صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 22

الموضوع: خواطر الفقير عن الحرب و القتال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي خواطر الفقير عن الحرب و القتال

    إن من أكثر ما يغيظني و يثير حنقي منافقون أدعياء يقولون ببجاحة "الإسلام دين الإرهاب" و كلاب مازوخيون يزعمون أنهم مسلمون يسترضونهم فيوافقونهم في تقيؤاتهم الفكرية العفنة . و ها هنا أجمع ما يمر بي من خواطر في هذا الشأن لعلي أنفس عن الغيظ و الأسى الذين يملآنني .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الدعي الخسيس : بصفتك مسلماً عليك الاعتذار و التبرؤ من أفعال داعش و القاعدة و ....

    المسلم : اخرس و اخسأ و اهلك يا ذنب الكلب !! أي اعتذار يا من لا تساوي مثقال ذرة ؟! أتحسر على مصاب أمة الإسلام بأيدي الكفرة في كل مكان و أيدي قومجيين سفلة يدعون الإسلام و تخرج علي لتطالبني بالاعتذار ؟! أين أنت من اضطهاد و تعذيب و تشريد مسلمي تركستان الشرقية على يد حكومة الصين الملحدة اللادينية ؟! أين أنت من مصاب المسلمين في ما سمي تغطرساً و جبروتاً بالفلبين على أيدي النصارى ثم الحكومات اللادينية المتعاقبة ؟! أين أنت من قتل و حرق و تشريد مسلمي بورما على أيدي حكومة لا دينية و عصابات من البوذيين أدعياء السلام و المحبة ؟! أين أنت من مصاب مسلمي الهند على أيدي جماعات هندوسية لا ترقب في مؤمن إلاً و لا ذمة ؟! أين أنت من عدوان الروس و الأمريكان النصارى و اللا دينيين على أفغانستان و العراق و سوريا ؟! أين كنت خلال مأساة البوسنة حين أقام ملاحدة الصرب القومجيون عليهم لعنة الله المجازر في بني الإسلام و اغتصبوا الإناث و الذكور بحيوانيتهم ؟! أين أنت من مصاب مسلمي الأفارقة عبر القارة على أيدي سفلة همج من نصارى و غيرهم يأكلون لحوم البشر و يشربون دماءهم ؟!

    اعتذار ؟! أي اعتذار يا بعرة بين بعرتين ؟! لو شئت أن تلعب هذه اللعبة فعندي ما يكفي لا ليجعلك تمضي باقي عمرك تمرغ أنفك بالتراب و أنت تركع لتطلب العفو ، بل لتنتحر تكفيراً عن إجرام بني جلدتك كما كان يحدث في اليابان !!
    التعديل الأخير تم 12-31-2016 الساعة 06:10 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سطحية النائحين "إرهاب إرهاب !" على مدار الساعة تثير الغثيان . لن أتحدث هنا عن المجاهدين بحق الذين يفتري عليهم الإعلام و لا عمن نياتهم حسنة و لكن عليهم أخطاء . ينظر أولئك السفهاء إلى جماعة من المعتدين فعلاً ممن يقتل الذين حرم الإسلام كتاباً و سنة المساس بهم من الأطفال و النساء و الشيوخ و العزل و غيرهم . و بنظرة سطحية قبيحة يختصرون سبب أفعالهم في قولهم الدنيء "هذا بسبب الإسلام الذي يحض على العنف و الكراهية" . ألا لعنة الله عليهم . اختصروا العديد و العديد من العوامل المتشابكة في قولهم السفيه ذاك . ماذا لو قلنا لهم أن احتلال الكفرة الطاغي و جنون عظمتهم عامل في هذا ؟ ماذا لو قلنا لهم أن نظرة الغرب المتكبرة التي تجعله يتعامل مع قتلى المسلمين على أنهم أقل من الحيوانات بينما يهول من شأن نفوق كلب كما فعلوا في فرنسا حتى قال الكلاب عن أنفسهم "أنا كلب" عامل في هذا ؟ ماذا لو قلنا لهم أن الاستفزاز في الدين و التضييق على من يلتزم أي شيء من الإسلام مع ترويج للعهر و الفحش و تلميع للعاهرين سبب في هذا ؟ ماذا و قلنا لهم أن الجهل المدقع لدى كثير من عامة المسلمين بسبب التضييق على التعليم الديني سبب في تحمس هؤلاء الجهلة و اندفاعهم وراء العواطف الهوجاء و الاعتداء على الأبرياء ؟ ماذا لو قلنا لهم أن استنزاف خيرات الأراضي و تجويع الناس و تشريدهم و دعم الطغاة الذين يحابون الغرب المجنون بالعظمة سبب في ذلك ؟ يترك أولئك السفلة كل هذا ليقولوا ببجاحة "كله من ابن تيمية و فتاواه التكفيرية" !
    التعديل الأخير تم 12-27-2016 الساعة 07:54 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    صدقت و صدق أبو القاسم حين قال مرة :
    الموضوع ليس عن 11 سبتمبر ، فلا تسمحوا لملحد أن يحرف بكم عن المقصود ، هؤلاء الملحدون منافقون ..يرون قشة في يد المسلم : كأنها صاروخ ضخم عابر للقارات ، ويرون القنابل النووية وأسلحة الدمار الشامل في أيادي الكفرة التي أبادوا بها الشعوب : باقة ورد ..

    أقول في هذا السياق : و اللادينيون بما فيهم الملاحدة طبعا سيتغاضون دائما عن مناقشة الأسباب بحيادية سواء وراء الجرائم المنسوبة إلى المسلمين و هي معدودة على رؤوؤس الأصابع أو تلك التي اقترفها و يقترفها الغرب العلماني و الأمم الملتحدة على مرآى من العالم على مدى قرون عدة بدءا بالحروب الصليبية و انتهاء بما يقترفه الروافض و الروس و عميلهم المكشوف بشار ، و ذلك لأنهم عادة ما يتحاشون الخوض في الأسباب حتى لا يناقشوا الأمور من منطلق ديني أو أخلاقي أو حتى نفسي أو اجتماعي أو تاريخي أو اقتصادي ينتهي بهم إلى الإقرار بمن هو المجرم و من الضحية على وجه الحقيقة فيكتفون - كمحامي الزور - و بمنطق العجايز و بأصوات الغربان و تقليد الببغاوات بإسماعك حكي و فرقعات وسائل الإعلام التي تخدم الغرب و بني صهيون و فقط تنطلي على السذج أمثالهم ممن لا يدري حقائق الأمور و لا أبعادها التاريخية إلا لماماً و لا يريد أن يعرف.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    (الجهاد) وضعوا عليه نظرية علمية بائسة يائسة للتشكيك فى الدين للمسلمين وللتنفير من الدين للكافرين .

    واستعانوا بالاعلام وبالانذل وبالفجار لتمرير هذه التفاهات من الافكار.

    وشبهة الجهاد المعاصرة هى كشبهة بول البعير .

    إلا ان أولى (بول)

    وأما الثانية (دماء)

    وكلاهما عند الملحد ذرات .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  6. #6

    افتراضي

    كيف تزعم أخي الحبيب مسلم أسود أن الاسلام ليس دين ارهاب
    أليس الاسلام أرهب السارقين والزناة والقتلة والذين يرمون المحصنات بعقوبات صارمة رادعة تخلع القلب....
    اليس الاسلام أرهب الكافرين بدين الحق ممن قامت عليهم الحجة بدخول النار فأفسد متعتهم المؤقتة ونغص عليهم.....
    أليس الاسلام أرهب وتوعد الذين يشركون مع الله عيسى و مريم عليهما السلام
    أليس الاسلام أرهب الذين يقتلون الأنبياء ويقولون يد الله مغلولة-غلت أيديهم- وتوعدهم بالنار
    أليس الاسلام أرهب الذين يقولون أن الله بخيل ونحن أغنياء وتوعدهم بالنار....
    أليس الاسلام أرهب وهدد الذين يأكلون الربا
    أليس الاسلام أرهب وهدد الذين يأكلون مال اليتيم
    أليس الاسلام أرهب وأرعب الذين يحبون أن تنتشر الفاحشة في الذين آمنوا
    أليس الاسلام أرهب من حرفوا كتب الله ورسالته وتوعدهم بالنار
    اليس الاسلام أرهب من رفض الدخول في العقد الاجتماعي للأرض التي يسودها الاسلام وفرض عليهم الجزية وأذلهم بطرق الشرع
    أليس الاسلام أرهب الذي يقتل نفسه وهدده بالنار
    اليس الاسلام أرهب من تسول له نفسه احتلال بلاد المسلمين
    أليس الاسلام أرهب وهدد اللوطيين والشواذ وتوعدهم بالنار والثبار
    سبب كره الاسلام هو أنه الدين الحق لكل الأنبياء دون تحريف بقوة حجته ونصاعة أحكامه.
    فيشعر الناكب عنه بالقلق النفسي فيرغب بمحاربته
    كما تشعر المرأة العاهرة بالقلق من المشي وسط نساء عفيفات....
    ........الخ
    التعديل الأخير تم 12-28-2016 الساعة 07:56 PM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    صدقني إن العالماني الدعي الذي يطالب بإزالة آيات و أحاديث من المناهج بحجة أنها تحض على العنف هو أول من سيسارع بحمية إلى الدفاع عن فيلم أو لعبة تم منعه في إحدى الدول لاحتوائه على مشاهد دموية تثير الغثيان . و الأمريكان على وجه الخصوص أكثر القوم تناقضاً في هذا الموضع حسبما شاهدت . الأفلام و المسلسلات و الألعاب الدموية المنتجة عندهم لا يمكن إحصائها . في لحظة ستجد المنافق يستشيط غضباً و يصيح "كيف تفسرون ((غير المغضوب عليهم)) بأنها تعني اليهود ؟! يا دواعش ! أنتم تربون الإرهابيين !" . و بعد خمس دقائق سيذهب ليصيح في منظمات تقييم محتوى الأفلام و الألعاب "ما هذا التزمت ؟! أنتم تحجرون على الحرية الفنية لمنتجي الأفلام ! حرية ! حرية ! حرية !" .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور قواسمية مشاهدة المشاركة
    كيف تزعم أخي الحبيب مسلم أسود أن الاسلام ليس دين ارهاب
    أليس الاسلام أرهب السارقين والزناة والقتلة والذين يرمون المحصنات بعقوبات صارمة رادعة تخلع القلب....
    اليس الاسلام أرهب الكافرين بدين الحق ممن قامت عليهم الحجة بدخول النار فأفسد متعتهم المؤقتة ونغص عليهم.....
    أليس الاسلام أرهب وتوعد الذين يشركون مع الله عيسى و مريم عليهما السلام
    أليس الاسلام أرهب الذين يقتلون الأنبياء ويقولون يد الله مغلولة-غلت أيديهم- وتوعدهم بالنار
    أليس الاسلام أرهب الذين يقولون أن الله بخيل ونحن أغنياء وتوعدهم بالنار....
    أليس الاسلام أرهب وهدد الذين يأكلون الربا
    أليس الاسلام أرهب وهدد الذين يأكلون مال اليتيم
    أليس الاسلام أرهب وأرعب الذين يحبون أن تنتشر الفاحشة في الذين آمنوا
    أليس الاسلام أرهب من حرفوا كتب الله ورسالته وتوعدهم بالنار
    اليس الاسلام أرهب من رفض الدخول في العقد الاجتماعي للأرض التي يسودها الاسلام وفرض عليهم الجزية وأذلهم بطرق الشرع
    أليس الاسلام أرهب الذي يقتل نفسه وهدده بالنار
    اليس الاسلام أرهب من تسول له نفسه احتلال بلاد المسلمين
    أليس الاسلام أرهب وهدد اللوطيين والشواذ وتوعدهم بالنار والثبار
    سبب كره الاسلام هو أنه الدين الحق لكل الأنبياء دون تحريف بقوة حجته ونصاعة أحكامه.
    فيشعر الناكب عنه بالقلق النفسي فيرغب بمحاربته
    كما تشعر المرأة العاهرة بالقلق من المشي وسط نساء عفيفات....
    ........الخ
    و لهذا يا دكتور تجدني غالباً ما أستخدم مصطلحات أدق مثل العدوان بالظلم و الإجرام . و لا أذكر الإرهاب المشروع في الإسلام إلا بالتفصيل في بيانه لئلا يقتطع السفهاء الكلام .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    41
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي مسلم أسود
    نحتاج مواضيع مثل هذه تتميز بأسالوب الهجوم على الأفكار الهدامة وعدم الاقتصار على أسلوب الدفاع.
    يأتينا الملحد يتحدث عن الجهاد والفتوحات الاسلامية بينما يعتقد في الوقت نفسه أن قتل مليار إنسان وقتل مليار بكتيريا عند غسل اليدين سواء !!!!!
    ثم يأتينا الدارويني ويتحدث عن الجهاد والفتوحات الاسلامية وهو في الوقت نفسه يعتقد أن للجنس الأرقى أن يقتل الجنس الأدنى ويستعبده!!!!
    ثم يأتينا اليهودي أو نصراني ويتحدث عن الجهاد والفتوحات الاسلامية وفي كتابه
    حزقيال ( 9/ 5-7) : («اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6 اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7 وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.).
    وفى صموئيل الأول (15/3) : (. 3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا».) .
    يا أيها الكفار بيوتكم مصنوعة من زجاج فلا ترموا بيوت غيركم بالحجارة.

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم أسود مشاهدة المشاركة
    المسلم : اخرس و اخسأ و اهلك يا ذنب الكلب !! أي اعتذار يا من لا تساوي مثقال ذرة ؟! أتحسر على مصاب أمة الإسلام بأيدي الكفرة في كل مكان و أيدي قومجيين سفلة يدعون الإسلام و تخرج علي لتطالبني بالاعتذار ؟! أين أنت من اضطهاد و تعذيب و تشريد مسلمي تركستان الشرقية على يد حكومة الصين الملحدة اللادينية ؟! أين أنت من مصاب المسلمين في ما سمي تغطرساً و جبروتاً بالفلبين على أيدي النصارى ثم الحكومات اللادينية المتعاقبة ؟! أين أنت من قتل و حرق و تشريد مسلمي بورما على أيدي حكومة لا دينية و عصابات من البوذيين أدعياء السلام و المحبة ؟! أين أنت من مصاب مسلمي الهند على أيدي جماعات هندوسية لا ترقب في مؤمن إلاً و لا ذمة ؟! أين أنت من عدوان الروس الأمريكان النصارى و اللا دينيين على أفغانستان و العراق و سوريا ؟! أين كنت خلال مأساة البوسنة حين أقام ملاحدة الصرب القومجيون عليهم لعنة الله المجازر في بني الإسلام و اغتصبوا الإناث و الذكور بحيوانيتهم ؟! أين أنت من مصاب مسلمي الأفارقة عبر القارة على أيدي سفلة همج من نصارى و غيرهم يأكلون لحوم البشر و يشربون دماءهم ؟!

    اعتذار ؟! أي اعتذار يا بعرة بين بعرتين ؟! لو شئت أن تلعب هذه اللعبة فعندي ما يكفي لا ليجعلك تمضي باقي عمرك تمرغ أنفك بالتراب و أنت تركع لتطلب العفو ، بل لتنتحر تكفيراً عن إجرام بني جلدتك كما كان يحدث في اليابان !!
    اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والشر والفساد والعناد و الإلحاد؛ وانشر رحمتك على العباد.
    قال سيدُنا علي (رضي الله عنه): الناسُ ثلاثة عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رَعاعٌ اتباعُ كُلِ ناعقٍ يميلون مع كُل ريح.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال الله تعالى :
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13)

    الملاحدة و اللادينيون و الصليبيون تنطبق عليهم هذه الآيات و تكشف عن خبيئة الشر و التدجيل و اللؤم في نفوسهم حين يحتجون عليك بأخطاء في القصاص و زلات في تنزيل الشريعة اقترفها بعض طوائف المسلمين للإنتصاف من المعتدي و من ظلم و جار و استبد و طغى و هتك الأعراض و الأموال و الأنفس. و قد علموا أنهم أشد المجرمين إجراما و تنكيلا بالناس عبر التاريخ ليس تجاه الظلمة و إنما تجاه الأبرياء و المغصوبين و سوءاتهم في ذلك ظاهرة لا يواريها شيء.

    مقتطف من كتاب : "المسيحية و السيف"،تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس،الصفحة (28_29)

    "أما المسيحيون فقد عاقبوا الهنود الحمر بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب،كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة،وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين،أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف!
    كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور،أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين،و حين يسقط في الماء يقولون: (عجبا إنه يختلج). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف [كما تسفد قطع اللحم بالسفود] وينصبون مشانق طويلة،ينظمونها مجموعة مجموعة،كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا،ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء.وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار..هكذا أحرقوا الهنود الحمر و هم أحياء!
    كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا متنوعة،بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم،ثم يقول لهم : 《هيا احملوا الرسائل》 أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات،أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة،ثم يربط هؤلاء المساكين بها،وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين!
    ولقد شاهدت مرة أربعة من هؤلاء الأسياد فوق المشواة،و بما أنهم يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض الشرطة الأسبانية الذي كان نائما (أعرف اسمه،بل أعرف أسرته في قشتاله) فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم،ثم أضرموا النار الهادئة تحتهم!
    رأيت ذلك بنفسي،ورأيت فظائع ارتكبها المسيحييون أبشع منها،أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحييون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم،وكانت كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير،وحين كان الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر!"
    [المصدر]
    كتاب "المسيحية و السيف"،تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس،الصفحة (28_29)
    [رابط تحميل الكتاب]
    http://waqfeya.com/book.php?bid=10792

  12. #12

    افتراضي

    سأضع لك ثلاث مشاركات ...
    الأولى : من أقوال واعترافات وتقريرات غير مسلمين عندما تمكن الإسلام ..
    الثانية : من فقهنا الإسلامي نفسه ..
    الثالثة : مثال عملي بين دخول غير المسلمين القدس .. ودخول المسلمين القدس ..
    --------------
    عظمة الفتوحات الإسلامية وشهادات المؤرخين والمنصفين ..


    الأخوة الكرام ...
    هذه بقية ردي على المتملحد بجهل الذي اتهم الإسلام بالانتشار بالسيف والجبر ..
    وأنه كان يُصادر حريات البشر في معتقداتهم وليس كما يزعم المسلمون ..
    فجمعت له الشهادات التالية :
    وذلك لغياب تلك الحقائق الهامة عن الفتوحات الإسلامية : ورحمتها وعدالتها وكفالتها لحرية العقيدة للمسالمين ....
    ---------

    أقول : لم ولا ولن : يجد العالم أمة ًكانت لها تشريعاتها الرحيمة العادلة : حتى في الحروب : وطبقتها بالفعل على أرض الواقع : إلا الأمة الإسلامية السُـنية !!..
    وأرجو قراءة الأحاديث التالية بتمعن :
    ومقارنة حال (المدنيين الذين لا يشتركون في الحرب) فيها : بما سبق !

    فهذا رسول الله بأبي هو وأمي يُعلم أصحابه فيقول :
    " اغزوا باسم الله : في سبيل الله .. قاتلوا مَن كفر بالله .. اغزوا : ولا تغُلّوا .. ولا تغدروا .. ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) .. ولا تقتلوا وليدا ً" !!..
    صحيح مسلم !!..

    وعن رباح بن ربيع قال :
    " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. فرأى الناس مجتمعين على شىء .. فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟!.. فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) .. فقال : ما كانت هذه لتقاتل !!.. قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد .. فبعث رجلا ًفقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا ً" !!..
    رواه أبو داود وصححه الألباني ..

    ونهى عن الغدر : حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
    " إن الغادر : يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال : هذه غَدْرة فلان بن فلان " !!..
    رواه البخاري ومسلم ..

    والآن : أترككم مع الثمرات .. ومع تطبيق الأقوال إلى أفعال ..
    وليس مثل دساتير حقوق الإنسان والأسرى وعصابة الأمم ورحمة النصارى المزعومة !

    1...
    يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99) :
    " لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام .. أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين " !!!!!...
    أقول :
    قارنوا ذلك بما سبق !!.. بل :
    وعندما أقدم الرافضة الباطنيون العبديون (الذين تسموا زورا ًبالفاطميين) على حمل المسلمين جبرا ًعلى الكفر والتشيع والرفض : للدرجة التي أجبروا فيها حتى النصارى أنفسهم على ذلك : كانالحادثين التاليين هما موقف الإسلام منهم حيث : (لا إكراه في الدين) !!..

    2...
    يذكر الحادثتين الدكتور (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص214) حيث يقول :
    " وهذا ما حصل بالفعل زمن (الحاكم بأمر الله الفاطمي الشيعي الرافضي) الذي أقل ما يوصف به هو : (الخبل والجنون) ..! وكان من خبله : أن (أكره) كثيرين من أهل الذمة (أي اليهود والنصارى)على الإسلام !!!!.. فسمح لهم الخليفة (الظاهر) بالعودة إلى دينهم .. فارتد منهم الكثير بالفعل سنة 418 هـ " !!..

    " ولما تم جبر (موسى بن ميمون) على التظاهر بالإسلام : فر إلى مصر .. وعاد إلى دينه : فلم يعتبره القاضي (عبد الرحمن البيساني) مرتداً .. بل قال : رجل ٌ يُـكره على الإسلام : لا يصح إسلامه شرعاً" ..

    ويعلق على ذلك الدكتور (ترتون) نفسه فيقول :
    " وهذه عبارة تنطوي على : التسامح الجميل " ..!

    3...
    يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
    " لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!.. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!..

    ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
    " وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية(أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : (أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين) " !!!!!..

    4...
    وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 :
    قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
    " إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى .. وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشراً لدينهم .. فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين : أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..

    5...
    وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله :
    " ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !!.. والذي هو آية الإحسان بين الأمم !!.. واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...

    6...
    وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول :
    " إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون .. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..

    7...
    ويقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :
    " لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى .. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!... فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها .. غير حاسد لها .. ولا راغب في السيادة عليها " !!!..

    8...
    ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) :
    " لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة .. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام : قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !!.. وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!..

    9...
    وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) :
    " العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام .. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم .. وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!.. أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

    وفعلا ًزميلي : وكأن السؤال لك !!.. بل : ولغيرك ممَن لا يقرأ عن دينه إلا للحاقدين الكاذبين الذين يُطلقون الكلام على عواهنه !!!..

    10...
    ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي) :
    " فخلال النصف الأول من القرن التـاسع : كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة " !!..

    11...
    ويقـول القس (إيِلوج) :
    " نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا " !!!!..

    12...
    ويبين لنا (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص93) أن :
    " (خراج) مصر كان على عهد (عثمان رضي الله عنه) : (اثنا عشر مليون دينار) .. فنقص في عهد (معاوية رضي الله عنه) حتى بلغ (خمسة ملايين) .. ومثله كان في (خراسان) .. فتلاعب بعض الأمراء في شرع الله : طمعا ًفي (الخراج والجزية) .. فلم يُسقطهما بعض الأمراء عمّن أسلم من أهل الذمة !!!!!.. ولهذا السبب : قام أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز) بعزل واليه على (خراسان) : (الجراح بن عبد الله الحكمي) .. وكتب له كلمته المشهورة : " إن الله تعالى بعث محمداً هادياً .. ولم يبعثه جابياً " !!!!..

    والسؤال الآن زميلي هو :
    إذا كان الحال هو كما عرفنا وقرأنا الآن .. من عدم (غصب) شعوب العالم على اعتناق الإسلام .. أو حتى مضايقتها في أديانها .. فما هو السر إذا ًفي :
    تقبل هذه الشعوب للإسلام وانتشاره فيها إلى الآن ؟!!!!!!!!!!..

    13...
    ينقل (الخربوطلي) عن المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) قوله :
    " إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام .. وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة : مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..

    14...
    ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) :
    " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن .. فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام .. واتخذ العربية لغة له : فذلك لِـما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!..

    ويقول أيضا ً:
    " وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !!!!.. والحق : أن الأمم لم تعرف(فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..

    15...
    ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) :
    " وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون .. أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظمُ) المسيحيين .. وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عدداً قليلاً منهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !!!!.. واستحوذ على خيالهم .. وسيطر على أخلاقهم !!.. وصاغ لهم حياتهم .. وبعث آمالاً : (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!..

    أقول : ولم يكن للإسلام كل هذا زميلي :
    إلا لو كان من رب البشر !!.. فقد عجزت عقول أباطرة الناس عن مثله !
    وما زالوا يُخرجون لنا العفن بعيدا ًعن الدين (علمانية - ليبرالية - دولة مدنية إلخ)
    وقد فشلت هذه الخداعات في بلاد الكفر نفسه : فهل من معتبر ؟!!..
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_5186.html

    16...
    ويقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
    " لكنا لا نعلم للإسلام (مجمعاً دينياً متسلطا) .. ولا (رُسلاً وراء الجيوش) .. ولا (رهبنة بعد الفتح) !!!.. فلم يُكره الإسلام أحدا على اعتناقه (بالسيف ولا باللسان) .. بل دخل القلوب عن (شوق واختيار) .. وكان ذلك نتيجة ما جاء في القرآن من مواهب (التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...

    17...
    ويقول (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2/93) :
    " ولما كان الشرع الإسلامي (خاصاً) بالمسلمين .. فقد أفسحت الدولة الإسلامية المجال بين أهل الملل الأخرى وبين (محاكمهم الخاصة بهم) .. والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت(محاكم كنسية) .. وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام (كبار القضاة) أيضاً . وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون في ذلك الوقت .. ولم تقتصر أحكامهم على مسائل (الزواج) .. بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل (الميراث) وأكثر (المنازعات) التي تخص المسيحيين وحدهم : مما لا شأن للدولة الإسلامية به " !!...

    ويقول أيضاً :
    " أما في الأندلس .. فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى : كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم .. وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي المسلم إلا في مسائل القتل " !!!!..

    أقول : ورغم هذا : ففي بلاد العرب ولاحتكاكهم الأطول والأقرب بالإسلام وعدله :
    فقد كانوا كثيرا ًما يلجأون إلى شرعه !!!..

    18...
    فينقل لنا (الخربوطلي) عن الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) حديثه عن :
    " رغبة أهل الذمة في (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون (مواريثهم) حسب ما قرره الإسلام " !!..

    وسبحان الله العظيم على الافتراءات !!..

    وآخر ما أختم به هو ما تعلق بتشريع الجزية في الإسلام ..
    وتعليق هؤلاء المنصفين عليها ...!

    19...
    حيث ذكر (وول ديورانت) في (موسوعة الحضارة) مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمون فقال :
    " إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير سنويًا " ..

    أقول : أي ما يوازي اليوم من 4.75 إلى 19 دولار أمريكي على حسب قدرة وغنى الفرد ! وهي قيمة ثابتة لا تتجاوز هذه الأرقام المتواضعة سنويًا : إذا ما قارناها بالنسبة إلى زكاة مال المسلم الغني نفسه سنويًا ! والتي تبلغ 2.5 % من ماله إذا بلغ حد زكاة المال !!!..
    <لاحظ أن الجزية (قيمة) ثابتة وأما الزكاة فهي (نسبة) متعلقة بحجم رأس المال>

    بمعنى آخر ...
    لو لدينا تاجر مسلم رأس ماله في السنة 100.000 (مائة ألف) دينار .. وتاجر نصراني مثلًا يملك نفس القدر من رأس المال في السنة ..
    فإن التاجر النصراني سيدفع 4 دينار فقط (جزية الأغنياء) ..
    في حين سيدفع التاجر المسلم 2.5 % أي : 2500 دينار !!!!!!!!!..

    ويواصل (وول ديورانت) بيانه للأصناف التي كانت تستثنيهم الجزية فيقول :
    " وأنه كان يُعفى منها الرهبان ! والنساء ! والذكور الأقل من سن البلوغ ! والأرقاء ! والشيوخ ! والعجزة ! والعميان ! والفقراء ! وكان الذميون يُعفون في نظير هذه الجزية من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة " ..!

    20...
    ويقول (آدم ميتز) كلامًا مثل ذلك في كتابه (الحضارة الإسلامية 1/ 96) :
    " كان أهل الذمة يدفعون الجزية : كلٌ منهم بحسب قدرته .. وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني .. فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح !!.. فلا يدفعها ذوو العاهات ! ولا الرهبان وأهل الصوامع : إلا إذا كان لهم غنىً " !!..

  13. #13

    افتراضي


    التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم ...

    مقتطفات من رسالة الدكتور منقذ محمود السقار - مكة المكرمة – صفر – 1427هـ ..
    وبسم الله نبدأ (الترقيم من عندي) ..

    1)
    والموضوع الذي نحن بصدده رسالة نتقدم بها إلى أولئك الذين دأبوا على اتهام الإسلام بالانغلاق، ووصموه بما يكذبه التاريخ ولا تعشى عنه الأبصار.

    إنه لمن العجب أن يوسم الإسلام بالصفة ونقيضها، فلئن اتهمه بعضهم بالعنف فإن آخرين عابوا عليه نزعته التسامحية ورأوها سبب أفول الدولة الإسلامية، يقول الكونت هنري دي كاستري في كتابه "الإسلام": "تطرف المسلمون في المحاسنة؛ لأنها سهلت العصيان للعصاة، ومهدت لبعض الأسر المستقلة في المغرب الخروج على الجماعة في بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وانتهى الأمر – مع المحاسنة – إلى انحلال عناصر المملكة العربية، ومن المرجح أن المسلمين لو عاملوا الأندلسيين كما عامل المسيحيون الأمم السكسونية والواندية؛ لأخلدت إلى الإسلام واستقرت عليه" !!..

    سماحة الإسلام، أحمد الحوفي (209)

    ----------

    2)
    الكفر: وصف يشمل كل من كذب الرسول عليه الصلاة والسلام، في شيء مما جاء به، أو صدقه وامتنع عن الدخول في الإسلام، يقول ابن تيمية: " الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم" !!..
    درء تعارض العقل والنقل (1/242)
    فالمقصود به ما سوى المسلمين من أهل الملل والأديان.

    والكفار تجاه المجتمع المسلم على أنواع: أولها الحربي، وهو المقيم في بلاد الكفر المحاربة للمسلمين، ولا تعلق له بمبحثنا إلا إذا دخل بلاد المسلمين بهدنة أو أمان، فلا يصير حينذاك حربياً، بل معاهداً أو مستأمناً. قال ابن القيم: "الكفار إما أهل حرب وإما أهل عهد؛ وأهل العهد ثلاثة أصناف: أهل ذمة، وأهل هدنة، وأهل أمان" !!..

    أحكام أهل الذمة (2/873)

    >>>
    فأهل الذمة هم المقيمون تحت ذمَّة المسلمين بدفع الجزيَّة حصراً، قال ابن القيم: "ولفظ الذمة والعهد يتناول هؤلاء [أهل الذمة وأهل الهدنة وأهل الأمان] كلهم في الأصل , وكذلك لفظ الصلح ، فإن الذمة من جنس لفظ العهد والعقد.

    وقولهم: هذا في ذمة فلان، أصله من هذا، أي: في عهده وعقده .. ولكن صار في اصطلاح كثير من الفقهاء أهل الذمة عبارة عمن يؤدي الجزية ، وهؤلاء لهم ذمة مؤبدة، وهؤلاء قد عاهدوا المسلمين على أن يجري عليهم حكم الله ورسوله، إذ هم مقيمون في الدار التي يجري فيها حكم الله ورسوله" !!..
    أحكام أهل الذمة (2/873-874).

    ومقصوده رحمه الله بجريان أحكام الإسلام أي العامة منها، وإلا فإنه لا يعرض لهم في خاصة أمورهم وما تعلق بدينهم من شرائع.

    >>>
    وأما أهل العهد من غير المسلمين فهم الذين صالحهم الإمام أو هادنهم، قال ابن القيم: "أهل الهدنة فإنهم صالحوا المسلمين على أن يكونوا في دارهم، سواء كان الصلح على مال أو غير مال، لا تجري عليهم أحكام الإسلام كما تجري على أهل الذمة، ولكن عليهم الكف عن محاربة المسلمين، وهؤلاء يسمون أهل العهد وأهل الصلح وأهل الهدنة" !!!..
    أحكام أهل الذمة (2/874).

    >>>
    وأما المُستأمن فهو من أهل بلاد الحرب يدخل بلاد المسلمين بأمان لغرض ما ، لا على وجه الديمومة، قال النووي: "المستأمن هو الحربي الذي دخل دار الإسلام بأمان" !!..
    تحرير ألفاظ التنبيه (325) .

    وفصّل ابن القيم فقال: "وأما المستأمن فهو الذي يقدم بلاد المسلمين من غير استيطان لها، وهؤلاء أقسام: رسل وتجار ومستجيرون، وحكم هؤلاء ألا يهاجروا ولا يقتلوا، ولا تؤخذ منهم الجزية" !!..
    أحكام أهل الذمة (2/874) .

    والأصل في الأمان أن يكون من الوالي، ولو أعطاه أحد المسلمين ثبت له ، فقد أجارت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أبا العاص بن الربيع , فأمضاه عليه الصلاة والسلام !!..
    رواه عبد الرزاق في المصنف (5/224) , والبيهقي في السنن (9/95).

    كما أمضى صلى الله عليه وسلم جوار أم هانىء لأحمائها، فقال لها: ((قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانىء, إنما يجير على المسلمين أدناهم)) !!..
    رواه البخاري ح (6158), ومسلم (336) .

    وعليه فأي مسلم أمّن حربياً دخل بلاد المسلمين ثبت أمانه - كائناً من كان - ، لأن ((ذمة المسلمين واحدة, يسعى بها أدناهم, فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يُقبل منهم صرف ولا عدل)) !!..
    رواه البخاري ح (7300) , ومسلم ح (1370)

    ----------

    3)
    < وأقول أنا أبو حب الله : والغريب : ليس فقط فيما سبق !!.. ولكن في ميل التشريع الإسلامي لجانب إعطاء الأمان للغريب : بمجرد الشُبهة أو الادعاء : حتى ولو بتكذيب المسلم > !!..
    ولنقرأ هذا العجب ....


    ويلحق بالمستأمن من كان له شبهة عهد أو ادعاه، قال محمد بن الحسن الشيباني: "لو خرج من دار الحرب كافر مع مسلم، فادعى المسلم أسره، وادعى الآخر الامان؛ فالقول قول الحربي" !!..
    شرح السير الكبير (2/551) .

    وبمثله لو ادعى أنه رسول، قال ابن قدامة : "إذا دخل حربي دار الإسلام بغير أمان , وادعى أنه رسول : قُـبِل منه, ولم يجز التعرض له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة : (( لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما))" !!..
    الكافي في فقه ابن حنبل (4/333)، والحديث رواه أبو داود ح (3762)، وأحمد ح (3752)، واللفظ له.

    وكل ما يشتبه على الحربي أنه أمان؛ يصير أماناً له، قال ابن قدامة: "وإن أشار إليه [مسلم] بالأمان فهو آمن .. وإن قال له: قف أو قم أو ألق سلاحك : فقال أصحابنا: هو أمان؛ لأن الكافر يعتقده أماناً، فأشبه قوله: لا تخف" !!..
    الكافي في فقه ابن حنبل (4/333) ..

    < وأسأل أنا أبو حب الله : هل هذه أخلاق وتشريعات مَن ينتهبون الناس ويستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم بغير وجه حق أو : يُجبرون أحدا ًعلى الإسلام مستغلين ضعفه بين أيديهم ؟!!..
    ولنواصل > ...

    وممَن يأمن بأمان المسلمين في بلادهم؛ التجار. قال أحمد: " إذا ركب القوم في البحر فاستقبلهم فيه تجار مشركون من أرض العدو يريدون بلاد الإسلام لم يعرضوا لهم ولم يقاتلوهم، وكل من دخل بلاد المسلمين من أهل الحرب بتجارة بويع، ولم يسأل عن شيء" !!..
    المغني (9/199) .

    وهكذا فالكافر إذا دخل بلاد المسلمين بعهد أو امان، أو أقام بينهم؛ فهو في ذمة المسلمين وعهدهم، والله يقول: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً((الإسراء: 34).
    ----------

    4)
    ثم يتكلم الكاتب عن إرادة الله الكونية في اختلاف البشر الذي سيُظهر معادنهم وحقيقة الإيمان أو الكفر بداخلهم .. وهي بخلاف الإرادة الشرعية التي بها نود لو كل الناس مسلمون ونعمل على دعوتهم لذلك فيقول :
    والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز أو رفض هذه السُّنة الماضية لله في خلقه، فقد ناقض الفطرة وأنكر المحسوس.
    واختلاف البشر في شرائعهم هو أيضاً واقع بمشيئة الله تعالى ومرتبط بحكمته، يقول الله: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً((المائدة: 48).

    (ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)( هود : 118– 119).

    قال ابن حزم: "وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كونٍ، كما أراد الكفر وسائر المعاصي (أقول أنا أبو حب الله : أي سمح بوقوعها) " !!..
    الإحكام في أصول الأحكام (2/64).
    أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ)(النحل: 82). وقال تعالى: (فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد)(آل عمران: 20).


    قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا" !!..
    الجامع لأحكام القرآن (10/161).

    قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) (الرعد: 40): "أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، (وعلينا الحساب) أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك" !!..
    فتح القدير (3/90) .

    وقال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر *لست عليهم بمسيطر)(الغاشية: 21-22).
    ----------

    5)
    وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)) ؟!!..
    رواه البخاري ح (1313)، ومسلم ح (961).


    < ملحوظة : حرف ح : اختصار لكلمة حديث رقم >

    ومن تكريم الله للجنس البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل (وهديناه النجدين)(البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)(الإنسان: 3) , (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(يونس: 99).


    وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)(الكهف: 29).

    قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً" !!..
    تفسير القرآن العظيم (1/416).

    ويقول تعالى: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) (الزمر: 14- 15)، ويقول: (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)(الحج: 68-69).
    وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256).
    المحلى (11/196).
    ----------

    6)
    والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن مَن لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة.

    قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام ... وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : (لا إكراه في الدين)(البقرة: 256)" !!..
    السير الكبير (10/103).

    وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً" !!..
    المغني (9/29)، وانظر كشاف القناع للبهوتي (6/180).

    وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ.
    أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).

    ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون : فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يُكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل" !!..
    أهل الذمة في الإسلام، د. أ س ترتون (214).
    ----------

    7)
    وإذا لم يجبر الإسلام من تحت ولايته على الدخول فيه؛ فإنه يكون بذلك قد ترك الناس على أديانهم، وأول مقتضياته : الإعراض عن ممارسة الآخرين لعباداتهم، وضمان سلامة دور العبادة.
    وهذا – بالفعل - ما ضمنه المسلمون في عهودهم التي أعطوها للأمم التي دخلت في ولايتهم أو عهدهم، فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران أماناً شمل سلامة كنائسهم وعدم التدخل في شؤونهم وعباداتهم ، وأعطاهم على ذلك ذمة الله ورسوله، يقول ابن سعد: "وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته" !!!..
    الطبقات الكبرى (1/266)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/449).

    ووفق هذا الهدي السمح سار الخلفاء الراشدون من بعده صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمن الخليفة عمر بن الخطاب نحوه في العهدة العمرية التي كتبها لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم .
    ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم .. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين " !!..
    تاريخ الطبري (4/449).

    ويجدر هنا (والكلام للمؤلف) التنبيه إلى أن الصيغة التي أوردها ابن القيم رحمه الله للعهدة العمرية لا تصح، وقد نبه العلماء على ضعف سندها، فقال الألباني: " وإسناده ضعيف جداً من أجل يحيى بن عقبة، فقد قال ابن معين : ليس بشيء. وفي رواية : كذاب خبيث عدو الله. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم : يفتعل الحديث ". إرواء الغليل (5/104).
    وبمثله كتب عمر لأهل اللُد.
    تاريخ الطبري (4/449).

    وبمثله أيضاً كتب عياض بن غنم رضي الله عنه لأهل الرقة، ولأسقف الرها !!..
    انظر : فتوح البلدان (239).

    وقد خاف عمر من انتقاض عهده من بعده فلم يُصلِّ في كنيسة القمامة !!..
    (سُميت كذلك لأن اليهود كانوا يلقون في مكانها القذر قبل أن تطهره هيلانة أم الامبرطور قسطنطين، وتتخذه كنيسة. انظر: تاريخ ابن خلدون (1/435))
    وذلك حين أتاها وجلس في صحنها، فلما حان وقت الصلاة قال للبترك: أريد الصلاة. فقال له البترك: صل موضعك. فامتنع عمر رضي الله عنه وصلى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً، فلما قضى صلاته قال للبترك: (لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي، وقالوا: هنا صلى عمر).
    وكتب لهم أن لا يُجمع على الدرجة للصلاة، ولا يُؤذن عليها، ثم قال للبترك: أرني موضعاً أبني فيه مسجداً فقال: على الصخرة التي كلم الله عليها يعقوب، ووجد عليها دماً كثيراً، فشرع في إزالته" !!..
    تاريخ ابن خلدون (2/266).

    وقد نقل هذه الحادثة بإعجاب المستشرق درمنغم في كتابه "The live of Mohamet" فقال: "وفاض القرآن والحديث بالتوجيهات إلى التسامح، ولقد طبق الفاتحون المسلمون الأولون هذه التوجيهات بدقة، عندما دخل عمر القدس أصدر أمره للمسلمين أن لا يسببوا أي إزعاج للمسيحيين أو لكنائسهم، وعندما دعاه البطريق للصلاة في كنيسة القيامة امتنع، وعلل امتناعه بخشيته أن يتخذ المسلمون من صلاته في الكنيسة سابقة، فيغلبوا النصارى على الكنيسة"، ومثله فعل ب سميث في كتابه: "محمد والمحمدية" !!..
    نقلاً عن التسامح والعدوانية، صالح الحصين، ص (120-121).

    وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها : "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين" !!..
    رواه البلاذري في فتوح البلدان (166)، وانظر كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/473).

    وتضمن كتابه رضي الله عنه لأهل عانات عدم التعرض لهم في ممارسة شعائرهم وإظهارها: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، إلا في أوقات الصلاة، وأن يخرجوا الصلبان في أيام عيدهم" !!..
    رواه أبو يوسف في الخراج (175).

    وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: "لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار" !!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (138).

    قال أبو الوليد الباجي: "إن أهل الذمة يُقرون على دينهم ويكونون من دينهم على ما كانوا عليه، لا يمنعون من شيءٍ منه في باطن أمرهم، وإنما يمنعون من إظهاره في المحافل والأسواق" !!..
    المنتقى شرح موطأ مالك (2/178).

    ويمتد أمان الذمي على ماله ، ولو كان خمراً أو خنزيراً ، وينقل الطحاوي إجماع المسلمين على حرية أهل الذمة في أكل الخنازير والخمر وغيره مما يحل في دينهم، فيقول: "وأجمعوا على أنه ليس للإمام منع أهل الذمة من شرب الخمر وأكل لحم الخنازير واتخاذ المساكن التي صالحوا عليها، إذا كان مِصراً ليس فيه أهل إسلام (أي في بلادهم التي هم فيها الكثرة)" !!..
    اختلاف الفقهاء (233).

    قال مالك: "إذا زنى أهل الذمة أو شربوا الخمر فلا يعرض لهم الإمام؛ إلا أن يظهروا ذلك في ديار المسلمين ويدخلوا عليهم الضرر؛ فيمنعهم السلطان من الإضرار بالمسلمين" !!..
    التمهيد (14/392)، وانظر: أحكام أهل الذمة (1/317)، والمحلى (9/118)

    < وأقول أنا أبو حب الله : وأرجو ألا يخلط البعض بفهمه السقيم أو جهله بين ذلك : وبين ما تواطأ عليه عدد ٌمن حكام البلاد الإسلامية وحكوماتها من السماح بالزنا جهارا ًفي شواطيء البلاد الإسلامية وفنادقها وشرب الخمر واكل الخنزير والتعامل بالربا إلخ تحت ستار السياحة وأهمية ذلك في الدخل القومي !!.. والصواب : أن ما حرمه الله تعالى على المسلم : فلا يفعله مع غير المسلم ولا يشاركه فيه ولا يُعينه عليه>
    ----------

    8)
    وحين أخل بعض حكام المسلمين بهذه العهود اعتبر المسلمون ذلك ظلماً، وأمر أئمة العدل بإزالته وإبطاله، ومنه أن الوليد بن عبد الملك لما أخذ كنيسة يوحنا من النصارى قهراً، وأدخلها في المسجد، اعتبر المسلمون ذلك من الغصب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز شكا إليه النصارى ذلك، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاد في المسجد عليهم، فاسترضاهم المسلمون، وصالحوهم، فرضوا!!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظره في فتوح البلدان (171-172).


    كما شكا النصارى إلى عمر بن عبد العزيز في شأن كنيسة أخرى في دمشق كان بعض أمراء بني أمية أقطعها لبني نصر، فردها إليهم !!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/388)، وفتوح البلدان (169).
    ----------

    9)
    ومن أمارات تسامح المسلمين مع غيرهم أنهم لم يتدخلوا في الشؤون التفصيلية لهم ، ولم يجبروهم على التحاكم أمام المسلمين وإن طلبوا منهم الانصياع للأحكام العامة للشريعة المتعلقة بسلامة المجتمع وأمنه.
    وينقل العيني عن الزهري قوله: "مضت السُنة أن يرد أهل الذمة في حقوقهم ومعاملاتهم ومواريثهم إلى أهل دينهم؛ إلا أن يأتوا راغبين في حكمنا، فنحكم بينهم بكتاب الله تعالى" !!..
    عمدة القاري (16/161).

    كما ينقل عن ابن القاسم: " إن تحاكم أهل الذمة إلى حاكم المسلمين ورضي الخصمان به جميعاً؛ فلا يحكم بينهما إلا برضا من أساقفهما، فإن كره ذلك أساقفهم فلا يحكم بينهم، وكذلك إن رضي الأساقفة ولم يرض الخصمان أو أحدهما لم يحكم بينهما" !!..
    عمدة القاري (16/161).

    وقد بين المرداوي المراد من التزام الأحكام الإسلامية فقال: "لا يجوز عقد الذمة إلا بشرطين : بذل الجزية والتزام أحكام الملة من جريان أحكام المسلمين عليهم .. يلزم أن يأخذوهم بأحكام المسلمين في ضمان النفس والمال والعرض وإقامة الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه" !!..
    الإنصاف (4/222).

    وسنرى بعد قليل ٍ: اعترافات المنصفين من غير المسلمين أنفسهم عن دخول الأمم والشعوب من شرق العالم إلى غربه في الإسلام : طواعية ًلكماله ونقائه كونه الحق من لدن رب العالمين !!!..
    حيث سنقرأ فيه مثلا ًقول ول ديورانت :
    "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!!..
    قصة الحضارة (13/133).
    ----------

    10)
    وإن خير شاهد على التزام المسلمين بهذه المبادئ، تلك الشهادات التاريخية المتتابعة التي سجلها مؤرخو الغرب والشرق عن تسامي المسلمين عن إجبار أحد - ممن تحت سلطانهم – في الدخول في الإسلام.

    يقول ول ديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم" !!..

    قصة الحضارة (12/131).

    ويقول: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم علناً، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين" !!..
    قصة الحضارة (12/132).

    يقول توماس آرنولد : "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي" !!..
    الدعوة إلى الإسلام (99).

    وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية" !!..
    حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

    وينقل أيضاً عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" (ص 29) قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح ، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة" !!..
    حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.

    وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك " عيشو يابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657م:" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!..
    أهل الذمة في الإسلام (159).

    ويقول المفكر الأسباني بلاسكوا أبانيز في كتابه "ظلال الكنيسة"(ص 64) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس: "لقد أحسنت أسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية، وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء، فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب .. كانت غزوة تمدين، ولم تكن غزوة فتح وقهر .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود، ولم يخشَ المسجد معابد الأديان التي سبقته، فعرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها" !!..
    فن الحكم في الإسلام، مصطفى أبو زيد فهمي (387).

    ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح " !!..
    الدعوة إلى الإسلام (51).

    وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : "العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟" !!..
    شمس العرب تسطع على الغرب (364).

    يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة" !!..

    يقـول القس إيِلُوج : "نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات، في ما يتعلق بمعتقدنا" !!..
    حوار الثقافات في الغرب الإسلامي، سعد بوفلاقة (14).

    بل ينقل المؤرخون الغربيون باستغراب بعض الحوادث الغريبة المشينة في تاريخنا، وهي على كل حال تنقض ما يزعمه الزاعمون المفترون على الإسلام، تقول المؤرخة زيغرد: "لقد عسّر المنتصرون على الشعوب المغلوبة دخول الإسلام حتى لا يقللوا من دخلهم من الضرائب التي كان يدفعها مَن لم يدخل في الإسلام" !!..
    شمس العرب تسطع على الغرب (365).

    ويقول ول ديورانت في سياق حديثه عن الخليفة عمر بن عبد العزيز في كتابه قصة الحضارة: "وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: (والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا، حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا)" !!..

    ويبين لنا توماس أرنولد أن خراج مصر كان على عهد عثمان اثنا عشر مليون دينار، فنقص على عهد معاوية حتى بلغ خمسة ملايين

    < أقول أنا أبو حب الله : أي أن الزيادة في دخول الإسلام في مدة هذه السنوات القلائل : زادت عن الـ 215 % تقريبا ً!!! >

    ، ومثله كان في خراسان، فلم يسقط بعض الأمراء الجزية عمن أسلم من أهل الذمة

    < أقول : وهذا جنس ما حذر منه رسول الله وهو انفتاح زهرة الدنيا على المسلمين >

    ، ولهذا السبب عزل عمر بن عبد العزيز واليه على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ، وكتب: "إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً
    " !!..
    طبقات ابن سعد (5/283)، والدعوة إلى الإسلام لأرنولد (93).

    ----------

    11)
    فإذا كان الحال كما عرفنا، فما السر في تقبل الشعوب للإسلام وإقبالها عليه؟
    ينقل الخربوطلي عن المستشرق دوزي في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام" قوله: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!..
    الإسلام وأهل الذمة (111)

    ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العربُ : المغلوبين : أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى" !!..
    حضارة العرب (127).

    ويقول: "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم " !!..
    حضارة العرب (605).

    ويوافقه المؤرخ ول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" !!..
    قصة الحضارة (13/133).

    ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعاً دينياً، ولا رسلاً وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب " !!..
    روح الدين، عفيف طبارة (412).

    ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصاً بالمسلمين، فقد تركت الدولة الإسلامية أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم أنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي تخص المسيحيين وحدهم مما لا شأن للدولة به" !!..
    الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/93).

    ويقول أيضاً: "أما في الأندلس، فعندنا من مصدر جدير بالثقة أن النصارى كانوا يفصلون في خصوماتهم بأنفسهم، وأنهم لم يكونوا يلجؤون للقاضي إلا في مسائل القتل" !!..
    الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري (2/95).

    لكن الخربوطلي ينقل عن الدكتور فيليب في كتابه "تاريخ العرب" حديثه عن رغبة أهل الذمة في التحاكم إلى التشريع الإسلامي، واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون مواريثهم حسب ما قرره الإسلام !!..
    الإسلام وأهل الذمة، الخربوطلي (119).
    ----------

    12)
    أمر الله في القرآن الكريم المسلمين ببر مخالفيهم في الدين، الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)(الممتحنة: 8).
    قال الطبري: "عنى بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم .. وقوله: (إن الله يحب المقسطين) يقول : إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم" !!..
    جامع البيان (12/62).

    والبر أعلى أنواع المعاملة ، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ، وقد وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ((البر حُسن الخلق)) !!..
    رواه مسلم ح (2553).

    قال القرافي وهو يُعدد صوراً للبر أ ُمر بها المسلم تجاه أهل الذمة: "ولين القول على سبيل اللطف لهم والرحمة، لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال إذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته، لطفاً منا بهم، لا خوفاً وتعظيماً ، والدعاء لهم بالهداية، وأن يُجعلوا من أهل السعادة، نصيحتهم في جميع أمور دينهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم .. وكل خير يحسُن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله، ومن العدو أن يفعله مع عدوه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .. نعاملهم – بعد ذلك بما تقدم ذكره - امتثالاً لأمر ربنا عز وجل وأمر نبينا صلى الله عليه وسلم" !!..
    الفروق (3/21-22).

    وقد بين رحمه الله في كلام ٍنفيس ٍله أيضا ً: ضوابط المعاملة مع غير المسلمين، وما يجوز منها وما لا يجوز، فليُرجع إليه.
    ----------

    13)
    وقد تجلى حسن الخلق عند المسلمين في تعاملهم مع غيرهم في كثير من تشريعات الإسلام التي أبدعت الكثير من المواقف الفياضة بمشاعر الإنسانية والرفق.

    فقد أوجب الإسلام حسن العشرة وصلة الرحم حتى مع الاختلاف في الدين ، فقد أمر الله بحسن الصحبة للوالدين وإن جهدا في رد ابنهما عن التوحيد إلى الشرك، فإن ذلك لا يقطع حقهما في بره وحسن صحبته: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15).

    قال ابن كثير: "إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما؛ فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا (معروفاً) أي محسناً إليهما" !!..

    تفسير القرآن العظيم (3/446).

    وقد جاءت أسماء بنت الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله! إن أمي قدمت علي وهي راغبة (وكانت مشركة آنذاك في عهد قريش) أفأصلها ؟ قال: نعم صليها " !!..
    رواه البخاري ح (2620)، ومسلم (رقم 1003).

    قال الخطابي: "فيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه كما توصل المسلمة، ويستنبط منه وجوب نفقة الأب الكافر والأم الكافرة؛ وإن كان الولد مسلماً" !!..
    فتح الباري (5/234).

    قال محمد بن الحسن: "يجب على الولد المسلم نفقة أبويه الذميين لقوله تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)(لقمان: 15)، وليس من المصاحبة بالمعروف أن يتقلب في نعم الله، ويدعهما يموتان جوعاً، والنوازل والأجداد والجدات من قبل الأب والأم بمنزلة الأبوين في ذلك، استحقاقهم باعتبار الولاد بمنزلة استحقاق الأبوين" !!..
    المبسوط (4/105).

    وفي مثل آخر لصلة الرحم – وإن كانت كافرة - يقول عبد الله بن مروان: قلت لمجاهد: إن لي قرابة مشركة، ولي عليه دين، أفأتركه له (أي أ ُسامحه فيه لوجه الله) ؟ قال: نعم : وصِله !!!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (804).

    ويمتد البر وصلة الرحم بالمسلم حتى تبلغ الرحم البعيدة التي مرت عليها المئات من السنين، فها هو صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بأهل مصر خيراً ، براً وصلة لرحم قديمة تعود إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً)) !!..
    رواه مسلم ح (2543).

    قال النووي تعليقا ًعلى الحديث : " وأما الذمة فهي الحُرمة والحق , وهي هنا بمعنى الذمام ، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم" !!..
    شرح النووي على صحيح مسلم (16/97).

    ومن البر وصلة الأرحام عيادة المريض ، فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في مرضه !!..
    رواه أحمد ح (2009) ، والترمذي ح (3232).

    وعاد أيضاً جاراً له من اليهود في مرضه، فقعد عند رأسه !!..
    رواه البخاري ح (1356).

    ومن صور البر التي تهدف إلى كسب القلوب واستلال الشحناء؛ الهدية، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مخالفيه في الدين، من ذلك ما رواه ابن زنجويه أن رسول الله أهدى إلى أبي سفيان تمر عجوة، وهو بمكة، وكتب إليه يستهديه أدماً، فأهدى إليه أبو سفيان !!..
    رواه ابن زنجويه في كتاب الأموال (2/589).

    وقبِل صلى الله عليه وسلم في خيبر هدية زينب بنت الحارث اليهودية، لكنها هدية غدر لا مودة، فقد أهدت له شاة مشوية دست له فيها السم !!..
    رواه البخاري ح (2617)، ومسلم (2190).

    وفي مرة أخرى دعا يهودي النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة، فأجابه صلى الله عليه وسلم !!..
    رواه أحمد ح (12789).

    < أقول أنا أبو حب الله : الحديث بهذا اللفظ شاذ كما أخبر الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل 35 - والصواب ما جاء في البخاري وغيره أن النبي أخذ من اليهودي شعيرا ًلأهله ورهنه درعه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه >

    كما قبِل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا الملوك إليه، فقِبل هدية المقوقس، وهدية ملك أيلة أكيدر، وهدية كسرى !!..
    انظر البخاري ح (1482)، وأحمد ح (749).

    قال ابن قدامة : "ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس صاحب مصر" !!..
    المغني (9/262) وانظر: كتاب الأموال، ابن زنجويه (2/590).

    وأهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حُلّةً ثمينة، فأهداها عمر رضي الله عنه أخيه بمكة كان يومئذ مشركاً !!..
    البخاري ح (886)، ومسلم ح (2086).

    قال النوويّ: "وفي هذا دليل لجواز صلة الأقارب الكفار , والإحسان إليهم, وجواز الهدية إلى الكفار" !!..
    شرح النووي على صحيح مسلم (14/39).

    ويروي البخاري في الأدب المفرد عن مجاهد أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول لغلام له يسلخ شاة: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. فقال رجل من القوم : اليهودي أصلحك الله!؟ فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى خشينا أنه سيورثه !!..
    رواه البخاري في الأدب المفرد ح (95)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ح (72).

    وحين تحدث الفقهاء عن حقوق الضيف رأوا وجوبها لكل ضيف، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، قال أبو يعلى: "وتجب الضيافة على المسلمين للمسلمين والكفار لعموم الخبر، وقد نص عليه أحمد في رواية حنبل، وقد سأله إن أضاف الرجل ضيفان من أهل الكفر؟ فقال: قال صلى الله عليه وسلم : ((ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم))، دل على أن المسلم والمشرك مضاف .. يعم المسلم والكافر" !!..
    الأحكام السلطانية (158)، والحديث رواه أبو داود ح (3750)، وابن ماجه ح (3677)، وأحمد ح (16720).

    ومن حق الضيافة إكرام الضيف على قدر الاستطاعة ، وقد صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه عدي بن حاتم، يقول عدي: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئتُ بغير أمان ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي .. حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها" !!!..
    رواه الترمذي ح (2954)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح (2353).

    ومن أعظم أنواع البر وصوره؛ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين، وهو بعض رحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين، ومنه دعاؤه لقبيلة دوس ، وقد قدم عليه الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت ؛ فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس - أي ستهلك بدعائه عليها - فقال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اهد دوساً، وائت بهم)) !!..
    رواه البخاري ح (2937)، ومسلم ح (2524).

    ولما قيل له صلى الله عليه وسلم في موطن آخر: يا رسول اللّه، ادع على المشركين .. قال: ((إنّي لم أبعث لعّاناً، وإنّما بعثت رحمةً)) !!!..
    رواه مسلم ح (2599).

    < أقول أنا أبو حب الله : والأمر ليس بإطلاق : بل دعا رسول الله على مَن بلغ بهم الكفر والفـُحش والغدر مبلغه : وذلك كما دعا في مكة على سبعة نفر بأسمائهم : فقتلوا في بدر !!.. وكما دعا على قتلة السبعين من القراء >

    ----------

    14)
    إن من أهم المُثل ومكارم الأخلاق التي جاء الإسلام لحمايتها وتتميمها؛ العدل، والعدل غاية قريبة ميسورة إذا كان الأمر متعلقاً بإخوة الدين أو النسب، وغيرها مما يتعاطف له البشر.
    لكن صِدق هذه الخُلة إنما يَظهر إذا تباينت الأديان وتعارضت المصالح، وهو ما يعنينا في هذا المبحث، فما هو حكم الإسلام في العدل مع غير المسلمين، وهل حقق المسلمون ما دعاهم إليه دينهم أم خالفوه؟
    لقد أمر القرآن الكريم بالعدل، وخصَّ - بمزيد تأكيده – على العدل مع المخالفين الذين قد يظلمهم المرء بسبب الاختلاف والنفرة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)(المائدة: 8).

    قال القرطبي: "ودلت الآية أيضاً على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه، وأن يُقتصر بهم على المستحق من القتال والاسترقاق، وأن المُثلة بهم غير جائزة ، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا، وغمّونا بذلك؛ فليس لنا أن نقتلهم بمثله قصداً لإيصال الغم والحزن إليهم " !!..
    الجامع لأحكام القرآن (6/110).

    وقال البيضاوي: "لا يحملنكم شدة بغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل، كمُثلة وقذف وقتل نساء وصِبية ونقض عهد، تشفياً مما في قلوبكم (اعدلوا هو أقرب للتقوى) أي: العدل أقرب للتقوى" !!..
    مواهب الجليل (137).

    وأعلم الله تعالى المؤمنين بمحبته للذين يعدلون في معاملتهم مع مخالفيهم في الدين الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال، فقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة: 8). فالعدل مع الآخرين مُوجب لمحبة الله.
    وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم، وجعل نفسه الشريفة خصماً للمعتدي عليهم، فقال: ((مَن ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه يوم القيامة)) !!..
    رواه أبو داود ح (3052)، و نحوه في سنن النسائي ح (2749)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (2626).

    وأكد أن ظلم غير المسلم مُوجب لانتقام الله الذي يقبل شكاته ودعوته على ظالمه المسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم ((اتقوا دعوة المظلوم - وإن كان كافرًا - فإنه ليس دونها حجاب)) !!..
    رواه أحمد ح (12140).
    ----------

    15)
    أما منتهى الظلم وأشنعه، فهو قتل النفس بغير حق، لهذا جاء فيه أشد الوعيد وأعظمه، يقول صلى الله عليه وسلم : ((مَن قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)) !!..
    رواه البخاري ح (3166).

    قال ابن حجر: "المراد به مَن له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم" !!..
    فتح الباري (12/259).

    ومن الطريف أن الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وأوغلوا فيها توقفوا عن قتل أهل الذمة خشية نقض عهدهم !!!.. قال ابن حجر: "الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم : استباحوا دماءهم، وتركوا أهل الذمة فقالوا: نفي لهم بعهدهم" !!!!!!..
    فتح الباري (12/302).

    وقال صلى الله عليه وسلم : ((أيما رجل أمّن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً)) !!..
    رواه ابن حبان ح (5982)، والبيهقي في السنن ح (9/142)، والطبراني في معجمه الأوسط (4252).

    قال ابن القيم: " المُستأمن يحرُم قتله، وتـُضمن نفسه، ويُقطع بسرقة ماله (أي تـُقطع يد سارقه كالمسلم " !!!..
    أحكام أهل الذمة (2/ 737).

    ويقول القرطبي: "الذمي مَحقون الدم على التأبيد، والمسلم كذلك، وكلاهما قد صار من أهل دار الإسلام، والذي يحقِق ذلك: أنّ المسلم يقطع بسرقة مال الذمي، وهذا يدل على أنّ مال الذمي قد ساوى مال المسلم، فدل على مساواته لدمه، إذ المال إنّما يحرم بحرمة مالكه" !!..
    الجامع لأحكام القرآن (2/246).

    ويروي عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أن رجلاً مسلماً قتل رجلاً من أهل الذمة من أهل الحيرة على عهد عمر، فأقاد منه عمر !!..
    رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).

    ويروي الشافعي في مسنده أن رجلاً من المسلمين أُخذ على عهد عليّ رضي الله عنه وقد قتل رجلاً من أهل الذمة، فحكم عليه بالقصاص، فجاء أخو المقتول، واختار الدية بدلاً عن القود، فقال له علي: "لعلهم فرقوك أو فزّعوك أو هددوك؟" فقال: لا ، بل قد أخذت الدية، ولا أظن أخي يعود إليّ بقتل هذا الرجل، فأطلق عليّ القاتل، وقال: "أنت أعلم، من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديتنا" !!..
    رواه الشافعي في مسنده (1/344)، والبيهقي في السنن (8/34).

    ويُحدث ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى بعض أمرائه في مسلم قتل ذميّاً، فأمره أن يدفعه إلى وليه، فإن شاء قتله، وإن شاء عفا عنه. يقول ميمون: فدفع إليه، فضرب عنقه، وأنا أنظر!!..
    رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/101).

    ولئن اختلف الفقهاء في مسألة قتل المسلم بالذمي؛ فإنهم لم يختلفوا في عظم الجناية وشناعة الفعل، كما لم يختلفوا في وجوب العدل مع مخالفيهم في الدين ووجوب كف الأذى والظلم عنهم.
    قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ، ولا ضَرْبَ نسائهم ، ولا أكلَ ثمارهم : إذا أعطوكم الذي عليهم)) !!..
    رواه أبو داود ح (3050)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (882).

    قال القرافي: "عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة في عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك؛ فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام" !!!..
    الفروق (3/20).
    ----------

    16)
    وشواهد عدل المسلمين مع أهل ذمتهم كثيرة، منها العدل معهم في خصومتهم مع الخلفاء والأمراء، ومنه خصومة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع يهودي في درعه التي فقدها ثم وجدها عند يهودي، فاحتكما إلى شريح القاضي، فحكم بها لليهودي، فأسلم اليهودي وقال: "أما إني أشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه، فيقضي لي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين، فخرجت من بعيرك الأورق". فقال علي رضي الله عنه: أما إذ أسلمت فهي لك !!..
    حلية الأولياء (4/141)، والبداية والنهاية (8/4 - 5).

    ومن عجيب الأخبار، أخبار عدل الخلفاء مع أهل ذمة الله ورسوله والمؤمنين ؛ أن عمير بن سعد رضي الله عنه ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي !!.. فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر، وإن أشقى أيامي يوماً خلفت معك يا عمر)، ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة، فتقبلها على مضض وهو يقول: (وددت أن لي رجلاً مثل عمير بن سعد استعين به على أعمال المسلمين) !!!..
    القصة رواها الطبراني في معجمه الكبير (17/52)، وأبو نعيم في الحلية (1/248)، قال الهيثمي: " رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن إبراهيم بن عنترة، وهو متروك ". مجمع الزوائد (9/383)، ويشهد له خبر ابن عساكر الآتي.
    وفي تاريخ دمشق أن عميراً رضي الله عنه قال للخليفة عمر: "فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة، ومَن خاصمه (أي النبي يوم القيامة خصمه " !!!..
    ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/493)، والمتقي الهندي في كنز العمال ح (37446)

    ولما ولي أمير العدل عمر بن عبد العزيز أمر مناديه أن ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي يشكو الأمير العباس بن الوليد بن عبد الملك في ضيعة له أقطعها الوليد لحفيده العباس، فحكم له الخليفة بالضيعة، فردها عليه !!!..
    انظر: صفة الصفوة (2/115- 116)، والبداية والنهاية (9/213-214).

    بل :
    وفي أحيان أخرى لم يأخذ المسلمون العدل من خصومهم، بل عفوا وتجاوزوا كما جرى زمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حين نقض أهل بعلبك عهدهم مع المسلمين، وفي أيدي المسلمين رهائن من الروم، فامتنع المسلمون من قتلهم، ورأوا جميعاً تخلية سبيلهم، وقالوا:
    "وفاء بغدر : خير من غدر بغدر" !!.. قال هشام: وهو قول العلماء، الأوزاعي وغيره !!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (236)، والبلاذري في فتوح البلدان (217).

    يُـتبع إن شاء الله :
    ومع بعض صور الظلم التي وقعت من جانب بعض حكام المسلمين لغير المسلمين : فاستشنعها العامة والعلماء والفقهاء ودونوها حتى جاء الله بإصلاحها ..
    يرويها لنا الكاتب بحيادية وواقعية طرح جزاه الله خيرا ً...
    ----------

    17)
    ولم يخلُ تاريخنا - على وضاءته - من بعض المظالم التي وقعت للمسلمين ولغيرهم، وقد استنكرها فقهاء الإسلام، ورأوا فيها جوراً وخروجاً عن رسوم الشريعة، ومنه أن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه مرّ على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا !!!..
    رواه مسلم ح (2613).

    ولما خاف الخليفة الوليد بن يزيد من نصارى قبرص أجلاهم منها، فاستفظع المسلمون ذلك، واعتبروه من الظلم ، يقول إسماعيل بن عياش : "فاستفظع ذلك المسلمون، واستعظمه الفقهاء، فلما ولي يزيد بن الوليد ردهم إلى قبرص ، فاستحسن المسلمون ذلك من فعله، ورأوه عدلاً" !!..
    فتوح البلدان (213-214)، وانظر الأموال، ابن زنجويه (1/425).

    كما حطَّ عمر بن عبد العزيز عن أهل قبرص ألف دينار كان قد زادها عبد الملك عما في عهد معاوية رضي الله عنه لهم، ثم ردها عليهم هشام بن عبد الملك، فلما كانت خلافة أبي جعفر المنصور أسقطها عنهم، وقال: "نحن أحق من أنصفهم، ولم نتكثر بظلمهم" !!!..
    فتوح البلدان (211).

    ومثله صنع الأوزاعي فقيه الشام حين أجلى الأمير صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس أهل ذمة من جبل لبنان، فكتب إليه الأوزاعي: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى)(النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدي به ، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: ((من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه)) ... فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حِلٍ من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة" !!!..
    رواه أبو عبيد في الأموال )247-248)، انظر: فتوح البلدان للبلاذري (222).

    وما زال العلماء والخلفاء يتواصون بحقوق الذمة، كل ٌيحذر أن تخفر ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو شاهد، لأجل ذلك حرصوا على تفقد أحوالهم ومعرفة أمورهم، ومن ذلك أن وفداً منأهل الذمة جاء إلى عمر، قال عمر للوفد: (لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم؟) فقالوا: ما نعلم إلا وفاء وحُسن ملكة" !!..
    تاريخ الطبري (2/503).

    ويُرسل عمر كتاباً إلى عامله أبي عبيدة، فيقول موصياً بأهل الذمة: "وامنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم، وأكل أموالهم إلا بحلها، ووف لهم بشرطهم الذي شرطت لهم في جميع ما أعطيتهم" !!..
    رواه البلاذري في فتوح البلدان (144).

    ولما جاءه مال الجباية سأل رضي الله عنه عن مصدره مخافة العنت والمشقة على أهل الذمة، ففي الأثر عنه رضي الله عنه "أنه أتي بمال كثير، أحسبه قال: من الجزية. فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس؟ قالوا: لا، والله ما أخذنا إلا عفواً صفواً. < حيث الذي يؤخذ من الجزية يجب أن يكون عفوا ًأي : من الزائد عن حاجتهم : بعكس جباة الضرائب في كل زمان ٍومكان : لا يعنيهم إن كان المأخوذ هو العفو أم هو قوت الناس الضروري ! > قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني " !!!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (91).

    ولما جاء عمر رضي الله عنه إلى الشام تلقاه المقلسون من أهل أذرعات بالسيوف والريحان‏ يلعبون بين يديه.‏ فكره عمر لعبهم، وأمر بمنعهم‏.‏ فقال له أبو عبيدة‏:‏ يا أمير المؤمنين هذه سُنتهم، وإنك إن منعتهم منها : يروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم‏.‏ فقال عمر‏:‏ دعوهم ..
    وفي رواية ابن زنجويه أنه قال: (دعوهم ، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة) !!!..
    رواه أبو عبيد في الأموال (223)، وابن زنجويه في الأموال (1/386). والبلاذري في فتوح البلدان (179).

    فقد كره رضي الله عنه مساءتهم، وأن يظنوا به النقض، فأذعن لقول أبي عبيدة.
    ولما تدانى الأجل به رضي الله عنه : لم يفُته أن يوصي المسلمين برعاية أهل الذمة فقال: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، وأن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتلوا من ورائهم ، وألا يكلفوا فوق طاقتهم) !!!..
    رواه البخاري ح (1392).
    [/QUOTE]

  14. #14

    افتراضي


    المقارنة بين دخول الصليبيين : ودخول المسلمين القدس !


    الأخوة الكرام ..
    أواصل في هذا الرد على مَن يطعن في فتوحات وحروب الإسلام ومعنا :
    بيان الفرق الرهيب بين النصارى أدعياء السلام : والذين إذا تمكنوا فهم همج متوحشون رعاع !!..
    وبين المسلمين : الوحيدين الذين طابقت أفعالهم تعاليم دينهم .. لا لشيء إلا لإيمانهم بأنهم :
    يمتثلون أوامر ونواهي الرسالة الوحيدة والخاتمة من عند الله تعالى : والتي بقت بغير تحريف ..
    لن أطيل عليكم ... وتعالوا لنرى الفرق :
    واحكموا بأنفسكم ...
    --------

    1... موقف دخول الصليبيين للقدس ..

    منذ أن فتح أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه القدس : وأهلها يعيشون جميعا في سلام .. المسلمين مع اليهود مع النصارى .. بل وقد وجد اليهود والنصارى (الأرثوذكس) في كنف المسلمين مالم يجدوه أبدا في اضطهاد نصارى (الكاثوليك) الأوروبيين لهم .. فكل منهم يتعبد في دينه كما يريد .. بل وظلت (بيع) اليهود و (كنائس) النصارى كما هي عليه لم يمسها المسلمون بسوء ..!

    فهل خمد الشيطان الرابض في قلوب الكافرين والملحدين والمُحرفين بعد ؟؟؟؟....
    لنرى ...

    نتيجة للنداء الذي أعلنه (البابا أوربانوس الثاني) في اجتماع (كليرمونت) عام 1095م :
    توجه ما يزيد على (المائة ألف رجل) من جميع أنحاء أوروبا بدافع :
    (تحرير الأراضي المقدسة من المسلمين) !!!.. وأما الدافع الحقيقي فكان :

    >>إبادة المسلمين !!!!..
    >>الحصول على الثروات الأسطورية للشرق !!!..

    وفي نهاية رحلة طويلة ومضنية استمرت (4 سنوات) .. وبعد الكثير من المجازر وعمليات النهب والسلب التي ارتكبوها بحق المسلمين وغيرهم في طريقهم .. استطاعوا فعلا دخول القدس عام1099م .. ونتيجة حصار طويل للمدينة استمر مدة خمسة أسابيع .. سقطت المدينة في أيديهم .. وارتكبوا فيها مجزرة : أقل ما يقال عنها أنه :
    يصعب إيجاد نظير لها في تاريخ العالم !!!!..
    حيث ذبحوا جميع المسلمين واليهود في المدينة وأبادوهم !!!..

    < لا يحضرني مجزرة مثلها إلا ما فعله التتار فياجتياح بغداد بخيانة الشيعة >

    يقول أحدهم مفتخرا ً(وهو : رايموند من اجيلس) واصفا ًهذه الوحشية :
    " لقد تحققت مشاهد رائعة تستحق الرؤية ..! حيث كان بعض رجالناوكان هؤلاء أكثرنا رحمة - يقطعون رؤوس الأعداء ..! وكان البعض : يصوب الأسهم عليهم ويردونهم قتلى ..! أما الآخرون منا : فكانوا يلقون بهم في النار أحياءً !.. ليستمتعوا بقتلهم وتعذيبهم فترة ًأطول !!!!...
    وامتلأت شوارع المدينة بالرؤوس المقطعة والأيدي والأرجل ..! حتى أنه كان يصعب المشي دون التعثر فيها والوقوع من كثرة الأعضاء !!!!.. لكن كل هذه بقيت خفيفة : بالمقارنة مع ما فعلناه في هيكل سليمان .. ماذا حصل هناك ؟؟؟.. لو حدثتكم بالحقائق لما صدقتموني .. على الأقل سأقول لكم : أن ارتفاع الدماء المسفوكة في هيكل سليمان وصلت إلى حد ركب رجالنا
    " !!!!...
    المرجع :
    August C. Krey, The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (Princeton & London: 1921), p. 261. emphasis added

    كما وصف (ستيفن رنسيمان) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية جـ1 – 404 : 406) ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال :
    " وفي الصباح الباكر من اليوم التالي : اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين .. فأجهزت على جميع اللاجئين إليه !!!... وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد : أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه !!!.. وتركت مذبحة بيت المقدس أثرا ًعميقا ًفي جميع العالم !!!!.. وليس معروفا ًبالضبط عدد ضحاياها !!!.. غير أنها أدت إلى (خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) !!!!.. بل إن كثيراً من المسيحيين : اشتد جزعهم لما حدث " !!!..

    وحتى (غوستاف لوبون) في كتابه (الحضارة العربية) : ينقل بعض روايات (رهبان ومؤرخين) رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ..! فيقول نقلا ًعن الراهب (روبرت) : (وهو أحد الصليبيين المتعصبين الذي يروي ما أحدثوه في بيت المقدس) صـ 325 :
    " كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت : ليرووا غليلهم من التقتيل !!!.. وذلك كاللبؤات (جمع لبؤه وهي أنثى الأسد الشرسة) التي خـُطفت صغـارها !!!!..
    كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا ًإربا ً!!!.. وكانوا يشنقون أناسا ًكثيرين بحبل ٍواحد بغرض السرعة !!!!... وكان قومنا يقبضـون على كل شيء يجدونه .. فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ًذهبية !!!... فيا للشره وحب الذهب !!!!.. وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث
    " !!!!!!!!!...

    وأقول : لعل رهبانهم وقساوستهم أوهموهم بأن في قلوب وبطون المسلمين (ذهبا وكنوزا) !!!!..
    أو لعلهم اليهود ابتلعوا ذهبهم في بطونهم والله أعلم !!..
    واقرأوا التالي أيضا ًوقارنوه بوصايا نبي الرحمة محمد في النهي حتى عن التمثيل في القتل والجثث !

    يقول كاهن أبوس (ريموند داجميل) شامتاً صـ 326 : 327 :
    " ففعلنا كل ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وأبراجها !!!.. فقد قطعت رؤوس بعضهم !!!!.. فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم !!!.. وبقرت بطون بعضهم .. فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار ...! وحرق بعضهم في النـار : وكان ذلك بعد عذاب طويل !!!!!!!... وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم !!!!.. فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم !!!!.. ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا " !!!!!!....

    ويقول أخزاه الله وهو يصف مذبحة (مسجد عمر) في القدس :
    " لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان !!!.. وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك !!!!!.. وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها !!!!.. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك (ولاحظوا وصفهم بـ : الأتقياء !!!!) .. فعقدوا مؤتمرا ًأجمعوا فيه على (إبادة) جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى (أي نصارى الشرق الأرثوذوكس) الذين كان عددهم جميعا ً(ستين ألفا ً) ..! فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام !!!..
    ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً
    " !!!!!!!...

    يا سبحان الله !!.. " ما كانت هذه لتقاتل " صدق رسول الله !
    < ولم يستبقوا منهم امرأة ًولا ولدا ًولا شيخا ً> !!..

    ويقول هذا الهالك أيضا ًفي صـ 396 :
    " وعمل الصليبيون مثل ذلك : في مدن المسلمين التي اجتاحوها : ففي (المعرة) : قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين : (اللاجئين في الجوامع والمختبئين في السراديب) !!!!.. وأهلكوا صبراً(أي حبسا ًبغير طعام ولا شراب حتى الموت) : (ما يزيد على مائة ألف إنسان) في أكثر الروايات !!!!.. (أقول : انظروا لذلك : وانظروا لرحمة الإسلام وعدله مع الأسرى والمسجونين !) .. وكانت(المعرة) من أعظم مدن (الشام) بعدد السكان : بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط (أنطاكية) وغيرها بيد الصليبيين " !!..
    ---------

    والآن زميلي .. ولكي تكتمل المقارنة في نفس الموقف :
    تعال نرى معا ً: بماذا (( انتقم )) المسلمون لهذه المجازر عند دخولهم فاتحين للقدس ؟!

    2... موقف دخول المسلمين للقدس ..

    وأقصد به هنا : الموقف التاريخي لدخول القائد المظفر (صلاح الدين الأيوبي) للقدس !!..
    حيث تثبت كتب التاريخ والمؤرخين العرب والكفار على حد سواء أنه :

    لم تتعرض أي دار من دور بيت المقدس للنهب !!!!!....

    ولم يحل بأحد من الأشخاص مكروه !!!!...

    إذ فور دخوله للقدس : أصدر أوامره لرجال الشرطة بأن يطوفوا بالشوارع والأبواب : لمنع أي اعتداء يحتمل وقوعه على النصارى كانتقام !!!!!...

    وقد تأثر الملك (العادل) (وهو أخو صلاح الدين) لمنظر (بؤس الأسرى) !!!!..
    فطلب من أخيه (صلاح الدين) إطلاق سراح (ألف أسير) !!... فوهبهم له !!!!..
    فأطلق (العادل) سراحهم على الفور !!!!!..
    كما أعلن (صلاح الدين) نفسه : أنه سوف يطلق سراح كل (شيخ) وكل (امرأة) !!..

    وعند ظهور هذه الرحمة من المسلمين الفاتحين : أقبل (نساء الصليبيين) وقد امتلأت عيونهن بالدموع !!!.. فسألن (صلاح الدين) : أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم ؟؟!!.. أو وقعوا في الأسر ؟؟!!..

    فأجابهن (صلاح الدين) بأن وعدهن بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن !!..

    وبذل (للأرامل واليتامى) من خزانته العطايا : كل بحسب حالته !!!!...
    فكانت رحمته وعطفه : نقيض أفعال الصليبيين الغزاة منذ 88 عاما ًمضت !!...

    أما بالنسبة لرجال الكنيسة أنفسهم (وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس) :
    فإنهـم لم يهتـموا إلا بأنفسهم !!!!!.. وقد تعجب المسلمون حينما رأوا (البطريرك هرقل) وهو يؤدي العشرة دنانير (مقدار الفدية المطلوبة منه) عن نفسه ( فقط ) : ويغادر المدينة !!..
    وقد انحنت قامته : من وطأة ثقل ما يحمله من الذهب !!!!!!!...
    وقد تبعته عربات تحمل ما بحـوزته من الأموال والجواهر والأواني النفيسة !!!!!!!!!...

    ومع أن جميع النصارى كانوا يشعرون بالخوف الشديد .. بل وكانوا ينتظرون خائفين من أن يقتص
    منهم (صلاح الدين) : فيقوم بقتلهم أشنع قتلة كما فعل أسلافهم من قبل عند دخولهم المدينة :
    إلا أن (صلاح الدين) الذي تربى في محراب القرآن وسنة نبيه العدنان : لم يقم بإيذاء أيا ًمنهم !!!!!!!!.. ولم يكتف بذلك .. بل وقد أمر اللاتين (أي الكاثوليك) بترك المدينة .. وسمح (للأرثوذكس) الذين لم يكونوا يحملون صفة الصليبية الأوروبية الغاشمة : بالبقاء فيها : والتعبد فيها : كيفما يشاءون !!!!!...

    وفي هذا تصف المؤرخة الإنجليزية (أرمسترونج) الفتح الإسلامي الثاني للقدس فتقول :
    " في 2 تشرين الأول 1187م دخل (صلاح الدين) وجيشه القدس فاتحاً .. لتبقى المدينة : مُسلمة للسنوات الثمانمائة القادمة ... و قد أوفى (صلاح الدين) بوعده الذي كان قد قطعه للمسيحيين .. وأخذ المدينة دون أن يقوم بأي (مجازر) بما يتوافق و (المبادئ الإسلامية السامية) !!!... فلم يقتل أي مسيحي !!!!!... ولم تحدث عملية نهب واحدة !!!!... وتم تعيين مبالغ ضئيلة للغاية لإخلاء سبيل الأسرى !!!!!... وكما أمر القرآن الكريم : فقد تم إخلاء سبيل معظم الأسرى دونما دفع أي ديّة (تقصد حض القرآن والسنة عموما ًعلى عتق الرقبة) !!!!..
    وكان شقيق
    (صلاح الدين) الملك (العادل) قد طلب من (صلاح الدين) أن يمنحه (ألف أسير) لخدمته ... لكنه عاد وأخلى سبيلهم : لمّا رأى حالتهم التي يرثى لها !!!!!!...
    ولقد سارع
    (أغنياء المسيحيين) لترك المدينة : حاملين معهم ممتلكاتهم الثمينة !!!!!!.... على الرغم من أن ثرواتهم كانت كافية لدفع فدية جميع أسرى الحرب من أتباع دينهم وإخلاء سبيلهم !!!!... أما كبير الأساقفة (هرقل) .. فقد دفع فدية العشرة دنانير مثله مثل الباقين !!!!!... وترك المدينة بثروته التي حملتها عدة عربات " !!!!!!!!!...
    المرجع :
    Armstrong, Holy War, p. 185. emphasis added.

    فالحمد لله على نعمة الإسلام زميلي !!..
    والحمد لله الذي جعلنا مبصرين لما يتعامى عنه الآخرون ..
    والحمد لله على أخلاق الإسلام التي إذا ذ ُكرت في أي زمان ٍومكان ٍعلى حقيقتها :
    فتـُحمد ..

    والحمد لله رب العالمين ..


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الإرهاب الغربي....تاريخ مهين و حاضر مشين
    د. زياد الشامي | 27/8/1436 هـ


    "الإرهاب" تلك الكلمة المطاطة حمالة الأوجه في الذهنية الغربية , وذلك المصطلح الذي ابتدعه الغرب دون أن يضع له تعرفا جامعا مانعا , ودون أن يسمح بوضع حدود له أو ضوابط , بل تركه عن عمد هلاميا ليكون السلاح الجديد الذي يستخدمه ضد المسلمين من أهل السنة أيما وجدوا وحيثما حلوا منذ سنوات وحتى الآن .
    وإذا كانت الآلة الإعلامية الغربية الضخمة قد استطاعت ترسيخ فكرة إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين من أهل السنة على وجه التحديد , من خلال تضخيم الحدث والخبر مهما كان صغيرا وبسيطا ما دام يتعلق بعنف ممارس من قبل ما يسمى "التنظيمات المسلحة السنية" ضد أي مكون آخر حتى ولو كان دفاعا عن النفس , بينما يتم التعتيم الإعلامي شبه الكامل على إرهاب الصهاينة في فلسطين , وإرهاب الرافضة في العراق وسورية واليمن , وإرهاب البوذيين في بورما , وإرهاب حكومات الغرب في أوروبا ...ضد المسلمين من اهل السنة ..... فإن ذلك لا يعني أن الكثير من الباحثين والمفكرين - بل والقارئين فحسب – بغافلين عن مصدر الإرهاب ومنبعه الذي لا ينضب , أو جاهلين بحقيقة من يمارس "الإرهاب" في العالم قديما وحديثا .
    إنه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية , فعلى الرغم من محاولة التغطية عن وجهه الإرهابي الدميم الملوث بدماء ملايين البشر , إلا أن الأحداث والأيام ما زالت تكشف المزيد من إرهابهم , سواء من ماضيهم المهين أو حاضرهم المشين .
    وإذا كان المثل القائل "من فمك أدينك" صحيحا , فإن ما نشرته صحيفة لوتون السويسرية باللغة الفرنسية من فضائح إرهاب الغرب وفظائع مآثمه ، يأتي ضمن هذا السياق , ليؤكد للقاصي والداني حقيقة أن الإرهاب إنما هو صنيعة الغرب بلا منازع , وأن ما يمكن أن يصدر من عنف أو "إرهاب" من غيره إنما هو صدى و ردة فعل لإرهاب الغرب وتماديه في ذلك .
    ففي تقرير حول سلسلة حوارات أجريت مع المفكر وعالم اللسانيات الأمريكي المعروف "نعوم تشومسكي" حول السياسات "الاستعمارية والإمبريالية الغربية"، و"الجرائم البربرية" التي ارتكبها "الغرب الذي يزعم التحضر" في حق العالم , كشفت الصحيفة عن منطق الغرب لغزو العالم ونهب ثرواته , من خلال مقولة الكاتب الإنجليزي جورج أورويل ذات مرة : "إن البشر الذين يعيشون خارج القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية ، وبعض البلدان المتقدمة في آسيا ، لا يعتبرون بشرا" فهل هناك "إرهاب" وعنصرية أكثر من هذا ؟!!!
    وانطلاقا من هذه المقولة يمكن فهم أسباب عدم تحرك ضمير الشعوب الغربية إزاء المجازر التي ارتكبتها دولهم في حق ملايين البشر حول العالم قديما وحديثا ، باعتبار أن هؤلاء الضحايا "ليسوا بشرا"، بل مجرد كائنات تعيش في المستعمرات الغربية في دول العالم الثالث ، وباعتبار أن كل شيء جائز في خضم سعي الغرب للمحافظة على سيادته على العالم ، والحصول على الثروات الطبيعية ، حتى لو تطلب ذلك قتل الآخرين واستعبادهم , فإن تلك المازر ما زالت مستمرة دون أن يرف للغرب جفن أو يهتز له رمش .
    لقد ذكرت الصحيفة أن نعوم تشومسكي أجرى سلسلة حوارات مع الفيلسوف والكاتب الأمريكي ذي الأصل السوفييتي "أندري فيتشاك" , ونقلت الصحيفة عن أندري فيتشاك شيئا منها حيث قال : "إن السياسة الاستعمارية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الآن، أدت لمقتل ما بين 50 و55 مليون إنسان ، بسبب حروب بدأتها الدول الغربية، أو انقلابات عسكرية صنعها الغرب ، أو حروب أهلية تسبب في اندلاعها ، بالإضافة إلى مئات الملايين من الضحايا الذين تأثروا بطريق غير مباشرة وماتوا في صمت ، ولفّهم النسيان" .
    إنها في الحقيقة عبارة مختصرة تشير بوضوح إلى "الإرهاب" الغربي اللامتناهي منذ عقود وحتى الآن , وبنفس الوسائل والأساليب الخبيثة : حروب أهلية أشعل فتيلها – حروب بدأها لنهب ثروات البلاد الغنية – انقلابات عسكرية صنعها ليبقى مهمينا على الدول – تحريض ضد المسلمين في كل مكان تحت رعايته ...الخ .
    وكأمثلة بسيطة عن تاريخ الغرب الأسود في سجل الإرهاب ذكرت الصحيفة بعض الأرقام والحقائق المخفية والمخيفة بنفس الوقت نقلا عن "نعوم تشومسكي" :
    1- معسكرات التجميع لم تظهر لأول مرة في ألمانيا النازية كما يزعم الغرب ، بل سبقتها إليها الامبراطورية البريطانية ، في جنوب إفريقيا ، خلال حرب البورس الثانية بين 1899 و1902.
    2- الفظائع التي ارتكبها الغرب في فترة السياسات الاستعمارية الجديدة، (نيوكولنيالزم)، في جمهورية الكونغو الديمقراطية مثلا، حيث سقط ما بين ثلاثة وخمسة ملايين إنسان ، بسبب سعي الشركات الكبرى للاستحواذ على المعادن الثمينة ، مثل مادة الكولتان المستعملة في صناعة الهواتف الجوالة والحواسيب .
    3- يقول "تشومسكي" بحسب الصحيفة : العالم يجهل أن معاناة الشعب الكمبودي انطلقت قبل مجازر الشيوعيين بين عامي 1975 و1979 بسنوات ، وذلك عندما طلب وزير الخارجية الأمريكي "هنري كيسنجر" بقصف المناطق السكنية في كمبوديا، فيما يشبه الدعوة "لارتكاب مجازر تطهير عرقي"، بهدف ثني كمبوديا عن التفكير في مساندة جارتها فيتنام في حربها ضد الإحتلال الأمريكي، وسقط ملايين البشر ضحايا القتل بدم بارد في هذه "المجزرة الاستباقية"، التي لم تتوقف إلا بعد فضحها من صحيفة نيويورك تايمز .
    وإذا كان هذا حال تاريخ الغرب مع "الإرهاب" فإن حاضره المشين لا يقل سوءا وقتامة عن ماضيه , فما يحدث في العالم الإسلامي اليوم من "إرهاب" تديره وتشرف عليه قوى الشر العالمية ممثلة بالصهيونية والصليبية والصفوية , والذي أدى إلى سقوط ملايين البشر – معظمهم من المسلمين من أهل السنة – ناهيك عن تدمير البلاد ونهب الثروات ......يؤكد أن "الإرهاب" العالمي كان ولا يزال مصدره واحد هو الغرب .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء