يقول أحدهم: اذا عُرض علىّ الإسلام فلم أقتنع به، فهل أُخلد فى النار؛ رغم أننى لست معاندا أو مكابرا، و لكنى - فقط - لم أقتنع به ؟!
دائما من يطرح هذا الكلام، يجعل الحق و كأنه قطعة ملابس قد يعجب بها أو لا يعجب بها!!
فالحكم على الدين لا يخضع للذوق حتى أقول اقتنعت به أو لم أقتنع به؛ بل إنه يخضع لمعيار الحق و الباطل، فهناك دين حق و هناك عقائد باطلة، و من يُعرض عليه الدين الحق فلا يؤمن به، فإما أن يكون مجنونا أو يكون معاندا مكابرا ذا هوى..!
و أقول أن دين الله أوضح من يُعرض على شخص فلا يقتنع به.. تلك هى صفة دين الله، فهو نور يبدد أى ظلام..!
فالدين ليس قميصا أقتنيه حتى أقول: قد أقتنع به فألبسه أو لا أقتنع فلا ألبسه..!!
كلا كلا... بل هو السبيل الحق الذى يخبرنى أن هناك من خلقنى، و هذا يتسق مع العقل و الفطرة، و أن من خلقنى جعل لى غاية أو مهمة من خلقه لى، و الا كان وجودى عبثا، يتنزه عنه خالق كونٍ بهذه الدقة و الإحكام و النظام، و أخبرنى بتلك الغاية و أخبرنى كذلك: الى أين يكون مآلى بعد موتى..
و لا يقابل السبيل الحق الا سبلًا باطلة؛ لذا فإن من رأى الحق و عرفه ثم أنكره و أعلن أنه لم يقتنع به، أليس من العدل أن يعاقب ؟!
و أكرر أننا نتحدث عن حق و باطل يميز بينهما العقل، و لا نتحدث عن لوحات فنية نختار أحسنها، و قد يختار أحدنا لوحة و يختار الآخر أخرى..!
و ان كنت تدعى أن الإسلام ليس هو الدين الحق، فلم يقنعك، فلماذا تعترض على كونه يحكم بعقاب من لا يؤمن به اذا عُرض عليه بالخلود فى النار ؟!
و لن يضرك عقابه طالما أنت مقتنع تماما - وفق زعمك - أنه ليس هو الدين الحق!!
بل إن الاسلام - كما نؤمن به - هو دين الله.. و دين الله أوضح من يُعرض على شخص ما فلا يقتنع به..!
فالحق واضح، و لا يحيد عنه الا فاقد العقل أو جاحد..!
و لذلك بيّن القرآن أن القضية ليست الا قضية الحق فى مقابل الباطل، و أن من يعرض عليه الحق فلا يؤمن فليس الا ظالما يستحق العقاب، قال تعالى:
" وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (الكهف : 29)
و الله المستعان
Bookmarks