إذلال المسلمين و التسامح الديني
للأسف في عصر الذل و المهانية، يتسلط علينا الكفار، و يساندهم المنافقون !
فنجد المسلم يتدلل و يحاول إرضاء الغرب، رغم أن الغربي يرفضه و يعاديه و يحقد عليه. تد الأمريكيون يقتلون العراقيين مثلا ، و رغم هذا تجد عراقي يتدلل للغرب و يدافع عنهم و يقاتل من أجلهم. مقابل سبه للمسلمين السنة، و السعودية و ما إلى ذلك.
و نجد الأمريكيون يحقدون على المسلمين و يذبحوهم، ورغم هذا يتابر المسلمون للذهاب لأمريكا و العيش فيها، ثم يحصلون على الذل و المهانة، فيبذلون قصار جهدهم لإعطاء صورة طيبة عن الإسلام لدرجة تحريف الدين، و التذلل لدرجة لعق مرخرة الغرب. ثم يأتي المنافقون المرتدون في دار الإسلام و يقولون أن هذا غير كافي، فعلى المسلمين حرق قرآنهم و لعق أحذية اليهود و النصارى حذاءا حذاءا دربا دربا على طريقة القذافي !
عادي أن يحقد عليك الكفار لأنك حر، مسلم سني يعبد الله فقط، و لا يعبد البشر، فقد أخبرنا الله بطبائع الشعوب الغير مسلمة مثلا :
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ سورة المائدة:82 .
يسارع الشباب المسلم على الأنترنت لإعطاء صورة التسامح الإسلامي تحاه الأديان الأخرى، ولكن يتجاوزون الحدود لدرجة الإذلال، و أنا منهم أبحث عن نصوص دينية تبين تسامح الإسلام، ولكن لقد أخطأنا !
الصراحة أن م ايسموا بالإسلاميين عندما يظهرون بكل حرية و شجاعة مواقفهم تجاه العدو، فإن ردتهم قوية و حقيقية و جيدة و متزنة.
أنا لا أدعو للحقد و الكره تجاه الآخر. لكن هذا الآخر تجاوز الحد الذي لا ينفع فيه الكلام، الغرب و كل شعوب الكفر و من عبدة البقر إلى عبدة الصليب إلى اليهود الذين يعتقدون أنهم أبناء الله، كلهم يعلمون أن الإسلام حق، و أنه على باطل. و يعرفون أن المسلم هو الذي يعاني من الذحب، يفقد بله و أرضه و بتروله و عائلته و مساجده . أما الأمريكي مثلا فهو الذي يلقي القنابل و يدمر، يأتي بالخراب و الدمار.
فلمذا نتدلل للمجرم الإرهابي المنغلق الذي يفرض دينه أو معتقده على الآخر المسلم ؟!
لن أقضي وقتي في هذه المقالة لنقل نصوص التسامح و المحبة من القرآن، فهي تحتاج وقتا، و حتى و إن ذكرتسيأتي منافق ينسخها، و يقول أنها منسوخة من آيات السيف. و يخفي و يتهرب من نصوص واضحة.
فكل واحد يتخيل دينا كما يراه هو، دون أن يسمع للآخر.
الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وهو دين تسامح محبة
سوف يتهربون من قضية عدم فرض الإسلام على غير المسلمين بدليل الجزية، فلو كان المسلمون يرفضون الآخر و يفرضون دينهم لما وجد قانون الجزية، و لما بقي ماروني في لبنان، ولا قطبي أورثودوكسي في مصر، و لا يهودي و نصراني في المغرب . ..
سوف يتهربون من اتعريف الحقيقي لأسلم تسلم، فلن يقولوا أن معنها أدخل في الإسلام تسلم من نار جهنم. و سيقولون أن معناها أدخل في الإسلام تسلم من السيف كذبا و زورا.
لن يذكروا آيات التسامح و المحبة مثل :
﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ الممتحنة: 8
﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ الكافرون: 6
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } سورة يونس الآية 99 .
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) البقرة
عندما حقق الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أمنيته بفتح مكة المكرمة ودخلها فاتحاً منتصراً ظافراً قال لقريش: "ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لي و لكم".
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } سورة التوبة الآية 6
لو كانت بعض الآيات منسوخة بالسيف كما يزعم بعض الشيوخ، وبعض المنصيرن و غيرهم، فلمذا لم يتم إجبار غير المسلمين على الإسلام، و لمذا أرسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسائل دبلوماسية فيها تسامح و أخوية مع ملوك بجوار الجزيرة العربية ؟! فيها إحترام للآخر !
و لو كان الإسلام غير متفتح على الآخرين، لمذا يأمرنا الله في القرآن بأن نوافق على السلم في حال طلب العدو ذلك !
{ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (61) الأنفال
لو كانت آية التسامح منسوخة ، فلمذا هي متبوعة بآية الجهاد في نفس السورة و في نفس مرحلة أسباب النزول !
وهي في سورة الحجرات { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (13) الحجرات
الولاء و البراء
إلا أن لدينا آيات تقوم بإعلاء شأن المسلمين، لمذا ؟
لأنه لا يمكن أن نتودد و نحب و نتسامح 100/100 مع من يحاربنا و يذبحنا و يسبنا !
و اآيات التي تأمرنا بالجهاد هي مفخرة لنا، ولأن الإسلام دين الواقعية، فهو براغماتي واقعي إن صح التعبير، فالدفاع عن النفس حق لك، و موجود هذا الأمر في كل الشعوب و المعتقدات، حتى البوذيين و الهندوس الذين يدعون السلم و الحب، لهم اكبر جيوش العالم، مدججون بالسلاح، و قد سبق أن ذبحوا المسلمين، و مثال على ذلك ذبح المسلمين في ميانمار من طرف البوذيين.
لكن الإسلام ليس دين الذبح، بل السلم، من لا يعاديك لا تعاديه، و إن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله .
الولاء و البراء هو أن تحب أخوك المسلم و تحذر و تحترز من الكافر، و تجاهد ضد العدو الذي يؤذيك، و هذا حق للمسلمين .
من الغير متسامح ؟!
المسلمون لم يقوموا بالحرب العالمية الأولى، و لا الثانية، و لم يقوموا بقتل الهنود الحمر ! ولم يبيدوا الهندوس، و لم يبيدوا بقايا النصارى و اليهود في أرض الإسلام !
الكنائس، و المعابد المتنوعة لغير المسلمين موجودة في أرض الإسلام !
بينما غير المسلمين، ذبحوا الهنود الحمر، و قتلوا الملايين في أوربا و العامل، حرقوا اليابانيين و الفيتناميين، و نشروا الأوبئة في إفريقيا، و أشعلوا الحربين العالميتين و يريدون إشعال الحرب العالمية الثالثة. حرقوا و دمروا ليبيا، سوريا، العراق، أفغانستان، لبنان، حتى مصنع أدوية في السودان لم يسلم !
لوثوا المياه الصالحة للشرب، و الأراضي الفلاحية، بأسلحة الكيماوي و الإشعاعات، حاصروا السودان و حولوها لدولة درمة و كانت تعتبر كنز فلاحي، و هددوا بتقسيم المغرب، و أخذ نصف أرضه الصحراوية، و إحتلوا النيجر غلى يومنا هذا و سرقوا اليورانيوم من النيجر، و يهددون الخليج بسرقة بتروله، و يكونون منظمات إرهابية مشبوهة، و يكذبون دون توقف !
يؤذون المسلمين في أراضيهم، بينما المسلمون يعتنون بغير المسلم، و يستقبلون الزوار و السياح الأجانب !
محاكم التفتيش و فضائح كنيسة الفاتيكان خير دليل على تسامح المسلمين و عداوة و حقد غير المسلمين، فالأندلس كانت متفتحة على الجميع، بينما في الحرب الصليبية و بعد سقوط الأندلس ظهرت محاكم التفتيش الهمجية الدموية العنصري. فقد كان في الأندس قرابة 8 إلى 9 مليون مسلم أغلبه إسبان، و قتل الكثير و تم إلقاء أمهات و أطفالهن في البحر، و تم قطع رؤوس عدد كبير من امؤمنين، و أحذ بعض الأطفال عبيد يعملون الأعمال الشاقة و أجبروا على التنصر ...
لا أعتقد أن الكفار و خاصة الغرب و بالتحديد امريكا المارقة لها الحق في إعطائنا الدروس الأخلاقية، فنحن من يعلم العالم الأخلاق و التسامح.
المصدر http://wp.me/p4MLXp-3Z9
بنقدور نبيل
Bookmarks