النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الاعجاز العلمى في قوله (فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    471
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الاعجاز العلمى في قوله (فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )

    بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    أقول وبالله التوفيق
    بأن الانسان مهما بلغ الدرجة في العلم فان الكون فيه أسرار عظيمة لا يمكن للإنسان أن يصل اليها الا بإذن الله وإرادته وفي هذا يقول عزوجل
    (
    يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن
    يقول الامام القرطبي :-

    قوله تعالى : يا معشر الجن والإنس الآية . ذكر ابن المبارك : وأخبرنا جويبر عن الضحاك قال إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها ، فتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب ، فينزلون إلى الأرض فيحيطون بالأرض ومن فيها ، ثم يأمر الله السماء التي تليها كذلك فينزلون فيكونون صفا من خلف ذلك الصف ، ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة ، فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه ومجنبته اليسرى جهنم ، فيسمعون زفيرها وشهيقها ، فلا يأتون قطرا من أقطارها إلا وجدوا صفوفا من الملائكة ، فذلك قوله تعالى : يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان والسلطان العذر . وقال الضحاك أيضا : بينما الناس في أسواقهم انفتحت السماء ، ونزلت الملائكة ، فتهرب الجن والإنس ، فتحدق بهم الملائكة ، فذلك قوله تعالى : لا تنفذون إلا بسلطان ذكره النحاس .
    قلت : فعلى هذا يكون في الدنيا ، وعلى ما ذكر ابن المبارك يكون في الآخرة . وعن الضحاك أيضا : إن استطعتم أن تهربوا من الموت فاهربوا . وقال ابن عباس : إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات وما في الأرض فاعلموه ، ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله تعالى . وعنه أيضا أن معنى : لا تنفذون إلا بسلطان لا تخرجون من سلطاني وقدرتي عليكم . قتادة : لا تنفذون إلا بملك وليس لكم ملك . وقيل : لا تنفذون إلا إلى سلطان ، الباء بمعنى إلى ، كقوله تعالى : وقد أحسن بي أي إلي . قال الشاعر :
    أسيئي بنا أو أحسني لا ملولة لدينا ولا مقلية إن تقلت
    وقوله : فانفذوا أمر تعجيز .
    وجاء في تفسير الطنطاوي :-
    والمعنى: سنقصد إلى محاسبتكم ومجازاتكم على أعمالكم يوم القيامة، وسنقول لكم على سبيل التعجيز والتحدي. يا معشر الجن والإنس، إن استطعتم أن تنفذوا وتخرجوا من جوانب السموات والأرض ومن نواحيهما المتعددة.. فانفذوا واخرجوا، وخلصوا أنفسكم من المحاسبة والمجازاة..
    وجملة: لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ بيان للتعجيز المتمثل في قوله- تعالى- فَانْفُذُوا، والسلطان المراد به هنا: القدرة والقوة.
    أى: لا تنفذون من هذا الموقف العصيب الذي أنتم فيه إلا بقدرة عظيمة، وقوة خارقة، تزيد على قوة خالقكم الذي جعلكم في هذا الموقف، وأنى لكم هذه القوة التي أنتم أبعد ما تكونون عنها؟.
    فالمقصود بالآية الكريمة، تحذير الفاسقين والكافرين، من التمادي في فسقهم وكفرهم، وبيان أنهم سيكونون في قبضة الله- تعالى- وتحت سلطانه، وأنهم لن يستطيعوا الهروب من قبضته وقضائه فيهم بحكمه العادل.
    وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ. كَلَّا لا وَزَرَ. إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ .
    ويقول الدكتور زغلول النجار :-

    الدلالة العلمية لقول الحق تبارك وتعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ} [الرحمن: 33‏ـ 35]. هذه الآيات الثلاث التي تحدى القرآن الكريم فيها كلاً من الجن والإنس تحدياً صريحاً بعجزهم عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض‏،‏ وهو تحد يظهر ضآلة قدراتهما مجتمعين أمام طلاقة القدرة الإلهية في إبداع الكون‏،‏ لضخامة أبعاده‏،‏ ولقصر عمر المخلوقات‏،‏ وحتمية فنائها‏،‏ والآيات بالإضافة إلى ذلك تحوي عدداً من الحقائق الكونية المبهرة التي لم يستطع الإنسان إدراكها إلا في العقود القليلة المتأخرة من القرن العشرين‏،‏ والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية‏:‏

    أولاً‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض:‏
    إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من أقطار كل من الأرض على حدة‏،‏ والسماوات على حدة‏،‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏،‏ لأن أقطار الأرض تتراوح بين ‏(12756)‏ كيلو متراً بالنسبة إلى متوسط قطرها الاستوائي‏، (12713)‏ كيلو متراً بالنسبة إلى متوسط قطرها القطبي‏،‏ وذلك لأن الأرض ليست تامة الاستدارة لا نبعاجها قليلاً عند خط
    الاستواء‏،‏ وتفلطحها قليلاً عند القطبين‏،‏ ويستحيل على الإنسان اختراق الأرض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية‏،‏ ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏.

    فعلى الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثاً عن النفط والغاز الطبيعي فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق‏14‏ كيلو متراً من الغلاف الصخري للأرض‏،‏ وهذا يمثل0.2% تقريباً من طول نصف قطر الأرض الاستوائي‏،‏ وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار في عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى درجة قد تؤدي إلى صهر تلك الأدوات‏،‏ فمن الثابت علمياً أن درجة الحرارة تزداد باستمرار من سطح الأرض في اتجاه مركزها حتى تصل إلى ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏.‏

    ومن هنا كان عجز الإنسان عن الوصول إلى تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏،‏ وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى مخاطباً الإنسان: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} [الإسراء‏: 37].

    ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏،‏ إلا أن ما ينطبق على الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏، والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلاً من الجن والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله أو الفرار من قضائه‏،‏ بالهروب إلى خارج الكون عبر أقطار السماوات والأرض، حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏،‏ إلا أن العلوم المكتسبة قد أثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزاً كاملاً عن ذلك‏،‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضاً‏،‏ كما جاء في قول الحق تبارك وتعالى على لسان الجن: {وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} [الجن: 12]. وذلك بعد أن قالوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} [الجن: 8].

    ثانياً:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات:‏
    تبلغ أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها قدرات كل من الإنس والجن‏،‏ مما يشعر كلاً منهما بضآلته أمام أبعاد الكون‏،‏ وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه‏،‏ أو النفاذ إلى المجهول من بعده‏..! فمجرتنا -سكة التبانة‏- يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية‏ (100.000×9.5‏ مليون مليون كيلومتر تقريباً‏)،‏ ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية‏ (10.000×9.5‏ مليون مليون كيلومتر تقريباً‏)،‏ ومعنى ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلى وسيلة تحركه بسرعة الضوء -‏وهذا مستحيل‏-‏ ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلى عشرة آلاف سنة من سنيننا‏،‏ وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة‏..!

    وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة‏،‏ ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط‏،‏ وهي المسافة بين الأرض والقمر‏،‏ على الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء‏، ومجموعتنا الشمسية تقع من مجرتنا على بعد ثلاثين ألفاً من السنين الضوئية من مركزها‏،‏ وعشرين ألفاً من السنين الضوئية من أقرب أطرافها‏.

    فإذا حاول الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلى الأرض فإنه يحتاج إلى عشرين ألف سنة وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا، وهل يطيق الإنسان ذلك؟ أو هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة؟ وهل يستطيع الإنسان أن يتحرك بسرعة الضوء؟ كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك بالنسبة للإنسان‏،‏ وما ينطبق عليه ينطبق على عالم الجان‏..!‏

    ومجرتنا جزء من مجموعة من المجرات تعرف باسم المجموعة المحلية يقدر قطرها بنحو ثلاثة ملايين وربع المليون من السنين الضوئية ‏(3.261.500)‏ سنة ضوئية‏،‏ وهذه بدورها تشكل جزءاً من حشد مجريّ يقدر قطره بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون من السنين الضوئية ‏(6.523.000)‏ سنة ضوئية‏،‏ وهذا الحشد المجري يكون جزءاً من الحشد المجري الأعظم ويقدر قطره الأكبر بمائة مليون من السنين الضوئية، وسمكه بعشرة ملايين من السنين الضوئية‏.‏

    وتبدو الحشود المجرية العظمي على هيئة كروية تدرس في شرائح مقطعية تقدر أبعادها في حدود ‏150،100،15 ‏ سنة ضوئية‏،‏ وأكبر تلك الشرائح ويسميها الفلكيون مجازاً باسم الحائط العظيم يزيد طولها على مائتين وخمسين مليوناً من السنين الضوئية‏، وقد تم أخيراً اكتشاف نحو مائة من الحشود المجرية العظمى تكون تجمعاً أعظم على هيئة قرص يبلغ قطره الأكبر بليونين من السنين الضوئية‏،
    والجزء المدرك من الكون وهو يمثل جزءاً يسيراً من السماء الدنيا التي زينها ربنا تبارك وتعالى بالنجوم، وقال عز من قائل: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك: 5].

    هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره على العشرين بليون سنة ضوئية‏،‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلاً شديداً أمام أبعاد الكون المذهلة‏،‏ وكذلك الجان‏،‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه‏..!‏

    ثالثاً:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات والأرض معاً‏:‏
    تشير الآيات الكريمة إلى أن التحدي الذي تجابه به الجن والإنس هو النفاذ من أقطار السماوات والأرض معاً إن استطاعوا‏،‏ وثبت عجزهما عن النفاذ من أقطار أي منهما‏،‏ وعجزهما أشد إذا كانت المطالبة بالنفاذ من أقطارهما معاً‏،‏ إذا كان هذا هو مقصود الآيات الكريمة‏،‏ فإنه يمكن أن يشير إلى معنى في غاية الأهمية ألا وهو توسط الأرض للكون‏، وهو معنى لا تستطيع علوم الفلك إثباته لعجز الإنسان عن الإحاطة بأبعاد الكون‏.

    ولكن يدعم هذا الاستنتاج ما رواه كل من قتادة، والسدي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوماً لأصحابه‏:‏ «هل تدرون ما البيت المعمور؟» قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال صلى الله عليه وسلم: «فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها‏،‏ يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏».

    وتوسط الأرض للكون معنى حارت فيه عقول العلماء والمفكرين عبر التاريخ‏،‏ وعجزت العلوم المكتسبة والتقنيات الفائقة عن إثباته‏،‏ ولكن ما جاء في هذه الآيات الكريمة‏،‏ وفي هذا الحديث النبوي الشريف يشير إليه‏،‏ ويجعل المنطق السوي يقبله‏.‏

    رابعًا:‏
    القول في تأويل قوله تعالى : يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ (35)
    يقول تعالى ذكره ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا ) أيها الثقلان يوم القيامة ( شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ )، وهو لهبها من حيث تشتعل وتؤجَّج بغير دخان كان فيه ومنه قول رُؤْبة بن العجَّاج:
    إنَّ لَهُــمْ مِــنْ وَقْعِنــا أقْياظــا
    ونــارُ حَــرْب تُسْــعِرُ الشُّـوَاظا (3)
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ )، يقول: لَهَب النار.
    حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) يقول: لهب النار.
    حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: لهب النار.
    حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزُّبيري، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: اللهب المتقطع. (4)
    حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمرو، عن منصور، عن مجاهد ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: الشُّواظ: الأخضر المتقطع من النار.
    قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله: ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: الشواظ : هذا اللهب الأخضر المتقطع من النار.
    قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله: ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: الشواظ: اللهب الأخضر المتقطع من النار.
    قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك: ( الشُّوََاظُ ): اللهب.
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) : أي لهب من نار.
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: لهب من نار.
    وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ) قال: الشواظ: اللهب، وأما النحاس فالله أعلم بما أراد به.
    ذكر من قال ذلك:
    وقال آخرون : الشُّواظ : هو الدخان الذي يخرج من اللهب.
    * ذكر من قال ذلك:
    حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ): الدخان الذي يخرج من اللهب ليس بدخان الحطب.
    واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( شُوَاظٌ ) ، فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة، غير ابن أبي إسحاق (شُوَاظٌ ) بضم الشين، وقرأ ذلك ابن أبي إسحاق، وعبد الله بن كثير ( شِوَاظٌ مِنْ نارٍ ) بكسر الشين، وهما لغتان، مثل الصوار من البقر، والصّوار بكسر الصاد وضمها. وأعجب القراءتين إليّ ضمّ الشين، لأنها اللغة المعروفة، وهي مع ذلك قراءة القرّاء من أهل الأمصار.
    وأما قوله: ( ونُحاسٌ )، فإن أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ به، فقال بعضهم: عُنِي به الدخان.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا موسى بن عمير، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله: ( وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ ) قال: النحاس: الدخان.
    حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: ( ونُحاسٌ ): دخان النار.
    حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( ونُحاسٌ ): قال: دخان.
    وقال آخرون : عني بالنحاس في هذا الموضع: الصُّفر.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( ونُحاسٌ ) قال: النحاس: الصفر يعذّبون به.
    حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( ونُحاسٌ ) قال: يذاب الصفر من فوق رءوسهم.
    قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد ( ونُحاسٌ ) قال: يذاب الصفر فيصبّ على رأسه.
    حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، ( ونُحاسٌ ): يذاب الصفر فيصبّ على رءوسهم.
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ( ونُحاسٌ ) قال: توعدهما بالصُّفر كما تسمعون أن يعذّبهما به.
    حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مروان، قال: ثنا أبو العوّام، عن قتادة ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ ) قال: يخوّفهم بالنار وبالنحاس.
    وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عُنِي بالنحاس: الدخان، وذلك أنه جلّ ثناؤه ذكر أنه يرسل على هذين الحيَّين شواظ من نار، وهو النار المحضة التي لا يخلطها دخان. والذي هو أولى بالكلام أنه توعدهم بنار هذه صفتها أن يُتبع ذلك الوعد بما هو خلافها من نوعها من العذاب، دون ما هو من غير جنسها، وذلك هو الدخان، والعرب تسمي الدخان نُحاسا بضم النون، ونحاسا بكسرها، والقرّاء مجمعة على ضمها، ومن النُّحاس بمعنى الدخان، قول نابغة بني ذُبيان:
    يَضُــوءُ كَضَــوْء سِـرَاج السَّـلي
    ط لْــم يجْــعَل اللــهُ فيـهِ نُحاسـا (5)
    يعني : دخانا.
    وقوله: ( فَلا تَنْتَصِرَانِ ) يقول تعالى ذكره: فلا تنتصران أيها الجنّ والإنس منه، إذا هو عاقبكما هذه العقوبة، ولا تُستنقذان منه.
    كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( فَلا تَنْتَصِرَانِ ) قال: يعني الجنّ والإنس.
    #تعديل إشرافي

    (فتبارك الله أحسن الخالقين )
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    التعديل الأخير تم 11-13-2016 الساعة 03:56 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء