من نجوم الفضائيّات الّتي تتغذّى على تزوير العلم، وتشويهه، وإفساده!.
فتحت له القنوات الرّخيصة أبوابها!
وبين الفترة وأختها؛ يخرج علينا بكارثة علميّة مشوّهة!
لم أرَ جهلاً في حياتي مثل هذا الجهل؛ لغة، وتفسيراً، وفقهاً، وفهماً!
--------------------
لنسمع هذا
https://www.facebook.com/mohammad.ja...48/?fallback=1
--------------
إن لفهم معنى الكلمة القرآنية دلائل: دلالة أصل المعنى ويسميها العلماء بالدلالة الجذرية (تتعلق بمتن اللغة).. ثم دلالة صيغية (تتعلق بعلم الصرف أو التصريف).. ودلالة تركيبية (تتعلق بعلم النحو والإعراب). ودلالة سياقية (تتعلق ببيان معنى الكلمة في سياق الكلام)
من بين هذه الدلائل سننظر فقط في الدلالة الجذرية لكل من كلمتي "عُرُبا" و "كواعب". ونبدأ بكلمة: "عُربا".
لقد جاء في لسان العرب لابن منظور قوله: "قال رؤبة يصف نساء: جمعن العفاف عند الغرباء والإعراب عند الأزواج وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع، فقال: والعُرْبُ في عفافة وإعراب. وهذا كقولهم: خير النساء المتبذّلة لزوجها الخفِرة في قومها. والعرابة والإعراب: النكاح وقيل: التعريض به. والعرِبَة والعروب: كلتاهما المرأة الضحّاكة وقيل: المتحببة إلى زوجها المظهرة له ذلك وبذلك فسّر قوله، عزّ وجل: "عربا أترابا". وقيل هي العاشقة له. العُرُبُ جمع عروب وهي المرأة الحسناء المتحبّبة إلى زوجها. وتعرّبت المرأة للرجل: تغزّلت. وأعرب الرجل: تزوج امرأة عروبا."
هذا عن كلمة "عربا". والمراد به: يحسنّ تبعّل أزوجهن. فإذا كانت كلمات التعريب أو التبعّل بحضور الغريب انقلبت الكلمات إلى قبح وفحش وخيانة.
أما عن كلمة "كواعب" فقد جاء في لسان العرب قوله: كعبت الجارية وكعّبت : نهد ثديها. كعّب الثدي: نهد. وقيل: التفليك ثم النُّهود ثم التكعيب. وكعّبت الشيء تكعيبا إذا ملأته. والكُعْبة عُذرة الجارية. وأنشد: ... "كان مختوما ففُضّت كُعبته.
هذا عن كلمة "كواعب" والمراد به: حور أبكار وعذارى لم يطمثهن إنس ولا جان وفي أعزّ ذات زهرة الشباب أي في أحسن تقويم، ممتلئات من دون رَهَل أو انتفاخ.. تبارك الله أحسن الخالقين.
بعد هذا اللمح اللغوي الباصر أعتقد أن الحق قد انصرح عن محضه وتبين أن هناك من يفسر القرآن من دون فقه صادق في لسان العرب فتراه يعطي الكلمة القرآنية معنى من تلقاء نفسه بغير علم فيكون كمن يقول في القرآن برأيه وهواه ترضية لأعداء القرآن والسنة النبوية.

أما قوله بالزواج النفسي
غير الجسدي أو الجنسي فهذا هراء فيه عبث بكلمات الله لا يرضاها ذو حجر. هذا الفيزيائي لم يفقه معنى قوله تعالى في سورة التكوير: " وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ " مع أن الله سبحانه وتعالى قد فصّل هذه الآية تفصيلا واضحا لا تشوبه شائبة وذلك بقوله في سورة الواقعة: " وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً 7 فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 8 وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ 9 وَالسَّابِقُونَ".
فالمراد هنا من التزويج هو التصنيف. أي كنتم أصنافا ثلاثة: صنف أصحاب اليمين وصنف أصحاب الشمال وصنف السابقين المقربين. فالدلالة الجذرية تقول في لسان العرب بأن أصل المعنى لكلمة "الزوج" هو الصنف والنوع.
وأما قوله تبارك وتعالى في سورة الدخان:
" كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ"
فهذا يعني مما لا يشك فيه راشدان زواج الذكر بالأنثى زواجا جسديا.
وبهذا الوضوح الواضح ينهار تفسير هذا الفيزيائي المكذب بحقيقة الزواج الجنسي الجسدي في جنة الخلد والمكذب بحقيقة عذاب القبر التي جاء بها القرآن وفسرتها السنة النبوية .. نسأل الله لنا وله الهداية والتوبة والمغفرة والفقه الصادق في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

د / عبد الر حمن السعدى