بسم الله الرحمن الرحيم
«إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ (3 - الجاثية)» ..
والآيات المبثوثة في السماوات والأرض لا تقتصر على شيء دون شيء، ولا حال دون حال. فحيثما مد الإنسان ببصره وجد آيات الله تطالعه في هذا الكون العجيب..
وأي شيء ليس آية؟
هذه السماوات بأجرامها الضخمة، وأفلاكها الهائلة، وهي -على ضخامتها- مبعثرة كالنثار الصغير في الفضاء.. الفضاء الهائل الرهيب.. الجميل..!
ودورة هذه الأجرام في أفلاكها في دقة واطراد وتناسق.. تناسق جميل لا تشبع العين من النظر إليه، ولا يشبع القلب من تمليه! وهذه الأرض الواسعة العريضة بالقياس إلى البشر، وهي ذرة، أو هباءة بالقياس إلى النجوم الكبيرة.
ثم بالقياس إلى هذا الفضاء الذي تتوه فيه.. تتوه لولا القدرة التي تمسك بها وتنتظمها في العقد الكوني الذي لا يتوه شيء فيه! وما أودعه الله طبيعة هذه الأرض في موقعها الكوني الخاص من صلاحية لنشوء الحياة فوقها، ومن خصائص دقيقة مقصودة متراكبة متجمعة متناسقة. لو اختلت خصيصة واحدة منها أو خلفت ما أمكن أن تقوم فيها الحياة أو تدوم! وكل شيء في هذه الأرض وكل حي.. آية.. وكل جزء من كل شيء ومن كل حي في هذه الأرض..
آية.. والصغير الدقيق كالضخم الكبير.. آية..
هذه الورقة الصغيرة في هذه الشجرة الضخمة أو النبتة الهزيلة.. آية..
آية في شكلها وحجمها، آية في لونها وملمسها. آية في وظيفتها وتركيبها.
وهذه الشعرة في جسم الحيوان أو الإنسان.. آية..
آية في خصائصها ولونها وحجمها.
وهذه الريشة في جناح الطائر.. آية..
آية في مادتها وتنسيقها ووظيفتها.
وحيثما مد الإنسان ببصره في الأرض أو في السماء تزاحمت الآيات وتراكبت، وأعلنت عن نفسها لقلبه وسمعه وبصره.
كتبه أحمد سبيع
Bookmarks