النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نزوع الأكثرية إلى الضلال و الإنحراف و الإسلام بريء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي نزوع الأكثرية إلى الضلال و الإنحراف و الإسلام بريء



    عبر تاريخ البشرية كله لم يستجب إلا قلة قليلة لداعي الإيمان و الهدى، و ما يلبث هذا الداعي أن يضمحل أثره و سلطانه في النفوس على إثر ظهوره و انتصاره في كل مرة لأن أكثر النفوس ينزع إلى الهدم و تحطيم الذات و الركون إلى الأهواء و الإثّقال إلى الأرض و شهواتها و ملذاتها المتعارضة مع كمال المبدأ و صفاء النهج و سواء السبيل المتمثل في الدين الأقوم الذي لا صلاح للبشرية و لا نجاة و لا سعادة إلا به و هو الإسلام لرب العالمين و إخلاص الدين له.

    فهذه هي طبيعة النفس البشرية مُحبة للعاجل القريب المنال و لا تنظر للآجل إلا بعين التوجس و لأن الدين الأقوم ليس من السهل التمسك به و الاستقامة عليه إذ يستدعي صبرا و مصابرة و مجانبة لكثير من أهواء النفس ورغباتها الساقطة.
    و أكثر الناس لأجل هذه الغاية الخسيسة يؤثرون العيش في جهل و غمرة من السهو و الغفلة بحيث لا يرجون حسابا و لا يقيمون للنقد و التصحيح وزنا و لا يعيرون للإصلاح اهتماما لتظل ضمائرهم مخدَّرة فلا تحس و تستفيق من نشوتها الغارقة فيها إلا ما شاء الله. فالذي يسعى للحصول على الشرف و المظهرية الجوفاء و الذِّكر الحسن لدى الناس جدّ في ذلك و اجتهد و لم يرض بديلا عن إعجابه بنفسه أو إعجاب الآخرين به و لو أدى به ذلك إلى فساد في الأرض أو إلى تقطيع رحمه .. و الذي يجمع الأموال لا يرقب من حلال أم حرام إما يفر بذلك من الفقر أو يستزيد من المتع أو يحلم بالثروة. و كل هؤلاء متفقون على شاكلة واحدة هي الحرص على المتعة الراهنة بأي ثمن و يكون دينه هو الضحية الأولى و حتى لو أبقى على بعض إيمانه و إسلامه لا بد أن له نصيبا من قول الله تعالى : وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى.

    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . رواه مسلم

    و هذا ما لم يكن ليتصور الناس حدوثه أو كيفية حدوثه في القرن الأول زمن الصحابة زمن المثل الإيمانية العليا إذ لم يكن لهم هم إلا الآخرة و كان من النادر حدوث مثل ذلك و لم يحدث إلا في صفوف الأعراب حوالي مدينة الأصحاب و الذين لم يتلبسوا بجوهر الرسالة فارتدوا بعد النبي مباشرة و تمثلت فيهم صفة الدونية و الانحطام التي ذكرناها كما كان من أَتباع بعض الدجالين الذين قدّموا عروض شرف دنيوية سخيفة و في مانعي الزكاة و في النُّزّاع إلى القبلية الجاهلية التي انطوت صحيفتها و هم غوغاء القوم من الطائفيين المتحزبين الخوارج الذين تآلبوا و ألبو على عثمان رضي الله عنه و أشعلوا الفتن بين الصحابة شرقا وغربا، و كانت تلك أحداثا استثنائية عابرة مع ذلك ليست هي الصفة الغالبة آنذاك ولكننا بتنا نراها اليوم حالة اجتماعية سائدة بل من أظهر خصائص المجتمعات المسلمة و الإسلام لذلك منها براء.

    فالإسلام لم يكن أبدا سببا في التطرف و التشدد و التنطع فهو الدين القويم و الملة الوسط و هو العدل و الحكمة و الإحسان و الرحمة و هو الحلم و الأناة و المودة والحب الذي له عشرات التجليات و هو القوة التي لا تضرب إلا مضاربها فلا يستقوي على أهله و لا على الضعفاء و لا على الآمنين فليس من شيمته الغدر.

    كما أن الإسلام لم يكن أبدا مسببا للإلحاد أو اللادينية بدعوى أنه يناقض العلم و المبادئ الإنسانية العليا فهذه الأفكار إنما تنشأ في بيئات لا يعرف الإسلام الحق إليها طريقا لأن الإسلام و الفطرة الإنسانية سواء و هو الدين الوحيد الذي تأسس على العلم والقراءة و الحوار الهادئ و الجدال بالتي هي أحسن و على سبل الإقناع العلمي و المنطقي و على تكافئ الامتيازات و فرص الكلام بحيث لا يستعلي أحد بفكره على أحد مهما بلغ علما أو فهما مع ضرورة التجرد للصدق و الحقيقة من كل أحد .. و الإسلام لا يقبل بالحلول الوسط فالذي يزعم إيمانا بالعلم و لا يؤمن بالله هو يرفض ما يمليه عليه العلم و يضرب أسسه و أبعاده عرض الحائط و الذي يؤمن بالله و لا يؤمن برسالاته و شرائعه إما أنه جهلها جملة و تفصيلا و إما لأنه ارتضى نوايا خسيسة و آثر حظوظا عاجلة سولت له نفسه اتباعها على حساب أكمل دين للنفس و البشرية وكل هؤلاء اجتمعوا كالذباب على عَرضٍ من الدنيا قليل إلا من تبين له الحق و الهدى و تاب الله عليه و قليل ما هم.

    التعديل الأخير تم 07-05-2016 الساعة 05:30 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    82
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله هدانا إلى سبيله , اللهم ثبتنا على سراطك يا أرحم الراحمين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء