بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن الانسان تعرض عليه الفتن والملذات , فمن الناس من يستمسك بحبل الله ويعتصم , ويكبح جماح شهواته , ومنهم من يسقط في بئر الهوى والملذات فيندم أحر الندم
إنسان سافر إلى بلد آخر ، وعنده في بلده زوْجة وأولاد وهو مُحْترم اجتماعياً ، وله مكانة فَزَلَّتْ قَدَمُه هناك ، فأُصيب بِمَرض ولا يجْرؤ أن يذكر هذا المرَض خوْفاً من أن يسْقط من عيو ن الناس ، يقول مرَّةً : والله عانَيْتُ منه ستَّةَ عَشَر عاماً وأنا أتَألَّم وكُلُّ هذا الغلط والألم وهذا الحزْن وهذا الخوْف من شَهْوة ساعة
ألا يا ربّ شَهْوة ساعة أورَثَتْ حزْناً طويلا
فقال : الصبر عن الشَّهْوة أسْهل من الصبْر على ما توجبه الشَّهْوة ، ماذا توجب الشَّهْوة ؟ طبْعاً الشَّهْوة المُحَرَّمة ، قال تعالى :
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
وقال بعضهم:
وغاية هذي الدار لذة ساعة 000ويعقبها الأحزان والهم والندم
وهاتيك دار الأمن والعز والتقى 000 ورحمة رب الناس والجود والكرم
وأنصح أخواتى الفضليات الكريمات

احذري أختاه عالم النت، فلقد دخلت المرأة هذا العالم الغريب العجيب، وخاضت غمار هذا البحر المتلاطم، ولكن للأسف الشديد استغل بعض الرجال غفلـة وطيبـة بعض النساء، وعواطفهن الجياشة في أمور لا ترضي الله تعالى من خلال المنتديات، أو الشات، أو الماسنجر، أو غير ذلك، فيرمي الرجلُ للمرأة طُعماً سرعان ما تبتلعـه، ولا تشعر بأي شيء غريب، ولكن بمرور الزمن تكتشف أنها وقعت فريسة لشبح من أشباح النت، لا تعرفـه، ولم تره، ولكنها فجأة وقعت بغرامـه وأحبتـه، بل لا تقدر على فراقـه، فتتمنى أن تتحدث مع أحد الأوهام في كل وقت وحين، كل هذا بعد أن كان هذا الأمر عند هذه الأخت من أكبر الكبائر وأعظمها، ما كانت تتوقع في يوم من الأيام أن تتعلق برجل وتحبـه، كيف وهي العفيفة الطاهرة التي تربت على العفـة والحياء، وعزة النفس، وأحياناً يكون هذا الشبح -أقصد الذئب- خبيثاً وماكراً، ولديـه أساليب شيطانيـة، وفي الطرف الآخر أخت مسكينـة تظن أن كل ما يلمع ذهباً، وتغتر بنفسها وبفكرها وعقلها، فإذا هي تقول: أنا أعرف، وأنا أفهم، وأنا أدرى بنفسي، وقادرة على التحكم فيها، وهيهات!! [2].

اعلمي أختاه أن رحلة الانحدار تبدأ بخطوة واحدة: فاحذري خطوات الشيطان، فهو يريد أن يوقعك في خطواته خطوة خطوة، حتى يرمي بك في عالم مجهول، ومكان سحيق، فانتبهي من قريب، وأدركي الخطر المحدق حتى لا تندمي حيث لا ينفع الندم.

إن بعض النساء تقع في أخطاء متتالية، ومخالفات متعددة، فتسمح لنفسها النظرة الحرام، والخلوة الحرام، والحديث الحرام، والعلاقة الحرام، ثم إذا وقع الفأس على الرأس قالت: أنى هذا؟! قل: هو من عند نفسكِ، هو بسبب مخالفاتكِ الكثيرة، ولو أنها وقفت عند حدود الله من أول خطوة، وانتبهت لنفسها من البداية، ما وقعت فيما وقعت فيه، ثم بعد ذلك تندم ندماً تتقطع منه القلوب، وتتحسر حسرات تنهد منها الجبال الراسيات، ولا ينفعها ذلك. فالله تعالى أمرها بغض البصر، فقال: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [سورة النور: 31] فخالفت أمره، وتعدت حدوده، وحذرها من الكلام مع الرجل الأجنبي حتى لا يتدرج بها ذلك إلى ما لا يحمد عقباه، فخالفت، وحذرها من اتباع خطوات الشيطان فاتبعته، ولا تعلم أن عقوبة مخالفة واحدة للشرع قد تكون ضياع عفتها وشرفها ودينها؟!

تقول إحداهن وهي تبكي: "كانت مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة (حب) وهمية -كحب الذئب الذي يتربص بالفريسة- أوهمني أنه يحبني، وسيتقدم لخطبتي، طلب رؤيتي، رفضت، هددني بالهجر! بقطع العلاقة! ضعفت، أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة! توالت الرسائل وكثرت، طلب مني أن أخرج معه، فرفضت بشدة، هددني بالصور، بالرسائل المعطرة، بصوتي في التلفون قال: اخرجي معي وتعودين في أسرع وقت ممكن، نعم لقد عدت ولكن! عدت وأنا أحمل العار، عدت وأنا أحمل الخزي، قلت له: الفضيحة! قال لي بكل احتقار وسخرية: أنا لا أتزوج بـ... !

اعلمي أختاه أن المرأة كالزجاجة إذا انكسرت لم تنجبر، فأنت بعفتك كالزجاجة كسرها لا يشعب، هل رأيت زجاجة انكسرت فانجبرت؟! فأنت حينما تضيعين عفتكِ وشرفكِ تهدمين بذلك بيتك وبيت أبيك وإخوانك، بل إلى أكثر من هذا حينما تُخطب زميلاتك ويتزوجن وتصبح بيوتهن مليئة بالسعادة والفرح والحبور، بينما أنت لا أحد يتقدم لخطبتك، ولا شاب يشرُف بالزواج منك؛ لأن من دنست نفسها بالخيانة اليوم ليس بعيداً أن تدنّس فراش زوجها بالخيانة بعد ذلك. أنتِ من سيندم في يوم لا ينفع الندم، أما ذلك الذئب فعيبه في جيبه كما يقال، وتأملي هذه الحكمة جيداً: (رب لذة ساعة أورثت حزناً طويلاً).
احدى القصص المؤسفة كانت لطالب جامعي اسمه (ع.م) يبلغ من العمر (21) سنة
وفي السنة الثالثة من التحاقه بالجامعة ..
صاحب مجموعة من الشباب في نفس المرحلة التي كان يدرس بها ..
وقرروا ان يسافروا في رحلة صيفية الى احدى دول شرق آسيا ..
وتم بالفعل ترتيب الرحلة لسفرهم ومع الاسف في ثنايا تلك الرحلة المشؤومة ..
وفي اطار الترف واللعب والترفيه عـرض على هذا الشاب..
وتم اقناعه بممارسة العلاقات المحرمة مع بائعات الهوى في تلك الدولة ..
وقد تكرر هذا العمل عدة مرات في دول مختلفة وممارسة العمل الجنسي غير المشروع
ضاربا عرض الحائط بجميع المخاطر والامراض الجنسية ومن اخطرها مرض المناعة المكتسبة.

وبعد هذه الرحلات المكوكية بعدة سنوات أحس هذا الشاب بتكرار الارهاق الشديد والتعب العام
والاسهال المتكرر الشديد والنقص الشديد في الوزن ..

وفي البداية لم يـعرف مرض هذا الشاب الى ان تم تحليل دمه بفحص مرض نقص المناعة المكتسبة "الأيدز"
وجاءت النتيجة ايجابية بالكشف عن اصابته بمرض "الأيدز" والعياذ بالله وكانت مفاجأة كبيرة وصدمة عظيمة
له ولاهله لما عرف عنه في ذلك الوقت انه مرحلة ترتيب الزواج من احدى اقاربه ولكن على سوء هذه
الصدمة الا انه حمد الله انه عرف المرض قبل اتمام الزواج من زوجة المستقبل.

هذا الشاب قرر الغاء زواجه وبرره باعذار معينة وعاش فترة طويلة من الاكتئاب وعزلة عن الناس
وكان في ذلك الوقت ليس هناك ادوية فعالة للتحكم والتهبيط من هذا المرض
وتكرر لديه الالتهابات الرئوية والجرثومية حتى اصبح في آخر السنتين من عمره يقضيها في المستشفى
اكثر من قضائه في البيت واصبح هزيلا تعبا انهكه المرض الى ان توفاه الله بعد اكتشاف المرض
بسنوات قليلة وكان يكرر "رحمه الله" على الاطباء اسفه على الحماقة وعلى تصرفه الذي ارتكبه
من الممارسات الجنسية الخاطئة التي تدل على عدم توعيته بتعاليم الدين الحنيف

القصة الثانية هي الاخرى مؤلمة ولها جوانب اجتماعية كبيرة وهي للشاب (ف. خ)
بعد تخرجه من الثانوية العامة ذهب الى اكمال الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الامريكية
وقضى هناك عدة سنوات واتم دراسته بنجاح ورجع الى بلده بعد تحقيق حلمه
وحلم اهله بعد حصوله على الشهادة الجامعية وعند رجوعه حصل على وظيفة مرموقة
وامن مستقبله وطلب من اهله البحث عن فتاة يكمل بها نصف دينه وقد تم له ذلك.

وظفر بزوجة احبته واحبها واقرت بها عينه الى ان جاء ..
وبدأ سيناريو الفاجعة المؤلمة عندما شعرت الزوجة الشابة الطموحة المغلوبة على امرها
بعد اربع سنوات من زواجها "التعيس" بالتعب والارهاق من تكرار الالتهابات الرئوية
وتم ادخالها للمستشفى وحقيقة من التاريخ والفحص الطبي لمرضها
كان الشك الاعلى هو اصابتها بنقص المناعة المكتسبة "الأيدز"
وتم عمل التحاليل الطبية اللازمة التي اثبتت وللأسف اصابتها بفيروس "الأيدز" الخطير

وقام الفريق الطبي باستدعاء زوجها وعملت له التحاليل التي اثبتت اصابته هو الآخر بالفيروس
وقام بالاعتراف امام احد الاطباء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بعيادة الأيدز
ممارسته وقيامه ببعض الممارسات الجنسية المحرمة اثناء دراسته بالخارج
ولم يكن يعلم باصابته بهذا المرض الفتاك وكان شديد التألم

وقال لو كنت اعلم عن اصابتي بمرض الأيدز لما اقدمت على الزواج ولما عرضت زوجتي التي أصيبت
بهذا المرض المميت. وكان هذا الشاب متألما لحال زوجته اكثر من تألمه لنفسه وباحساسه بانه لا ذنب لها,

بدأ ذرفان الدموع وذهب الى زوجته يعانقها ويتأسف منها ويحلف لها بالايمان المغلظة بانه لا علم له
باصابته بالمرض الذي يتألم منه. واستمر الزوجان يعانيان من جحيم "الأيدز" تحت المتابعة الطبية فترة
من الزمن وكان في ذلك الوقت عدم التطور الطبي من وجود ادوية فعالة كما هو متوفر الآن
واستمرت حالة الزوجة في تدهور واخيرا ظهرت اورام لمفاوية في البطن واثبتت الفحوص عن اصابتها
بسرطان لمفاوي بسبب نقص المناعة المكتسبة "الأيدز" وتوفيت الزوجة المسكينة متأثرة بمرضها
وقد الم زوجها ذلك كثيرا والذي عاش فترة اكتئاب مستمرة وقد لحق بها رحمهما الله جميعا
بعد عدة اشهر متأثرا بمرضه وحالته النفسية التي لا يحسد عليها.

وهذه القصة تدل على اهمية فحص الزوج والزوجة قبل الزواج للاطمئنان على حالتهما الصحية
قبل ارتباطهما.
ما أجمل العفة والطهارة والنقاء
يقول الله تعالى (
وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله). الآية من سورة النور قال ابن كثير في تفسيرها: هذا أمر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجًا بالتعفف عن الحرام. كما قال - عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغَضُّ للبصر، وأحْصَنُ للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء.قال عكرمة في قوله: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا.قال: هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي، فإن كانت له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها، وإن لم يكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والأرض حتى يغنيه الله. اهـ
وقال السعدي في تفسيره: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، أن يكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه، ويفعل أيضا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وقوله: { الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا } أي: لا يقدرون نكاحا، إما لفقرهم أو فقر أوليائهم وأسيادهم، أو امتناعهم من تزويجهم وليس لهم من قدرة على إجبارهم على ذلك، وهذا التقدير، أحسن من تقدير من قدر " لا يجدون مهر نكاح " وجعلوا المضاف إليه نائبا مناب المضاف، فإن في ذلك محذورين: أحدهما: الحذف في الكلام، والأصل عدم الحذف.
والثاني كون المعنى قاصرا على من له حالان، حالة غنى بماله، وحالة عدم، فيخرج العبيد والإماء ومن إنكاحه على وليه، كما ذكرنا.
حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وعد للمستعفف أن الله سيغنيه وييسر له أمره، وأمر له بانتظار الفرج، لئلا يشق عليه ما هو فيه.
واعلم أيها المتزوج أن البضع واحد يعنى الفرج واحد فلا فرق بين امرأة وأخرى


قال النبي صلي الله عليه وسلم:
إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، و تدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1940
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(حديث مرفوع) ْالحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن حبيب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البزاز يعرف بابن القادسي سَمِعْتُهُ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ ، إِمْلاءً ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو سَلَمَةَ الْغِفَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ فَأَعْجَبَتْهُ ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْبُضْعَ وَاحِدٌ ، وَمَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا " .




هذا والله أعلم.