النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عجز العقل العلماني!؟؟

  1. افتراضي عجز العقل العلماني!؟؟

    الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



    نفهم أن يتحدث فرد باسم حكومة أو شعب أو حزب أو دين أو مؤسسة أو غير ذلك، وقد يكون ممثلا نموذجيا لمن يتحدث باسمهم أو لا يكون، ولكن الغريب: أن بعض بني آدم كالعلمانيين: جعلوا أنفسهم الممثلين الوحيدين للعقل البشري!!؟، وكأن عندنا شيئا أو مجسما محدد اسمه:" العقل"، وأن هذا له: أتباع وأولياء يمثلونه ويتكلمون باسمه، ويحق لهم: تحديد المؤمنين بالعقل والكافرين به!!؟.
    وهؤلاء يجهلون أو يتجاهلون أن عندنا بلايين من العقول البشرية، وكلها عقول بشرية سليمة مائة بالمائة من الناحية العضوية، أي: ليسوا مجانيين، كما أن بني آدم: لم يعطوا لا قديما ولا حديثا أي بيعة أو انتخاب لفرد أو حزب أو اتجاه لأن يتكلم باسم العقل!!؟، ونرجو أن لا يقول أحد: إن العقل البشري يقول كذا وكذا، بل ليقل:" عقلي يقول كذا وكذا"، لأن للآخرين عقولا، فلا تتكلم باسم عقولهم: كما أن لمن يخالفك بالرأي عقلا، ولا تظن أنه لم يستخدم عقله، لأن الحقيقة قد تكون أنه استخدم عقله: أكثر منك بعشر مرات، وأنه إنسان كثير القراءة والتفكير والتأمل والنقاش، وهو بالتأكيد: لا تأتي أفكاره من أنفه أو بطنه بل من عقله، ولكن مشكلة العلمانيين: أنهم لا يعرفون الفرق بين العقل والعلم، وبين العلم والجهل، ولا يعرفون ما هي الحقائق الفكرية!!؟، وعقول العلمانيين حتى ولو كانت تفكر، فإنها لم تصل للحقائق الفكرية، بل تعيش على الآراء والظنون وأقوال الفلاسفة!!؟)، ولهذا ترى عقائدهم مختلفة ومفاهيمهم متناقضة!!؟، وتهزها وتغيرها الأحداث السياسية، بل الشخصية!!؟، وهذا يثبت أنها: اقتناعات قائمة على الجهل، ولهذا تهتز بسهولة!!؟، وإذا قيل قبل عدة قرون:" كم من جرائم ارتكبت باسم الحرية!!؟"، فأقول:" كم من جهل نسب زورا للعقل، ولو تكلم العقل البشري الحكيم، لقال عــن العلمانيين: أنتم أعداء العقل والعلم!!؟".

    قالت العلمانية للبشر: ابتعدوا عن الدين، واتبعوا:" العقل العلماني"، فهو سيبين لكم الحق من الباطل، والصواب من الخطأ في الجوانب السياسية والاجتماعية والعقائدية والاقتصادية، وتعالوا لنسأل العلمانيين الرأسماليين عما وصلت إليه عقولهم من:" الهداية والنور والعلم"- خاصة وأن عقولهم تفكر وتناقش وتكتب منذ أكثر من أربعمائة سنة !!؟-، ولنسألهم أسئلة عقائدية مثل:
    هل يوجد خالق لهذا الكون؟، وإذا كان موجودا فما هي صفات الخالق؟، ولماذا خلقنا؟، وهل هناك جنة أو نار؟.
    هذه الأسئلة وغيرها: فكر فيها العلمانيون من فلاسفة ومفكرون)، وكانت إجاباتهم متناقضة!!؟، وسنكتشف أن العقل العلماني لم يصل إلى إجابات محددة تحدد للناس الحق والصواب في هذه الأمور، وبتعبير آخر: لم يصل لحقائق علمية، بل وصل إلى إجابات متناقضة، أي: مجرد آراء وظنون، فالعقل العلماني لا زال يعيش في عالم الحيرة والضياع في الجوانب العقائدية، وهذا هو الجهل والعجز والفشل)، ولكن الذكاء العلماني يتهرب من هذا المأزق بأن يعطيك أراء لهذا الفيلسوف أو ذاك!!؟، وقد ينصحك بأن تبتعد عن هذا المجال، لأنه معقد، أو فشل فيه الفلاسفة العلمانيون، فلماذا تحاول أن تبحث عن إجابات صحيحة!!؟، إن في ذلك مضيعة لوقتك.
    وقد يقول بعض العلمانيين ناصحا:" هذه قضايا ما وراء الطبيعة (ميتافيزيقا) (أو بلغتنا العربية: أمور غيبية)، فابتعد عنها، واهتم بالواقع، وما يفيد نفسك وأسرتك، وهذا الهروب مرفوض، لأن العقائد والمبادئ سواء كانت صحيحة أو خاطئة: تنعكس على سلوك الفرد وواقع المجتمع. ويتضح العجز العلماني إذا انتقلنا للجوانب الاجتماعية، وقلنا للعقل العلماني: أعطنا الإجابات التي وصلت لها، ولنسأله الأسئلة الآتية:
    ما هي حدود الحرية الشخصية؟، ومن هو المسئول عن الإنفاق على المنزل؟، وما هي الحقوق والواجبات الزوجية ؟، وكيف نربي أبناءنا؟، .........الخ.
    هذه الأسئلة وغيرها: لن نجد لها إجابات محددة في العقل العلماني يثبتها بالأدلة العقلية، بل سنجد إجابات متناقضة لهذا الفيلسوف وذاك المفكر!!؟، فالعقل العلماني لا يقول: إن الإنفاق على المنزل هو: مسئولية الرجل أو المرأة أو بالمناصفة أو غير ذلك، بل يعطيك "الحرية": أن تختار ما تشاء من إجابات!!؟، فلا يوجد حق ولا باطل، ولا علم ولا جهل، ويتهرب من هذه الأسئلة الأساسية بكلمات جميلة مثل:" هذه حرية شخصية وتفاهم مع زوجتك!!؟"، وهذا في الحقيقة فشل وعجز وجهل)، لأن العقل العلماني الذي طلب منا أن نترك الإجابات الدينية على هذه الأسئلة: لم يعطنا أي إجابات!!؟، أي أنه: وصل إلى لا شيء!!؟، ومـــن البديهيات: أن الإنسان حر، ويستطيع أن يتصرف كما يشاء فــي أموره الاجتماعية بأن يقـــتنع بأي مبادئ، ويتبع أي سلوكيات، والسؤال الموجه للعقل العلماني هو:
    " ما هي المبادئ الصحيحة التي تحقق العدل والحرية الشخصية والعلاقات الاجتماعية الرشيدة حتى يتمسك بها الناس ويحتكمون إليها!!؟".
    إن العقل العلماني يقول:" الإجابات الدينية خاطئة"، وفي نفس الوقت: لا يعطيك "إجابات علمانية!!؟"، لأن إجاباته مستندة إلى الظن، ومن المحتمل ويمكن، ولا أدري، وأنت حر واختر ما تشاء!!؟)، ولو كانت له أخلاق العلماء لقال:" أنا جاهل، وأنا ضائع.....الخ".
    وإذا كان العقل العلماني قد هرب من إعطاء الإجابات العقائدية والاجتماعية، فإنه أيضا: لا يملك إجابات سياسية أو اقتصادية، فقوانينه وتشريعاته وحتى مبادئه مجهولة وغير معروفة، ولا يتم استنباطها على مستوى الدولة من خلال العقل والأدلة العقلية، بل من خلال التصويت، فهي مجهولة قبل التصويت ولا تظهر إلا بعده، فهي إذن ليست حقائق علمية، بل هي: آراء شعبية: تم صناعتــها مـــن خلال التصويت، لا العقل، وكلنا نعرف أن المجالس الشعبية تعطي حلولا سياسية لا علمية، كما أن النجاح في الانتخابات لا يخضع للأكثر حكمة وعقلا، بل للأكثر مالا وعرقا وإعلاما وأحيانا خداعا وكذبا!!؟، وتتدخل في التصويت المصالح والشهوات والأهواء والعصبيات والتحزبات والأعراق والعقائد المتناقضة!!؟)، واللجوء للتصويت هو: لجوء العاجز عن الوصول بالعقل للحقائق، والتصويت كمبدأ جيد في القضايا الاجتهادية، لا في تحديد العلم من الجهل، والحق من الباطل في القضايا الأساسية.
    وأقول بصوت عال:" لم يحلم الجهل في تاريخه الطويل: أن يتساوى مع العلم إلا من خلال الفلسفة العلمانية، فما يقوله الجهل: آراء، وما يقوله العلم: آراء، وكلها مقبولة، ونطبق منها ما يحصل على الأغلبية في التصويت.
    وباختصار: العقل العلماني قال:" ابتعدوا عن الدين، وسنحتكم للعقل!!؟"، وهو فعلا: لم يحتكم للعقل، لا في القضايا العقائدية، ولا الاجتماعية، ولا الاقتصادية والسياسية، فالأولى قضايا غيبية: لنبتعد عنها، والثانية: حرية شخصية، فافعل ما تشاء، وأما الثالثة والرابعة، فالاحتكام فيها للتصويت، لا العقل، فهو لم يصل إلى علم أي حقائق علمية، ولم يحتكم أبدا إلى العقل، ومع هذا!!؟، يظن كثير من العلمانيين أنهم: أهل العقل والعلم!!؟.
    قال تعالى:[ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين].

    قال:" د. الكسس كاريل" في كتاب الإنسان ذلك المجهول!!؟):
    " إننا قوم تعساء: ننحط أخلاقيا وعقليا!!؟، إن الجماعات والأمم التي بلغت فيها الحضارة الصناعية أعظم نمو وتقدم، هي على وجه الدقة: الجماعات والأمم الآخذة في الضعف، والتي ستكون عودتها إلى البربرية والهمجية: أسرع من عودة غيرها إليها، ولكنها لا تدرك ذلك!!؟.
    إن القلق والهموم التي يعاني منها سكان المدن العصرية: تتولد عن نظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

    منقول بتصرف يسير.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    82
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    موضوع جميل وميسر الفهم والاستدلال ...بارك الله فيكم يا أخانا زيد

  3. #3

    افتراضي

    أحسنت أبا زيد.....
    موضوع لطيف وعميق يستحق التثبيت....

  4. افتراضي

    أبو مصعب المغربي فيك بارك الله الدكتور قواسمية جزاك الله خيرا اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوما
    أسعدني كثيرا مروركم لكم خالص احترامي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء