قال الله عز وجل
{ وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ }
فالصدع هنا إشارة إلى
مفرد .. إشارة إلى
صدع بعينه .. صدع واحد متصل مميز كبير يستحق القسم .
ولم يقل الله عز وجل (( والأرض ذات
الصُدُوعٌ )) بصيغة
الجمع ...
مثال عندما أقول السماء ذات القمر أو السماء ذات الشمس .. هنا إشارة إلى
مفرد وهو
القمر أو الشمس .. أى أنه علامة مميزة فى هذا الكيان الذى أتكلم..
ولكن اذا تكلمت بصيغة الجمع وقلت
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) .. جاءت بصيغة الجمع أى أن هناك إشارة لمجموعة من البروج كآية أو علامة مميزة
وليس برج واحد ..فرق كبير بين أن أقول .. والسماء ذات النجم .. دليل على
نجم واحد مميز جدا يميز هذا الكيان او هذه السماء وبين أن أقول والسماء ذات النجوم فهنا الإشارة لجمع
وهى نجوم كثيرة لا يستقيم أن أستدل بنجم واحد فقط ظاهر لتمييز عظمة او جمال هذه السماء لان التمييز لا يكتمل الا بالنجوم الكثيرة
قال الأعرابى ((الأثر يدل على المسير، والبَعْرَة تدل على البعير، فسماء ذات أبراجٍ وأرض ٌ ذات فجاج وبحارٌ ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير؟
كما ترى فإن الإشارة هنا للجمع ..
سماء ذات أبراجٍ وأرض ٌ ذات فجاج وبحارٌ ذات أمواج ..
هنا الاشارة الاعجازية فى الاية الكريمة فى قوله {
وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } ولم يقل (
والأرض ذات الصُدُوعٌ )) دليل على انه اشارة إلى
صدع ضخم كبير يعتبره العلماء ظاهرة جيولوجية غريبة وفريدة من نوعها على سطح الأرض،
واعتذر للخطأ فقد كتبت أعلاه ان
طوله 16.000 كيلو متر نقلا عن الاستاذ حسين احمد كتاب ولكنه فى الحقيقة يمتد لأكثر
من 40.000 كيلو متر وبعض المصادر العلمية تقول أنه يمتد لأكثر
من 65,000 كيلو متر وأسموه
حلقة النار Pacific Ring of Fire
وهى تحيط بالأرض إحاطة كاملة في كل الاتجاهات تتصل ببعضها البعض وكأنها صدع واحد. وسبحان الذي اقسم بالأرض ذات الصدع من قبل ألف واربعمائة سنة تفخيما لظاهرة من اروع ظواهر الارض واكثرها ابهارا للعلماء, واشدها لزوما لجعل الأرض كوكبا صالحا للحياة وللعمران, لأنه بدونها لم يكن ممكنا للأرض ان تكون صالحة لذلك, فعبر هذه الصدوع العملاقة خرج كل من الغلافين المائي والغازي للأرض, ولايزالان يتجددان وعبر النشاط الملازم لها تحركت الواح الغلاف الصخري الأولي للأرض فتكونت القارات والسلاسل الجبلية, والجزر البركانية, وتجددت قيعان المحيطات, وتزحزحت القارات, وتبادلت اليابسة والمحيطات وثارت البراكين لتخرج قدرا من الحرارة الأرضية الحبيسة في داخل الأرض, والتي كان من الممكن ان تفجرها لو لم تتكون تلك الصدوع العملاقة, وخرجت كميات هائلة من المعادن والصخور ذات القيمة الاقتصادية مع هذه الثورات البركانية, ونشطت ديناميكية الأرض, وثبتت ألواح غلافها الصخري بالجبال.
نقطة هامة جدا وهى أن المفسرين رحمهم الله فسروا الصدع فى الايه الكريمة بأن المعنى هو انصداعها عن النبات .. فقد ربطوا بين الاية التى تسبقها وهى (( والسماء ذات الرجع)) وفهموا منها أنها ترجع المطر ولكنهم لم يشيروا ولم يعرفوا ما الذى يصعد أساسا إلى السماء حتى تقوم هى بإرجاعه كمطر .. والعلم كما هو معروف حاليا بأن بخار الماء الذى لا يرى بالعين المجردة هو الذى يصعد فى السماء ويتكثف على هيئة سحب فى الغلاف الجوى الذى يقوم بارجاعه لنا على هيئه مياه أو أمطار
الشاهد أنهم ربطوا بين الآية الكريمة الأولى فى إرجاع السماء بالمطر وبين الاية التى تليها وهو الصدع الموجود فى الأرض
فقد شار ابن كثير( يرحمه الله) الي قول ابن عباس( رضي الله عنهما) بأنه: هو انصداعها عن النبات وذكر أن كلا من ابن جرير وعكرمة والضحاك والحسن, وقتادة, والسدي( عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه) قالوا به, كما قال به غيرهم; ومنهم صاحبا تفسير الجلالين( يرحمهما الله) اللذان قالا: هو الشق عن النبات, ولكن صاحب الظلال( يرحمه الله) قال: والصدع: النبت يشق الأرض وينبثق, ووافقه في ذلك صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن( يرحمه الله) إذ ذكر ما نصه: ذات الصدع اي ذات النبات, لتصدعها وانشقاقها عنه, وأصل الصدع: الشق, وأطلق علي النبات مجازا, والنبات في الأرض إنما يكون بسبب المطر النازل من السماء. أقسم الله بهما علي حقية القرآن الناطق بالبعث... وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( جزاهم الله خيرا ورحم من مات منهم): أقسم بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر, وبالأرض ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها.
وكذلك أشار صاحب صفوة التفاسير( بارك الله فيه) الي قول ابن عباس( رضي الله عنهما) في تفسير قول ربنا( تبارك وتعالي)( والأرض ذات الصدع) مانصه: أي وأقسم بالأرض التي تتصدع وتنشق فيخرج منها النبات والأشجار والأزهار... ومن هذا العرض يتضح بإجماع قدامي المفسرين علي أن القسم بالأرض ذات الصدع يشمل انصداعها عن النبات او يعني نبات الأرض ذاته, بمعني أن الصدع هو النبت يشق الأرض, وينبثق منها.
(والسماء ذات الرجع, والأرض ذات الصدع), ويأتي جواب القسم: إنه لقول فصل, وما هو بالهزل أي أن هذا القول بالقرآن, الناطق بالبعث بعد الموت وبغير ذلك من امور الغيب هو قول فاصل بين الحق والباطل, وهو قول جاد, حاسم, لا هزل فيه, وفي ضوء هذا القول القاطع, الحاسم, الجازم يتجه الخطاب في ختام هذه السورة الكريمة الي رسول الله( صلي الله عليه وسلم) مباشرة, والي من معه من صحابته الكرام( رضوان الله عليهم أجمعين), مثبتا ومطمئنا إياهم ـ وهم يعانون مكابدة الكافرين والمشركين من أهل مكة ـ كما نكابد اليوم غطرسة أهل الكفر واستكبارهم ـ بأن الله تعالي قادر علي أن يقابل كيدهم البشري الهزيل بكيد رباني متين, لا يستطيعون له دفعا ولا منعا, والله علي كل شيء قدير, يستدرجهم من حيث لا يعلمون, ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وما ذلك علي الله بعزيز, وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي):( إنهم يكيدون كيدا, وأكيد كيدا, فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) أي لا تستعجل عقابهم, وانتظر أمر الله فيهم, فسوف يريكم فيهم عجبا كما نطمع أن يرينا في أهل الكفر والشرك والضلال في زماننا عجبا إن شاء..( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)( يوسف:21).
و تفسير المفسرين رحمهم الله واجتهادهم مناسب لزمانهم ولكن التفسير الأدق هو التفسير المعاصر لأن التفسير الاول يوحى بأن قسم الله هو قسم بصدوع لا تتعدي بضعة ملليمترات او بضعة سنتيمترات في انصداع التربة عن النبات ..ولكن ما تشير اليه الاية هو علامة مميزة عظيمة فى السماء وهى الرجع وعلامة مميزة عظيمة فى الارض وهو الصدع وهو الشىء المعجز والأكثر توافقا لنص الاية لغة وتأويلا .والله اعلم
الصدوع العملاقة التي تنتشر اساسا في قيعان المحيطات. كما توجد في بعض اجزاء اليابسة علي هيئة اغوار سحيقة تتراوح اعماقها بين65 كيلو مترا, و150 كيلو مترا, وتمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات لتحيط بالأرض إحاطة كاملة علي هيئة صدع واحد, ونري اهمية كل بعد من هذه الأبعاد في تهيئة الأرض للعمران. ومن هنا كان القسم القرآني بالأرض ذات الصدع من قبل ألف وأربعمائة سنة, والعلم الكوني لم يصل الي كشف تلك الحقيقة إلا في اواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن العشرين, ولم يكن لأحد في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده إلمام بتلك الحقيقة الأرضية, او ادراك لشيء من جوانبها, ولا يمكن لعاقل ان يتصور مصدرا لها قبل ألف وأربعمائة من السنين غير الله الخالق.
وهذا السبق القرآني بالإشارة الي تلك الحقيقة الأرضية والي غيرها من الحقائق الكونية هو ما يؤكد ان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, وأن هذا النبي الخاتم, والرسول الخاتم, الذي أوحي اليه القرآن, كان دوما موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض فصلي الله وسلم وبارك عليه, وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي كل من تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين, اللهم آمين آمين آمين.
https://fussilat.org/2012/03/12/%D9%...2%D8%B9%D9%90/
http://www.eajaz.org/index.php/Scien...nd-earth-fault
http://www.eajaz.org/index.php/Scien...t-)-Tariq-12-(
http://kaheel7.com/pdetails.php?id=595&ft=3
Bookmarks