متن الحديث
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
هذا الحديث كما يقول العلماء من أعظم الأحاديث فقد نال النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمة من قواعد الدين وقد تتبعت شروحاتهم عليه لكني وجدت أمرًا قد يستفاد منه في مناظرة المخالفين خصوصا المعترضين على محسابة من لم تصلهم رسالة الاسلام كاملة أو وصلتهم بشكل مشوه ...الخ
وعلى الرغم من أن الإجابة واضحة من قبل المحاورين الفضلاء كالإستدلال بقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وذلك يفيد أن العقوبة لمن قامت عليه الحجة وأما غيرهم فإنهم يمتحنون ولو في عرصات يوم القيامة
لكن في الحديث أعلاه قوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى
نلاحظ أن النية وهي القصد ومحلها القلب لهما من الأهمية النصيب الأعظم في قبول الأعمال هذه الملاحظة الأولى وهي التي أسهب في شرحها علماؤنا الأجلاء
الملاحظة الثانية فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل وإنما لكل مسلم ما نوى وإنما قال لكل امرء ما نوى
وهذه اللفظة تشمل المسلم وغير المسلم وحيث أن هناك من العلماء من يرى أن من لم تصلهم الرسالة فسيحاسبون على مبلغهم من العلم وعلى مدى تأصل الخير أو الشر في نفوسهم فإننا نستنبط أن هذا الحديث يدعم وجهة النظر هذه بشكل أو بآخر وهي ((أن من لم تصلهم الرسالة فسيحاسبون على مبلغهم من العلم وعلى مدى تأصل الخير أو الشر في نفوسهم))
فما هو رأي الأخوة الفضلاء وهل هذا الاستنتاج يسوغ فيتم الاحتجاج به لمقارعة المخالفين أم لا يجوز ولكم فائق الود والاحترام
Bookmarks