النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (الوسواس القهرى -- الشكوك - الشبهات المتكررة )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي (الوسواس القهرى -- الشكوك - الشبهات المتكررة )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    من السهل ان اضع مواقع كثيرة فيها شرح للعلاج المعرفى السلوكى للوساوس القهرية ولكن كما قلت لا يمكن علاج الوسواس من مدخل العلاج النفسى بمعزل عن الدين وعن نوع الوسواس نفسه الذى نتناوله فى منتدى التوحيد لأن أغلب الطرق العلاجية المطروحة لعلاج الوسواس الدينى تتكلم عن الوساوس القهرية المتعلقة بالطهارة والوضوء والصلاة والتى يصاحبها اعمال قهرية واعراض شديدة ..وقليل من يتناول جانب الشبهات المتكررة فى العقيدة ووساوس الشكوك فى النفس والايمان بالخالق لذلك ان شاء الرحمن اعتقد انه سيسهل التغلب على هذه المعاناة بعد قراءة التالى جيدا بجانب التطبيق العملى لها وهو الأهم .

    أولا - الموضوع لمن
    اذا كنت من أصحاب الوساوس القهرية المتقدمة المتعلقة بالعبادات والطهارة والوضوء او اى شىء آخر فهذا الموضوع لا يخصك واذا اردت التعرف على العلاج المعرفى السلوكى السليم لحالتك بجانب العلاج الدوائى الذى وصفه الطبيب فيمكنك زيارة موقع الدكتور محمد شريف سالم والتطلع على الخطة العلاجية لوسواسك ايا كان نوعه
    من هنا
    http://www.tabibnafsany.com/weswas-intro.html

    اذا كنت من اصحاب الوساوس المتعلقة بالعقيدة وبالخالق عز وجل والقران الكريم فتابع

    أولا أعرف تماما الشعور بالاغتراب الذى اصابك بعد الوسواس
    أعرف تماما المعاناة وضيق الصدر التى تمر بها و نبذ للذات
    أعرف مدى المفارقة الكبيرة بين حالتك النفسية الان وبين الحالة التى كنت عليها يوم كنت على اتصال نقى بالله عز وجل والالتزام الممتع بالطاعات والعبادات
    أعرف مدى خوفك من الله عز وجل وتوهمك بالافكار والمشاعر بانه سيعذبك ويضلك ومدى سوء ظنك بربك وبنفسك
    ربما وصلت لمرحلة تظن انه لا يوجد علاج لمعاناتك ولا يوجد من يستطيع المساعدة

    اعرف كل هذا لاننى مررت به قبلك ولمست معاناتك لفترة من الوقت الى ان يسر الله لى معرفة اسباب ما كان يحدث لى عن طريق الاهتمام بالاخذ بالاسباب يمكن القول ان الله وفقنى لعلاج نفسى بنفسى وربما ما ساعدنى وقتها قليلا ان علم النفس والاجتماع كان مجال دراستى بجانب التجربه نفسها .

    اذا كنت تحت سن الـ 21 عــاما .. فعليك ان تعلم اولا طبيعة المرحلة التى تمر بها لأن معرفتك بها هى جزء كبير من العلاج ان لم يكن كله
    ما الذى اكتشفه علماء النفس الإجتماعى حول طبيعة هذه المرحلة
    الابحاث اكدت ان اكثر الفئات العمرية انفتاحا على الانترنت هى ما فوق السادسة عشر ..لذلك اذا كنت تحت سن ال 21 فغير مستبعد ان تكون شكوكك حول الدين والخالق عز وجل وخاصة ان كان فى يوم ما حدث اصطدام بالشبهات او بمواقع الملاحده على الشبكة.. فان الوسواس هنا ان شاء الله طارىء وعليك ان تعلم انت فى نفسك ان سبب هذه الوساوس والمشاكل النفسية عامة هى التدرج الخاص بمرحلتك نحو النضج الجسمانى والنفسى والعقلى والاجتماعى ومن المهم أن تعزو وساوس الشيطان الى المرحلة الانتقالية التى تمر بها ولا تنسبها الى نفسك فالشاهد ان لا يكون لديك مشاعر سلبية نحو ذاتك تجاه ما يدور فى داخلك وفى ذهنك من اسئلة لان هذه المرحلة تتميز بالتقلبات والاضطرابات الانفعالية وسهولة الاستهواء من قبل الاخرين وتذبذب التفكير ويرجع علماء النفس الاجتماعى سبب هذه التغيرات الى ان ذهن الشباب فى هذه المرحلة يستقبل باستمرار افكارا واراء خارجية تؤثر عليه دون ان تكون لديه القدرة على تقييمها وتحليلها واكتشاف مواطن القوة والضعف فيها وهذا ما يجعل الشاب فى مهب الافكار المنحرفة والهدامة والتى تطلى بمظاهر خداعة على غير واقعها لهذا نرى ان اصحاب الافكار الهدامة والمنحرفة والشاذة اذا ما رغبو فى نشر فكرهم يعمدون الى هذه الفئة من الشباب لسهولة السيطرة علي تفكيرهم وبساطة تشكيل افكارهم ومن ثم تسخيرهم لاغراضهم الخاصة ..فالمراهق ايضا يميل فى هذه المرحلة الى التمرد على المجتمع والقانون والعقائد والقيم
    وحتى على الرغم من ان القوى المرتبطة بالعقل فى مرحلة المراهقة تاخذ بالاتساع كالذاكرة والمخيلة والذكاء والقدرة على الابداع والابتكار الا ان العلماء يقولون ان الشاب فى اغلب الاحيان يكون عاجز عن تحليل الامور وتفسيرها وذلك لبطىء تبلور المستوى العقلى الى الحد الذى يجعله قادرا على التمييز بين الصحيح والخطأ او بين الخير والشر ولهذا فان راى الشاب فى هذه المرحلة تتميز بالسطحية لكونها مبنية على مشاهدات لا على خبرات علميه وواقعيه ولكون هذه المرحلة خاضعة لتاثير العواطف غالبا ما تكون هى المسيطر الاول على القرارات والاحكام التى يهتدى اليها
    المرحلة العمرية قد تكون سبب من الأسباب .. وان لم تكن ضمنها فاليك الاسباب الأخرى

    أولا لماذا يصاب الانسان بالوسواس القهرى عامة .. هناك ثلاثة اسباب
    اسباب بيولوجية منها خلل تنظيم السيريتونين بالسائل المخي الشوكي
    واسباب سلوكية
    واسباب نفسية اجتماعية
    ونحن نتعامل الان مع الوساوس التى اسبابها هى العوامل السلوكية .. والعوامل الاجتماعية والنفسية التربوية .. والتى هى سبب لكثير من الوساوس حول الدين ووساوس الشبهات وايضا فى غالب الاحيان هى سبب الوساوس المتعلقة بالفئة العمرية التى هى تحت ال 20 عاما ..

    الأسباب السلوكية
    المدارس السلوكية تقول ان الوسواس ينشأ عندما ترتبط الفكرة بالمشاعر او بمعنى اخر عندما تنشأ فكرة فى العقل وتصاحبها مشاعر انفعالية كالقلق والتوتر لاكثر من 20 او 21 مرة فيحدث ارتباط شرطى بين الفكرة والمشاعر السلبية و يبدأ العقل فى اتخاذها كاستراتيجية وبرمجة فتنشأ الوساوس ولا يستطيع الانسان مقاومتها .. بالتاكيد من يبدأ فى بث الفكرة هو الشيطان فيلقيها فى صدر المؤمن وعندما يستجيب لها بالمشاعر بشكل متكرر تتحول المشكلة مع العقل
    أى أن الوساوس عبارة عن مثير واستجابة وارتباط شرطى بينهما اذا استطعت التحكم فى الارتباط الشرطى وأوقفت الاستجابة او استبدلتها باستجابة اخرى أقل حدة فسيمكنك التحكم بالمثير وتجاهله بل ستمحيه مطلقا ان شاء الرحمن
    بمعنى الشبهة والفكرة المسيئة هنا هى عبارة عن ( المثير ) أما رد الفعل المتمثل فى مشاعر الخوف والقلق والضجر عبارة عن (الاستجابة)
    ربما لا يمكنك التحكم فى المثير وهى الافكار والوساوس ولكن ان شاء الله يمكنك التحكم فى الاستجابة وهى الانفعالات والمشاعر وتعديلها واذا استطعت ان تتحكم فى الاستجابة سيمكنك مع قليل من الوقت ان تتخلص من الوسواس للابد وتنتهى من وجوده فى حياتك ..



    الموضوع مثل الرجل الذى يسكن بجانب محطة القطار وكل دقيقة قطار ات وقطار ذاهب وكلما سمع صوت القطار يضجر ويغضب وينفعل.. هذا الشخص عاجلا ام اجلا سيصاب بالامراض والهموم ان لم يتخلص من هذه الاستجابة والمشاعر كلما مر القطار .. اما الشخص الذى قرر ان يتعايش مع حقيقة وجود القطار ويتقبلها مع الوقت سيؤدى عمله وينام ويصحو ويقضى اوقات راحته فى منزله.. كل هذا والقطار ما زال موجودا ولكنه مع التعايش اصبح لم ينتبه لوجوده ..استطاع ان يغير الاستجابة بالرغم من ان المثير ما زال موجودا .
    فقط لأنه تقبل حقيقة وجود القطار فى حياته فأمكنه تجاهله واستطاع التغلب عليه وكأنه لم يكن موجودا أبدا .



    اذا ما هو الحل هنا وكيف اتحكم فى الاستجابة وأضبط مشاعرى ؟

    يتبع ان شـاء الرحمن .



    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هل الحــل هو مقــاومة الـوسـواس ؟



    المقاومة تزيد الإشكال وتؤخر تعديل الإستجابة أو استبدالها فلا يجب عليك أن تقاوم الوسواس أو المشاعر الناتجة عنه

    دائما القوى لا يقاوم فمن يقاوم فقط هو الاضعف .. والشيطان هو الاضعف .. قال تعالى( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) .. وانهزام شخص ما أمام الشبهات وخضوعة امام الشهوات لا يعنى قوة الشيطان بل يعنى سقوط هذا الانسان تحت مستوى الضعف ..وما زال كيد الشيطان ضعيفا ..

    فالشيطان فى مستوى الضعف وسيظل كذلك ولكن عندما يتخلى الانسان عن الفطرة والمنطق السليم هو الذى يسقط تحت مستوى الضعف ... لذلك على اصحاب الوساوس ألا يقاومو الوسواس لأن مقاومتك الوسواس او الفكرة نفسها والضجر والغضب منها تعطى اشارة للعقل بأنك ضعيف والفكرة هى الاقوى ولذلك تحتاج ان تقاوم .. فتصبح من هنا هى الاقوى والقائد لك وتصبح ان التابع لها
    اذا ما هو الحل
    الحل هو التحقير من شأن الفكرة والوسواس واحد العلاجات بهذه الاستراتيجية هو ان تتخيل الفكرة كأن لها كياد مادى أمام عينيك وتحقرها كأن تقول لها (أنتى فكرة حقيرة) .. أو ( ما أضعفك ) ( ما أكبر سذاجتك ) وهكذا
    ايضا بعض المدارس تقول أنه لا يمكنك مقاومة الفكرة لأن الفكرة والوسواس هنا لديه الحافز للبقاء او الذى يجعله موجود والحافز هنا قد يكون الشبهات مثلا او وجود الافكار التى تغذيها منذ فترة كبيرة الموضوع كأنك تحاول إيقاف القطار بيديك .
    والحل هنا ايضا هو تقبل وجودها مع قبول وجود المشاعر الناتجة عنها ويمكنك مراقبة ما يحدث داخلك من افكار وما يصاحبها من مشاعر دون الحكم عليها سواء كانت سيئة او جيده ولا على نفسك .. فقط كانك شخص اخر تراقب جسدك من الخارج مع محاولة الاسترخاء باخذ نفس عميق والتركيز على سعة رحمه الله عز وجل
    - اذا اقبل وجود الفكرة .مع فصلها تماما عن الذات وعزوها الى الشيطان او الوسواس او المرض او العقل المهم ان يحدث فصل ولا يحدث ارتباط بين الفكرة وذاتك الحقيقية. فقبول وجود الفكرة يتطلب ترك هذه الفكرة بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها ، تماما مثل فكرة قبول القطار ومروره من أمام البيت الذي تسكن فيه أو تتخيل ذلك كل وقت وكل يوم



    - هل منع مرور القطار أو صوته العالي أحدا من النوم أو الأكل ؟أو دخول دورة المياه أو الوضوء أو الصلاة ؟أو المذاكرة أو التفكير؟أو كتابة رسالة لصديق؟أو ذكر الله ؟
    الجواب : لا وبعد مدة سنعيش حياتنا وكأن القطار غير موجود والذكي من يفعل ذلك بمجرد أن يسكن بجوار طريق القطار.والتعيس من يعيش يسب ويلعن القطار ويضع يديه على أذنيه ولا يذاكر حتى يمر القطار وينتهي الصوت
    بعد أن عرضنا أهمية اعتبار الوساوس وتأثيرها على العقل ، كأثر صوت القطار لمن يسكنون بجوار طريقه ، وأهمية تجاهل ذلك الصوت والعيش معه سنجد أن هذا الصوت سيتلاشى من الوعي والإدراك تدريجيا وكأنه غير موجود وهذا ما سيحدث بالتحديد مع أثر الوساوس على العقل
    ب - أحيانا يكون تخيل هذا الموقف(موقف القطار)صعبا وبالتالي ستكون نتائجه غير مرضية. ولذلك سأسدي لك نصيحة أكثر جرأة وهي أن تقوم بركوب القطار فعلا وتجلس في عربة القطار التالية للقاطرة ذات الصوت العالي وحدد جزءا معيننا من القرآن أو عددا من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم، أو أي معلومة لديك أخرى في حدود صفحتين وابدأ في حفظ هذه الواجبات وأنت في تلك العربة، وفي حدود الصوت العالي الحقيقي، واجعل لك رحلة يومية من أول خط القطار إلى آخرة (قطار الضواحي) حتى تقوم بحفظ المطلوب منك
    - سوف تجد أن مجرد نجاحك في الحفظ والتركيز وتجاهل عقلك للصوت المزعج وتكرار هذا الموقف مرارا وتكرارا، سيجعلك تنجح في تجاهل أثر الوسواس على العقل وسيجعلك تنجح في ممارسة حياتك بعد ذلك وأنت تتجاهل الأفكار الدخيلة والمتطفلة على العقل، تماما كتجاهلك لصوت القطار العالي وإزعاجه الشديد لك.

    يتبع باذن الله



    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    لا تحاول الربط بين ذاتك وبين الوساوس أو الأفكار التى تأتى على الذهن ... عليك بعملية الفصل

    توقف عن الاعتقاد بأن الأفكار التى ترد على ذهنك هى حقيقة النفس



    يقدر العلماء أنه في المتوسط، يأتى على العقل البشري ما بين 50,000– 70,000 فكرة في اليوم، أي بواقع 2000 -4000 فكرة في الساعة، ، ويقدرون الى أن 30000 الى 40000 من هذه الأفكار هى أفكار سلبية وتؤثر على العقل والصحة العامة
    http://art-sheep.com/16-cool-facts-a...finitely-know/

    تخيل لو أن الإنسان الطبيعى يرد على ذهنه 30000 فكرة يوميا ما بين كراهية هذا والحقد على ذاك والتفكير فى الانتقام من هذا والكيد من ذاك واتهام أنفسهم بالخذلان والضعف مرة ومرة بالانهزام والكفر ومرة بسوء الظن بالله والخلق ... الخ !!!!
    ماذا بقى من حقيقتك وهويتك النقية الطيبة سوى هذه السوداوية المظلمة .. هل من المعقول أن ترى حقيقتك وذاتك وايمانك من خلال هذه الافكار الزائفة ؟؟ الحقيقة انه لن يتوقف الموسوس عن الألم حتى يكف عن استمداد هويته وحس الذات من هذه الافكار الشيطانيه التى بسببها يعيش الناس فى صراع لانهم يظنون ان هذه الافكار هى حقيقة الذات وليست من الشيطان ولا الوساوس فيتطبعون بطباع الابالسة والشياطين إلا من رحم الله .



    اذا القاعدة الأخطر لصاحب الوساوس حول العقيدة والايمان والأهم إياك وأن تستمد هويتك من الوساوس أعزوها دائما الى الشيطان لأنه عندما تحدد هويتك بواسطة الوساوس والأفكار والتهم التى يتهمها بها عقلك يكون هذا اتباع للشيطان هو يدعوك فتستجيب أنت..فعليك بعملية الفصل بين النفس والوساوس ...قل هذه ليست حقيقتى انما هو الوسواس .. هذا ليست ذاتى وليست افكارى انما هو الشيطان ..هذه ليست طبيعتى وليست رؤيتى انما هو تيار التفكير التافه ..اخبر نفسك واعلم بأن هذا الموضوع يعمل فى أغلب المصابين بالوسواس وغير المصابين ايضا فالأمر ليس شخصيا اطلاقا انما هى كطبيعة ميكانيكة للعقل

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.

    لماذا قال النبى عليه الصلاة والسلام أن ما وسوست أو حدثتك به نفسك ولم تعمل به ولم تستقر عليه ولم تتكلم به مغفور لك ..

    لأنه يعلم أن الأفكار والوساوس التى ترد على الأذهان ليست هى الذات الحقيقة للأشخاص إنما هو تيار التفكير المستمر للعقل البشرى بجانب وسوسة ابليس فقد تحدثك نفسك بالانتقام من شخص أساء إليك يوما ما وفجأة أدركت أن هذه الطريقة من التفكير لا ترضيك ولا تليق بك كإنسان مسلم وأن التسامح والعفو ونزع الغل من القلب هى فكرة أكثر أريحية بالنسبة اليك وأقرب الى ذاتك .. فان هذه الطريقة من التفكير هى حقيقتك التى فطرك الله عليها أما افكار الانتقام والكراهية انما هى من خطوات الشيطان حتى يجعلك تربط بين هذه الافكار وبين ذاتك فتتوهم أنك هذا الشخص الحاقد السىء فتثبت هذه الطريقة من التفكير فى العقل لديك وتتطبع انت بها وتصبح من سماتك الشخصية .. هذا فقط اذا جعلت الأمر شخصيا ولم تفصل هذه الافكار عن ذاتك بأن تعزوها للشيطان والوسواس ..
    [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ] {النور:21}

    أن أكثر الأفكار المدمرة التى بها منكر وفحشاء والمخالفة للفطرة السليمة كما علمنا ليست من الذات بل هى الشيطان يلاحظ أن الله عز وجل فى عدة آيات قال -لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ - ولم يقل -ولا تتبعو الشيطان - وهذا قد ينقلنا لحقيقة أن الوساوس والافكار المدمرة التى يلقيها الشيطان فى صدور بنى ادم تأخذ خطوات أولا وأفكار قبل أن تتحول إلى وقائع وأفعال وطباع فى النفس .
    وبالطبع الأفكار المسيئة السلبية فقط هى التى من الشيطان أما الأفكار المحبة والإخاء والتراحم والتسامح هى الفطرة والأصل الذى فى ذات وفى جبلته .. فكل مولود يولد على الفطرة
    وأيضا قد يدل قوله عز وجل -لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ-ولم يقل لا تتبعوا الشيطان، ولعل ذلك لأمرين:
    الأول: من جهة العبد، فمن المستبعد أن يتبع الشيطان وهو يعلم عداوته له؛ فحذر الله تعالى العبد مما لا ينتبه له وهو خطوات الشيطان.
    الثاني: من جهة الشيطان،
    1- الفحشاء، وقد كرر في الآيتين. والفحشاء: كل ما استفحش ذكره، وقبح مسموعه..)تفسير الطبري، ط: شاكر: 3/303.
    2- السوء، وهو: الضر من ساءه سوءا، وقيل: إن السوء الذي ذكره الله تعالى هو المعاصي؛ لأنها تسوء صاحبها بسوء عاقبتها له عند الله تعالى.تفسير الطبري: 3 / 303 والتحرير والتنوير: 2 / 105.

    يتبع باذن الله




    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء