بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأنه ما من يوم يمر الا ويثبت العلم الحديث بل وتثبت الاكتشافات العلمية والتاريخية أن القرآن ليس من عند بشر, ولكنه من عند الله رب العالمين من ذلك :-
الإعجاز التاريخي في نعت حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف –عليه السلام- بلقب الملك، ونعته في زمن موسى –عليه السلام- بلقب الفرعون:
يقول الدكتور زغلول النجار :-
يعجب قارئ القرآن الكريم من وصف حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف-عليه السلام- بلقب الملك الذي جاء في خمسة مواضع من سورة "يوسف"‏,‏ بينما جاء وصفه في زمن موسي ‏-عليه السلام‏- بلقب فرعون مصر أو الفرعون‏,‏ وقد أورد القرآن الكريم لقب فرعون أربعة وسبعين‏(74)‏ مرة في عرض قصة نبي الله موسي-عليه السلام‏-,‏ والسبب في ذلك أن نبي الله يوسف -عليه السلام‏- عاش في مصر أيام حكم الهكسوس‏(‏ أي: الملوك الرعاة‏),‏ وذلك في الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1580‏ ق‏.‏م‏),‏ وكان حكام الهكسوس يلقبون بالملوك وليس بالفراعنة‏,‏ بينما عاش نبي الله موسي‏-عليه السلام- في زمن رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، وكان معروفا باسم "فرعون الاضطهاد"‏,‏ أو "فرعون التسخير"‏,‏ و حكم مصر في الفترة من‏(1301‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1234‏ ق‏.‏م‏),‏ ومات ونبي الله موسي في مدين، وخلفه من بعده على عرش مصر ولده الثالث عشر منفتاح ‏(‏أو منفتا‏)‏ المعروف باسم "فرعون الخروج"‏,‏
و الذي حكم مصر في الفترة من‏(1234‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1224‏ ق‏.‏م‏),‏ ومات غارقا في أثناء مطاردته لنبي الله موسي‏ -عليه السلام-‏ كما أخبر بذلك القرآن الكريم. وفي هذه الفترة كان يطلق علي حكام مصر لقب الفراعنة‏,‏ ومن هنا جاء ذكر حاكم مصر في زمن نبي الله موسى
-عليه السلام-‏ بهذا اللقب‏ في الآية الكريمة التي نحن بصددها وفى كل الآيات الأربع والسبعين التي ذكر فيها القرآن الكريم حاكم مصر في زمن نبي الله موسى –عليه السلام- .
‏أما نبي الله يوسف‏- عليه السلام‏-,‏ فقد عاش في حدود الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي
‏(1580‏ ق‏.‏م‏),‏ وكان حاكم مصر ملكا من العمالقة يعرف باسم الريان بن الوليد‏,‏ كما ذكره مؤرخو العرب‏,‏ ووجد اسمه منقوشا علي بعض الآثار المصرية القديمة‏(‏ انظر مؤتمر تفسير سورة يوسف للشيخ عبد الله العلمي‏),‏

ثانيا الإعجاز العلمي والتاريخي في ذكر اسم "هامان":

لم يرد في العهد القديم ذكر لهذا الاسم "هامان" كأحد المستشارين في أمور البناء لفرعون مصر في زمن نبي الله موسى –عليه السلام-، وانطلاقا من ذلك أخذ عدد من غلاة المستشرقين في التهجم على القرآن الكريم –مع اعترافهم بأن العهد القديم صناعة بشرية كاملة ترجع بدايتها إلى أكثر من 3500سنة مضت وأنه منقول عن مخطوطات فقدت أصولها بالكامل


ثم جاء الطبيب الفرنسي (موريس بوكاى) ليوضح الأمر لبنى جلدته في كتابه المعنون (موسى وفرعون) وفيه ما ترجمته: ‹‹لقد قمت بكتابة الاسم (هامان) باللغة الهيروغليفية وعرضته على أحد المختصين في تاريخ مصر القديمة. ولكي لا أدعه تحت أي تأثير لم أذكر له أنها وردت في القرآن، بل قلت له أنها وردت في وثيقة عربية قديمة يرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي››. فقال لي المختص: "يستحيل أن ترد هذه الكلمة في أي وثيقة عربية في القرن السابع، لأن رموز الكتابة باللغة الهيروغليفية لم تكن قد حلّت آنذاك". ويضيف الدكتور بوكاى قوله ‹‹ولكي أتحقق من هذا الأمر أوصاني بمراجعة قاموس يحمل العنوان التالي: "قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة" لمؤلفه (أللامند رانك). نظرتُ إلى القاموس فوجدت أن هذا الاسم موجود فعلا ومكتوب باللغتين الهيروغليفية والألمانية. كذلك كانت هناك ترجمة لصاحب هذا الاسم بأنه "رئيس عمال مقالع الحجر". وكان هذا الاسم أو اللقب يطلق آنذاك على الرئيس الذى يتولى إدارة المشاريع الإنشائية الكبيرة. استنسخت هذه الصفحة من ذلك القاموس وذهبت إلى المختص الذى أوصاني بقراءته، ثم فتحتُ ترجمة القرآن بالألمانية وأريته اسم هامان فيه فاندهش ولم يستطع أن يقول شيئا". ويضيف الدكتور موريس بوكاى قوله:
‹‹ لو جاء ذكر اسم (هامان فرعون) في أي كتاب قبل القرآن، أو لو جاء ذكره في العهد القديم لكان المعترضون على حق، ولكن لما لم يرد هذا الاسم حتى نزول القرآن في أي نص آخر، وإن كان قد اكتشف بعد ذلك بقرون عديدة على الأحجار الأثرية لمصر القديمة وبالخط الهيروغليفي. فإن ورود هذا الاسم في القرآن بهذا الشكل المذهل لا يمكن تفسيره إلا بأنه معجزة، وليس ثمة أي تعليل آخر. أجل، إن القرآن هو أعظم معجزة ››. ويضيف هذا العالم الفرنسي الجليل (بوكاى) قوله:
‹‹ وكما سبق القول بإنه ما من مؤرخ أو كاتب أشار إلى شخص اسمه (هامان) كان مقربا من فرعون مصر في عهد موسى –عليه السلام-، ولم يكن أحد من الناس يعلم شيئا من تاريخ مصر القديم، لأن العلماء كانوا عاجزين عن قراءة الكتابات المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغليفية، وكانت هذه اللغة قد اندثرت تدريجيا في مصر حتى انمحت تماما. وكان آخر نص مكتوب بهذه اللغة قد سجل في عام 394م، ولم يعد أحد يتكلم باللغة الهيروغليفية أو يعرف قراءتها. واستمر هذا الوضع حتى عام 1822م عندما استطاع العالم الفرنسي "فراجيان فرانسوا شامبليون" فكّ رموز تلك اللغة باكتشاف نص مكتوب بها على حجر رشيد
(The Rosetta stone) مع ترجمة له إلى كل من اللغتين اليونانية القديمة والديموطيقية.
وقد تم اكتشاف هذا الحجر من قبل ضابط فرنسي عام 1799م في أثناء الحملة الفرنسية على مصر في قرية رشيد بمحافظة البحيرة. ووجد عليه نص يمجد فرعون مصر ويدون انتصاره وكان هذا النص مكتوبا بثلاث لغات هي: اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية (وهى اللغة العامية المصرية القديمة) واللغة الإغريقية. وكان تاريخ الكتابة يعود إلى عام 196ق.م. وقد ساعد وجود هذه اللغات الثلاث على فك رموز اللغة الهيروغليفية، فقد قام شامبليون بمضاهاة هذا النص بالنص الإغريقي وبنصوص هيروغليفية أخرى حتى نجح في فك رموز اللغة الهيروغليفية، وذلك لأن النص اليوناني كان عبارة عن أربعة وخمسين سطرا، وكان سهل القراءة. وهذا يدل على أن هذه اللغات الثلاثة كانت سائدة إبان حكم البطالسة الإغريق لمصر.
وبعد حل رموز الكتابة الهيروغليفية علمنا من الكتابات الموجودة على عدد من الأحجار الأثرية العائدة للتاريخ المصري القديم وجود شخص مقرب من فرعون مصر في عهد موسى –عليه السلام- كان مسئولا عن البناء اسمه "هامان". وهناك حجر من هذه الأحجار المصرية القديمة ورد فيه هذا الاسم موجود في متحف "هوف" في "فينا" عاصمة النمسا››. هذه شهادة عالم غربي محايد يشهد بأن القرآن الكريم هو أعظم معجزة في تاريخ البشرية كلها، انطلاقا من كلمة حق واحدة اتضحت له وهى اسم (هامان) مهندس بناء فرعون في عهد نبي الله موسى –عليه السلام- فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على بعثة خير الأنام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.