بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن السعي على الأرملة والمسكين واليتيم له أجر عظيم وفضل كبير , ويكفى أن القرآن الكريم , ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصى بذلك

جاء في صحيح مسلم
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
وقال حدثني زهير بن حرب حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال سمعت أبا الغيث يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى
ما يفهم من الحديثين
1- يقول الامام النووى في شرح صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) المراد بالساعي الكاسب لهما : العامل لمئونتهما . والأرملة من لا زوج لها ، سواء كانت تزوجت أم لا ، وقيل : هي التي فارقت زوجها . قال ابن قتيبة : سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال ، وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج ، يقال أرمل الرجل إذا فني زاده .
2-قوله صلى الله عليه وسلم : ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) ( كافل اليتيم ) القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك ، وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه ، أو من مال اليتيم بولاية شرعية .
وأما قوله : ( له أو لغيره ) فالذي له أن يكون قريبا له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه ، والذي لغيره أن يكون أجنبيا .
3-فالساعي على الأرملة والمسكين ولو كان ذلك من غير ماله بمعنى أنه يقوم بشئونها، يذهب يراجع عنها في معاملاتها يذهب يتابع لها مصالحها، يكلم لها بعض من يحسن إليها، فيعطيها شيئاً من نفقة ونحو ذلك فهذا يصدق عليه أنه ساعٍ على الأرملة واليتيم، يعني لا يشترط أن يكون ذلك صاحب مال فينفق من ماله، إذا أنفق من ماله فهذا لا شك أنه أكمل، ولكن يصدق على هذا أنه ساعٍ وإن كان بمال غيره،
هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم