المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الألوهي
بعد حصولي أخيراً على إجابة على سؤالي في الموضوع السابق، أفتح هذا الموضوع بسؤال جديد نتيجة لتلك الإجابة الصادمة
الآن نعلم أن الله قصد إنزال قرآناً يختلف فيه الناس، وذلك بسبب إنزاله آيات متشابهات(غير محكمات)، ولكن لماذا يعاقب الله من يتبع المتشابه(غير المحكم) من القرآن؟ ماذنبه؟ أليس كلام الله؟
لو طلبت من ابني افعل كذا وكذا وكذا، ولكن أحد هذه الطلبات غير واضح وقد تشابه عليه الأمر ففعل ما قد فهمه من كلامي، لماذا أعاقبه؟ أليس الخطأ خطأي؟
من الواضح جدا أن معظم اللادينيين يحتاجون إلى دروس في " فن السؤال " !
فمعظم أسئلة اللادينيين تحتوي على مغالطات منطقية ! و من أكثر هذه المغالطات افتراض قضية باطلة ، ثم السؤال عنها ب " لماذا " أو " كيف " أو " أين " أو " متى " !!!!!
فأنت تسأل قائلا : لماذا يعاقب الله من يتبع المتشابه من الآيات ؟!
و سؤالك يفترض أن الله سيعاقب كل من يتبع المتشابه من الآيات ، و هذا افتراض باطل و غير صحيح !
فمن المشهور عند المسلمين أن المجتهد المخطئ له أجر و المصيب له أجران !
وهناك قصة معروفة عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال لصحابته : " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة " ، و اختلفوا في فهم المقصود ، فبعضهم فهم أن الأمر الظاهري مقصود لذاته ، و بعضهم فهم أن المقصود هو الإسراع و ليس تأجيل الصلاة. لذا فبعضهم صلى العصر في وقتها قبل الوصول لبني قريضة ، و البعض صلى العصر في بني قريضة بعد انتهاء وقتها ! و لم يقل الرسول لهم أن الله لم يقبل صلاة المخطئ أو أنه آثم !!!
لذا اترك هذه المظلوميات الزائفة في الاعتقاد بأن الله مترصد بالمخطئين بعاقبهم لمجرد الخطأ !!!
وعليه ، فليس كل مخطئ في فهم الآيات المتشابهات آثم أو معاقب.
العقاب متعلق بالنوايا و الدوافع لهذا الخطأ ، فمن كانت دوافعه ابتغاء الفتنة أو ابتغاء تأويل ما لا يعلم تأويله إلا الله ، فهو آثم للفتنة التي سببها و القول على الله بلا علم ..
أما من قرأ آية متشابهة ففهم منها فهما معينا لا يعارض المحكم من الآيات ، و لا يبتغي بها الفتنه ، و لا يجزم أنه مراد الله ، بل يختم تفسيره بالقول : " هذا و الله أعلم ". فلماذا تزعم أن الله سيعاقب هذا الشخص ؟؟ ما دليلك على ذلك ؟؟!!
Bookmarks