ما الحكمة من رحلة الاسراء والمعراج
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن لرحلة الاسراء والمعراج حكم بالغة وفوائد جمة أرادها الله تعالى ونحن بعون الله وحوله نحاول ذكر البعض من هذه الحكم كما يلى
1- بيان قدرة الله تعالى التى لا حدود لها :-
حيث ان الله تعالى أسرى برسول الله بجسده وروحه من مكة الى بيت المقدس وعاد في جزء من الليل قال تعالى ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)
لم يقل الله أن محمدا سرى بنفسه ولكنه قال سبحان الذى أسرى بعبده إذن الفعل لا ينسب لمحمد ولكنه ينسب لله تبارك وتعالى والله قادر مقتدر قدرته لا حدود لها فكيف لبشر أن ينكر الاسراء والمعراج مادام الله هو الذى فعل ذلك , ان انكار الاسراء والمعراج هو انكار لقدرة الله حاشا لله
2-الاسراء والمعراج اختبار للمسلمين :-
ليميز الله المؤمن الحق من المؤمن الهش , والله لا يرضي للمسلم أن يكون ايمانه هشا و لأن الاسلام لا حاجة له بالكم ولكن العبرة بالكيف فقد يكون عدد المسلمين كثير لكن لا وزن لهم وقد يكون عددهم قليل لكن لهم وزنهم في المجتمع , والحمد لله أن ثبت كل الصحابة ولم يرتد منهم أحد ومن قال بأن هناك من ارتد من الصحابة فانه لا حجة له والأخبار التى وردت في ذلك ضعيفة
3- الصديق الصدوق :-
ويبين ايمان أبو بكر الذى لو وزن ايمانه بايمان الامة لرجح ايمان أبو بكر
لقد تجهَّز ناس من قريش إلى أبي بكر، فقالوا له: هل لك في صاحبك، يزعم أنه قد جاء بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة؟!فقال أبو بكر: أَوَ قَالَ ذلك؟
قالوا: نعم.
قال: فأَشْهَدُ لئن كان قال ذلك لقد صدق.
قالوا: فتُصَدِّقه بأن يأتي الشام في ليلة واحدة، ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح؟!
قال: نعم، إني أُصَدِّقه بأبعد من ذلك! أصدِّقه بخبر السماء. قال أبو سلمة: فبها سُمِّيَ أبو بكر الصِّدِّيقَ
4- الحفاظ على الأراضي المقدسة :-
فقلد أراد الله أن يعرج برسول الله الى السموات العلا من بيت المقدس ولو شاء لعرج به من مكة وفي ذلك حكمة وهي
الحِفَاظِ على هذه الأرض المقدَّسة، وحمايتها من مطامع الدُّخلاء، وأعداء الدين، وكأنَّ الحكمة الإلهيَّة تُهِيب بمسلمي هذا العصر أن لا يهينوا، ولا يجبنوا، ولا يتخاذلوا أمام عدوان اليهود على هذه الأرض المقدسة , فالله بهذا يقول يا أمة محمد هذه أرض معراج نبيكم حافظوا عليها من غدر اليهود واستيلاءهم عليها
5- بيان منزلة محمد صلى الله عليه وسلم :-

فبهذه الحادثة الجليلة أوضح الله تعالى بها أنه قادر على كل شيء، وأن محمدًا الفقير المعذَّب هو وأصحابه في مكة استطاع ربُّه جلَّ وعلا أن يوضِّح له مدى الضآلة التي يعيش فيها هؤلاء الكفرة، بل جعله الله خير خلق الله تعالى، فبإمامته للأنبياء في المسجد الأقصى وعروجه على الأنبياء الصالحين في السموات السبع، ثم وصوله لسدرة المنتهى يكن النبي قد أُلبس من العظمة الربانيَّة رداءً لم يلبسه أحدٌ من قبله، ولن يلبسه أحد من بعده.
وعلى كُلٍّ، فحادث الإسراء والمعراج لم يكن إلاَّ درجة من درجات التكريم، ووسيلة من وسائل التثبيت، ولونًا من ألوان الاختبار، تجلَّى به i على عبده ونبيِّه، وأسبغ عليه مِن بحار الفيض والإمداد ما تمكَّن به في مدَّة وجيزة أو ساعات معدودة أن يكشف عن طريق المعاينة كثيرًا من آيات ربِّه وعجائبه، في أرضه وسمائه، أَسْرَى به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالشام، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، إلى حيث شاء ربُّ العزَّة والملكوت
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم