النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حِينَمَـا يُصبِحُ الجهل بالتوحيد مانعاً من موانع التكفير ، تختل المواز

  1. افتراضي حِينَمَـا يُصبِحُ الجهل بالتوحيد مانعاً من موانع التكفير ، تختل المواز

    حِينَمَـا يُصبِحُ الجهل بالتوحيد مانعاً من موانع التكفير ، تختل الموازين . في حين أن الجهل بالتوحيد مانِعٌ من الإسلام، لأنَّ العلم بمعنى الشهادة شرطٌ من شروط تحقُّقِها.


    قال تعالى: { إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ﴿٨٦﴾ سورة الزخرف

    ( إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ ) أي: بلا إله ألا الله (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم.

    قال ابن جرير الطبري(310ه) : ( إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ ) وشهادته بالحقّ: هو إقراره بتوحيد الله, يعني بذلك: إلا من آمن بالله, وهم يعلمون حقيقة توحيده.
    (إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) وهم الذين يشهدون شهادة الحقّ فيوحدون الله, ويخلصون له الوحدانية, على علم منهم ويقين بذلك.

    قال ابن جرير الطبري(310ه) عند تفسير قوله تعالى( ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) : حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيًا, فلقي العدوَّ, وأخرج المسلمون رجلا من المشركين وأشرعوا فيه الأسنّة, فقال الرجل: ارفعوا عني سلاحكم, وأسمعوني كلام الله ! فقالوا: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وتخلع الأنداد، وتتبرأ من اللات والعزى! فقال: فإنّي أشهدكم أني قد فعلت. اهـ
    هذا رجلٌ شَهِدَ شهادة الحق (لا إله إلا الله) عالِماً بمعناها المتمثِّل في ( خلع الأنداد والتبرُّؤ من الآلهة الباطلة).
    فالشهادة لا تسمَّى شهادة إلاَّ عن علم بما شهِدَ به.وهذا من أبين الأدلة على أن العلم شرطٌ من شروط الشهادة.




    قال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ } ﴿١٩﴾ سورة محمد

    قال ابن جرير الطبري(310ه) : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة, ويجوز لك وللخلق عبادته, إلا الله الذي هو خالق الخلق, ومالك كل شيء, يدين له بالربوبية كل ما دونه.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    أكيد يا أخي ، أن شهادة التوحيد لا تقبل إلا بشروطها ، و إطلاق حكم الإيمان بشروطه لكن التكفير أيضا بشروطه لأن بين الإيمان و الكفر مراتب لا يحصي عددها إلا الله. نعم يمكن الحكم بالتكفير على إطلاقه على كل من لم يدن بدين الإسلام هذا بالجملة، لكن على التعيين فيه نظر.
    مثال ذلك الفارق بين الإيمان و النفاق. فلا يجوز إطلاق حكم المنافق على كل من لم تقم به شروط الإيمان حتى من المسلمين بالجملة بحسب الحكم على الظاهر و الأخذ بعموم الأدلة، أما على التعيين فحتى يتبين نفاقه. عدا ذلك ستقع في الخلط في الإصطلاح و ستظلم في الحكم.

    فالقاعدة القرآنية هي : كما أنه ليس كل عالم بالإيمان مؤمن .. ليس كل جاهل به كافر إلا بعد قيام الحجة و ظهور البينة.

    و هذا تفصيل المسألة من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله - في حال الجاهل العاجز الذي لم يبلغه القرآن - من كتاب طريق الهجرتين فصل (طبقات المكلفين) :
    قال تحت عنوان : الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم ...
    ''وأما العاجز عن السؤال والعلم الذى لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده، فهذا حكمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة. الثانى: معرض لا إرادة له، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه. فالأول يقول: يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره، فهو غاية جهدى ونهاية معرفتى. والثانى: راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته، وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق: فالأَول كمن طلب الدين فى الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع فى طلبه عجزاً وجهلاً، والثانى كمن لم يطلبه، بل مات فى شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض.فتأمل هذا الموضع، والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.هذا فى الجملة و التعيين موكول إلى علم الله [عز وجل] وحكمه هذا فى أحكام الثواب والعقاب. وأما فى أحكام الدنيا [فهى جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار فى أحكام الدنيا] لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة.''

    نحن دائما في هذه المسألة نحذر من التعيين في إطلاق التكفير مع أننا نوافق غيرنا في الحكم الإجمالي بكفر الواقع في الكفر تبعا للظاهر و ليس لعلمنا به فالله أعلم به إن كان كافرا حقا أم لا و هل رضي بكفره أم لا و هل كان سيصر على كفره لو بلغته أدلة الإيمان أو لا .. كما و علينا معاملته على أي حال كما نعامل الكافر الأصلي في أحكام الدنيا ليس بقطع رأسه مباشرة و دون قيام الحجة و لكن القصد أن لا يعامل معاملة مسلم أو من أظهر الإسلام.


    التعديل الأخير تم 01-28-2016 الساعة 10:09 PM

  3. #3

    افتراضي

    كلام نفيس للألباني في تعليقه على حديث الرجل الذي أمر أولاده أن يُحَرقوه ثم ينثروه:
    https://books.google.tn/books?id=yXp...%D8%B4&f=false
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    هذا الكلام لابن القيم رحمه الله جواهر و قد بحثت عنه منذ مدة طويلة :
    قال في كتابه '' أحكام أهل الذمة'' ما يلي :
    الوجه الثامن عشر: قوله: " ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافراً أو غير كافر، فإن كان كافراً فإن اللّه حرم الجنة على الكافرين، وإن كان معذوراً بأنه لم يأته رسول فَكيف يؤمر باقتحام النار؟ " .
    جوابه من وجوه: أحدها: أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان، فإن الكفر هو جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة، والإيمان هو تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، وهذا أيضاً مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه، فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفاراً ولا مؤمنين كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.
    فإن قيل: فأنتم تحكمون لهم بأحكام الكفار في الدنيا من التوارث والولاية والمناكحَة.
    قيل: إنما نحكم لهم بذلك في أحكام الدنيا لا في الثواب والعقاب، كما تقدم بيانه.اهـ



    و هذا رابط آخر لمزيد من الفائدة : التكفيــر قبل إقامة الحجة

    التعديل الأخير تم 01-29-2016 الساعة 11:03 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء