مجيئي للسؤال هنا فبعد قرائتي لم يزل اللبس عندي لذا توجهة للمنتدى و لمعرفة آراء الإخوة الكرام ,
    في رد أحد الإخوة بمنتدى الألوكة ذكر أن إجماع العلماء يشهد للشروط رغم أن جميع إسناداتها ضعيفة ( قال الشيخ الألباني في ذكر هذه الشروط : إسنادها ضعيف جدًا ) فكيف إذا يجمع العلماء على أثر جميع طرقه ضعيفة مع وجود شروط فيها شيء من القسوة و تحميل مشقة و هذا مخالف لأحاديث خير الأنام في حرمة تحميل الذميين ما يشق عليهم , هذا هو الإشكال و لم أجد حتى الآن من يدفعه عني
    القرآن دستوري و منهاج حياتي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    هل قرأت هذا المقال من قبل أخي ؟ لعل فيه ما يشفي غليلك.

    العهدة العمرية، النصوص الواردة ومناقشتها

    و وجدت في هذا المقال الآخر بعض الملاحظات و الإشارات الهامة : كتاب جديد يبرئ ثاني الخلفاء الراشدين من "العهدة العمرية"

    لعلك تجد في ذلك كفايتك أخي و ما يدفع عنك الإشكال ..

    و هذا شيء من فقه الشروط العمرية مع اعتقاد ثبوتها ، و إني ألح عليك أن تقرأ ما جاء فيه :

    هل ما تضمنته الوثيقة النبوية والعهدة العمرية في التعايش مع أهل الكتاب لازمة لكل زمان ومكان؟

    و أخيرا و باختصار لما سبق، أنبه أخي إلى أنه يجب أن يؤخذ بالاعتبار ما يلي :
    - أن هذه العهدة تضاربت متونها ما بين اشتراط عمر و اشتراط القوم على أنفسهم و ما بين قصر متن و طوله و ما بين موافق لصريح السنة و الكتاب و مخالف أو استثناءات قد تكون صحيحة لكنها تناسب المقام و المصالح المرسلة لذلك الزمان كما يستفاد من الرابط الأخير الذي وضعته من موقع إسلام ويب.
    - أن هذه العهدة ضاعت أصولها التي من المفترض أن السلف أجمعوا عليها ، و لم تصلنا على وجهها الذي ذكر الإمام ابن القيم أن أئمة الإسلام أجمعوا عليه ، دل على ذلك أنه أتي بصيغ لهذه العهدة متناقضة و أقرها بالصيغة التي اشترط فيها النصارى على أنفسهم بقوله في كتاب '' أحكام أهل الذمة'' : ((وقال الربيع بن ثعلب: حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن سفيان الثوري، والوليد بن نوح، واليسرى بن مصرف يذكرون عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الرحمن بن غنم قال: كَتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى أهل الشام: " بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا كتاب لعبد اللّه عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا: إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا، وشرطنا لكم على أنفسنا ألا نحدث في مدائننا ولا فيما حولها ديراً ولا قلاية ولا كنيسة ولا صومعة راهب " فذكر نحوه.
    وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها: فإن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجُّوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها.))

    و أما ما قرأته آنفا في مقالة الأخ أبو الفداء في الألوكة فلم أجده من كلام ابن القيم رحمه الله فلعله تدليس بعضهم أو خلط بين كلام البعض و كلام ابن القيم رحمه الله :
    "وكل رواية من روايات هذا الأثر لا تخلو من مقال في إسنادها، إلا أن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها" (أحكام أهل الذمة لابن القيم 3/1163-1164).

    فابن القيم رحمه الله تحدث في كتابه و في مقاله عن الشروط و ليس عن الروايات فانظر إلى عظيم الفرق بارك الله فيك و انظر كيف يختلف المعنى 360 درجة باختلاف اللفظ و لو يسيرا و أَسقِطْ هذا على الروايات و كذا على مواقف السلف منها إن كانت هذه الرواية بعينها ما يعنون أم تلك.

    التعديل الأخير تم 01-30-2016 الساعة 12:14 AM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    دراسة للشيخ رمضان الزيان وخلاصتة البحث ان مرويات العهدة العمرية و المخطوطات لا تثبت ولا وثاقة فيها.

    http://resportal.iugaza.edu.ps/artic...9%8A%D8%A9.pdf
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قل حقًا أذل عمر النصارى في العهدة العمرية ؟!

    قالوا : لقد ذكر ابن القيم في أحكام أهل الذمة ، وابن كثير في تفسير آية سورة التوبة 29 الوثيقة العمرية لأهل إيلياء ففيها الظلم بعينه لنصارى القدس.. فهل هذا هو عدل الإسلام ..؟ وهل هذه أخلاق الفاروق عمر الذي فرق الله به بين الحق والباطل..؟.

    جاء في تفسير ابن كثير ما نصه: " عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري قال: كتبت لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين صالح نصارى من أهل الشام:
    بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا ألا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرًا ولا كنيسة، ولا قِلاية ولا صَوْمَعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي منها ما كان خطط المسلمين، وألا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ينزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، ولا نأوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسًا، ولا نكتم غشًا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدًا؛ ولا نمنع أحدًا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم، في قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكُنَاهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور، وأن نجز مقاديم رءوسنا، وأن نلزم زِينا حيثما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وألا نظهر الصليب على كنائسنا، وألا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا، وألا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين، ولا نخرج شعانين ولا باعوثًا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نجاورهم بموتانا، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين، وأن نرشد المسلمين، ولا نطلع عليهم في منازلهم". أهـ

    الرد على الشبهة

    أولاً : إن عمر t قد عمّر الأرضَ عدلاً ؛ لا ظلمًا وجورًا كما يدعي المعترضون في هذه الوثيقة المكذوبة عليه ؛ فلا يصح نسبتُها إليه البتة...
    جاء ذلك من وجهين :
    الوجه الأول : ضعف الألباني إسناد الشروط العمرية في الإرواء (5\103).

    الوجه الثاني: وهو الأمر الغـريب أن المصادر الإسـلاميـة الأولى لم تشـر إلى ذلـك العهد ، فأول مصدر إسلامي أشار إليه هو اليعقوبي ، ثم ذكره بعده ابن البطريق وابن الجوزي ، ومجـير الـدين العليمي ، والطبري ، وكلها روايات متقاربة ، وليس فيها ما جاء في الوثيقة التي ذكرها ابن كثير-رحمه الله- ... وأذكر للقارئ الروايات الصحيحة وأشهرها صحة رواية الطبري - رحمه الله – وهذه هي المصادر كما يلي:

    1- كتاب تاريخ اليعقوبي : ج 2/ ص 46: ذكـر اليعقـوبي (الشيعي )المتوفى عام 284 هـ نصاً مختصراً يقول : " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتبه عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدسِ: إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم، لا تسكن ولا تخرّب، إلا أن تحدثوا حدثاً عاماً, وأشهد شهودا. أهـ

    2- كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق لابن البطريق ج 2/ ص 147: ذكـر أفثيشيوس (ابن البطريق) المتوفى سنة 328 هـ ، نصًا يشبه ما ذكره اليعقوبي: "بسم الله، من عمر بن الخطاب لأهـل مدينـة إيلياء، إنهم آمنون على دمائهم وأولادهم وأموالهم وكنائسهم، لا تهدم ولا تسكن, وأشهد شهوداً". أهـ

    3 -كتاب الإُنس الجليل وتاريخ القدس والخليل لمجير الدين ج ا / ص 255: ذكـر مجير الـدين المتوفى سنة 927 هـ أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما جيء إليه بهذا الكتاب زاد فيه : " ولا نضر بأحد من المسلمين. شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفنا شيئاً مما شرطنا لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا". وأضاف مجير الـدين بأن هذا العهـد قد رواه البيهقي أيضـاً ، واعتمده أئمة المسلمين والخلفاء الراشدون وعملوا به". أهـ

    4- كتاب فضائل القدس لابن الجوزي ص 123-124:
    ذكـر ابن الجوزي المتوفى في عام 597 هـ ما يلي: "كتب عمر (بن الخطاب) لأهل بيت المقدس إني قد أمنتكم على دمـائكم وأموالكم وذراريكم وصلاتكم، وبيعكم، لا تكلفون فوق طاقتكم, ومن أراد منكم أن يلحق بأمته فله الأمان, وأن عليكم الخراج كما على مدائن فلسطين". أهـ

    5- كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – الجزء الثالث – دار المعارف بمصر – القاهرة 1960 / ص 609 :
    "بسم الله الـرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبـد الله أمير المؤمنين عمر، أهل إيليا من الأمـان، أعطـاهم أمـانـاً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم ومقيمها وبريئها وسائر ملتها، إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حدها ولا من صلبانهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكـرهـون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحـد من اليهود، وعلى أهـل إيليا أن يعطـوا الجـزيـة كـما يعطي أهل المدائن (يقصد مدن فلسطين)، على أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغـوا مأمنهم، ومن أقـام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعتهم وصليبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وصليبهم حتى يبلغوا مأمنهم, ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أرضه، فإنه لا يؤخذ منه شيء حتى يحصد حصادهم, وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته، وذمة رسول الله r وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليه من الجزية.
    شهـد على ذلـك خالـد بن الـوليد، وعمرو بن العـاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان. كتب وحضر سنه خمس عشرة". أهـ

    إذًا : العهدة الصحيحة الكاملة هي ما جائت في تاريخ الطبري ، وهي تدل على سامحة الإسلام العظيم وعدل عمر العادل الكريم t..

    ثانيًا : بعد أن بينت أن العهدة العمرية الصحيحة هي ما جاءت في تاريخ الطبري كاملة ؛ أقول : إن ما نقله المعترضون عن ابن كثير لم يُذكر في أي تفسير غيره ، وهذا يدل على عدم شهرتها وصحتها ...
    ولكنني افترض جدلاً صحةَ الوثيقة الذي ذكرها ابنُ كثير منفردًا بذلك عن المفسرين الأُخر ...
    أذكر بداية نص الوثيقة ثم أقوم بتفنيدها – إن شاء الله- الرواية تقول: " كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا، على أنا شرطنا لك على أنفسنا :
    ألا نحدث في مدينتنا كنيسة
    ولا فيما حولها ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب
    ولا نجدد ما خرب من كنائسنا
    ولا ما كان منها في خطط المسلمين
    وألا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار
    وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل
    ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً
    وألا نكتم غشاً للمسلمين، وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا
    ولا نظهر عليها صليباً
    ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون
    وألا نخرج صليباً ولا كتاباً في سوق المسلمين
    وألا نخرج باعوثاً
    قال: والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر
    ولا شعانين ولا نرفع أصواتنا مع موتانا
    ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين
    وألا نجاورهم بالخنازير ولا ببيع الخمور
    ولا نظهر شركاً
    ولا نرغِّب في ديننا ولا ندعو إليه أحداً
    ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين
    وألا نمنع أحداً من أقربائنا أرادوا الدخول في الإسلام
    وأن نلزم زينا حيثما كنا
    وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا
    نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم
    وأن نجز مقادم رؤوسنا ولا نفرق نواصينا
    ونشد الزنانير على أوساطنا
    ولا ننقش خواتمنا بالعربية
    ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف
    وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس
    ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن
    ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة
    وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام
    ونطعمه من أوسط ما نجد". أهـ

    نلاحظ من هذه النصوص: أن أهل الجزيرة هم من كتبوا هذا العهد والشروط على أنفسهم ؛ وذلك من قولهم: " على أنا شرطنا لك على أنفسنا... ".

    ثم ذكروا تلك الشروط... بسبب إعطاء عبد الرحمن بن غنم العهد والأمان لهم , ولأهل ملتهم من قبل....

    وليست هذه هي شروط الخليفة العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t.....

    ونقرأ أيضًا يؤكد ذلك :

    ضمنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق


    نلاحظ : أنهم هم من ضمنوا ذلك علي أنفسهم, بقولهم: "ضمنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق.... ".

    وعليه : فإن الإسلام العظيم دين العدل والكرم والتسامح ، وأن عمر بريئًا من تلكم التهم المكذوبة التي قام بتزوريها النصارى أنفسهم عبر التاريخ لتشويه صورة الإسلام فنُقلت في كتب المسلمين ...

    كتبه / أكرم حسن مرسي
    باحث في مقارنة الاديان

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t196770.html
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي العزيز ابن سلامة أشكرك شكرًا جزيلا على تحملك لي و بذل الجهد في توضيح المسألة بالنسبة لي و أنا ممنون لك كثيرًا , و كذلك أتوجه بالشكر للحبيب خطاب أسد الدين
    القرآن دستوري و منهاج حياتي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وفيك بارك الله اخى وزيادة فى التوضيح ان بعض ما فى العهدة العمرية خاضع للتغيير والسياسة الشرعية كلبس الزناروهدا قد بينه ابن القيم نفسه فى احكام اهل الدمة
    والقاعدة فى التعامل مع الكفروالكفار هو

    ان يكون اﻻسﻻم ظاهر ممكن فى امتداد
    وان يكون الكفر خافت فى صغار وانحسار


    ولدلك يضيق على الكفر حتى ينحسر، ويسمح لللايمان ان حتى ينتشر، وهدا اﻻمرتقوم به العلمانية المعاصرة، ﻻنها تضيق على الدين، حتى حتى ينحسر فى المسجد والكنيسة.

    واما النصارى فىالعهدةيسمح لهم بحريةالتعبد بالبقاء على دينهم ، وبحمايةدورهم واموالهم.

    واما النصارىماكانوا يسمحون ببناء مسجد فىاوروبا، ولعل صدق من قال ان العلمانيةهى من سمحت ببناء المساجد فى اوروبا.

    بل عندما نقضوا العهد فىاﻻندلس هدمواا المساجد واكرهوا المسلمين على التنصر.


    واما منع النصارى واهل الدمة من حمل السﻻح فهو من شروط الخضوع لدولة اﻻسﻻم، ونحن مكلفون بحمايتهم.
    ثم ان اهل الدة لو اتبعوا دينهم لما جاز لهم القتال وحمل السﻻح.


    وأما شرط عدم ايواء المحدثين والمحاربين فحق ور يجادل فيه ما دام التزم بشروط العهدة العمرية.

    واخيران كثير من شروط العهدةخاضع للتغير بحسل المصلحة والسياسة الشرعية كاللباس وركوب الخيل، ولذلك تجد اﻻختﻻف فى تعامل النبى والخلفاء...

    -

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أشكرك جزيل الشكر اخي خطاب . بارك الله فيك و جزاك الله عني كل خير
    القرآن دستوري و منهاج حياتي

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وفيك بارك الله ..

    اعتدر للأخطاء الاملائية بسب الهاتف...
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء