ماهى الصفات التى يسن أن تتوافر في المؤذن
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن المؤذنين لهم فضل عظيم عند الله ,ذلك لأن الأذان هو اعلام الناس بحلول وقت الصلاة التى هي أشرف وأعظم عمل يقوم به المسلم
ولقد حث الرسول الكريم الناس على الأذان فقال صلى الله عليه وسلم
في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا



أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة



والصبح لأتوهما ولو حبواً.



وفي صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد الخدري: إني أراك تحب الغنم والبادية،


فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن



ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم،



وفي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة. قال الإمام



النووي في شرحه لصحيح مسلم: فقيل معناه أكثر الناس تشوفاً إلى رحمة الله تعالى لأن المتشوف يُطيل



عنقه إلى ما يتطلع إليه فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب.


ولكن يستحب لمن يؤذن للناس أشياء كما يلى

1- أن يبتغي بأذانه وجه الله فلا يأخذ عليه أجرا.
فعن عثمان بن أبي العاص قال قلت يا رسول الله: اجعلني إمام قومي قال: «أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي، لكن لفظه: إن آخر ما عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم «أن اتخذ مؤذنا لا يتخذ على أذانه أجرا» قال الترمذي عقب روايته له - حديث حسن، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، كرهوا أن يأخذ على الأذان أجرا، واستحبوا للمؤذن أن يحتسب في أذانه.
2- أن يكون طاهرا من الحدث الاصغر والاكبر، لحديث المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «إنه لم يمنعني أن أرد عليه إلا أني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة»، رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه ابن خزيمة.
فإن أذن على غير طهر جاز مع الكراهة، عند الشافعية، ومذهب أحمد والحنفية وغيرهم عدم الكراهة.
3- أن يكون قائما مستقبل القبلة.
قال ابن المنذر: الاجماع على أن القيام في الأذان من السنة، لأنه أبلغ في الاسماع، وأن من السنة أن يستقبل القبلة بالأذان.
وذلك أن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة، فإن أخل باستقبال القبلة كره له ذلك وصح.

4- أن يلتفت برأسه وعنقه وصدره يمينا، عند قوله: حي على الصلاة، حي الصلاة، ويسارا عند قوله: حي على الفلاح، حي على الفلاح.
قال النووي في هذه الكيفية: هي أصح الكيفيات.
قال أبو جحيفة: وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا، يمينا وشمالا، حي على الصلاة، حي على الفلاح. رواه أحمد والشيخان.
أما استدارة المؤذن فقد قال البيهقي: إنها لم ترد من طرق صحيحة، وفي المغني عن أحمد: لا يدور إلا إن كان على منارة يقصد إسماع أهل الجهتين.ومعلوم أن ذلك كان في زمن لم يكن فيه مكبرات للصوت أما الآن فأصبحت مكبرات الصوت تغني عن ذلك الا إذا كان مكبر الصوت غير موجود
5- أن يدخل أصبعيه في أذنيه، قال بلال: فجعلت أصبعي في أذني فأذنت. رواه أبو داود وابن حبان، وقال الترمذي: استحب أهل العلم أن يدخل المؤذن اصبعيه في أذنيه في الأذان.
6- أن يرفع صوته بالنداء، وإن كان منفردا في صحراء. فعن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه، أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجه.
7- أن يترسل في الأذان: أي يتمهل ويفصل بين كل كلمتين بسكتة، ويحذر الإقامة: أي يسرع فيها.
وقد روي ما يدل على استحباب ذلك من عدة طرق.
8- أن لا يتكلم أثناء الإقامة: أما الكلام أثناء الأذان فقد كرهه طائفة من أهل العلم، ورخص فيه الحسن وعطاء وقتادة.
وقال أبو داود: قلت لأحمد: الرجل يتكلم في أذانه؟ فقال: نعم. فقيل: يتكلم في الإقامة؟ قال: لا. وذلك لأنه يستحب فيها الاسراع.



هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
راجع كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق