حول أسبقية التوحيد و فكرة الأنبياء
مرحبا بالجميع أتمنى أن أكون في القسم الصحيح
حقيقة مند مدة طويلة و أنا متابعة لهذا المنتدى و أقرأ مواضيعه ففكرت أن أشارككم و أعرض عليكم موقفي و تساؤلاتي تجاه الأديان في أول مشاركة لي.
من ضمن الأسباب التي جعلتني أرفض الأديان هو مسألة الأصول و المنبع و القارىء للمجال الميثولوجيا خاصة أساطير الشرق القديم لايخفى عليه مدى تلك القصص الخرافية الموجودة عند السوماريين و البابليين و الكنعانيين بالإضافة إلى الأساطير الفرعونية و متوازياتها في التوراة و الأسفار التاريخية و هي نفس القصص الموجودة في القرآن و أيضا تاريخ الله ( أقصد أن التاريخ الديني يثبت أن التوحيد جاء متأخرا و أن التعدد و الوثنية هو الأصل).
لن أفصل كثيرا في هذا الموضوع نظرا لأنه معروف بين المختصين و لا يخفى عليكم أنتم ايضا لذلك سأذكره بشكل مختصر.
جلنا نعلم أن التوراة كتبت عبر مجموعة من المراحل و النبي موسى ( على إعتبار أن شخصية النبي موسى حقيقة تاريخية و إلا فإن التاريخ الفرعوني ينفي هذه الشخصية فلا توجد و لا وثيقة واحدة إلى حد الآن ذكرت هذه الشخصية و هذا شيء غريب رجل هز كيان حضارة مصر كلها و مع ذلك لا يوجد نقش أو وثيقة ذكرت هذه الشخصية ؟؟ نفس الشيء ينطبق على النبي يوسف و إبراهيم اثناء تواجدهما أثناء مصر !!عجيب) يعود حسب إختلاف الباحثين ما بين القرن 12 قبل الميلاد و القرن 15 قبل الميلاد و بعد وفاة النبي موسى بخمسة قرون تقريبا ظهرت الأسفار الخمسة ( التوراة) و نسبوها إلى هذا النبي ثم بعدها في القرن السادس تعرض اليهود إلى السبي البابلي لمدة 100 سنة ( باحثين آخرون يقدرون مدة السبي 50 سنة في حين ذهب آخرون إلى 200 سنة).
الأسفار التاريخية الأخرى كتبت عبر الزمن و خلال كل فترة زمنية يظهر سفر مقدس منسوب لشخصية مثل سفر إشعيا و سفر ميخا .. إلخ من الأسفار أي أن الاسفار التاريخية إستغرقت كتابتها مدة 8 قرون تقريبا ( من القرن التاسع قبل الميلاد نهاية إلى القرن الثاني قبل الميلاد).
المناطق التي مكث فيها اليهود كافية لتفسر ظهور الديانة اليهودية : وجودهم في كنعان و إحتكاكهم مع الثقافة الكنعانية أيضا وجودهم في مصر و إحتكاكهم مع الثقافة المصرية و أيضا وجودهم في بابل و إحتكاكهم مع الثقافة البابلية , يعني 3 مصادر و مراجع تحوي جميع القصص اليهودية و هناك إحتمالين لتفسير هذا التشابه و التقارب :
- إما أن اليهود أخذوا كل شيء من هذه الأساطير الخرافية الوثنية و جمعوها في كتاب أطلقوا عليه " العهد القديم " خاصة أن تاريخ التوراة و الأسفار الأخرى كتبت في زمن طويل و نفس هذه القصص أخذها القرآن فيما بعد.
- الإحتمال الثاني الذي يقول به المسلمون إنطلاقا من كتابهم أن كل من هذه الأمم وجد عندها نبي و هذا ما يفسر تشابه القصص .
التاريخ الديني يدعم الإحتمال الأول و ذلك لسبب و هو أن مفهوم النبوة و التوحيد جاء متأخرا و أن الوثنية تسبق التوحيد و هذا لا يشك فيه إلا جاهل بأساطير الشرق القديم فما عليك إلا ان تقرأ أسطورة الخلق السومارية و تتأكد بنفسك.
مسألة الأنبياء هي فكرة متأخرة نسبيا لا تتجاوز 1000 سنة قبل الميلاد قبل هذه الفترة لا توجد وثيقة تاريخية تتحدث عن مفهوم النبوة و خلال هذه 1000 سنة قبل الميلاد ظهر الكثير من الأشخاص زعمو أنهم أنبياء و كلهم ينتمون للشعب اليهودي : إرميا,إشعيا,ميخا,حزقيال,زكريا .. إلخ.
و الغريب في الأمر أن كل نبي يكذب الآخر و سأعطي مثال بعجالة : النبي ميخا و إشعيا عاشا في زمن واحد و الفرق هو المكان فكان النبي إشعيا موجودا في أورشيليم -مملكة يهوذا - يبشر اليهود بالنصر و أن أورشيليم سيحفظها الإله يهوه من الأعداء و أنها مصدر الخير و في نفس الوقت النبي ميخا موجود في البوادي و القرى يبشر اليهود بهلاك أوريشيليم و أنها مصدر الشرور , فأيهما على صواب ؟ و الغريب أن كلاهما مقدسان في التقليد اليهودي.
ما أريده الآن منكم أن تثبتو نقطتين بأدلة تاريخية و ليس عن طريق القرآن فالكثير من المسلمين يدافعون بهذا النص القرآني " و لقد بعثنا في كل أمة رسولا " أو "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " و هذا ليس برهان لأن هذه النصوص لا تملك قيمة تاريخية تثبتها, لذلك فما عليكم إلا :
- إثبات وجود مفهوم التوحيد و الأنبياء في الأساطير القديمة عن طريق أدلة و وثائق تاريخية و بالتالي تنتهي القضية و أما في حالة عدم تقديمكم لهذه الأدلة فإن هذا يعني بطلان الأديان.
-------------
ملحوظة : 1 / التشابه بين القصص ليس تشابها حرفيا طبعا هناك إختلافات و تعديلات و لكنها فقط سطحية لا تغير المعنى بتاتا مثل : الأسماء.
ملحوظة : 2 / أريد أن أشير إلى ان ما تم تقديمه في مشاركة بعنوان " تاريخ التوحيد و الوثنية" هو مجرد كلام مرسل لعلماء لا يقدمون أي دليل تاريخي على أسبقية التوحيد بل كل ما يقومون به هو إسقاط تأويلات ظنية و نفس الشي ينطبق على مشاركة بعنوان " أكذوبة تطور الأديان والإنسان" .
Bookmarks