صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 61

الموضوع: السماوات السبع علميا ..

  1. #16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة


    أنا أميل جدا إلى فكرة أنّ السماء في القرآن وردت في أكثر من معنى ؛ فهذا التمييز يساعد على فهم أكبر عدد ممكن من الآيات القرآنيّة ...
    و هذا الطرح القرآني نجده في العديد من القضايا ، مثل قضيّة الهداية ، و قضيّة الجنّة و غيرها من القضايا ! ففي قضيّة الجنّة مثلا ، نجد في سورة الرحمن قوله تعالى : " و لمن خاف مقام ربّه جنّتان " ، وقوله أيضا : " و من دونهما جنّتان " . فهنا نستنتج أنّ هناك 4 جنّات ! و الجنّة عموما موصوفة في القرآن بقوله تعالى :" و سابقوا إلى مغفرة من ربّكم و جنّة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتّقين " . فهنا أمامنا خيارين أساسيّين : الخيار الأوّل : أنّ هناك أربع جنّات منفصلة ، كلّ جنّة منها عرضها السماوات و الأرض ! الخيار الثّاني : هناك جنّة واحدة كبيرة عرضها السماوات و الأرض ، بداخلها أربع جنّات لكلّ مؤمن. و بالتالي تكون الجنّات الأربع جزء من الجنّة الواحدة الكبيرة ، و ليس أنّ الآيات القرآنيّة تصف أحد تلك الجنّات الأربعة منفصلة و مستقلّة عن الأخرى ....
    هذه الطريقة في الفهم ، يمكن استخدامها لفهم السماء و السماوات السبع ، باعتبار السماوات السبع جزء من السماء . فتكون السّماء بالمفرد لها المعنى العام ، و السماوات السبع بالعدد لها معنى خاص ...

    و أعتقد أنّ هذه التوطئة هي الأرضيّة الصحيحة لبحث هذه المسألة ، للوصول إلى الفهم الصحيح الدقيق لمراد الله في آياته القرآنيّة ...
    و يمكن تلخيص مفاتيح الحلّ في ثلاث نقاط أساسيّة :

    النقطة الأولى : السّماء إذا جاءت بالمفرد عموما فتعني العلوّ . ففي قوله تعالى : " و أنزل من السّماء ماء " البقرة 22 ، لا يمكن فهمها على أنّها الفضاء الكوني الذي يحوي المجرّات و النجوم ! فالمطر لا يأتي من الفضاء الخارجي بل من الغلاف الجوّي للأرض ! فصار لزاما فهم السماء من خلال سياق الآية ذاتها .. من هنا نخرج بالفائدة الأولى و هي : أنّ القرآن الكريم يستخدم لفظة " السّماء " بالمفرد للتعبير عن العلوّ في العموم ، فكلّ ماهو في العلوّ فهو في السّماء . و بالتالي و حيث أنّ المطر يأتينا من العلوّ فهو يأتينا من السّماء . و حيث أنّ الله في العلوّ عن خلقه ، فهو في السّماء ، كما قال تعالى : " أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " الملك :16 . ولا يصحّ أن نقول بأنّ الله في السماوات ، فالله في السّماء وليس في السّماوات !

    النقطة الثانية : السّماوات إذا جاءت بالجمع ، فقد تذكر بالعدد أو بدون عدد . و قد تأتي السموات مقرونة بالأرض أو بغير الأرض. و أعتقد أنّ مفتاح حلّ هذه النقطة هي الآية القرآنيّة القائلة : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "، البقرة:22. فقبل أن تكون هناك سبع سماوات كانت هناك " السّماء " . و السّماء هنا ليس بمعناه العام بمعنى العلو ، بل له معنى خاص ، فهو كيان حقيقي موجود مكوّن من دخان . كما بيّنت الآية الأخرى : " ثم استوى إلى السّماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " . فصّلت:11. و عليه ، فالسّماء الدخانيّة التي منها خلقت السماوات السبع يمكن اعتبارها تمثّل الفضاء الكوني الذي يسع كلّ الأجرام السماويّة . و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل السماوات السبع التي خلقت من السماء الدخانيّة أصغر من أمّها فتكون داخلها ، أم أكبر من أمّها فتكون خارجها ؟! جواب هذا السؤال فهو مفصل مهم في القضيّة . فالأحاديث تقول بأنّ السماء الثانية أكبر من الأولى ، بل السماء الأولى بالنسبة للثانية كحلقة في فلاة ! و هذا يلزم أن تكون السماوات الست خارج عالمنا المشاهد ! و إن لم تكن تلك الأحاديث صحيحة ، فهنا يجعل من احتمال أن تكون السماوات السبع بداخل عالمنا المشاهد احتمالا واردا جدا . و حينها تكون تفسيرات الغلاف الجوّي قويّة جدا و معتبرة .

    النقطة الثالثة : السّماء بالمفرد و لكن بمعنى خاص ! فقد تأتي السّماء بالمفرد و لكن ليس بمعنى العلوّ فقط ، بل بمعنى أخصّ من ذلك . حيث تتحدثّ الآيات عن السّماء باعتباره كيانا موجودا . مثل قوله تعالى : " و جعلنا السّماء سقفا محفوظا و هم عن آياتها معرضون " ، الأنبياء:32 . وقوله تعالى : " يوم نطوي السّماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أوّل خلق نعيده " الأنبياء : 104 . و الراجح هنا أنّ السّماء المقصودة هي السّماء الدخانيّة الأوليّة التي منها خلقت السماوات السبع ، و التي تمثّل السقف الخارجي للعالم المنظور . و بالتالي لا يكونّ طيّ السماء هو طيّ لباقي السّماوات إلّا إذا كانت باقي السماوات تقع داخل السّماء المطويّة لا خارجها !
    و بالتالي ،، نقطة البحث الجوهريّة التي تحتاج إلى إعادة قراءة و استقراء و تدبّر هي الفصل بين السّماء التي وصفها القرآن بأنّها سقف محفوظ و بأنّها ستطوى و بأنّها بناء و بأنّها من دخان ، و بين السّماوات السبع التي خلقت منها . و بعد الفصل يجب تحديد هل السماوات السبع داخل السماء السقفيّة أم خارجها !!؟؟!!
    و بعد تحديد إجابات واضحة لهذا السؤال ، يمكن بسهولة بعد ذلك الجمع و التمييز بين المحاولات المختلفة لتفسير الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و عن السّموات السبع ...
    استدلال منطقي وتدبر جميل وأسلوب مرتب وميسر
    بارك الله فيك

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    كلامك هنا في المقدمة أعلاه أراه واسعا فضفاضا و إن كان صوابا من حيث المبدأ ستجرنا بعيدا عن دائرة نقاشنا و عن الأدلة الواضحة التي سقتها لك و التي كان من المفروض أن تنقضها بأدلة عندك لا بكلام عام و قواعد كبرى نتفق عليها أنا و أنت.
    ثم أنت بهذا الكلام العام سينضوي تحتك كل من شاء القول برأيه في تفسير الآيات بحجة أن الأوائل لم يفهموها على وجهها و أن الآخر سيفهمها من خلال تقدم العلم و الكشوف العلمية دون أدنى اعتبار لقواعد التفسير و من ذلك تفسير القرآن بالقرآن و بالسنة و بأقوال الصحابة و بلغة العرب. و تجعل من الكشف العلمي كأنه تفسير جديد لآيات القرآن التي تخبر عن بعض أسرار الكون و بذلك تسمح لنفسك بتخطئة السابقين حتى في معنى اتفقوا عليه حين تخالفهم و ترى أن تفسيرك متوافق مع العلم ...
    و نحن نقول دائما أن تفسير السابقين للقرآن الكريم في المسائل الغيبية قد استوفى الفهم الصحيح (العلمي) و ليس التأويل الصحيح (العيني) و فرق بين هذا وذاك، فمعاني القرآن لا تفيد الظن حتى يقال إن هناك مجالا لرأي جديد في فهم القرآن .. بحيث إذا ما اتهت فهمهم بالجملة في تفسير مسألة من المسائل الغيبية و رُحت تفسرها بما لم يرد فستُقَعِّد بذلك لفهم جديد لنصوص الوحي القرآني بناء على كشوف العصر و تصرفها عن ظاهرها و تشط عن معانيها التي عهدها العرب و التي نزلت بلغتهم و ستقع حتما في معارضة النصوص مع بعضها أو مع السنة الصحيحة الصريحة.

    من الواضح جدا أنّ هناك مدرستين مختلفتين تماما بل متعارضتين في منهج التعامل مع الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن عالم الشهادة !
    المدرسة الأولى تقول : لا يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
    المدرسة الثانية تقول : يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
    و حقيقة أنا أتعجّب من أصحاب المدرسة الأولى !!!
    فالمتأمّل للقرآن الكريم سيجد آيات كثيرة تدعو إلى قراءة الواقع ، مثل قوله تعالى : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " . العنكبوت:20 . و قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنّه الحق " . فصلت : 53.. و غيرها الكثير و الكثير من الآيات .. فالآية الأخيرة تقول بأنّ الله سيرينا آياته ، فهل توقّفت هذه الإراءة عند الأجيال السابقة أم أنّ هذه الإراءة مستمرّة ! إن كان الأوّل فلا بدّ من دليل صريح لهذا التوقّف ، و إن كان الثّاني فيلزم من ذلك تراكم البيان . فيكون اللاحق قد تبيّن له الحقّ أكثر من السابق ، باعتبار أن اللاحق اعتبر مما تبيّن للسابقين و زاد عليهم بما فتح الله عليهم من إراءة ... كما أنّ الآية الأولى تأمر بالسير في الأرض للنظر في كيفيّة بداية الخلق . فإن قلنا بأنّ السابقين أتمّوا معرفة كيف بدأ الخلق ، فمعنى ذلك أنّه لا جدوى من السير في الأرض ، باعتبار أنّ السابقين قد ساروا و أنهوا المسير ، و لم يعد هناك مسار لكي نسير نحن فيه !!!
    و أعتقد أنّ سبب الخطأ الواضح عند أصحاب المدرسة الأولى هو خلطهم الكبير بين عالم الغيب و عالم الشهادة !
    فالله سبحانه و تعالى قد وصف نفسه قائلا : " عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال ". الرعد: 9 ، و لكنّ الله حين يريد أن يؤكّد تفرّده في العلم يؤكّد علمه للغيب ، كما في قوله تعالى : " قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلّا الله و ما يشعرون أيّان يبعثون ". النمل: 65 . و حيث أنّ الأصل أنّه لا أحد يعرف الغيب إلّا الله ، أصبح دور المؤمن هو تصديق الله فيما يخبره لنا عن عالم الغيب . لذلك ميزة المؤمن هو إيمانه بالغيب ، كما قال تعالى : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين . الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و ممّا رزقناهم ينفقون ". البقرة : 2-3 ..و لا نجد في القرآن مدح للمؤمنين باعتبارهم يؤمنون بالشهادة ! ذلك أنّ عالم الشهادة يستطيع الإنسان معرفته حتى بدون إخبار الله له ، فإن وافق إخبار الله ما توصّل إليه الإنسان من استقراء لعالم الشهادة ، حينها يتبيّن له أنّه الحق ، فيتأكّد من صدق الله في إخباره عن الغيب ، بدليل صدقه في إخباره عن الشهادة ...
    و ملخّص تعريف عالم الغيب و عالم الشهادة باختصار كالآتي :
    عالم الغيب : هو كلّ ما تعجز حواس الإنسان و مداركه من الوصول إلى معرفته. و بلغة الفلسفة : ما لا يملك الإنسان مصادر معرفته .
    عالم الشهادة : هو كلّ ما تستطيع حواس الإنسان و مداركه الوصول إلى معرفته . و بلغة الفلسفة : ما يملك الإنسان مصادر معرفته .
    و حيث أنّ الإنسان لا يملك أن يعرف صفات الله ، و الكائنات الغيبيّة كالملائكة و الجنّ ، و ما يكون بعد الموت من برزخ و قيامة و جنّة و نار ، ما يوجد خارج الكون المشاهد .. فلا مجال لمعرفة هذه العوالم إلّا بإخبار الله لنا عن طريق الوحي بكلام الله أو بكلام رسوله . و بالتالي لا يتصوّر أن يفهم اللاحقون إخبار الله عن عالم الغيب بأفضل من فهم المعاصرين لرسوله . فلا يُتصوّر أن يفهم اللاحقون صفات الله و ملائكته و الجنّة و النّار و غير ذلك من أمور الغيب ، بأفضل من السابقين . لذا فالأسلم و الأصوب هو أن نعتقد في عالم الغيب بما كان يعتقده سلف الأمّة ، في صفات الله و الجنّة و النّار و غيرها من أمور الغيب .
    أمّا عالم الشهادة فالأصل هو أن يسير الإنسان في الأرض و يستقرئ الواقع كما هو ، فإن توصّل إلى قراءة صحيحة للواقع الخارجي ، فسيجد آيات الله القرآنيّة مؤكدّه لما توّصل إليه من نتائج. و بالتالي لا وجه لأن نحصر أنفسنا بأفهام السابقين .
    و بالتالي عندما نقرأ قوله تعالى : " أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون". الأنبياء: 30 ، لا يصح القول بأنّه يجب أن يكون الفهم الصحيح للآية أحد الأفهام الخمسة التي طرحها السابقون !! بل قد يكون أحد الأفهام الخمسة صحيح و قد يكون الفهم الصحيح فهما سادسا لم يطرحوه هم ، و نطرحه نحن من خلال علم الكونيّات التي تدرس تاريخ الأرض و الكون.
    أمّا قولك بأنّ أصحاب المدرسة الثانية سيفسّرون الآيات برأيهم كما يشاؤون ، فهذا غير صحيح .. فهناك ضوابط واضحة للتفسير.
    ضوابط التفسير الجديد :-
    أولا : أن يكون موضوع الآية متعلّق بعالم الشهادة . فلا يصح أن يأتي أحدهم و يفسّر قوله تعالى : " الرحمن على العرش استوى " بتفسير جديد علمي ! إذ الآية تتحدّث عن عالم الغيب و ليس عالم الشهادة !
    ثانيا : أن يكون التفسير لا يتعارض مع آية قرآنية أخرى ، بل منسجما مع مختلف الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن المسألة !
    ثالثا : أن تكون مفردات اللغة العربيّة تقبل هذا التفسير و تحتويه !
    رابعا : أن يكون التفسير منسجم مع الحقائق العلميّة أو النظريّات العلميّة المعتبرة ، و ليس مبنيّا من فرضيّة علميّة غير معتبرة !
    فإن استطاع علماء العصر الحالي أو العصور اللاحقة تحقيق الشروط ، فليس هناك دليل أنّ تفسير السابقين أصحّ من تفسير اللاحقين ، حتى نقيّد اللاحقين بقيود السابقين إلى يوم القيامة .. !!!

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله، تقول أخي كريم :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.kareem مشاهدة المشاركة
    هذا معلوم للجميع سواء علميا أو من خلال القرآن الكريم .. ولكن طبعا لك أن تستمر في اثبات وجود السماوات والكون الشاسع كما شئت هذه حرية شخصية

    لا أخي الكريم، ليست حرية شخصية ، و لا أدري من أين جئت بهذا الكلام، فليس لي و لا لك الحق في أن نتكلم في الدين بغير علم و نقول على الله في كتابه أو أفعاله ما لا نعلم، اللهم إلا أن تكون تتحدث بمعزل عن كلام الله و كلام رسوله و لا تنسب إلى مقاصد الوحي شيئا من الرأي المحض، و دون أن يترتب على ذلك عقيدة أو تشريع، فهذا لك فيه كل الحرية بينك و بين نفسك !!

    وقصدت انه يمكن أن نستنتج ذلك من خلال ثلاث أو أربع آيات فقط وليس بالطبع أن تكون جميع آيات السماوات وعددها يفوق الثلاثمائة آية تتحدث عن ذلك
    وقد يكون هذا الاستنتاج صحيح أو غير صحيح

    هذا لا يظهر من عنوانك على ما أعتقد يا أخي كريم و لا من مداخلتك، فأنت تحدثت عن السموات السبع إجمالا و جئت بهذا اللفظ سبع مرات على الأقل، عدا التأكيد على نفس المعنى في مشاركتك الثانية، عدا الفيديو الذي ينتصر لهذه الفكرة على أنها إحدى المسلمات عند المسلمين مع أنه لم يرد ما يشير إليها في القرآن الكريم و لا السنة لا تصريحا و لا تلميحا و ما هي إلا قول محدث لم يقل به سلف و لا خلف، و على أساس ذلك كان ردي !!

    أكثر ما أثار اندهاشي فعلا هو تمسكك بآراء السابقين في مجال الاعجاز العلمي والذي قال فيه الله سبحانه وتعالى ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) فلا تعليق !

    لا يا أخي علق لماذا تتوقف عن التعليق ؟ لا تعتقد أخي كريم أنك بكتابتك لسطرين و استشهادك بآية تكون قد وفيت و أقمت الحجة على العالمين، فالموضوع أكبر بكثير !
    الموضوع يتحفظ فيه حتى الباحثون القائمون على دراسة و بحث الإعجاز العلمي تحفظا شديدا و ليتك قرأت عن شيء من هذا التحفظ من خلال الضوابط الحرجة التي وضعوها للقول بأي إعجاز علمي، حتى إنهم قسموا بين إعجاز علمي و تفسير علمي ، و جعلوا للتفسير العلمي أيضا ضوابط. فلا بد أن يراعى في كل تفسير موافقته لمجمل آيات القرآن و أن لا يعارض نصا من نصوص الوحي مطلقا و أن لا يعارض اللغة و لا إجماع السلف. و قد كان الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه نفسه من كبار المتحفظين و المتورعين في التفسير العلمي للقرآن و كثيرا ما نبه إلى ذلك في تفسيره.
    هذا أحد المراجع لبيان ضوابط الإعجاز :
    الإعجـــاز العلمي .. ضوابط وحـدود

    و أنت أخي للأسف تحسبها آراء شخصية و كأننا نخوض في نظرية أو فلسفة أو فكر أو مذهب من المذاهب الإنسانية و ليس في تفسير كلام الله العظيم المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و كان السلف و بعدهم الخلف يتورعون أشد التورع عن القول فيه بمحض آرائهم ، هذا أكبر خطأ و هو أكبر من الخطأ الوارد في الموضوع نفسه بكثير. لأنه خطأ منهجي و ليتك أخي قرأت مشاركتي الأخيرة و بتمعن فبذلك كنت لتكفيني عناء الرد مجددا.

    و قول الله تعالى (لتعلمن نبأه بعد حين) و مثله قوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم) قد نزل فعلا في ما يستجد من آيات الله الكونية و في الأرض و الإنسان في مستقبل الزمان و لكن بشرط أن يتناسب تنزيله و إسقاطه مع مجمل القرآن و صحيح الحديث و مع ما اتفق معظم السلف و الخلف على فهمه و إقراره لغة و اصطلاحا من معاني الآيات و وفق الضوابط التي ذكرنا و ليس وفق أهواء فلان و علان ممن لا علاقة له بالعلم و يهرف بما لا يعرف.

    و إن أكبر خطأ يترتب على تفسير القائل بأن القرآن و السنة يعنيان بالسموات السبع طبقات الغلاف الجوي بحجة أنه يحفظ الأرض من الشهب أو أشعة الشمس أو حجة العدد المكتشف من هذه الطبقات مع أن هذا العدد نفسه متكرر في خلق لله كثير و سبق أن أشرنا إلى هذه الحقيقة في موضوع سابق بعنوان '' الرقم 7 و القرآن العظيم : كشوف إعجازية جديدة'' :
    تقزيم النظرة إلى الكون و ما خلق الله من شيء و إلى عظمة الله تعالى المتمثلة في خلقه للأمور العظام .

    و بإمعان النظر في الآيات التي تحدثت عن السموات السبع تحديدا و هي سبع آيات و أيضا في النصوص الحديثية الصحيحة الصريحة كنا هذا النقاش لينتهي قبل أن يبدأ.
    فإني مع كامل احترامي، لم أعلم و الله أسخف من هذا الرأي القائل بأن طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع في القرآن الكريم و التي خلقها الله مع الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ، و أوحى في كل سماء منها أمرها و ورد في آية صريحة بعد ذكر خلق السموات السبع اختصاص الله السماء الدنيا بمصابيح. وخلقها مبنية بقوة طباقا و شدادا. و عرج بنبيه خلالها و رآى فيها من آياته الكبرى و لم يقل أحد من السلف أنها غير مادية ليقال إنها لا ترى بل جاء القرآن صريحا بأننا نراها مرفوعة بغير عمد ليس فيها اضطراب و لا اختلال من قوة الجذب التي خلقها الله فيها و كذا قوانين فيزيائية جد معقدة حتى إن الذي يعرج فيها إلى الله تعالى يلزمه 50000 سنة ، و أنتم ترون أن الإنسان يقطع الغلاف الجوي في دقائق !!.

    هذا عدا سمك الغلاف الجوي الذي لا يصل في نسبة ارتفاعه بالكيلومترات إلى قطر الأرض حتى 10 بالمائة أو أقل، و أنت تراه بأم عينيك في صور الأقمار الصناعية بمثابة قشرة، هذه نسبته إلى الأرض فكيف إلى السموات !!
    هذا عدا التداخل الذي عليه طبقات الغلاف الجوي فلا ينطبق عليه وصف الطباق كما جاء في الموسوعة الحرة :
    : يتكون الغلاف الجوي من ست طبقات رئيسية تتداخل في بعضها مما يجعل الفصل بينها غير ممكن تقريبًا اه

    وعدا الصفات التي ذكرناها بأن السماء بناء محكم و ليس هواء

    عدا ما ذكر في آيات على أنها مرئية على الأقل سمائها الدنيا إلى الأرض، و الغلاف الجوي ليس منه شيء مرئي إطلاقا.
    {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3]
    فلماذا بالله عليكم تذرون محكم الآيات و تخوضون في ما لم يقم عليه دليل من الكتاب و لا السنة حتى دون حاجة للعودة إلى تفسير الآيات عند السلف فالقرآن هنا فسر نفسه و الأحاديث تزيده تفسيرا و وضوحا كحديث المعراج الذي يحوم أخونا أبو عمر حول تضعيفه. و هو متواتر :

    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=95218

    فالمرجو أخي عند الخلاف أيا كان هو الحوار و المناقشة و بيان الرأي ، فلن تجد إقصاء من قبلنا بحمد الله، و لا تعصبا إلا للحق ، و إني لأرجو أخي كريم أن تتابع ردودي على الأستاذ أبو عمر باهتمام ، أسأل الله لي و لك التوفيق و السداد، و إذا كانت لديك إضافات أو تعليقات فأهلا بها و مرحب.
    التعديل الأخير تم 03-16-2016 الساعة 12:21 PM

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرد على القسم الثاني من مداخلة أخي أبو عمر النفيس برقم #13 :

    ثانيا : في محاولتك يا أخي ابن سلامة الردّ على الإشكال الأوّل وقعت في تناقض ! فأنت قلت بأنّ الأراضين السبع ليست طبقات جيولوجيّة ! و في نفس الوقت تؤكّد أنّ الأراضي السبع تنتمي إلى الأرض !! و هذا القول فيه تعارض ؛ فالأراضي السبع التي تنتمي إلى الأرض لها أحد خيارين لا ثالث لهما : الأوّل : أنّها فوق سطح الأرض ! الثّاني : أنّها تحت سطح الأرض ! و حيث أنّك ترفض الطبقات الجيولوجيّة ، فأنت ترفض كونها تحت الأرض . فكلّ ما يقع تحت الأرض يعتبر في الطبقات الجيولوجيّة ، بما فيها الطبقات تحت المحيطات ! و لا أظنّك تقول بأنّ الأراضي السبع هي القارات السبع فوق سطح الأرض ! فلم يعد لك خيار إلاّ أن تقول بأنّه في باطن الأرض ، وبالتالي فهو جزء من علم الجيولوجيا التي تدرس ما تحت الأرض ! و من ثمّ ،، تتكلّم عن الأرض و كأنّه في عالم الغيب ! بينما كوكب الأرض الذي نعيش فيه ينتمي إلى عالم الشهادة ، حيث أصبحنا نعلم قطر الأرض و حجمه و مساحة الياسبة و مساحة الماء ، و نسبة كلّ منهما بالنسبة للأرض . فكيف يمكن التوفيق بين الحقائق العلميّة و بين بعض الروايات التي تقول بأنّ الأراضين السبع عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض ، المسافة بين كل طبقة و الأخرى ، كالمسافة بين السماء الأولى و السماء الثانية !! أي 500 عام ! و هذا سيجعل حجم الأرض و قطره و عمقه أكبر بكثير من الواقع و الحقائق العلميّة ... أليست هذه مشكلة عويصة تفرض علينا تضعيف بعض تلك الأحاديث ؟؟!!!

    و سأحاول الرد إن شاء الله على هذا الجزء نقطة نقطة :

    أخي الفاضل أبو عمر،
    ليس هناك و لله الحمد أدنى تناقض، ما قصدته هو أن السبع أرضين ليست هي الطبقات الجيولوجية تحديدا ، أولا لأنه لا يمكننا الجزم بذلك في حدود معطيات العلم الحديث، و ثانيا لامتناع الوصف و المطابقة بين ما اكتُشف و بين المنصوص عليه من وجوه، و إليك بيان ذلك :

    أولا : فالطبقات الجيولوجية مختلف فيها بحسب المواقع العلمية هل هي 4 أم 5 أم 6 أم 7 و هناك طبقتان يقسمونهما إلى طبقتين أخريين، و هذه تقسيماتهم و ليست تقسيمات قرآنية بحيث قد يستجد علينا تقسيم آخر، و مع ذلك ليس هناك حتى الآن ما يثبت عددها علميا، لأن الوسائل المعتمدة في ذلك هي وسائل قياس بالاعتماد فقط على علم الزلازل و ليس بالدخول إلى باطن الأرض فهذا مستحيل على الأقل في وقتنا، فإذن هي وسائل قياس لا مشاهدة ، و في ذلك قال ''هنري ديك'' عالم الجيوفيزياء في معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات، بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ؛ في تصريحات صحفية أن الوصول لهذه الحدود العميقة للأرض هو أحد المساعي الكبرى التي يسعى لها العلم خلال القرن الحادي والعشرين. بعض العلماء يشبه إمكانية الوصول إلى طبقة موهو وأخذ عينات للصخور منها، بإطلاق المكوك الفضائي أبوللو إلى القمر والعودة بعينات جيولوجية منه. لكن المشكلة هنا أن الوصول لهذا العمق أكثر صعوبة بكثير من وصولنا إلى سطح القمر!

    المصدر و هو حديث العهد
    https://www.sasapost.com/penetrating-earth-crust/

    بل إن البشر لا يدرون على وجه الدقة و اليقين حتى بتفاصيل أعماق المحيطات ليحيطوا علما بتفاصيل أعماق الأرض فلا داعي للتحدث عن معطيات العلم بثقة زائدة كأنها معطيات الوحي !

    الشاهد : ليس كلما جاءنا العلم باكتشاف جديد نسابق إلى مطابقته لما في القرآن الكريم دون نظر في الحيثيات و دون دراسة معمقة، إلا أن يكون في القرآن دلالة قاطعة على مطابقة الكشف من جميع الأوجه، فلا نقول بالتطابق من باب الظن و حسب.
    لماذا ؟ لأن العلم مهما تقدم فلن يتقدم بين يدي العلم الإلهي و هو قد يكون شاهدا نعم لكن عندما تكتمل الصورة و لا يكون هناك مجال للشك أو التردد في قبول التفسير العلمي.

    أمثلة على الآيات و الأحاديث ذات التفسيرات العلمية التي لا تقبل الشك :

    الكون كان دخاناً :
    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/...01-17-14-04-08
    توسع الكون :
    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/.../391------2011
    الصفة الدقيقة للشمس و القمر :
    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/...04-17-12-37-26
    خلق الانسان :
    http://quran-m.com/quran/article/286...الأدلة-العلمية
    موعد تحرك الجنين :
    http://quran-m.com/quran/article/265...ين-معجزة-علمية
    قبلة مسجد اليمن :
    http://quran-m.com/quran/printarticles/2250
    تمدد الكون :
    http://quran-m.com/quran/article/2852/تمدد-الكون
    مرور البرق ورجوعه :
    http://quran-m.com/quran/article/266...عه-معجزة-نبوية
    تميز بول الغلام الرضيع :
    http://quran-m.com/quran/article/272...النبوة-الخاتمة
    نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ :
    http://quran-m.com/quran/article/255...بَةٍ-خَاطِئَةٍ
    الحجر الصحي :
    http://quran-m.com/quran/article/2533/الحجر-الصحي
    حديث الثلث :
    http://quran-m.com/quran/article/213...-في-حديث-الثلث
    الحاجز بين بحرين :
    http://quran-m.com/quran/article/293...برزخ-لا-يبغيان
    البحر اللجي :
    http://quran-m.com/quran/article/257...-لجي-يغشاه-موج

    ثانيا : امتناع الوصف و المطابقة
    علاوة على ما ذكرنا فقد اكتشفوا أن هناك طبقتان جيولوجيتان سائلتان مائعتان و لا يصح أن تسمى هاتان الطبقان أرضا فهذا يتنافى مع اللغة و الاصطلاح، و هاتان الطبقتان هما :
    الأولى : نطاق الضعف الأرضي (Asthenosphere)، ويمثل النطاق الفوقي من أوشحــة (Upper Mantle)، ويمتد من عمق 65 كم إلى عمق 700 كم في داخل الأرض، وهو في حالة مائعة، لزجة، شبه منصهرة، تحت ضغط عال، وفي درجة حرارة قريبة من درجة الانصهار، مما يؤدي إلى سلوك المادة فيه سلوكًا مرنًا.
    الثانية : اللب الخارجي للأرض (Outer Core)، ويتكون من مواد سائلة تتركب أساسًا من الحديد والنيكل وقليل من الكبريت (أو السيليكون)، ويمتد إلى عمق 5200 كم، ويطلق عليه اسم اللب السائل أو اللب المائع (Liquid or fluid core).
    فالأرض أرض و البحر بحر و النار نار ، لكل هذه المسميات معنى واضح منفصل في اللغة العربية و في اللغات العالمية فينبغي عدم الخلط بينها خاصة عندما نريد إسقاط نص قرآني أو حديثي فلا نحمله من المعاني ما لا يحتمل.
    و من هنا يتضح لك خطأ التسرع في كثير من التفاسير الحديثة للقرآن الكريم تفسيرا علميا دون التدقيق في الفروقات اللغوية و الاصطلاحية و العلمية.

    هذا مع انتفاء التطابق التام أيضا من جهة الإحكام في الخلق، فالطبقات المكتشفة بحسب معطيات العلم لا تماثل السموات في تراصها و ترتيب بنائها على وجه الدقة و الإحكام، فطبقات الأرض الموصوفة علميا – أو لنقل حسب فرضية العلم الحديث هذا أصح - متداخلة مع بعضها وعلى مستويات و أبعاد و أحجام غير متزنة و لا متناسقة كما في الصورة :



    و عليه قلت بداية إن من التكلف إسقاط معنى السبع أرضين في القرآن و الحديث على الطبقات الجيويوجية.

    و طبعا يبقى الإشكال مطروحا حول ماهية السبع أرضين المذكورة في القرآن و الحديث و عن أماكنها و أبعادها من الأرض و حتى الآن لم أتطرق إلى إجابة هذا الإشكال، فأقول مستعينا بالله :

    أولا : نحن نؤمن بوجود سبع أرضين كما أخبرنا ربنا جل و علا و رسول ربنا صلى الله عليه و سلم الصادق المصدوق فيما صح عنه.
    ثانيا : نؤمن بأن هذه السبع أرضين ليست منفصلة عن الأرض أو متمثلة في سبع كواكب لأن هذا يتعارض مع النص المحكم الصريح عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري
    و قد نسيت فعلا أن أستشهد بحديث آخر صحيح و هو أصرح في هذا الباب ، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين)). أخرجه البخاري
    ما يدل على أن الارضين السبع متصلة لا منفصلة و أنها تنتمي كلها إلى المجال الأرض. كما أن السموات السبع تنتمي جميعها إلى السماء.
    ثالثا : بالنسبة لإسقاط معنى السبع أرضين على الطبقات المكتشفة ، ما دام ليس لدينا حتى الآن وصف دقيق سواء شرعي نصي قرآني أو حديثي يخبرنا عن كيفية و ماهية الأرضين السبع و لا وصف علمي في الجهة الأخرى يخبرنا عن وجود طبقات أرضية تتطابق في وصفها من جميع الأوجه مع الوحي فإننا نتوقف و نمر النصوص كما جائت لا نصرفها عن ظاهرها و نسلم و لا نخوض فيما لا علم لنا به. لكننا نتمسك بالمحكم و لا ندعه باتباع المتشابه الذي لم تصل إليه علومنا و مداركنا.
    فالله أعلم بما خلق و أعلم بما أخبر.

    و هنا لا يضيرنا قول من قال : كيف تكون السموات بأبعاد خيالية إزاء سبع أرضين لا تشكل سوى نقطة تافهة في هذا الكون مترامي الأطراف، هنا نستحضر خلق الإنسان نفسه و أن حقارة حجمه لا تؤثر بحال في ذات القيمة التي الكبرى التي منحها الله له.

    و قد قال الله تعالى ردا على أمثال هؤلاء الذين يستصغرون شأن بعض مخلوقاته لوجود ما هو أعظم خلقا :
    ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ) [البقرة:26]

    فاسمع إلى عجائب البعوضة التي لا تساوي شيئا بمقاييسنا نحن فضلا عن المقاييس الكونية حين نتكلم عن الأبعاد :
    https://www.youtube.com/watch?v=Mt-2MW2_3Ao

    و معلوم أن الله تعالى يخلق ما يشاء و يختار و أنه اختار الأرض لعباده بل لصفوة خلقه فقيمتها المعنوية لذلك أعظم عند الله من قيمة أكبر الأجرام السماوية و التي لا تضاهيها حجما بنسب خيالية.

    و تتمة للرد على هذه النقطة أستذكر ما قلته آنفا :
    فلا نعلم للأبعاد عند الله تعالى قيمة مضافة حين يتعلق الأمر بإظهار بديع صنع الله أو في أفعال الله التي نعلمها كالإختيار و التكليف فهذا الإنسان على حقارته في الكون أمره عظيم ، و هذه الأرض أيضا على تناهي صغرها بالنسبة إلى المجرات و فضاءات الكون الواسعة بل الخيالية لها عند الله شأن عظيم، بل لقد اكتشف الإنسان نفسه و هو المخلوق من حيوان منوي غير مرئي كيف خلق الله عجائب فيه و في الكائنات حوله متناهية في الصغر و أفاضت علوم في الحديث عنها كعلم الفيزياء و البيولوجيا و غيرها على مستويات جزيئية بل نانومترية، مما لا عبرة معه بربط القيمة بالحجم أو البعد.
    و كذلك جاء في الأخبار عن النبي صلى الله عليه و سلم أن في الأرض التي تُقلّنا عجائب غير مرئية لنا من ملائكة و جن و برزخ بل لقد تظافرت النصوص على وجود ما هو أعظم في ثنايا هذه الأرض و هو النار الكبرى التي وعدها الله الكافرين و غير ذلك من الأمور الغيبية التي لا تطالها علومنا و لا عقولنا و اختص الله نفسه بعلمها و من شاء من خلقه.
    و يوم القيامة طبعا يبدل الله الأرض غير الأرض و السموات لتتناسب مع حجم الموقف العظيم و نزول الجبار جل و علا للفصل بين عباده.
    و يؤتى بجهنم بعد أن يجعلها الله حيث يشاء من الأرض و يجعل الجنة حيث يشاء.

    و من ثمّ ،، تتكلّم عن الأرض و كأنّه في عالم الغيب ! بينما كوكب الأرض الذي نعيش فيه ينتمي إلى عالم الشهادة ، حيث أصبحنا نعلم قطر الأرض و حجمه و مساحة الياسبة و مساحة الماء ، و نسبة كلّ منهما بالنسبة للأرض .

    كلامنا أخي عن السبع أرضين، و كما أثبتت لك هي ليست من المشهود حتى من الناحية العلمية التجريبية و يستحيل في الوقت الراهن على الأقل الوصول إلى ماهيتها.
    لكننا نسلم بوجودها لأنها وردت في القرآن الكريم و السنة النبوية ، و ليس هناك ما يدل على أنها تعني كواكب أخرى في مجموعات شمسية أخرى.

    و الآن سأعمل على توجيه الكامرا إليك أخي – إلى تناقض وقعت فيه هنا من حيث لا تقصد، فأنت في البداية كنت حريصا على إلغاء حصر مفهوم السموات السبع و أن المقصود به سموات الخلق الكبرى و العلى و التي تحتوي أدناها النجوم و الأجرام السماوية المشهودة.

    ثم أنت هنا و من حيث لا تشعر تنافح عن رأي ينقض هذا المذهب و هو أن الأرضين السبع ليس مكانها أرضنا و لكنها منفصلة .. هذا إن لم تكن تنكر وجود الأرضين السبع رأسا و هذا ما لا تريد قوله طبعا و لا ينتفي إلا بالتسليم بأن الأرضين السبع منتمية إلى الأرض.

    أوضح أكثر للقارئ : أخي أبو عمر جادلني في مفهوم السموات السبع و عارضني بإشكالات مفادها القبول بالتفسير الآخر : أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي.
    ثم هنا استدار في النقاش ب360 درجة فبدل أن يؤكد على أن الأرضين السبع من المفترض أن تكون أجزاء من الأرض بمقتضى هذا التفسير و تماشيا معه قال بفرضية تبطله و هي وجود الأرضين السبع في مكان آخر من الكون.

    لماذا ستبطله : لأنه لا يعقل أن يكون الأرضون السبع خارجة عن نطاق السموات السبع الكبرى بحال. هذه السموات التي وُصفت بأوصاف كثيرة تظهر عظمتها و احتواءها للأجرام السماوية من بدايات الخلق.

    فعلى أي رأي سأبني نقاشي معك يا أخي أبا عمر

    فكيف يمكن التوفيق بين الحقائق العلميّة و بين بعض الروايات التي تقول بأنّ الأراضين السبع عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض ، المسافة بين كل طبقة و الأخرى ، كالمسافة بين السماء الأولى و السماء الثانية !! أي 500 عام ! و هذا سيجعل حجم الأرض و قطره و عمقه أكبر بكثير من الواقع و الحقائق العلميّة ... أليست هذه مشكلة عويصة تفرض علينا تضعيف بعض تلك الأحاديث ؟؟!!!
    هنا أبعدت النجعة يا أخي أبا عمر، أين قلنا يا أخي أو قال أحد إن الأرضين السبع بينها من المسافات كما بين السموات ؟ و أي حديث ستضعفه بناء على هذا القول الذي لم يقل به أحد أصلا ؟

    يتبع إن شاء الله بالرد على النقطة الثالثة، و اعذروني في التأخير لأن الوقت لا يسمح لي بالمتابعة لاستكمال الرد على كل النقاط.


  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ثالثا : تقول في محاولتك الردّ على الإشكال الثّاني أنّ الأرض تحوي عوالم غيبية لا نعلمها من ملائكة و برزخ و نار !!! و هذا كلام غريب ، فالنّار حسب الروايات قعرها مسافة 70 خريفا ، كما في حديث أبي هريرة ! و أنّ نار الدنيا 70 من 70 جزء من نار جهنّم . فإن كانت النّار في باطن كوكب الأرض ، فهذا يعني أنّ حرارة كوكب الأرض أكثر من حرارة الشمس سبعين مرّة !! فهل هذا القول يوافق الواقع و الحقائق العلميّة ، التي أكّدت أنّ الأرض لو اقتربت من الشمس ولو مسافة قصيرة لاحترقت ! أضف إلى ذلك أنّ أحاديث المعراج تقول بأنّ الرسول حين عرج إلى السموات رأى النّار ، و رأى نساء يتعذّبن في النّار ! فهل النّار في السموات العلا أم في الأراضين السفلى ؟؟!!!! أليس هذا تناقض يلزم إعادة القراءة ؟؟!!

    أولا من الناحية الحديثية :
    للأسف أخي أبو عمر، كنت أظنك أكثر اطلاعا على الأحاديث و فقهها ، و هاأنت ذا تطرح إشكالات عوام فرغ منها أهل العلم ردا و بيانا .. و قبل أسبوعين دار هنا في المنتدى نقاش في هذا الموضوع تعليقا على موضوع قديم للأخ عبيد الله في الرد على شبهة أثيرت حول حديث '' اشتكت النار إلى ربها '' الذي رواه البخاري و مسلم و غيرهما، و طرح فيه ما يكفي من أدلة للإقتناع بأن النار في الأرض بمجموع النصوص التي تدل على ذلك و شروحات العلماء التي تؤكدها و تدرء الشبهات عنها. و أدرك كما تدرك أن هذا من تقصيرك في دراسة الأحاديث الصحيحة و فقهها و التي ربما كنت يوما ما تنكرها بمجرد أن لا توافق عقلك حتى دون نظر في قوة سندها و في الكم الهائل من العلم الذي ورثناه عن علماء الأمة في فهمها و التوفيق بينها مع رد غيبها إلى الله تعالى، ذلك هو الظاهر أخي من تحليلاتك البعيدة تارة عن منهج السلف و من تبعهم إلى يوم الدين.

    أرجو أنك تقرأ هذا الموضوع فهو مستوف مع التعليقات :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%E4%C7%D1

    و النار ليست في السماء كما ذكرت بالإعتماد على أحاديث المعراج. هذا جواب مختصر شامل لابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة الغيبية :
    هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: إنها هي البحار، وقال آخرون: هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في باطن الأرض، ولكن ما ندري أين هي من الأرض، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين، والدليل على أن النار في الأرض ما يلي:

    قال الله تعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}، وسجين هي الأرض السفلى، كذلك جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض من الكافرين فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء، ويقول الله تعالى: "اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض"، ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح أبواب السماء.

    لكن بعض الناس استشكل وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به وهي في الأرض؟ وأنا أعجب لهذا الاستشكال!! إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة وندركها، فكيف لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم النار وهو في السماء؟
    و في الحديث الذي ذكرت نفسه أي حديث سعة النار و قعرها الذي رواه مسلم و ذُكِر فيه سقوط الحجر و سماع الصحابة له رضي الله عنهم دلالة أيضا على أن النار في الأرض كما قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في المنتظم : ومما يدل على أن النار في الأرض حديث أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله أعلم. قال: هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً، فالآن انتهى إلى قعرها. انفرد بإخراجه مسلم. فإن قيل كيف تكون جهنم في الأرض، وقد رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فجوابه من وجهين:
    أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس، وقد روينا عن ابن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له في ذلك، فقال ههنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه رأى جهنم.
    والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء، وقد بدى له المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم. اهـ
    و في القرآن الكريم أيضا إشارة إلى استحالة البحر يوم القيامة نارا أيضا بفعل النار التي في باطن الأرض و التي لم يكتشفها العلم إلا حديثا و هو أحد مواطن الإعجاز العلمي أيضا.

    أما من ناحية الواقع و العلم التجريبي :
    و ردا على إشكالين طرحتمها : إشكال القعر و إشكال الحرارة، فليس في ذلك ما يوهم التعارض بين النص و الواقع كما توهمت، فأقول ردا على الأول إن شاء الله :
    النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ، هذه النصوص التي إن أعملت فيها عقلك فستردها مباشرة و لو أيقنت أنها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و منها :
    - ما رواه الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
    - ضغطة القبر
    - نعيم القبر و عذابه
    - و أن الميت يفسح له في قبره مد البصر
    - و أن الكافر يصرخ من ضربة الملك صرخة يسمعها كل شيء إلا الإنس و الجن،

    و من ذلك أيضا سماع النبي صلى الله عليه و سلم لعذاب القبر : ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) . رواه مسلم

    و أقرب من ذلك عالم الملائكة الكتبة الذين يعلمون ما توسوس به أنفسنا و عالم الجن و عالم الروح، فالروح التي بين جنبيك هي أقرب حقيقة غيبية إليك و مع ذلك فأنت لا يمكنك قياسها ماديا، بل أقول لك : إن الروح أكثر حقيقةً و أقوى وجوداً و أظهر أثراً و تأثيراً من الجسد مع أنها غيب لا تراه و لا يقاس علميا لأن العبرة بالمؤثر لا بالمتأثر.

    فالله تعالى جعل عوالم غير مرئية لكنها أقوى حضورا في العالم المشهود بإذنه فلا نرى منها و لا نشهد و لا نسمع إلا ما شاء. (و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)

    و استشكالك وجود هذه العوالم هو أقرب إلى التكذيب من الإثبات و هو ما يحملك على تضعيف ما لم يتقبله عقلك من صحيح الأحاديث و صريحها.

    و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .

    فآمنوا بالملائكة و لم يعرفوا خصائص الضوء و الكهرباء و الجاذبية و آمنوا بالجن و لم يعرفوا خصائص النار و آمنوا بالإسراء و المعراج و الملأ الأعلى و السموات السبع و صعود الملائكة إلى ربهم في لحظات في يوم كان مقداره عندنا 50 ألف سنة و آمنوا بنزول الله تعالى في عالم الغيب كل ليلة إلى السماء الدنيا و لم يعرفوا خصائص الفيزياء.

    فهناك أبعاد لا يعلمها إلا الله تفوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها من طول و عرض و ارتفاع ، و قد وصل العلم فعلا إلى حدود المادة و أصغر شيء مفترض ، و يحدثنا العلم اليوم عن أشياء لا تتخيلها العقول و مع ذلك نصدقها و من ذلك النظرية النسبية و نظرية الأوتار الفائقة التي تتحدث عن أبعاد لأصغر جزيئات المادة و في هذا أيضا إعجاز للقرآن الكريم الذي أخبرنا بوجود أبعاد لم نكن لنصدقها إلا من خلال آخر النظريات و أحدث الكشوف الفيزيائية و في ذلك يقول الله تعالى :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ}

    و على أساس ذلك نصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في كل ما أخبر ، أنه سرى و عُرج به إلى السموات العلى و نؤمن به و له في أبعد من ذلك كما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه أن الوحي يأتيه من السماء في غدوة أو روحة، و نؤمن أنه من آيات ربه الكبرى فرأى النار و سمع عذاب القبر و سمع صحابته الحجر وقع في قعر جهنم و نؤمن بأن بُعد قعرها سبعين خريفا كما أخبر و أن حرارتها ضعف حرارة النار التي نوقدها سبعين مرة ..

    ثم لا إشكال في ارتفاع حرارة باطن الأرض ، فهو بحرارة سطح الشمس 6000 كالفن أي ضعف حرارة النار على السطح بنفس المقدار تقريبا، مع أني لا أجزم بأن باطن الأرض هو ذاته جهنم و العياذ بالله لكنها موجودة بالفعل في سِجّين في الأرض السفلى بمجموع الأدلة و كما اتفق أهل العلم.
    التعديل الأخير تم 03-16-2016 الساعة 12:23 PM

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رابعا : بالنسبة لمحاولتك الردّ على الإشكال الثّالث ، فأنت لم تضع الإصبع على الجرح ! فالإشكال ليس في العدد و إنّما في المساحة و الحجم . فلو سأل سائل : ما عرض السّماء ؟ لأجبناه عرض كبير جدا حتى العلم المعاصر لم يعرف حجم الكون أو أبعاده النهائيّة ، و لكنّه أبعاد بملايين السنوات الضوئيّة ! فعندما تقول الآية : أنّ الجنّة عرضها كعرض السماء ، أي عرضها بملايين السنوات الضوئيّة ! و لكن إن سألنا : ما حجم كوكب الأرض ؟! سيكون الجواب مختلف تماما ، حيث سيكون الحجم صغيرا جدا مقارنة بالسماء . من هنا جاء الإشكال قائلا : هل يتناسب عطف عرض السموات مع عرض الأرض ، في حين أنّ الأرض بالنسبة للسموات كخاتم في صحراء بل أصغر من ذلك بكثير . بينما لو اعتبرنا السماء غلاف الأرض فهناك تناسب بين الحجمين فلم يكن في العطف إشكال.. هذا جوهر الإشكال الثّالث !

    سبق الرد عليه مفصلا من حيث اعتبار أن القيمة لا تتعلق بالحجم ولكن بالاختيار و الإصطفاء الإلهي و الله تعالى لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها : العبرة بالإحكام و التعقيد و الحكمة وراء الخلق .. و أضيف أن الله تعالى حين يخاطبنا في القرآن الكريم يخاطبنا على قدر ما نرى و ما نعقل ، و مناط التكليف هو المساحة التي وُجدنا فيها و البعد الذي نراه و نسمعه و نحسه ، فلو كنا نعيش على المستوى الجزيئي خلايا مثلا أو حشرات لكان خطابه لنا بحسب ذلك.

    تماما كما قال ربنا عن ذي القرنين لما بلغ مغرب الشمس : (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) فهي تغرب في عين حمئة بالنسبة إليه لا بالنسبة إلى الحقيقة و الواقع.

    خامسا : أرى أنّ هناك خلطٌ واضح بين عالم الغيب و عالم الشهادة ! فعالم الغيب هو ماوراء السماء الدنيا التي نعرفها أي خارج كوننا المنظور ! أمّا داخل كوننا المنظور فيُعتبر من عالم الشهادة ، و لكن فيها بعض الكائنات الغيبيّة التي تعجز حواسنّا عن التوصّل إلى وجودها . لكن هذا لا يخوّلنا لأن نقول بأنّ كوكب الأرض بداخله طبقات في كل طبقة ملائكة و جن و كائنات ينزل فيها الوحي ! فالأرض محكومة بحجم خارجي معلوم للجميع بأدلّة يقينيّة ، فإن كان هناك عالم غيب بداخل كوكب الأرض ، فيجب أن لا يكون حجم هذا العالم الغيبي أكبر من عالم الشهادة المتمثّلة بقطر كوكب الأرض و مساحته و حجمه.. من أجل ذلك قلت بأنّ هذا الموضوع لا يتمّ بحثه بالاعتماد على الروايات الظنيّة فقط ، بل بالتوازي مع الاستقرار المعتمد على قراءة الوقع و معرفته كما هو !

    و من قال : بأنّ كوكب الأرض بداخله طبقات في كل طبقة ملائكة و جن و كائنات ينزل فيها الوحي !

    هل قلت ذلك ؟؟
    ثم لقد قال الله تعالى : و أوحى في كل سماء أمرها و لم يقل في كل أرض أمرها.

    ثم ألا ترى معي يا أخي أبو عمر أنك عدت لنفس التناقض فبعد إنكارك أن تكون السموات أعظم خلقا من الأرضين السبع تتبع ذلك مباشرة : كيف تحتوي الأرض على أرضين سبع و أنها من المفترض أن تحتوي عوالم كبيرة ؟

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المدرسة الأولى تقول : لا يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
    المدرسة الثانية تقول : يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !

    عن أي مدرستين تتحدث يا أخي أبو عمر ؟ و هل الضوابط التي ذكرتها إلا إحالة مباشرة على ما أسميته بالمدرسة الأولى ؟
    ففرق بين إحداث فهم جديد و فقه جديد للآيات و بين تحقق فهم أحسن للآيات يتقيد بضوابط التفسير التي أجمع عليها السلف و شذ عنها بعض الخلف.
    و لو أنك طبقت هذه الضوابط التي ذكرت منذ بداية النقاش لما علّقتََ على الموضوع بكلمة.

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    الرد على القسم الثاني من مداخلة أخي أبو عمر النفيس برقم #13 :
    و سأحاول الرد إن شاء الله على هذا الجزء نقطة نقطة :
    أخي الفاضل أبو عمر،
    ليس هناك و لله الحمد أدنى تناقض، ما قصدته هو أن السبع أرضين ليست هي الطبقات الجيولوجية تحديدا ، أولا لأنه لا يمكننا الجزم بذلك في حدود معطيات العلم الحديث، و ثانيا لامتناع الوصف و المطابقة بين ما اكتُشف و بين المنصوص عليه من وجوه،
    هذا مع انتفاء التطابق التام أيضا من جهة الإحكام في الخلق، فالطبقات المكتشفة بحسب معطيات العلم لا تماثل السموات في تراصها و ترتيب بنائها على وجه الدقة و الإحكام، فطبقات الأرض الموصوفة علميا – أو لنقل حسب فرضية العلم الحديث هذا أصح - متداخلة مع بعضها وعلى مستويات و أبعاد و أحجام غير متزنة و لا متناسقة
    نؤمن بأن هذه السبع أرضين ليست منفصلة عن الأرض أو متمثلة في سبع كواكب لأن هذا يتعارض مع النص المحكم الصريح عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري
    و قد نسيت فعلا أن أستشهد بحديث آخر صحيح و هو أصرح في هذا الباب ، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين)). أخرجه البخاري
    ما يدل على أن الارضين السبع متصلة لا منفصلة و أنها تنتمي كلها إلى المجال الأرض. كما أن السموات السبع تنتمي جميعها إلى السماء.
    و هنا لا يضيرنا قول من قال : كيف تكون السموات بأبعاد خيالية إزاء سبع أرضين لا تشكل سوى نقطة تافهة في هذا الكون مترامي الأطراف، هنا نستحضر خلق الإنسان نفسه و أن حقارة حجمه لا تؤثر بحال في ذات القيمة التي الكبرى التي منحها الله له.
    هنا أبعدت النجعة يا أخي أبا عمر، أين قلنا يا أخي أو قال أحد إن الأرضين السبع بينها من المسافات كما بين السموات ؟ و أي حديث ستضعفه بناء على هذا القول الذي لم يقل به أحد أصلا ؟
    [/COLOR]
    أولا : أساس الإشكال الذي طرحته يقوم على أمرين : الأوّل : مكان الأراضين السبع ، الثّاني : حدود الأراضين السبع. فأمّا الأمر الأوّل فإنّ القول بأنّ الأراضين السبع تنتمي إلى الأرض التي نعيش فيها ، فهذا يلزم أحد مكانين : إمّا باطن الأرض و إمّا ظاهر الأرض. من هنا ألزمتك باعتبار الأراضين السبع هي الطبقات الجيولوجيّة مادمت لا تقول بأنّ الأراضين السبع هي في ظاهر الأرض ، و بالتالي تكون وقتها القارات السبع ! هذا ملخّص الإشكال و الإلزامات التي تحويه.

    ثانيا : بذلت مجهودا محترمًا و مقدّراً في تعليل سبب عدم التزامك بالتفسير الجديد للأراضين السبع و المتمثّل بالطبقات الجيوليّة ، و ملخّص تعليلاتك في أمرين كما هو مقتبس أعلاه . و النتيجة النهائيّة من هذا البيان الذي قدّمته هو أنّك تعتقد بأنّ الأراضين السبع في باطن الأرض ، لكن ليس بالضرورة أن تكون هي ذاتها الطبقات الجيولوجيّة ، لعدم ثبوت العدد ، و لوجود طبقات سائلة، و لعدم التناسق و الاتزان بينها !
    و حققية أنا لا أرى أنّ التعليلات التي قدّمتَها تمنع قبول تفسير الطبقات الجيولوجيّة ؛ و ذلك لعدّة وجوه : الوجه الأوّل : معظم الأوساط العلميّة تقول بالطبقات الجيولوجيّة السبع ، و بالتالي تستطيع أن تأخذ في حال اختلافهم بالاطروحة العلميّة الموافقة لنصوصك الدينيّة ، بدل رفضها بالمطلق و التوقّف ! الوجه الثّاني : أرضنا التي نعيش عليها يغلب عليها الطبقة السائلة المتمثّلة في المحيطات. و مع ذلك يطلق على كوكبنا كوكب الأرض و ليس كوكب المحيطات ! فإن كنت ستعتبر الطبقة الجيولوجيّة السائلة ليست أرضا لغلبة السوائل فيها ، فمن باب أولى أن لا تعتبر أرضنا أرضا لنفس العلّة ؛ إذ تغلب الطبقة السائلة على اليابسة ! الوجه الثّالث : تقول معظم التفاسير السابقة بأنّ التماثل بين السماوات السبع و الأراضين السبع هو تماثل في العدد و الهيئة. فإذا علمنا أنّ السماوات السبع ليست متطابقة ، حيث أنّ السماء الأولى كحلقة في صحراء السماء الثانية ، و الثانية كخاتم في صحراء السماء الثالثة. فليس عجبا أن تكون الأرض السابعة أصغر من الأرض السادسة ، و السادسة أصغر من الخامسة. و ليس لك بأن تطلب بأن تكون متطابقة ؛ إذ السماوات السبع ليست متطابقة أصلا ! إلّا إذا كنت تقول بأنّ كلمة " مثلهنّ " هو تماثل العدد دون الهيئة ، و حينها أيضا لا يحقّ لك استشكال عدم تطابق الطبقات الجيولوجيّة. و عليه ،، فأنا أجد أنّ أصل المشكلة هو التزامك بالمدرسة الفكريّة القائلة بأنّه لا ينبغي أن يفهم اللاحقون خلاف ما فهمه السابقون. أمّا من لا يلتزم بهذه القاعدة فيمكنه أن يقبل بتفسير الطبقات الجيولوجيّة دون التفات للموانع التي أوردتها . مثل الدكتور زغلول النّجار الذي أوضح تصوّره للأراضين السبع في هذا الفيديو بقوله بأنّها هي الطبقات الجيولوجيّة السّبع !


    ثالثا : في الحقيقة لو تمعنّا في الحديثين الذين أوردتَهما ، سنجد أنّهما لا يلزمان الاعتقاد بوجود الأراضين السبع في أرضنا هذه ! فالحديث الأوّل يتحدّث عن " الطوق " ، و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة ! كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث. و أمّا الحديث الثّاني فهو صريح بأنّه عن يوم القيامة ؛ لقوله : " خسف به يوم القيامة " . و حيث أنّ الله قد قال في كتابه العزيز " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات " إبراهيم:48 ، فهذا دليل صريح بأنّ الأرض يوم القيامة ليست كالأرض في الدنيا. فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض " .. و بالتالي ليس لك أن تقول بأن الأراضين السبع في الدنيا في باطن الأرض ، بحجّة أنّها كذلك يوم القيامة . إذ لا تلازم ، باعتبار الأرض وقتها غير الأرض في الدنيا.
    من هنا اتّضح أنّ التفسيرات المطروحة ، ليست مبنيّة أصلا على نصوص صريحة ، و بالتالي لا يلزم أن تكون تفسيرات صحيحة ؛ إذ معظم تلك النصوص تتحدّث عن الأرض يوم القيامة . من هنا أجد أنّ إعادة القراءة المتدبّرة المتأمّلة مطلوبة.

    رابعا : بالنسبة للحديث الذي تسألني عنه ، فهو مارواه ابن حبّان عن أبي ذرّ - و صحّحه - أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال : ( ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة ) . قال الحافظ ابن حجر : " و أخرجه سعيد بن منصور في التفسير عن مجاهد بإسناد صحيح عنه". و الحديث واضح و صريح بأنّ ما بين السماوات السبع هو ما بين الأراضين السبع ، في البعد و في مقارنة الحجم. فكما أنّ السماء الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، فكذلك الأرض الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة !! و أمّا الحديث الذي يذكر بأنّ ما بين السماء و السماء التي تليها مسافة 500 عام ، فهي أحاديث كثيرة ، البعض يصحّحها و البعض يردّها ! فإن رفضنا البعد بين كلّ سماء و الأخرى و اعتبرناها مجهولة ، فإنّ الحديث الأوّل يلزمنا بالتماثل بين البعد بين الأراضين السبع و بين السماوات السبع. و حيث أنّ كوكب الأرض التي نعيش فيها كروي أو بيضاوي و هذه حققية لا مجال للنّقاش حولها .. حيث لا مجال لافتراض أنّ أرضنا مسطّحة ! فلازم ذلك أنّ للكرة قطر ، و بالتالي لا يمكن أن يكون البعد بين الأراضين السبع أكبر من قطر أرضنا التي تحوي كل تلك الأراضي ! فلا يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ كما هو ثابت في المنطق . و متوسّط قطر الأرض التي نعيش على سطحها حوالي 6 آلاف كيلومترات. ولو افترضنا أنّ هناك تناسق في أبعاد الأراضين السبع ، فمعناه أنّنا نقسّم هذا البعد على 6 ، فيؤدّي إلى أن يكون البعد بين كل أرض و الأخرى هو 1 ألف كيلومتر فقط !!! و أخذا بمدلول الحديث أعلاه ، فيؤدّي ذلك أنّ البعد بين السماوات السبع هو نفس البعد!!! من هنا يتّضح جليّا أنّ كثيرا من تلك الروايات لو أخذنا بها دون الاتفات إلى حقائق الواقع ، سنقع في مغالطات و تناقضات لا حصر لها !!!! من هنا وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي أبو عمر ، أهلا بك ، أرجو أن تقرأ باقي الردود على النقاط الخمس ، و أن تستكمل ردك إن كان عندك ما تضيفه أو تؤذنني في مواصلة الرد على مشاركتك الأخيرة.
    حتى نستوفي كل النقاط بارك الله فيك و لا نكرر و نطيل على أنفسنا و على القارئ الكريم

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    للأسف أخي أبو عمر، كنت أظنك أكثر اطلاعا على الأحاديث و فقهها ، و هاأنت ذا تطرح إشكالات عوام فرغ منها أهل العلم ردا و بيانا ..
    و النار ليست في السماء كما ذكرت بالإعتماد على أحاديث المعراج. هذا جواب مختصر شامل لابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة الغيبية :
    هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: إنها هي البحار، وقال آخرون: هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في باطن الأرض، ولكن ما ندري أين هي من الأرض، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين،
    و ردا على إشكالين طرحتمها : إشكال القعر و إشكال الحرارة، فليس في ذلك ما يوهم التعارض بين النص و الواقع كما توهمت، فأقول ردا على الأول إن شاء الله :
    النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان،
    ثم لا إشكال في ارتفاع حرارة باطن الأرض ، فهو بحرارة سطح الشمس 6000 كالفن أي ضعف حرارة النار على السطح بنفس المقدار تقريبا، مع أني لا أجزم بأن باطن الأرض هو ذاته جهنم و العياذ بالله لكنها موجودة بالفعل في سِجّين في الأرض السفلى بمجموع الأدلة و كما اتفق أهل العلم.

    لا أريد أن أطيل في الردّ على هذه الجزئيّة ؛ لأنّها ليست من صميم موضوع النّقاش !
    ما أريد أن ألفت إنتباهك إليه ثلاث نقاط فحسب ، و هي :

    النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !

    النقطة الثّانية
    : هناك خلطٌ واضح في كلامك بين النّار في الدنيا و بين النّار في الآخرة ؛ و هذا الخلط يلازمك في كلّ مشاركاتك ، كما أوضحت في مداخلتي السابقة ! فليس لك أن تقول بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى ؛ إذ لا دليل على ذلك ... فجميع النّاس يحشرون على أرض المحشر ، ثم يدخلون الجنّة ، و لم نجد دليلا يقول بأنّهم يُعرجون إلى الجنّة ! في حين أنّ الجنّة في الدنيا في السموات العلا كما في حديث المعراج ، لكن لا يلزم أن تكون كذلك يوم القيامة .. و بالمثل ، إذا كانت الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، فلا يلزم أن تكون كذلك في الدنيا .. لكن على كلّ حال لك أن تعتقد أنّها في الأرض السابعة دون السادسة و دون الخامسة !!

    النقطة الثّالثة : إشكال القعر مرتبط بإشكال وجودها في باطن الأرض التي نعيش عليها ، و ليست الأرض التي تبدّل غير الأرض ! فكما ذكرت أكثر من مرّة ، الأرض كوكب مكوّر مدوّر كما تقول حقائق المشاهدة. و لا يمكن أن يوجد داخلها شيء أكبر منها ... إلا إذا قلنا أنّه مضغوط بداخلها ! و لا داعي للقول بأنّه يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ ! بمعنى أنّه يمكن أن نضع القمر في كوب ماء ! و القمر على حجمه الأصلي و كوب الماء في حجمه الأصلي .. لا داعي لمخالفة مسلّمات المنطق من أجل أمر غير ثابت. فإن كانت النّار في الأرض ، فهي أصغر من حجم الأرض. إلا لو كانت مضغوطة مقهورة لكي تحتويها الأرض. أمّا الحرارة فسلّمت لك أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!! و المشكلة هنا ليست في النّار ذاتها ، فهي غيب محض لا علاقة لعالم الشهادة به . فللنّار قعرها و حرارتها الذي يخبرنا به الوحي و لا إشكال فيهما . لكن المشكلة هي في خلط هذا الأمر الغيبي بأمر مشاهد متمثّل في كوكب الأرض ، فأصبح هناك تفاعل بين عالم الغيب و عالم الشهادة ، أفرز ما أوردته من إشكالات ! بينما لا إشكال في وجود الجنّة في السماوات العلا ، لأنّ السماوات العلا ليست ضمن عالم الشهادة ، فعالم الشهادة محصور بالسماء الدنيا فقط لا غير . و خارج هذه السماء عوالم لا شأن للحس البشري و لا للعقل البشري فيها.
    التعديل الأخير تم 03-16-2016 الساعة 05:19 PM

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة

    و الآن سأعمل على توجيه الكامرا إليك أخي – إلى تناقض وقعت فيه هنا من حيث لا تقصد، فأنت في البداية كنت حريصا على إلغاء حصر مفهوم السموات السبع و أن المقصود به سموات الخلق الكبرى و العلى و التي تحتوي أدناها النجوم و الأجرام السماوية المشهودة.
    ثم أنت هنا و من حيث لا تشعر تنافح عن رأي ينقض هذا المذهب و هو أن الأرضين السبع ليس مكانها أرضنا و لكنها منفصلة .. هذا إن لم تكن تنكر وجود الأرضين السبع رأسا و هذا ما لا تريد قوله طبعا و لا ينتفي إلا بالتسليم بأن الأرضين السبع منتمية إلى الأرض.
    أوضح أكثر للقارئ : أخي أبو عمر جادلني في مفهوم السموات السبع و عارضني بإشكالات مفادها القبول بالتفسير الآخر : أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي.
    ثم هنا استدار في النقاش ب360 درجة فبدل أن يؤكد على أن الأرضين السبع من المفترض أن تكون أجزاء من الأرض بمقتضى هذا التفسير و تماشيا معه قال بفرضية تبطله و هي وجود الأرضين السبع في مكان آخر من الكون.
    لماذا ستبطله : لأنه لا يعقل أن يكون الأرضون السبع خارجة عن نطاق السموات السبع الكبرى بحال. هذه السموات التي وُصفت بأوصاف كثيرة تظهر عظمتها و احتواءها للأجرام السماوية من بدايات الخلق.
    فعلى أي رأي سأبني نقاشي معك يا أخي أبا عمر

    من حقّك أن يكون لك تصوّر واضح حول موقفي من السماوات السبع و الأرضين السّبع ، لكي تعرف على أيّ رأي تبني نقاشك معي.. و سأوضّح موقفي من خلال عدّة نقاط :

    أولا : في البداية أنا أقوم بغربلة و مقارنة الآراء و التفسيرات المطروحة حول المسألتين ، من خلال بيان أوجه التناقض و التعارض بين تلك التفاسير و بين بعض تلك الروايات التي اعتمدوا عليها في تشكيل تلك التصوّرات. و بعد إظهار حقيقة وجود بعض التعارض و بعض الإشكالات مع بعض تلك الروايات ، يمكن للمنصف أن يخفّف من تعصّبه لأحد تلك التفسيرات ، و أن يحاول إعادة القراءة لمحاولة التوصّل إلى أصحّ التفاسير و أصحّ الأفهام. و قد عمدت إلى تأكيد ذلك فيما يخصّ الأراضين السبع ، لأفكّ التلازم المطروح بينها و بين السموات السبع. فإن قمنا بفصل القضيّتين ، يمكن دراسة كلّ قضيّة على حده ؛ لأنّ إيجاد ترابط و تلازم بينهما سيوقعنا في الإشكالات التي أوضحتها في مداخلاتي السابقة .

    ثانيا : بالنسبة لمنهجي العام في التعامل مع مثل هذه المسائل ، فأنا أنطلق من القرآن الكريم ذاهبا إلى السنّة النبوية بعد المرور على الحقائق العلميّة ، و أختم الرحلة بالجمع بين معطيات المصادر الثلاثة من خلال المنطق النقدي السّليم. ثمّ ما ينتج من هذه العمليّة رباعيّة الأبعاد هو ما أتبنّاه ، مع عدم حصر نفسي في لزوم تطابق النتائج مع نتائج السابقين. هذا هو المنهج بكلّ بساطة و وضوح ، و هذا فقط في مسائل عالم الشهادة ، أمّا مسائل عالم الغيب ، فالعمليّة تختلف.

    ثالثا : بالإنطلاق من القرآن الكريم بخصوص موضوع " الأراضين السبع " فلا نجد في القرآن الكريم أيّة آية تتحدّث عن الأراضين السبع ! فقد توجد آية واحدة فيها إشارة قد يُفهم منها أنّ الأراضين سبع ، و هي قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير و أنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما " الطلاق:12.. و بالتأمّل الموضوعي لهذه الآية ، أجد أنّها تحتمل فهمين :
    الاحتمال الأوّل : أنّ الله خلق من الأرض سبع سموات ! كقول أحدهم : لديّ في بلاد العالم سبعة قصور ، و في بلدي مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 قصور في بلاد العالم ، و مثلها في بلده أي مجموع القصور 14 قصر .. و بالمثل ، تكون هناك سبع سماوات في الكون ، و سبع سماوات من الأرض .. و أخذا بهذا الاحتمال يكون المقصود من قوله " مثلهنّ " هو طبقات الغلاف الجويّ التي هي سماوات من الأرض و طباق للأرض .
    الاحتمال الثّاني : أنّ الله خلق من الأرض سبع أراضين ! كقول أحدهم : لديّ سبعة قصور ، و من السيّارات مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 سيّارات كما أنّ لديه 7 قصور . و المثليّة هنا مثليّة العدد ،إذ لا مجال لمثليّة الهيئة بين القصور و السيّارات ! و بالعودة للآية الكريمة ، يجب أن نلتفت إلى أمر في غاية الأهميّة ، لا أجد المفسّرين يتوقّفون عليها كثيرا !! و هي قوله تعالى : " و من الأرض مثلهنّ " ، فالآية لم تقل : " و في الأرض مثلهنّ ". و شتّان في اللغة العربيّة بين حرف الجرّ " من " و حرف الجرّ " في " . ففي قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. و جعل القمر فيهنّ نورا و جعل الشمس سراجا " نوح:15-16. فاستخدم حرف الجرّ " فيهنّ " مما يدلّ على المكان ! بينما حرف الجرّ " من الأرض " لا يدلّ على المكان بل يدلّ على المصدريّة. فشتّان بين أن أقول : " ابن سلامة من دولة المغرب " و بين أن أقول : " ابن سلامة في دولة المغرب " . فالجملة الأولى تعني أنّ أصلك من المغرب لكن قد تكون حاليا في السعوديّة . بينما الجملة الثانية تعني أنّك في المغرب بغضّ النظر عن أصلك ! فعندما يقول الله " و من الأرض مثلهنّ " فمعناه مختلف تماما من قولهم " و في الأرض مثلهن" .. و من الواضح لكلّ منصف أنّ التفسيرات المطروحة تفترض أنّ الله قال : " و في الأرض مثلهنّ "، و هو لم يقل ذلك البتّة !

    ثالثا : إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل من تفسير الآية الكريمة ، فهذا يعني أنّه لا توجد آية قرآنيّة تقول بوجود الأراضين السبع. و بالتالي فمصدر هذه المسألة الأحاديث فقط . و معظمها تتحدّث عن يوم القيامة ، و بالتالي فالأراضين السبع هي يوم القيامة " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " و ربّما لهذا العدد علاقة بعدد أبواب النّار ، كما في قوله " لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم " الحجر:44 . و بالتالي تكون الأحاديث النبويّة صحيحة في سياق يوم القيامة . و الخطأ حصل من الاعتقاد أنّها تخصّ أرض الدنيا و أرض الآخرة معا !!!
    أمّا إذا أخذنا بالاحتمال الثّاني من تفسير الآية الكريمة ، فالآية لا تقول بأنّ الأراضين السبع في الأرض ، بل تقول أنّها من الأرض . و بالتالي فالفهم الصحيح الذي أراه أكثر انساجاما هو ما قاله عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، و استنكر قوله المفسّرون برغم صحّة إسناد المقولة إليه. فتكون الأراضين السبع هي كواكب توجد فيها كائنات مكلّفة . لذلك قال تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " ، و قال أيضا : " و ما من دابّة في الأرض و لا في السّماء " و الآية واضحة أنّ في السّماء دواب ، ولا يصحّ القول بأنّ الدوابّ اللتي في السماء هي الملائكة و الجنّ ! إذ مفهوم الدابّة في اللغة هو ما يدبّ ، و هذه الكائنات ليست كذلك ؛ إذ هي كائنات نورانيّة و ناريّة . فلا بدّ من كائنات مثل الحيوانات أو البشر تدبّ في كواكب أخرى في السماء كمصداق للآية الكريمة . و بهذا يكون معنى قوله تعالى : " الحمد لله ربّ العالمين " لا يعني فقط عالم الإنسن و عالم الجنّ و عالم الملائكة ، بل تشمل عوالم الكائنات الموجودة في الأراضين الستّ الأخرى. و بهذا يكون ابن عبّاس سبق عصره بهذا التصوّر و الفهم ؛ إذ العلم إلى يومنا هذا غير واثق من وجود حياة في كواكب أخرى غير كوكبنا !!

    رابعا : بالنسبة لموضوع السّماوات السّبع فإنّ وجودها خارج كوكب الأرض مقدّم و أكثر صحّة من كونها غلاف للأرض. سواء التفسير القائل بأنّها سموات خارج الكون المشاهد ، و نحن لا نرى إلّا السماء الدنيا فقط . أو التفسير القائل بأنّها أكوان متعدّدة أو مدارات كونيّة معيّنة. و لا يتمّ الالتفات إلى التفسير القائل بأنّها طبقات الغلاف الجويّ إلا إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل للآية القرآنيّة " و من الأرض مثلهنّ " . و بالتالي تكون هناك سبع سماوات ، و من الأرض سبع سماوات طباقا تحمي الأرض من أشعّة الشّمس ، زيّن الغلاف الأسفل منها - السّماء الدنيا - بزينة النجوم و الكواكب ، باعتباره الغلاف الحابس للضوء القادم من الفضاء . و في هذه الحالة تكون بعض الآيات القرآنية تتحدّث عن السبع سموات التي خلقت في السماء ، و آيات تتحدّث عن السبع سماوات طباقا التي خلقت من الأرض للأرض . و بهذا يتمّ حل الإشتباك الحاصل بين تلك التفسيرات .

    خامسا : أمّا بخصوص أيّ الاحتمالين أميل إليه ، فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق. و بالتالي تكون هناك سبع سموات هي عبارة عن سبع عوالم مختلفة ، نحن في أحد تلك العوالم تحيطنا أحد تلك السماوات. و قد الله من الأرض التي نعيش فيها سبع سموات لحمايتها . و يوم القيامة حين تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات ، تصبح الأرض سبعة أرضين بينما السماوات سماء واحدة ، باعتبار أنّ الجنّة تحت سقف عرش الرحمن مباشرة ليس بين الجنّة و سقف العرش السماوات السبع كما هو الحال في الدنيا. أعتقد أنّ هذا الفهم يجمع أكبر قدر من النصوص و يحوي على أقلّ قدر ممكن من الإشكالات.
    هذا و الله أعلم ،،،


  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    أخي أبو عمر ، أهلا بك ، أرجو أن تقرأ باقي الردود على النقاط الخمس ، و أن تستكمل ردك إن كان عندك ما تضيفه أو تؤذنني في مواصلة الرد على مشاركتك الأخيرة.
    حتى نستوفي كل النقاط بارك الله فيك و لا نكرر و نطيل على أنفسنا و على القارئ الكريم
    أنا قد أنهيت الردّ على أهمّ ما طرحته .. و أتمنّى منك إن كنت ستعقّب على ما كتبت ، أن يكون مركزّا فيما هو من صميم الموضوع حتى لا نرهق القارئ ... فمشاركاتك الأخيرة تطرّقت إلى قضايا جانبيّة مثل : " أمثلة على الإعجاز العلمي للقرآن " ، " بعض الغيبيّات التي قد تستصعبها عقول البشر " ، " عجائب البعوضة " ، و غيرها من المواضيع التي لم نختلف فيها أصلا حتى تسهب فيها !

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    الرد على المداخلة برقم 24# :
    الرد على النقطة الأولى :

    أولا : ... فهذا يلزم أحد مكانين : إمّا باطن الأرض و إمّا ظاهر الأرض. من هنا ألزمتك باعتبار الأراضين السبع هي الطبقات الجيولوجيّة مادمت لا تقول بأنّ الأراضين السبع هي في ظاهر الأرض ...

    أقول مستعينا بالله، ليس ثمة ما يلزمني بأن الأرضين السبع هي ذاتها الطبقات الجيولوجية التي رسمتها جهات غربية و قد أدليت من الشواهد ما يكفي للإقرار بأن التوصيف البشري المبني على قياسات الزلازل و ليس على المشاهدة لم يكن ليستوعب ما تحتويه أعماق الأرض و أنه لا زال من المبكر جدا الجزم علميا بالتشكيلة المفترضة للأرض الباطنية فكيف أجزم بها من الناحية العقدية و لما يكون هناك توافق من جميع الأوجه.
    هذا مع جزمي و يقيني كما قلت بأن الأرضين السبع كما اتفق العلماء بعضها فوق بعض و إن اختلفوا في اعتبارها متصلة أو متبانية ، و حجتي في القول بأنها متصلة أقوى لأنها تعتمد على أصح الأحاديث و حجة المخالف تعتمد على أحاديث ضعيفة كما سيأتي إن شاء الله.

    و تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة إنما هي متفرعة عن أصل النقاش و هو ماهية السموات السبع في القرآن الكريم و أنها السموات العلى و بطلان الزعم بأنها طبقات الغلاف الجوي من كل وجه.

    و هو الأصل الذي لا أرى يتسع للخلاف ما يتسع لمسألة المراد بالأرضين السبع التي اختلف فيها السلف قبل الخلف.

    الرد على النقطة الثانية :

    و حققية أنا لا أرى أنّ التعليلات التي قدّمتَها تمنع قبول تفسير الطبقات الجيولوجيّة ؛ و ذلك لعدّة وجوه : الوجه الأوّل : معظم الأوساط العلميّة تقول بالطبقات الجيولوجيّة السبع ، و بالتالي تستطيع أن تأخذ في حال اختلافهم بالاطروحة العلميّة الموافقة لنصوصك الدينيّة ، بدل رفضها بالمطلق و التوقّف !

    أولو كانت الأطروحة لا تتفق تفصيلا مع محكم النصوص ؟
    أولو كان طرحهم العلمي ظنيا و مبنيا على القياس دون المشاهدة و التجريب ؟
    و هل رأي الأغلبية من هذا النوع يرقى بالنظرية إلى مستوى الحقيقة و لما تكون الدلائل قطعية و مجمعا عليها ؟ إذن لقبلنا بنظرية التطور .
    ثم أولو كان تقسيمهم يفضي بك إلى القبول بتفسير وقتي قد يلتغي مع تقسيم جديد ؟ بل حتى التقسيم الحالي فيه نظر اعتبارا لوصف الطبقتين اللتين اختلفت طبيعة مادتهما بين السيولة و الصلابة لكنهما من جنس واحد و من نفس العناصر.
    أولو كان مسمى الطبقات لغة لا ينطبق على طبقات الأرض المتداخلة و غير المتسقة كما هو حال الغلاف الجوي بل أكثر ؟

    نعم أنا أومن بوجود سبع طبقات أرضية هي الموسومة بالسبع أرضين لكنني متوقف في تحديدها كما قلت آنفا، لأنه لا دليل قطعي على تطابق الوصف. فلا أتسرع كما يتسرع البعض و يعده إعجازا إلا مع تحقق الوصف كما تحقق في غير هذا الموطن !

    الوجه الثّاني : أرضنا التي نعيش عليها يغلب عليها الطبقة السائلة المتمثّلة في المحيطات. و مع ذلك يطلق على كوكبنا كوكب الأرض و ليس كوكب المحيطات ! فإن كنت ستعتبر الطبقة الجيولوجيّة السائلة ليست أرضا لغلبة السوائل فيها ، فمن باب أولى أن لا تعتبر أرضنا أرضا لنفس العلّة ؛ إذ تغلب الطبقة السائلة على اليابسة !

    و من قال لك إن البحر يغلب على الطبقة العليا للأرض و المسماة بالقشرة الأرضية أو الكراست ؟
    هل تعلم أن القشرة المحيطية الصلبة فقط من الطبقة العليا للأرض سماكتها ضعف سماكة البحار ؟ و أن سماكة القشرة القارية في هذه الطبقة أكبر من ذلك بكثير ؟
    فكيف تقول إن هذه الطبقة يغلب عليها البحر ؟



    و ثم ما أدراك أن الطبقات السفلى المائعة ليست مائعة تماما و إنما تغلب عليها الميوعة ؟

    الوجه الثّالث : تقول معظم التفاسير السابقة بأنّ التماثل بين السماوات السبع و الأراضين السبع هو تماثل في العدد و الهيئة. فإذا علمنا أنّ السماوات السبع ليست متطابقة ، حيث أنّ السماء الأولى كحلقة في صحراء السماء الثانية ، و الثانية كخاتم في صحراء السماء الثالثة. فليس عجبا أن تكون الأرض السابعة أصغر من الأرض السادسة ، و السادسة أصغر من الخامسة. و ليس لك بأن تطلب بأن تكون متطابقة ؛ إذ السماوات السبع ليست متطابقة أصلا ! إلّا إذا كنت تقول بأنّ كلمة " مثلهنّ " هو تماثل العدد دون الهيئة ، و حينها أيضا لا يحقّ لك استشكال عدم تطابق الطبقات الجيولوجيّة.

    هذا القول الذي استندت إليه في انتفاء المطابقة قول لا سند له فهو خطأ بنيت عليه خطأ، و قد بحثت فلم أجد له أصلا في كتب الحديث، و الوارد فيما صح من الأحاديث أن السموات بالنسبة للكرسي كحلقة في فلاة ، و ليست هذه هي النسبة بين كل سماء و التي فوقها !!

    راجع هذين الرابطين :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24790
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=67261

    و عليه ،، فأنا أجد أنّ أصل المشكلة هو التزامك بالمدرسة الفكريّة القائلة بأنّه لا ينبغي أن يفهم اللاحقون خلاف ما فهمه السابقون. أمّا من لا يلتزم بهذه القاعدة فيمكنه أن يقبل بتفسير الطبقات الجيولوجيّة دون التفات للموانع التي أوردتها . مثل الدكتور زغلول النّجار الذي أوضح تصوّره للأراضين السبع في هذا الفيديو بقوله بأنّها هي الطبقات الجيولوجيّة السّبع !

    أعيد عليك ما قلته آنفا :
    عن أي مدرستين تتحدث ؟
    ففرق بين إحداث فهم جديد و فقه جديد للآيات لا يعتمد سوى على جزئية أو فهم خاطئ للقرآن أو لي لأعناق النصوص و اللغة .. فرق بين هذا و بين تحري و تحقق فهم أحسن للآيات يستجد مع مرور الزمان لكنه يتقيد بضوابط التفسير التي أجمع عليها السلف و هي المنهجية ذاتها التي اتفق عليها القائلون بالإعجاز العلمي و أنتصر لها.
    و من تلك الضوابط طبعا الأخذ بمجموع الأدلة و أن تكون أدلة صحيحة لا ضعيفة أو لا أصل لها كهذا الذي احتججت به الآن.

    فمن أي مدرسة أنت : التي أصلها ثابت و فرعها في السماء أم التي اجثتت من فوق الأرض ما لها من قرار ؟؟
    لا تقل لي مجددا اللاحقون و السابقون !

    و أما الدكتور النجار فهو على جزالة علمه قد يرد عليه الخطأ في تفسيرات علمية كغيره .. و ما ذلك إلا لأنه لا يتقيد أحيانا بصحيح الأدلة أو لا يدقق فيها و ليس لأنه يخالف مناهج المفسرين و أهل الحديث و الفقه بمجافاة معاني النصوص و برد أخرى وتضعيف الصحيح منها و لي أعناق أخرى لأجل ما يشاء من آراء و تأويلات و حسب فهمه الخاص كما تفعل حضرتك أحيانا و يفعل صاحبك الكيالي صاحب المدرسة الجديدة !

    الرد على النقطة الثالثة :

    ثالثا : في الحقيقة لو تمعنّا في الحديثين الذين أوردتَهما ، سنجد أنّهما لا يلزمان الاعتقاد بوجود الأراضين السبع في أرضنا هذه ! فالحديث الأوّل يتحدّث عن " الطوق " ، و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة ! كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث. و أمّا الحديث الثّاني فهو صريح بأنّه عن يوم القيامة ؛ لقوله : " خسف به يوم القيامة " . و حيث أنّ الله قد قال في كتابه العزيز " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات " إبراهيم:48 ، فهذا دليل صريح بأنّ الأرض يوم القيامة ليست كالأرض في الدنيا. فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض " .. و بالتالي ليس لك أن تقول بأن الأراضين السبع في الدنيا في باطن الأرض ، بحجّة أنّها كذلك يوم القيامة . إذ لا تلازم ، باعتبار الأرض وقتها غير الأرض في الدنيا.
    من هنا اتّضح أنّ التفسيرات المطروحة ، ليست مبنيّة أصلا على نصوص صريحة ، و بالتالي لا يلزم أن تكون تفسيرات صحيحة ؛ إذ معظم تلك النصوص تتحدّث عن الأرض يوم القيامة . من هنا أجد أنّ إعادة القراءة المتدبّرة المتأمّلة مطلوبة.
    و لماذا الحديثان لا يلزمان بذات المعنى و الآية تصدقه، قول الله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن) ؟

    فعندما خلق الله السموات جعلهن سبعا و من الأرض سبعا ، هذا ما فهمه السلف و الخلف من الآية و لم تفهمه أنت !
    و هو ما فهمه الإمام العلم محمد بن إسماعيل البخاري عند تبويبه في كتابه الصحيح كما يلي :

    » كتاب بدء الخلق » باب ما جاء في سبع أرضين

    باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما والسقف المرفوع السماء سمكها بناءها الحبك استواؤها وحسنها وأذنت سمعت وأطاعت وألقت أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت عنهم طحاها دحاها بالساهرة وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم
    3023 حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين

    فقرن بين آية الخلق و بين الحديث ، فهل أنت أفقه منه، بإرجائك تحقق معنى الآية إلى يوم القيامة و نفيك أن يكون واقعا ؟

    و تقول :
    و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة !

    فهل الخسف يلزم منه التباعد ؟

    و تقول :
    كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث.

    طبعا العذاب المذكور في الحديث يقع يوم القيامة و من قال لك إنه في البرزخ و ما الذي يلزم أحدا بهذا القول أصلا و الحديث صريح في أن الخسف يوم القيامة ؟ و لو أن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قال ذلك لآمنا به و لم نكذب !
    و على ذكر دفن الميت في أمتار .. فلا تظن أن الميت يظل على حجمه يوم يبعث خاصة الكافر فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أن ضرسه فقط يكون كجبل أحد لضخامته، و هذا يتوافق مع حديث الخسف إلى سبع أرضين و حديث التطويق.

    و تقول :
    فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض

    أجيبك أن الله تعالى وصف لنا تبديل الأرض غير الأرض و وصف لنا ذلك رسوله صلى الله عليه و سلم ، فأما كلام الله فأخبرنا أن الله تعالى يدك الأرض دكا و ينسف الجبال نسفا ، أي يبدَّل الله تعالى ظاهرها للفصل و القضاء ، فتسوَّى المرتفعات، وتُنسَف الجبال، وتُمَد مدّا ، فلا يبقى فيها مختبَأ بحيث يبرز الناس لله الواحد القهار كما خلقهم أول مرة ، فلا عبرة لبقاء الأرض على حالها و لا حكمة في أن تبدل تبديلا كليا فلا تبقى سبع طبقات كما كانت ، فالحديث صرّح بذلك .. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قولا مشابها في تبدل السموات : ''السَّمَاوَات وَإِنْ طُوِيَتْ وَكَانَتْ كَالْمُهْلِ وَاسْتَحَالَتْ عَنْ صُورَتِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يُوجِبُ عَدَمَهَا وَفَسَادَهَا بَلْ أَصْلُهَا بَاقٍ ؛ بِتَحْوِيلِهَا مِنْ حَالٍ إلَى حَالٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ، وَإِذَا بُدِّلَتْ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ سَمَاءٌ دَائِمَةً ، وَأَرْضٌ دَائِمَةً ''. اهـ .

    و لو تأملت قليلا لوجدت أن هذا التبديل لم يطل تعدد طبقات الأرض ، و لا جاء الخبر بان الأرض تستحيل يومئذ سبع طبقات فهذا لا حكمة فيه ظاهرة أيضا !!

    كما أن هناك حديثا آخر رواه البخاري و مسلم في تبديل الأرض غير الأرض سوى المعاني التي ذكرنا و هو قول النبي صلى الله عليه و سلم :
    ((تكون الأرض يومَ القيامة خبزةً واحدةً، يتكفؤها الجبَّار بيده، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة))

    و تبارك الله أحسن الخالقين يخلق ما يشاء.


    الرد على النقطة الرابعة :

    رابعا : بالنسبة للحديث الذي تسألني عنه ، فهو مارواه ابن حبّان عن أبي ذرّ - و صحّحه - أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال : ( ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة ) . قال الحافظ ابن حجر : " و أخرجه سعيد بن منصور في التفسير عن مجاهد بإسناد صحيح عنه". و الحديث واضح و صريح بأنّ ما بين السماوات السبع هو ما بين الأراضين السبع ، في البعد و في مقارنة الحجم. فكما أنّ السماء الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، فكذلك الأرض الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة !! و أمّا الحديث الذي يذكر بأنّ ما بين السماء و السماء التي تليها مسافة 500 عام ، فهي أحاديث كثيرة ، البعض يصحّحها و البعض يردّها ! فإن رفضنا البعد بين كلّ سماء و الأخرى و اعتبرناها مجهولة ، فإنّ الحديث الأوّل يلزمنا بالتماثل بين البعد بين الأراضين السبع و بين السماوات السبع. و حيث أنّ كوكب الأرض التي نعيش فيها كروي أو بيضاوي و هذه حققية لا مجال للنّقاش حولها .. حيث لا مجال لافتراض أنّ أرضنا مسطّحة ! فلازم ذلك أنّ للكرة قطر ، و بالتالي لا يمكن أن يكون البعد بين الأراضين السبع أكبر من قطر أرضنا التي تحوي كل تلك الأراضي ! فلا يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ كما هو ثابت في المنطق . و متوسّط قطر الأرض التي نعيش على سطحها حوالي 6 آلاف كيلومترات. ولو افترضنا أنّ هناك تناسق في أبعاد الأراضين السبع ، فمعناه أنّنا نقسّم هذا البعد على 6 ، فيؤدّي إلى أن يكون البعد بين كل أرض و الأخرى هو 1 ألف كيلومتر فقط !!! و أخذا بمدلول الحديث أعلاه ، فيؤدّي ذلك أنّ البعد بين السماوات السبع هو نفس البعد!!! من هنا يتّضح جليّا أنّ كثيرا من تلك الروايات لو أخذنا بها دون الاتفات إلى حقائق الواقع ، سنقع في مغالطات و تناقضات لا حصر لها !!!! من هنا وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...

    وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...
    و هذا ما لم تفعله مع احترامي،

    فكل هذه الأحاديث التي استدللت بها هي ما بين ضعيف و منقطع و لا أصل له و موقوف لا يصح مرفوعا و لا يعضد من طريق كالحديث أعلاه الذي نسبته لابن حبان و لم يروه و لا صححه و أوهمك البعض أنه لأبي ذر رضي الله عنه و أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو من مرويات بن عباس بلفظ مشابه رواه عنه شيخ الإسلام بن تيمية لكن هذا اللفظ تحديدا لم يرد إطلاق في الأحاديث المرفوعة :
    أعني : ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة .
    وإليك أضخم موسوعة للحديث الشريف ، يمكنك التأكد بنفسك من خلال بحث يسير.

    و أنت فقط وقعت في تدليس بعضهم حين جمع بين الأثر الذي ينسب من بعض الأوجه لابن عباس رضي الله عنهما كما قلنا و بين تعليق ابن حجر المذكور في فتح الباري على حديث آخر، فتوهمت أنه حديث و أنه صحيح :
    ''وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذرما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه . ''
    http://library.islamweb.net/newlibra...=52&startno=46

    و كذا قال الشيخ الألباني في تعليقه على هذا الحديث في السلسلة الصحيحة :
    109 - " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
    ... فقال أبوذر : ( فذكره مرفوعا نحوه ) وهو منقطع مع ضعف عبدالرحمن لكن قال الحافظ في " الفتح " ( 13 / 411 ) عقب حديث أبي ذر : (( صححه ابن حبان وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في " التفسير " بسند صحيح ))
    http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=144202

    و لو كنت آخذا بحديث لم أتبين صحته لأخذت بهذا من باب أولى لموافقته الأدلة السابقة :

    عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وفيه: قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به... إلى أن قال: "لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله". وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (6218) والحاكم (1936) وصححه ووافقه الذهبي، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (1393)، وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح (11/175).

    فلم يقل الأرضين السبع و عامرهن إذ لا عامر فيهن واقعاً كما هو المفترض في السموات السبع غير جهنم التي تنتظر أصحابها في الأرض السفلى.

    أما عن حديث المسافات بين السموات الذي أرهقت نفسك به و جهدت من خلاله بعمل مطابقة بين السموات و بين الأرضين فلم يصح من أي وجه، و لا صح منك فقهه و لو صح سنده !
    أما سندا ، فراجع :
    https://islamqa.info/ar/225192
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107967

    و أما فقهه فلا حجة لك فيه أيضا لقولك بالتطابق الكلي و التماثل من كل وجه بين السموات الطباق و الأرضين الطباق ، فهذا ما لم يرد به نص صحيح حتى تفيض فيه بذلك الشرح العجيب الغريب.

    و إنما منتهى ما نستشهد به في الباب قوله تعالى : (و من الأرض مثلهن) و جمهور السلف على أن المثلية هنا مثلية العدد. و القول بالمطابقة لا يلزم منه المطابقة من كل وجه و إلا لما أعاد الحديث هنا عن أرض أو سبع أرضين لها خصوصياتها في المادة و التركيب.

    يُتبع إن شاء الله و معذرة في تأخير الردود لزحمة في الوقت.

    التعديل الأخير تم 03-18-2016 الساعة 12:16 PM

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرد على المشاركة برقم 25# :

    النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !

    هذا موضوع آخر :
    كون بعض العقائد الإسلامية قابل للإجتهاد و القول بالرأي أو ما يشبه الرأي دون التقيد بدليل من الوحي، لعدم اكتمال الصورة و لاحتمال اللفظ هذا و ذاك، هذا من النادر بمكان و ليس واردا إلا في حالات استثنائية و ضيقة جدا و هي الحالات التي لم يُجمع عليها أو لم يتم الحسم فيها أو لم يكن الظن غالبا فيها لأحد وجوه المسألة أو ورد فيها أثر و لم يرد فيها نص، و هنا فتحت موضوعا آخر على مصراعيه : هل يكفر تارك هذه العقيدة دون تلك أم لا يكفر بحجة أنها موكولة للإجتهاد، سبق جواب مثل هذا عند أهل العلم قبلنا بزمن طويل :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ''مختصر الفتاوى المصرية'' :
    تقسيم المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها، ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها، ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أئمة الإسلام، وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة ونحوهم من أئمة البدعة، وهم متناقضون، فإذا قيل لهم: ما حد أصول الدين؟ فإن قيل: مسائل الاعتقاد. يقال لهم: قد تنازع الناس في أن محمدا صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه؟ وفي أن عثمان أفضل أم علي؟ وفي كثير من معاني القرآن وتصحيح بعض الأحاديث، وهي اعتقادات ولا كفر فيها باتفاق المسلمين. ووجوب الصلاة والزكاة والحج وتحريم الفواحش والخمر هي مسائل عمليه، والمنكر لها يكفر اتفاقا. وإن قيل: الأصول هي القطعية. فيقال: كثير من مسائل النظر ليست قطعية، وكون المسألة قطعية أو ظنية هي أمور تختلف باختلاف الناس، فقد يكون قاطعا عند هذا ما ليس قاطعا عند هذا، كمن سمع لفظ النص وتيقن مراده ولا يبلغ قوة النص الآخر عنده، فلا يكون عنده ظنيا فضلا عن كونه قطعيا. اهـ.

    إذن فما لم يرد به نص صريح من القرآن أو السنة و لم يكن محل إجماع من أهل العلم من هذه العقائد فلا يكفر به صاحبه. و إذا كانت هناك مسائل من هذا القبيل فعلى المرء أولا البحث فيها و استقصاء الأدلة و أقوال أهل العلم فلا يتقدم فيها بمحض الرأي و الهوى، و ليستفت قلبه بعد ذلك هل غلب على ظنه رجحان طرف من الأدلة على غيره أم يتوقف فيها و يسلم. هذا هو سبيل الإخلاص و الخلاص و لا أعتقد أن هناك فرقا في ذلك بين العقائد الكبرى و العقائد الجزئية المتفرعة عنها فالوحي لا يُرد خبره بفهم قاصر أو تأويل شاذ كان شأن الخبر يسيرا أم كبيرا كليا أم جزئيا.
    و بإسقاط هذه القواعد على ما قلته هنا يتبين أنك خلطت و فرقت بين العقائد بغير ضابط ، فقد جاءت النصوص صريحة في أن الجنة في السماء السابعة كقول الله تعالى : - ( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) و كحديث المعراج و فيه تفصيل الآية و حديث ''سقفها عرش الله'' بحيث تقرر عند جميع المسلمين أنها في السماء السابعة ما يعني أن جحود ذلك كفر، في حين أن النار لم يرد في شأنها نص صريح و أنها في الأرض السابعة عدا أثار بعض الصحابة لكن في سندا نظر.
    قال الشيخ عبد الرحمن السحيم :
    القول عن النار (مركزها تحت الأرض السابعة في مكان اسمه : سجين)
    الذي جاءت به النصوص أن أرواح الكفار مسجونة في سِجّين ، تحت الأرض السُّفْلَى (السابعة)
    وقد جاء هذا في كلام بعض أهل العلم استنباطا من النصوص ، وليس نصًّا على أن النار في تحت الأرضين .
    و قال : وقد استدل بعضهم لهذا بأن الله تعالى أخبر أن الكفار يُعْرَضون على النار غدوا وعشيا - يعني في مدة البرزخ - وأخبر أنه لا تُفَتَّح لهم أبواب السماء ؛ فَدَلّ أن النار في الأرض . اهـ .
    و من باب الإستئناس في هذا المقام، أذكر أثرا عن ابن عباس رضي الله عنه فيه ما يفيد أن الأرضين سبع متصلة و أن النار في أسفلها : أخرج ابن مندة ، من حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد ، قال: قلت لابن عباس: أين الجنة ؟ قال : فوق سبع سموات ، قلت : فأين النار؟ قال: تحت سبعة أبحر مطبقة .
    وذلك مصداق قوله تعالى : (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر)
    و يُذكر أن العلماء اكثشفوا في أعماق الأرض بحرا داخليا، أنظر هذا الرابط :
    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/...06-21-15-58-17

    النقطة الثّانية : هناك خلطٌ واضح في كلامك بين النّار في الدنيا و بين النّار في الآخرة ؛ و هذا الخلط يلازمك في كلّ مشاركاتك ، كما أوضحت في مداخلتي السابقة ! فليس لك أن تقول بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى ؛ إذ لا دليل على ذلك ... فجميع النّاس يحشرون على أرض المحشر ، ثم يدخلون الجنّة ، و لم نجد دليلا يقول بأنّهم يُعرجون إلى الجنّة ! في حين أنّ الجنّة في الدنيا في السموات العلا كما في حديث المعراج ، لكن لا يلزم أن تكون كذلك يوم القيامة .. و بالمثل ، إذا كانت الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، فلا يلزم أن تكون كذلك في الدنيا .. لكن على كلّ حال لك أن تعتقد أنّها في الأرض السابعة دون السادسة و دون الخامسة !!

    يا ليل ما له آخر !!!!!
    إذا كنت لا ترى في بعض قولي ما يوافق قولك فليس فيها شيء أما أن تفهم من قولي غير ما قلته فهذه طامة بالنسبة لي.
    هذا يعطيني انطباع أني أكلم شخصا لا يفهمني ..
    أين قلت أنا بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى و أن الناس يعرجون إليها ؟
    ثم أين وجدت أن الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ؟؟؟؟
    أتمنى أن تريني أين ورد ذلك في مقالي !

    قلت أنا و القول في المشاركة 19 من هذا الشريط يمكنك الرجوع إليه :
    و يوم القيامة طبعا يبدل الله الأرض غير الأرض و السموات لتتناسب مع حجم الموقف العظيم و نزول الجبار جل و علا للفصل بين عباده.
    و يؤتى بجهنم بعد أن يجعلها الله حيث يشاء من الأرض و يجعل الجنة حيث يشاء.

    و هذا وفق ما جاء من النصوص الصريحة في ذلك .. و ليس من رأيي طبعا. فأين الخلط بالله عليك و أين ما قوّلتنيه ؟

    النقطة الثّالثة : إشكال القعر مرتبط بإشكال وجودها في باطن الأرض التي نعيش عليها ، و ليست الأرض التي تبدّل غير الأرض ! فكما ذكرت أكثر من مرّة ، الأرض كوكب مكوّر مدوّر كما تقول حقائق المشاهدة. و لا يمكن أن يوجد داخلها شيء أكبر منها ... إلا إذا قلنا أنّه مضغوط بداخلها ! و لا داعي للقول بأنّه يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ ! بمعنى أنّه يمكن أن نضع القمر في كوب ماء ! و القمر على حجمه الأصلي و كوب الماء في حجمه الأصلي .. لا داعي لمخالفة مسلّمات المنطق من أجل أمر غير ثابت. فإن كانت النّار في الأرض ، فهي أصغر من حجم الأرض. إلا لو كانت مضغوطة مقهورة لكي تحتويها الأرض. أمّا الحرارة فسلّمت لك أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!! و المشكلة هنا ليست في النّار ذاتها ، فهي غيب محض لا علاقة لعالم الشهادة به . فللنّار قعرها و حرارتها الذي يخبرنا به الوحي و لا إشكال فيهما . لكن المشكلة هي في خلط هذا الأمر الغيبي بأمر مشاهد متمثّل في كوكب الأرض ، فأصبح هناك تفاعل بين عالم الغيب و عالم الشهادة ، أفرز ما أوردته من إشكالات ! بينما لا إشكال في وجود الجنّة في السماوات العلا ، لأنّ السماوات العلا ليست ضمن عالم الشهادة ، فعالم الشهادة محصور بالسماء الدنيا فقط لا غير . و خارج هذه السماء عوالم لا شأن للحس البشري و لا للعقل البشري فيها.

    أولا أين قلت لك :
    أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!!
    هذه من عندك !!!!!!!
    قلت لك حرارة باطن الأرض مماثلة أو مقاربة لحرارة سطح الشمس.
    ما علينا ..

    طيب ما قولك في ما ذكرت لك آنفا في مشاركة سابقة في ذكر الأبعاد الغيبية ؟ أنت لم ترد على ذلك سوى بقولك :
    فمشاركاتك الأخيرة تطرّقت إلى قضايا جانبيّة مثل : " أمثلة على الإعجاز العلمي للقرآن " ، " بعض الغيبيّات التي قد تستصعبها عقول البشر " اهـ...

    و لا بأس في أن أعيد عليك ما قلته مع إضافة و يندفع به الإشكال إن شاء الله :

    النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ، هذه النصوص التي إن أعملت فيها عقلك فستردها مباشرة و لو أيقنت أنها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و منها :
    - ما رواه الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
    - ضغطة القبر
    - نعيم القبر و عذابه
    - و أن الميت يفسح له في قبره مد البصر
    - و أن الكافر يصرخ من ضربة الملك صرخة يسمعها كل شيء إلا الإنس و الجن،

    و من ذلك أيضا سماع النبي صلى الله عليه و سلم لعذاب القبر : ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) . رواه مسلم

    و أقرب من ذلك عالم الملائكة الكتبة الذين يعلمون ما توسوس به أنفسنا و عالم الجن و عالم الروح، فالروح التي بين جنبيك هي أقرب حقيقة غيبية إليك و مع ذلك فأنت لا يمكنك قياسها ماديا، بل أقول لك : إن الروح أكثر حقيقةً و أقوى وجوداً و أظهر أثراً و تأثيراً من الجسد مع أنها غيب لا تراه و لا يقاس علميا لأن العبرة بالمؤثر لا بالمتأثر.

    فالله تعالى جعل عوالم غير مرئية لكنها أقوى حضورا في العالم المشهود بإذنه فلا نرى منها و لا نشهد و لا نسمع إلا ما شاء. (و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)

    و استشكالك وجود هذه العوالم هو أقرب إلى التكذيب من الإثبات و هو ما يحملك على تضعيف ما لم يتقبله عقلك من صحيح الأحاديث و صريحها.

    و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .

    فآمنوا بالملائكة و لم يعرفوا خصائص الضوء و الكهرباء و الجاذبية و آمنوا بالجن و لم يعرفوا خصائص النار و آمنوا بالإسراء و المعراج و الملأ الأعلى و السموات السبع و صعود الملائكة إلى ربهم في لحظات في يوم كان مقداره عندنا 50 ألف سنة و آمنوا بنزول الله تعالى في عالم الغيب كل ليلة إلى السماء الدنيا و لم يعرفوا خصائص الفيزياء.

    فهناك أبعاد لا يعلمها إلا الله تفوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها من طول و عرض و ارتفاع ، و قد وصل العلم فعلا إلى حدود المادة و أصغر شيء مفترض ، و يحدثنا العلم اليوم عن أشياء لا تتخيلها العقول و مع ذلك نصدقها و من ذلك النظرية النسبية و نظرية الأوتار الفائقة التي تتحدث عن أبعاد لأصغر جزيئات المادة و في هذا أيضا إعجاز للقرآن الكريم الذي أخبرنا بوجود أبعاد لم نكن لنصدقها إلا من خلال آخر النظريات و أحدث الكشوف الفيزيائية و في ذلك يقول الله تعالى :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ}

    و على أساس ذلك نصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في كل ما أخبر ، أنه سرى و عُرج به إلى السموات العلى و نؤمن به و له في أبعد من ذلك كما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه أن الوحي يأتيه من السماء في غدوة أو روحة، و نؤمن أنه من آيات ربه الكبرى فرأى النار و سمع عذاب القبر و سمع صحابته الحجر وقع في قعر جهنم و نؤمن بأن بُعد قعرها سبعين خريفا كما أخبر و أن حرارتها ضعف حرارة النار التي نوقدها سبعين مرة ..

    الإضافة :

    استشكالك وجود النار في الأرض السفلى انبنى على اعتقادك أن النار يجب أن تكون منتمية إلى هذا العالم بمقاييسه المادية المعروفة و هذا إلزام ما ليس بلازم، لورود عشرات النصوص من علم الغيب تفيد بعدم التلازم كما ذكرنا من نزول الله تعالى للسماء الدنيا كيف شاء و هذا أعظم، ومن أحوال البرزخ و الروح و الجن و الملائكة و وجودها في السماء في موضع كل أربعة أصابع ملاك راكع أو ساجد و غير هذه النصوص كثير في الإخبار عن تداخل العالم الغيبي في العالم المادي بأبعاد مكانية و زمانية لا يعلمها إلا الله و من ذلك حاديث الإسراء العجيب. فإما أن تقبل بهذه النصوص و تسلم بها أو تردها و تكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم. و هنا الفارق بين المؤمن و الكافر، و بين الصدّيق و ضعيف الإيمان.

    أرجو أن تقرأ هذا المقال :
    علاقة العقل بعالم الغيب

    التعديل الأخير تم 03-18-2016 الساعة 01:25 PM

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المقال يا أخي كريم - مع احترامي لصاحبه - به الكثير من المغالطات و نقض لكل الأدلة التي ذكرناها سابقا، سأرد على ذلك لاحقا إن شاء الله سواء كان صاحبه موجودا أم لا لأن هذا علم و ليس ملكا أو حكرا ، و وجب البيان و عدم الكتم.

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء