بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن من يؤذي رسول الله بالقول أو الفعل فقد حارب الله ورسوله والمولى عزوجل ينتقم منه في الدنيا والآخرة لأنه لا يوجد مخلوق على الاطلاق أحب الى الله من محمد صلى الله عليه وسلم
ولقد حدث أن تتبع أصحاب السير كل من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وجدوا أن الله انتقم منهم شر انتقام من ذلك قصة رواها الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما

حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَادَ نَصْرَانِيًّا فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللهُ، فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا: هذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبنَا فَأَلْقَوْهُ فَحَفَرُوا لَهُ، فَأَعْمَقُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا: هذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ فَحَفَرُوا لَهُ، وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ، مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ قَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ أخرجه البخاري في: 61 كتاب المناقب: 25 باب علامات النبوة في الإسلام
صفة القيامة والجنة والنار

جاء في كتاب فتح الباري
قوله : ( كان رجل نصرانيا ) لم أقف على اسمه ، لكن في رواية مسلم من طريق ثابت عن أنس " كان منا رجل من بني النجار " .

قوله : ( فعاد نصرانيا ) في رواية ثابت : " فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب فرفعوه " .

قوله : ( ما يدري محمد إلا ما كتبت له ) في رواية الإسماعيلي " وكان يقول ما أرى يحسن محمد إلا ما كنت أكتب له " وروى ابن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه .

قوله : ( فأماته الله ) في رواية ثابت " فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم " .

قوله : ( لما هرب منهم ) في رواية الإسماعيلي " لما لم يرض دينهم " .

قوله : ( لفظته الأرض ) بكسر الفاء أي طرحته ورمته ، وحكي فتح الفاء .

قوله : في آخره ( فألقوه ) في رواية ثابت " فتركوه منبوذا "
قال ابن تيمية رحمه الله: فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له، قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مراراً، وهذا أمر خارج عن العادة، يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد.
لذلك كان المرتد عند العلماء على نوعين: ردة مخففة يخرج من الدين، ثم يرجع إليه إذا تاب تقبل توبته ويعصم دمه. ردة مغلظة إذا ارتد وسب النبي عليه الصلاة والسلام أو قاتل المسلمين، قتل المسلمين فإنه إذا تاب قبل أن نقدر عليه تاب الله عنه، ولم نمسسه بسوء، فإذا قدرنا عليه ثم تاب، لا يسقط الحد ويقتل ولو تاب، يقتل ولو تاب، ما دام سب النبي عليه الصلاة والسلام، هذا الجرم خاص، من سب النبي عليه الصلاة والسلام يقتل في جميع الحالات، الردة المغلظة المصحوبة بسب النبي عليه الصلاة والسلام يقتل صاحبها ولو تاب.
هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم